الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف خلال جلسة مجلس قادة دول رابطة الدول المستقلة


تحت عنوان "كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف خلال جلسة مجلس قادة دول رابطة الدول المستقلة" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 13/10/2014 النص الكامل لكلمة الرئيس وهذه ترجمة كاملة لها:


الرئيس المحترم !
قادة الدول المحترمون !
لمن دواعي ارتياحي الكبيرة أن أحيي قادة دول رابطة الدول المستقلة، وأن أقول كلمة شكر صادقة لرئيس جمهورية بيلاروسيا أليكساندر غريغوريفيتش لوكاشينكو على دفئ الإستقبال وحسن الضيافة.


وكما أشير هنا لقاؤنا يجري في ظروف أوضاع دولية متغيرة بسرعة، وتصاعد التوتر الجيوسياسي والمواجهات السياسية، واستمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، التي لا يعرف متى تنتهي أو تبدأ بالإنخفاض، مع التطرف وتفعيل الأصولية الدينية، وتفاقم أوضاع الصراعات في محيطنا القريب والبعيد.
وبالطبع لا يمكن أن لا يقلنا سعة إنتشار العنف، والتهديدات الإرهابية الواقعية، والتطرف، وتهريب المخدرات، والدعوات العدائية لبعض السياسيين والمتسيسين الذين فقدوا السيطرة على أنفسهم، وخاصة من خلال القنوات التلفزيونية، والذين فجأة أحسوا وكأنهم يملكون الأوضاع، ومما صعد الأوضاع أكثر ودفع بها كان ظهور المذابح الدامية في بعض الدول.
وليس من الصعب تصور إلى أي نتائج مأساوية يمكن أن تؤدي الأوضاع المقلقلة المتشكلة والتي لم تقيم بالكامل.
وعلى مثال الحرب بين الأشقاء في أفغانستان، والمستمرة منذ 35 عاماً، وأدت إلى ملايين الضحايا البشرية وملايين اللاجئين، وإلى تخريب اقتصاد البلاد والدمار فقط. وإلى نشوء جيل جديد لا يستطيع فعل شيئ اليوم سوى حمل واستخدام السلاح. ولو أنه كان من المعروف ومن البداية وعلى مثال تاريخ أفغانستان، أنه من الصعب الاستيلاء على هذه البلاد. ونحن وبعد أن قيمنا هذه الأمثلة اقتنعنا بأنه لا حل عسكري للقضية الأفغانية.
ونحن كجيران قريبين لأفغانستان مقتنعين بالكامل اليوم بأنه من خلال الإسراع بإنهاء عمليات تشكيل الحكومة الأفغانستانية الجديدة، حيث تمثل القوى السياسية والإثنية والدينية الأساسية المتصارعة فقط ، يمكن مد الطريق نحو تخفيض مستوى عدم الإستقرار، والقضاء على الفقر، وإعادة الاقتصاد المدمر، وتوفير السلام والهدوء إلى هذا البلد.
وفيما يتعلق بحل القضية الأوكرانية، ووفق قناعتنا، فهي بالإمتناع عن استخدام استخدام القوة كوسيلة وطريقة لحل كل القضايا الناشئة، وفقط عن طريق استخدام الوسائل السياسية، التي تعتمد على المبادئ الأساسية للحقوق الدولية ونظام منظمة الأمم المتحدة، وقيام الطرفين ودون أية شروط بتنفيذ اتفاق منسك حول وقف إطلاق النار والهدنة، ليس بالكلمات بل بالأفعال التي يمكن أن توفر الظروف اللازمة لعملية المحادثات والتوصل إلى السلام في أوكرانيا.
ومع الأسف الشديد الأسئلة السياسية الهامة التي يجب النظر فيها والتي لا يمكن تجاوزها، ببساطة لم تدخل عملية المحادثات بعد.
ومسألة أخرى ترتبط مباشرة بلقاء قادة دول رابطة الدول المستقلة اليوم. فمنذ يومين فقط نشر كخبر رقم واحد، أنه سيشارك في لقائنا رئيس أوكرانيا السيد ب. بوروشينكو. ولكن أصبح معروفاً مساء الأمس أن السيد ب. بوروشينكو لن يأتي إلى اللقاء وأن خططه تغيرت. وبتصورنا من الصعب الموافقة على مثل هذا القرار. وها قد مضى عام على قضية المواجهات في أوكرانيا وأصبحت واحدة من أكثر القضايا المعاصرة الجادة والحادة، التي تناقش في العالم ومن ضمنه على الساحة السوفياتية السابقة. وبالمناسبة حتى في أبعد مناطقنا وقرانا عرف الناس جيداً عن طريق التلفزيون ما يجري في أوكرانيا. وفي هذه الظروف لا يوجد من لا يهتم، عملياً الكل حصلوا على معلومات كافية عما حدث ومن أي شيء بدأ. والجميع ينتظرون متى وبماذا ينتهي الصراع غير الطبيعي أبداً بين الأشقاء المتصارعين، والذي يجب أن ينتهي بسرعة.
ولنوجه سؤال، من منا نحن قادة دول رابطة الدول المستقلة التقى وجهاً لوجه مع السيد ب. بوروشينكو ؟ أحدنا فقط. وخلال الوقت الماضي زار العديد من دول اوروبا، وخاصة بروكسيل، وغيرها من الدول.
ولكن كان من الممكن استخدام أمكانية اليوم ومن خلال الزيارة والمشاركة في الجلسة الدورية لقمة رابطة الدول المستقلة. فأوكرانيا لم تزل عضواً في رابطة الدول المستقلة. وهناك إنطباع بأن موقف السيد ب. بوروشينكو كما هو واضح ثنائي، لا يمكنه أن يأخذ في حسابه أية مصلحة له بالخروج من رابطة الدول المستقلة أم لا. والمهم لو تحدث هنا اليوم لوفر لنا فرصة للفهم الأكبر لكيفية حل القضية الأوكرانية. ولكن مع الأسف الشديد لم يحدث هذا.
الأصدقاء المحترمين !
رئيس اجتماعنا أليكساندر غريغوريفيتش لوكاشينكو في ختام كلمته أشار إلى أنه حان الوقت لبحث آفاق مستقبل تطور رابطة الدول المستقلة بانفتاح.
وبالنسبة لنا أهمية رابطة الدول المستقلة واضحة، واهتمامنا الإيجابي في تنمية العمل المتبادل المفيد والتعاون متعدد المجالات مع كل شركائنا على أسس مراعاة مصالح بعضنا البعض.
 ونحن نرى بالرابطة جهاز يوفر فرص واسعة لإجراء حوار دولي مباشر، وبحث المسائل الملحة، وحل الصراعات والخلافات بين الدول الأعضاء من خلال قاعدة الاتفاقيات الحقوقية التي أحدثت وتعمل بشكل كاف وقوي، والوسائل والآليات المعدة للعمل المشترك.
فرابطة الدول المستقلة هي ساحة لإعداد مداخل مشتركة مقبولة، وإجراءآت عملية منسقة للإسهام في التنمية الدائمة ببلادنا، واستخدام المقدرات المتوفرة في مجال التعاون التجاري والاقتصادي بنشاط، واستباق الأعمال المعادية في وقتها ومنع نشاطات الإرهاب والتطرف، والأهم أن تستمر علاقات المواطنين على الساحة السوفييتية السابقة. واليوم وعلى هذه الساحة دول قليلة يمكنها أن تتصور كيف يمكن الإستمرار مستقبلاً دون علاقات مبنية على أسس قاعدة الإتفاقيات التي أحدثت في رابطة الدول المستقلة. وفي هذه الظروف حتى في جورجيا يعون أنهم ارتكبوا خطأ كبيراً آنذاك.
وتوفير تنمية مستقرة على ساحة رابطة الدول المستقلة بالدور الأول يتعلق بنا نحن دول الرابطة. وأعني الإستعداد لإيجاد لغة مشتركة مع كل الجيران القريبين والبعيدين، واتباع سياسة إجتماعية واقتصادية فعالة ومدروسة بعمق، وتحقيق مستوى حياة فعلي للسكان، وتعبئة كل المجتمع حول المهام الإبداعية.
ولتحقيق هذه المواقف الهادفة وإحداث الظروف المثالية القصوى لتوسيع التجارة المتبادلة والاستثمار بين بلداننا سيوفر في الكثير تشكل والإسراع في تشغيل المناطق القيمة للتجارة الحرة على ساحة رابطة الدول المستقلة، المبنية على مبادئ عدم الإساءة للنظام التجاري الساري بين الدول. واليوم وبارتياح كبير سمعت اقتراح فلاديمير فلاديمروفيتش بوتين عن أنه حان منذ زمن بعيد وقت تشغيل مثل هذا النظام كأفضل الموديلات لأنظمة تعزيز علاقاتنا.
وهذا النموذج الاقتصادي الموحد الذي يمكن أن يقرب بين شعوبنا، مرة واحدة وإلى الأبد يحل المسائل التي نحن عبثاً لم نعطها أهمية والتي تعتبر موضوعاً جدياً للتجارة.
ومنتهزاً هذه المناسبة، أود مرة أخرى أن أعلن أننا لا نرى أية حواجز أمام نشاطات رابطة الدول لمستقلة وفي نفس الوقت من خلال تشكيل اتحادات تكاملية أخرى على ساحة الإتحاد السوفييتي السابق. ويدور الحديث من بينها حول إتحاد أوروآسيا الاقتصادي. وهنا لا نرى أية مشاكل يمكن أن تكون موضوعاً للبحث.
ومع ذلك نعتبر من المهم أن تكون في كل هذه الإتحادات بين الحكومات، رابطة الدول المستقلة خاصة قاعدة لتشكيلها، على الأسس التي أحدث عليها إتحاد أوروآسيا الاقتصادي، وهنا ليس أقل من التفكير على أية قاعدة أحدث هذا الإتحاد، وكيف بنى أعماله المستقلة، وكيف كون جدول أعماله الخاص، وكيف وضع مبادئ وبرنامجه طول المدى للتنمية، دون تبديل أو تكرار لبعضهم البعض. وإذا لم تحترم هذه الشروط، فمن الصعب الإعتماد على النشاطات التي اتفق عليها هذا الإتحاد.
ومن هذا الخط فبحث هذه المسائل المرتبطة برابطة الدول المستقلة مرة أخرى اليوم يشهد على أننا عبثاً لا نعيرها إهتمامنا. وأنا في المرة السابقة وأثناء وجودي في هذه الصالة، أشرت إلى أني: أعتبر فقط علاقات عامة وليس أكثر، وأن الإعتماد على هذه العمليات سيستمر مستقبلاً أيضاً،  وأنهم سيأتون إلى هنا أو إلى غيرها من الدول لحضور الجلسات المناوبة لقمم رابطة الدول المستقلة. ولهذا أنا أنضم إلى رأي الكثيرين من الزملاء، الذين يعتبرون أنه على هذه المسائل تتوقف الآفاق الخاصة لرابطة الدول المستقلة، ويجب التفكير بها جدياً.
وشكراً لإصغائكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق