الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان خلال افتتاح دورة المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية


تحت عنوان "كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان خلال افتتاح دورة المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 3/10/2014 النص الكامل للكلمة وهذه ترجمة كاملة لها:


السيد طالب رفاعي المحترم !
المشاركون في اللقاء المحترمون !
سيداتي وسادتي !
لمن دواعي إرتياحي الكبيرة أن أحييكم ضيوفنا المحترمون، رؤساء وأعضاء المجلس التنفيذي، والمسؤولين في الوزارات، والإدارات، المختصة بمسائل تطوير السياحة، والعلماء والمتخصصين، ورؤساء المنظمات السياحية، ومندوبي صناعة السياحة العالمية، وأن أعبر لكم جميعاً عن احترامي الكبير، وتمنياتي لكم بأعمال مثمرة وناجحة للدورة الـ 99 للمجلس التنفيذي.
وقبل كل شيء أود أن أشكركم على هذا الإستقبال والترحيب، وعلى التصفيق الذي استقبلتم به اليوم رئيس أوزبكستان. ورداً أود أن أقول لكم شكراً جزيلاً، وباللغة الأوزبكية "كتتا راحمات"، ومرة أخرى أود الإشارة إلى أني سعيد بصدق أن أشاهدكم جميعاً في سمرقند بالذات، وفي أوزبكستان. ومن أكبر أمنياتي أن تبقوا مرتاحين في زيارتكم لأرضنا.
أنا أعرف أنه يحضر اليوم وفي هذه الصالة أكثر من 150 مندوب عن صناعة السياحة. ويحضر هنا أصدقاؤنا، الدبلوماسيون المعتمدون لدى أوزبكستان. الذين يشاركون دائماً مع ضيوفنا في جميع ندواتنا واحتفالاتنا الهامة.
وأود أن أعبر عن كلمة شكر صادقة للأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد طالب رفاعي، وكل أعضاء المجلس التنفيذي لاختيارهم المدينة العريقة دائمة الشباب سمرقند مكاناً لعقد الجلسة الدورية للمجلس التنفيذي، المدينة التي كانت وستبقى تقاطعاً للثقافة ولؤلؤة للحضارة العالمية.
كما ويمكن التحدث كثيراً عن الأهمية التاريخية وعن جمال سمرقند.
للمدينة ثلاثة آلاف عام تقريباً من التاريخ الغني، وتجذب بآثارها وهندستها المعمارية الرائعة، وقببها الزرقاء، ومنظرها الشرقي الفريد، اهتمام الرحالة والسياح والضيوف.
وهذه المدينة الرائعة قادرة على إثارة إعجاب أي إنسان. وعندما يشاهدها لأول مرة لا ينساها أبداً.
منذ وقت قريب ضمت إصدارة الإنترنيت الأمريكية "خافينغتون بوست" المعترف بها في الأوساط الدولية الهامة سمرقند إلى قائمة الـ 50 مدينة في العالم التي يجب ومن الضروري زيارتها ولومرة واحدة في الحياة.
وأنا كإنسان ولد وترعرع في هذه المدينة، ألتصق عضوياً بالمرحلة القديمة وباليوم الحاضر، ويسعدني مرتين أن أراكم، كلكم ضيوفنا الأعزاء على أرضنا المضيافة، وأقول لكم من باسم كل سكان سمرقند وباسمي شخصياً: "أهلاً وسهلاً بكم في سمرقند!"
أصدقائي الأعزاء !
جدول الأعمال الرئيسي لجلسة دورة المجلس التنفيذي اليوم تتضمن بشكل خاص موضوع: "طريق الحرير العظيم، والآفاق الجديدة لتطوير السياحة الدولية".
ومن أقدم الأزمان توحد السياحة شعوب كوكبنا. ويتوجه الناس في جولاتهم لاكتشاف أراض جديدة، والتعرف على العالم، وتطوير التجارة، وإقامة علاقات ثقافية ودبلوماسية. وينبع الدور الهام الذي لعبته منطقة آسيا المركزية في هذه العملية من قوة موقعها على تقاطع طرق القوافل التجارية، والثقافة والحضارة.
وبرأي العلماء الهامين، بدأ تاريخ قيام دولة أوزبكستان من الألف الثانية قبل الميلاد أي له أكثر من 3,5 ألف سنة. ومراكز قيام وتطور الدول العريقة هنا كانت مدن: سمرقند، وبخارى، وخيوة، وشهريسابز، التي عاصرت روما، وبابل، ومعروفة بشكل واسع كاضخم المراكز العلمية والفنية والثقافية، في القرون الوسطى، كما أدخلت في قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
وهنا يمكن القول أنه خلال السنوات الأخيرة نحن مع كل المجتمع الدولي وبشكل واسع احتفلنا بمرور 2750 عاماً على تأسيس سمرقند، و2700 عاماً على تأسيس مدينة شهريسابز، و2500 عاماً على تأسيس مدينة بخارى، و2500 عاماً على تأسيس مدينة خيوة، وبمرور 2200 عاماً على تأسيس مدينة طشقند أيضاً.
وتحمل هذه المدن الثقافة العريقة، ومن بداية وأواخر القرون الوسطى تطورت فيها: العلوم، والتعليم، والحرف اليدوية، والتجارة، وبناء القصور، والمعابد والمساجد. وكانت تحتاج لتشييد المدن الرائعة ليس فقط للأساتذة والبنائين المهرة، بل ولمعرفة وخبرات العلماء، الذين أتقنوا بعمق العلوم الأساسية، مثل: الرياضيات، وعلم الفلك، والفيزياء، والهندسة المعمارية، والهندسة، والجيوديسيا، وعلم الزلازل، والكيمياء.
وعبر هذه المدن والمراكز الثقافية امتد طريق الحرير العظيم، أحد أهم القواعد الثقافية والإجتماعية والاقتصادية في التاريخ العالمي. وحتى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد تشكلت نظم للاتصالات ربطت بين بعض الثقافات والدول في منطقة واسعة في الشرق الأدنى، تمتد من السهول الواقعة في بلاد ما بين النهرين وحتى أودية الهند، ومن واحات وسط آسيا حتى بحر العرب. وهي التي أصبحت بالنتيجة من خطوط طريق الحرير العظيم.
ونتج عن توسع علاقات التبادل التجاري هجرة السكان، الذين حملوا معهم عاداتهم وآرائهم، التي انعكست في هندسة البناء، والآثار الثقافية، وعلم العملات، والحرف اليدوية.
وكان الحرير البضاعة المثالية للنقل إلى مسافات بعيدة، ويدر أرباحاً عالية. وبالإضافة له على طريق الحرير العظيم جاءت الكثير من البضائع والمنتجات الأخرى، شملت: الفرفور، والمرايا، والزجاج، والسجاد، والمعادن، والأسلحة، ومختلف أنواع الحلي، والشاي، والتوابل، والورق الصيني الشهير.
ومن تحليل تاريخ نشوء وقيام السياحة العالمية، مرة أخرى أقتنع بأنه إلى جانب إقامة العلاقات التجارية، والراحة، والترفيه، كان ويبقى دراسة والتعرف على تاريخ، وثقافة، وعادات وتقاليد، شعوب العالم كنتيجة جزءاً لا يقل أهمية لتوسيع الفهم المتبادل وتعزيز التسامح بين الناس والشعوب.
وحصلت السياحة الإطلاعية الدولية اليوم على اهتمام كبير، وبرأيي، أنها تحدد أكثر قيمة السياحة بالكامل.
وعندما نتحدث عن دور وأهمية السياحة وخاصة في المرحلة المعاصرة، قبل كل شيء الدولية، لابد أن نشير إلى أن أحد أهم الأسئلة، ويمكن أن تكون من الأسئلة الملحة. لأنه بفضل السياحة نحن نتعرف على ماهية التسامح. وهذا المفهوم الدولي لا قومية له. لأن التسامح قبل كل شيء يعني احترام علاقاتنا مع بعضنا البعض، والأهم فهم بعضنا البعض. ولهذا، أعتقد أنكم موافقون معي: حيث تتطور السياحة، هناك التسامح.
وكل هذا وجد انعكاسه في مذكرات الرحالة والباحثين العظام الذين مروا في مختلف الأوقات عبر طريق الحرير العظيم. وكانوا بشراً من مختلف القوميات، مهم: الصيني تشجان تسيان، والإيطالي ماركو بولو، والإسباني كلافيخو، والعرب ابن فضلان، وابن بطوطة، والأمريكي بامبيللي، والإنكليزي جينكينسون، والألماني شيلتبيرغير، والفرنسيين مارتين وبونفالو، والهنغاري فامبيري، والسويدي خيدين، والسويسري مايار. وكان بينهم ناس من مختلف الحرف، حجاج، دعاة دينيين، تجار، علماء، دبلوماسيين، باحثين، وكتاب، وأبقى كل منهم أثر ملحوظ في تاريخ نشوء وقيام السياحة العالمية، وهو ما نشكره لهم بلا نهاية.
وزيارات السفراء الأجانب، والتجار، والرحالة، الذين جاؤوا من مختلف أطراف العالم إلى وسط آسيا، وجدوا انعكاساتهم على النقوش الجدرانية في سمرقند، حيث نقشت ولأكثر من 2,5 ألف سنة مضت على جدران الإستقبال في قصر حاكم أفراسياب للسفراء القادمين من الصين، وكوريا، ودول جنوب وشمال آسيا، وغيرها من الدول.
ولهذا ليس صدفة أنه في سمرقند بالذات صدر منذ عشرين عاماً بيان سمرقند للدول المشاركة في المشروع الدولي تطوير السياحة على طريق الحرير العظيم، الذي أعلن عن انبعاث وتطوير السياحة الدولية على هذا الممر القديم العابر للقارات، والذي ربط قبل 2 أو 2,5 ألف عام بين الصلات التجارية والثقافية للدول الآسيوية والأوروبية، ومر عبر مناطق واسعة من الشرق الأوسط، وآسيا المركزية، والشرق الأدنى.
ونحن نعتبر أنه جاء بوقته تماماً وكان قراراً صحيحاً لمنظمة السياحة العالمية، وصدر في عام 2004 معلناً عن افتتاح مركز إقليمي لمنظمة السياحة العالمية متخصص بطريق الحرير في مدينة سمرقند.
المشاركون في اللقاء المحترمون !
وطبعاً نحن نأخذ باعتبارنا أن الأوضاع المعاصرة سريعة التغيير، مع تسريع عمليات العولمة، والأزمة المالية والاقتصادية العالمية المتكررة تخلق دائماً مشاكلها، وتفرض شروطها على تطور السياحة العالمية. وأنتهز هذه الفرصة، أود وباختصار شديد التوقف عند بعضها.
العامل المهم، الذي يحدد تطور وفاعلية السياحة العالمية، من دون أدنى شك، هو مشاكل توفير السلام والأمن، والاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم كله، وفي بعض المناطق وفي كل بلد، حيث يستقبل السواح.
ولا توجد ضرورة لإثبات أننا نرى أمثلة محددة، بأن الإرهاب والتطرف الدولي، ونمو التطرف، والحروب المحلية، وأخطار حركة الأمن هي نفس المعيقات التي تؤدي إنعدام أية جهود لتطوير السياجة.
وهذه بعض الأمثلة، عندما لهذه الأسباب انخفض بشدة أو بالكامل توقف تدفق السياح إلى الدول التي ازدهرت السياحة فيها بالأمس، وبدا واضحاً أنه لا ضرورة، فنحن نرى كل هذا على مثال دول محددة في الشرق الأوسط، التي كانت دائماً وكما يمكن القول مفترق لطرق التدفق السياحي. واليوم انظروا هناك يوجد سياحة في سورية والعراق، وفي أقدم المدن بغداد، حيث عمل أجدادنا أمثال: الخوارزمي، عندما افتتحت أول أكاديمية في العالم ؟ لتقدم نفسها بغداد اليوم، وبماذا تقدم نفسها دمشق، وغيرها من مدن هذه المنطقة ؟ والأسباب واحدة فقط. الآثار نفسها بقيت، ونفس المتاحف، ولكن لا يوجد ضمان، لا يوجد أمن. وهناك حيث لا يوجد أمن، لا توجد أية سياحة. فمن يريد أن يخاطر، من أجل ماذا ؟ إذا نظرنا من خلال هذا الموشور، نعي أكثر العوامل الحاسمة اليوم وهي السلام والتفاهم بين الشعوب.
القضية الثانية، وتتعلق مباشرة بالتطور في مجال النشاطات السياحية، وهي مستوى الحياة ونمو دخل السكان، ورفاهيتهم.
وهذا يجد تأكيده في أن النمو الأساسي للطلب على السياحة العالمية يبدا بالتشكل من خلال النمو السريع لاقتصاد الدول النامية، وبالدور الأول آسيا. والقول الآخر في السياحة كما في المرآت، تجد انعكاسها بمستوى تطور الاقتصاد، وأوضاعه.
ثالثاً، تبقى السياحة الدولية اليوم الشكل الأكثر إنتشاراً لراحة الطبقة المتوسطة.
وليس صعباً متابعة هذا النظام، كلما كانت شريحة الطبقة الوسطى أوسع في البلاد، كانت المقدرات السياحية أكثر.
وهنا من الواضح تأثير التعبئة الأكبر لأولئك الذين يربطون أنفسهم بالطبقة الوسطى، ومساعيهم للبحث عن الجديد، والرغبة في تحقيق أنفسهم. وهم سواح حقيقيين، يسعون لمشاهدة كل جديد، ومشاهدة بلاد جديدة.
رابعاً، تطور البنية التحتية السياحية، والوصول لمواقع الزيارات السياحية، وسهولة المواصلات للنقل، والخدمات الفندقية وكل ما يتعلق بالملاحة السياحية، واستخدام تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة، وكل ما نصادفه في كل خطوة.
خامساً، الكثيرين إن لم يكن الجميع، مرتبطون بمستوى الإستثمارات، الموجهة نحو المجالات السياحة، ومن ضمنها التوظيفات من الموازنة، وتوفير التسهيلات الحكومية الصرورية، والتفضيلات والتشجيعات من أجل رأس المال الخاص والأعمال بهدف توظيفها في هذا المجال وتطوير البنية التحتية، وإدارة الفنادق، والمواصلات، وتوفير الإتصالات الحديثة، وتقديم كل الخدمات السياحية الأخرى.
ومن هذا وبالدور الأول يتعلق العمل في بناء المجمعات السياحية، ودراسة والحفاظ على المواقع التاريخية، والآثار المعمارية، وفنون مختلف العصور والحضارات، وتطوير الملاحة السياحية.
سادساً، يبقى العامل الرئيسي والأخير في تطوير المجالات السياحية في مسائل إعداد وإعادة تأهيل الكوادر رفيعة المستوى لهذا القطاع.
وفي أوزبكستان يعمل اليوم في هذه الإتجاه 5 مؤسسات للتعليم العالي لإعداد متخصصين حديثين، ومن ضمنها معهد سنغافورة لتطوير الإدارة في طشقند، و11 كوليج مهني.
واليوم أنتم زرتم بعض كوليجاتنا  وليتسيهاتنا، وقبل كل شيء الليتسيه الأكاديمية التابعة لمعهد سمرقند للاقتصاد والخدمة، التي زارها السيد رفاعي. أنا سعيد لأن شبابنا، وأولادنا لم يحرجونا. وبالمناسبة أنا أسمي كل أطفال أوزبكستان أطفالي، وبهذا المعنى أنا  أغنى إنسان في العالم. فالدارسون في الليتسيه سعوا لإظهار كل ما يعرفونه للأمين العام لمنظمة السياحة العالمية. وأنا أؤكد لكم أنهم يستطيعون إظهار والتحدث عن الكثير أيضاً.
سابعاً، المكانة الهامة للإسراع بتطوير السياحة العالمية في المرحلة الحديثة يشغلها تسهيل مسائل التأشيرات وغيرها من الشكليات البيروقراطية، المرتبطة بالسياحة، ومن ضمنها تقديم الضمانات المالية الضرورية لنشاطات الشركات السياحية.
وعلى سبيل المثال نحن نرى أنه في بعض الدول لا توجد مثل هذه الضمانات وتبقى سبباً للإفلاسات الكثيرة لمنظمي الرحلات السياحية، وعقبة جادة على طريق تطور وزيادة جاذبية السياحة العالمية.
وكما تظهر الخبرة العالمية، إلى جانب غيرها من العوامل يقدر السياح البساطة وتحمل التكاليف، وإمكانية السرعة والمصاريف القليلة لتحقيق كل الإشكاليات الضرورية من أجل زيارة البلاد التي اختاروها.
والدور الكبير يلعبه في هذا استخدام التكنولوجيا الإلكترونية، والحصول على التأشيرات بسرعة، وشراء بطاقات السفر بالطائرات والسكك الحديدية، والحجز السياحي والفندقي عبر الإنترنيت في نظام "أونلاين".
وقائمة الشروط الهامة والضمانات هذه، يرتبط بها التدفق السياحي، وفي النهاية بموقف كل سائح على حدى، ويمكن الإستمرار بها. وأنا مقتنع أنه في هذا العمل هناك مجال سياحي، وأعمال، ولا توجد أمور تافهة.
فمزاج السياح يجب أن يكون الأهم، وكما يقال، العلامة التجارية لأي بلد يستقبل السياح. وإذا كان الناس يأتون إلينا بمزاج جيد ويغادرون بمزاج جيد، يمكننا أن نعتبر أنه في أوزبكستان هناك سياحة تتطور على أسس قوية. وفي حال إذا غادر شخص ما بمزاج سيء، هذا يعني نحن مدينون له. ويعني في المرة القادمة يجب دعوة هذا السائح على حسابنا.
المشاركون في الدورة المحترمون !
من خلال تقدير ما تم عمله خلال الفترة الماضية، نحن في أوزبكستان بوضوح نعي كل ما هو ضروري ويجب تحقيقه من أجل الإرتفاع إلى مستوى القواعد والمقاييس العالمية الحديثة في مجال السياحة العالمية.
وباختصار أقدم بعض مؤشرات تطور هذا المجال في أوزبكستان.
تجاوز عدد السياح الأجانب في عام 2013 الـ 2 مليون سائح من أكثر من 70 بلداً. وخلال عامين مضت زاد هذا المؤشر بنسبة 43%، وخلال النصف الأول من العام الجاري زار بلادنا أكثر من 1 مليون سائح أجنبي.
وبلغ تصدير الخدمات السياحية في عام 2013 أكثر من 615 مليون دولار. ويعمل اليوم في مجال صناع السياحة أكثر من 200 ألف شخص، وجملة إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي في البلاد تجاوز نسبة 2%,
وتقوم بنشاطاتها في البلاد 550 شركة لتنظيم الرحلات السياحية، ويعمل 110 خط سياحي دولي، يشمل أكثرية المواقع السياحية وآثار هندسة البناء والعمارة، منها 65 موقع للتراث التاريخي والثقافي، و30 للطبيعة والترفيه، و15 خط بيئي، مع عناصر سياحة الصحة.
واليوم أكثر من 500 فندق، وموتيلات ومخيمات لأكثر من 50 ألف سرير تقدم خدماتها للسياح وفقاً للمعايير الدولية.
وخلال الفترة الماضية جرى تحديث مطارات مدن: طشقند، وسمرقند، وبخارى، وأورغينيتش، وفرغانة، ونوائي، ويعمل في أوزبكستان اليوم 11 مطار دولي. وزودت شركة الطيران القومية بأحدث طائرات الـ"إيرباص" والـ"بوينغ"، التي تقوم برحلات منتظمة إلى أكثر من 50 مدينة في أوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط، وشمال أمريكا.
وعلى خط طشقند - سمرقند – طشقند نظمت رحلات يومية بالسكك الحديدية السريعة بأحدث القطارات الكهربائية من إنتاج الشركة الإسبانية "تالغو". وأعتقد أنكم لا تتلقون هذا كدعاية، ومن نفسي أستطيع القول، أني أقترح على الجميع شراءها، وبما في ذلك الدول المجاورة. وهذه الشركة الرخيصة والمضمونة "تالغو" أظهرت نفسها من أفضل الجوانب.
ومن الضروري الإشارة خاصة إلى أنه مع تشغيل القطار السريع "أفراسياب" زاد عدد السياح الأجانب بشكل كبير. وبدأ تنفيذ مشاريع لمد خطوط الكهرباء وبناء خطوط حديدية سريعة إلى مدن: بخارى وقارشي، وهو ما يفتح إمكانيات جديدة للسياحة.
وتم في الجمهورية خلال الـ 5 سنوات الأخيرة بناء وإعادة بناء 2600 كيلو متر من طرق السيارات الحديثة بكلفة إستثمارية إجمالية بلغت نحو 3 مليار دولار، وتم بناء عدد كبير من مواقع البنية التحتية للطرق، شملت مخيمات، ومحطات للتزود بالوقود، ومواقع الطعام والخدمات الحياتية.
وخلال العام الجاري فقط وجه لتطوير الهياكل الأساسية للسياحة الدولية أكثر من 580 مليون دولار من مجموع الإستثمارات بزيادة مقابل العام الماضي بأكثر من نسبة 19%.
وعندما نتحدث عن المقدرات السياحية الضخمة لأوزبكستان، نحن بالدور الأول نعني الحضارات والثقافات القديمة، التي ظهرت وتطورت على هذه الأراضي، والنقوش والرسوم على الصخور، والآثار التاريخية الفريدة، والنماذج العظيمة والنادرة للثقافة المادية وهندسة العمارة، ويعمل على دراستها الكثير من العلماء والمتخصصين من: اليابان، وفرنسا، وألمانيا، وغيرها من دول العالم، وغنى وتنوع الطبيعة، لا تترك مجالاً بجاذبيتها لأفضل الأماكن في العالم للراحة والرحلات. وكل هذا يمكن ويجب أن يحول بلادنا إلى واحدة من مراكز السياحة العالمية. وحتى اليوم هناك في أوزبكستان أكثر من 7 آلاف أثر تاريخي لمختلف العصور والحضارات.
وعلى حدى أود أن أثير الإنتباه إلى أنه يعار إهتمام خاص عندنا لتشجيع إحياء وتطوير الحرف القومية، التي تتميز بنوعية جماليتها العالية، التي حافظت على تقاليد أفضل المدارس الفنية القديمة. وأود أن أشير إلى أن مجال الحرف القومية في بلادنا معفى بالكامل من الضرائب.
وخبرات حرفيينا المهرة التي تمتد لقرون تستخدم بشكل واسع خارج حدود بلادنا.
وخاصة في تزيين المشيدات المعمارية للقرون الوسطى في أوزبكستان وهي نموذج لتشييد منشآت جديدة للعبادة في بلدان الشرق الأدنى وجنوب شرق آسيا، ومهرة أساتذة السيراميك يشاركون كمتخصصين في: فرنسا، وألمانيا، والهند، وغيرها من البلدان.
وأوزبكستان تشارك سنوياً في أعمال أضخم المعارض السياحية، التي تجري في باريس، ولندن، وبرلين، وروما، وطوكيو، ومدريد، وغيرها من المدن.
وسوق طشقند السياحية الدولية التي ستنظم خلال العام الجاري للمرة الـ 20 ينتظر أن يزورها أكثر من 12 ألف زائر من أكثر من 40 دولة، وتعتبر اليوم ساحة هامة للحوار في مجال العمل السياحي.
أصدقائي الأعزاء !
نحن نقيم عالياً العلاقات المثمرة المتشكلة مع المنظمة العالمية للسياحة ونعقد آمالاً كبيرة على مستقبل تعزيز التعاون، وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة.
وبالدرجة الأولى الحديث يدور عن التحسين الكبير للصورة السياحية وزيادة مقدرات أوزبكستان في هذا المجال، وزيادة جاذبيتها، وقبل كل شيء بواسطة الإنترنيت، ودعم الإنتشار الواسع للعلامة التجارية "طريق الحرير العظيم"، واستخدام الأماكن الجميلة التي لم تستخدم في وادي فرغانة، والنظيفة بيئياً أمام جبال ولايتي طشقند وجيزاخ.
ونحن دائماً سعداء أن نشاهدكم في أوزبكستان وليس فقط في سمرقند وطشقند، بل وفي غيرها من مدننا التي لا تقل جمالاً، ومن أجل أن تستطيعوا الإحساس بدفي حسن الضيافة الأوزبكية بكل اشكالها المتعددة.
ولمن دواعي سروري الكبيرة أن أقول لكم جميعاً المجتمعون في هذه القاعة كلمات الشكر الصادق، وأن أتمنى لكم عملاً مثمراً، والصحة، والنجاحات الجديدة والتوفيق في نشاطاتكم الكريمة !
شكراً لكم على إصغائكم واحترامكم الذي أظهرتموه لأوزبكستان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق