تحت عنوان "كلمة
الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 3/10/2014 نص كلمة الأمين
العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة طالب رفاعي
أثناء مراسم افتتاح الدورة 99 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية. وهذه
ترجمة كاملة لها:
صاحب الفخامة السيد
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان !
السيدات والسادة !
إنه لشرف كبير لي أن
أحييكم في الدورة 99 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة
الأمم المتحدة.
صاحب الفخامة السيد الرئيس،
أشكركم على مشاركتكم في دورتنا، وهذا يثبت دعمكم الشخصي لمجالات السياحة، التي
تعتبر أحد أهم إتجاهات تطور بلادكم بالكامل.
وباسم كل الدول
الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية ومجلسها التنفيذي أود أن أعبر لأوزبكستان عن
شكرنا على التنظيم الرائع لهذا اللقاء.
وأود أيضاً أن أعبر
عن شكري الصادق لسمرقند وسكانها على الإستقبال الدافئ والإسهام في تنظيم وإجراء
نشاطات هذا اليوم.
ولشرف كبير بالنسبة
لنا جميعاً أن نجتمع في سمرقند العريقة والعظيمة، والتي تعتبر من مهود الحضارة
العالمية ولها تاريخ يمتد لنحو 3000 عام.
ومع ذلك سمرقند هي
مدينة حديثة. اختارت لنفسها روح آلاف السنين، وحافظت على فرادتها وتميزها.
وهذه الروح أيضاً
تسود في هذا المجمع العظيم، الذي يمثل إنصهار عضوي للتقاليد الحديثة وقرون عديد
لفن العمارة الشرقية.
وهذه المدينة
الأسطورية تلهم الشعراء الذين كتبوا: "إذا كان في هذا العالم جنة، فهي من دون
شك، سمرقند".
والموقع الفريد
لأوزبكستان على طريق الحرير العظيم هو عامل رئيسي لتطوير المجالات السياحية في
البلاد. وخلال السنوات الأخيرة أظهرت نمواً كبيراً، وبفضلها في عام 2013 زار
البلاد أكثر من 2 مليون سائح، وهذا أكثر بمرتين عن مؤشرات عام 2010.
وهذا ليس صدفة، ففي
أوزبكستان أكثر من 7 آلاف أثر تاريخي، والكثير منها دخلت في قائمة التراث العالمي
لليونيسكو. ومن ضمنها لآلئ الشرق، مدن: سمرقند، وبخارى، وخيوة، وشهريسابز، وطشقند،
وقوقند، وترمذ، والكثير غيرها.
وفي مايو من هذا
العام جرى في سمرقند لقاء دولي هام، كرس لدور وأهمية تراث علماء ومفكري القرون
الوسطى في الشرق من أجل الحضارة المعاصرة وجذب اهتمام الرأي العام العالمي الكبير.
ومثل هذه النشاطات تؤثر إيجابياً على شهرة مقدرات أوزبكستان السياحية.
وبالأمس وفرت لي
إمكانية زيارة الليتسيه الأكاديمية التابعة لمعهد الاقتصاد والخدمة في سمرقند، حيث
شاهدت كيف يتشرب الشباب الأوزبكستاني المعرفة على أسس أفضل تكنولوجيات التعليم
الحديثة، والتي سيتم توظيفها لخدمة البلاد، ومن أجل إزدهار، والحفاظ، ومضاعفة
التاريخ الغني والتراث الثقافي لشعبكم. وهؤلاء الشباب يتقنون بطلاقة اللغات:
الإنكليزية، والألمانية، والفرنسية، والعربية، والإيطالية، وغيرها من اللغات، وهم
يشكلون مستقبل أوزبكستان.
وأنا بالكامل أتفق مع
كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان، الذي أشار فيها إلى أهمية تطوير البينة التحتية
للسياحة. ومستقبل تطوير البنية التحتية للمطارات الحديثة والمواصلات بالسكك
الحديدية، وشبكة الفنادق والمطاعم، ومن دون شك أنها ستزيد من جذب السياح
لأوزبكستان.
ونحن نرى الأعمال
المحققة في أوزبكستان لتطوير السياحة. وأكثر المشاركين في جلسة اليوم استطاعوا
استخدام القطار الكهربائي السريع على خط طشقند – سمرقند، الهام جداً من وجهة نظر
تشجيع وتطوير السياحة.
وأود أن أشير إلى أن
نهضة، عصر الإنبعاث، لعبت دوراً كبيراً في تاريخ أوروبا، وبالفعل بدأت هنا قبل ذلك
بكثير، وبثقة يمكن القول أن هذه المنطقة تعتبر مكان ولادة الثقافة والحضارة
الحديثة.
وبدوره، نمو السياحة
يتمتع بمسؤولية كبيرة. ومما يسعد أن أوزبكستان بعناية حافظت على تاريخها وتراثها
الثقافي، وتوجه موارد كبيرة لترميم وإعادة بناء الآثار التاريخية الفريدة، التي
تعتبر ملكاً للبشرية جمعاء.
وتحول طريق الحرير
العظيم في الوقت الراهن إلى علامة تجارية قوية، تشجع على تشجيع مستقبل تطوير
السياحة في منطقة واسعة من آسيا بالكامل ومنها أوزبكستان.
وأوزبكستان تعتبر أحد
المبادرين الرئيسيين لإحياء طريق الحرير العظيم. ومنذ عشرين عاماً في مدينة سمرقند
بالذات أصدرت 19 دولة من دول العالم بيان سمرقند حول تطوير السياحة على هذا الخط
التاريخي.
واليوم خاصة يجب
الإشارة إلى أن الهدف العام من تحويل طريق الحرير إلى أحد أبرز الخطوط السياحية في
العالم، وتتجمع في إطار هذا المشروع 31 دولة.
وخلال الدورة السابقة
للمجلس التنفيذي حيينا المؤشرات الهامة لنمو السياحة العالمية في عام 2013، والتي
بلغت 5% من حجم النقل الجوي، ودخل التصدير.
وهذا يعزز ثقتنا
المشتركة. ووفقاً للمعلومات الأخيرة في "مقاييس السياحة العالمية لمنظمة
السياحة العالمية"، زادت الرحلات السياحية خلال النصف الأول من العام الجاري
بنسبة 4,6%.
وأظهرت النتائج
المحققة أن السياحة ترسخ الحركة الإيجابية خلال السنوات الأخيرة، وتوفر تطور
الإمكانيات الاقتصادية في كل العالم.
وبغض النظر عن
التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، من عام 2010 نمى حجم الرحلات السياحة العالمية وسطياً
بنسبة 5% سنوياً. وهذه الإتجاه الإيجابي يؤثر على النمو الاقتصادي، ويزيد من حجوم
التصدير وعدد فرص العمل.
وأصبحت السياحة من
أهم الأسس الإجتماعية، والاقتصادية، والثقافية المعاصرة. وبلغت الدورة المالية في
هذا القطاع الاقتصادي تريليون دولار، وفي كل عام تشمل أكثر من مليار إنسان من كل أنحاء
العالم.
وبلغت حصة السياحة في
الناتج العالمي نسبة 9%، وفي هذا الرقم تأتي فرصة عمل جديدة من كل 11 فرصة عمل تم
توفيرها.
ويتوفر النمو الهائل
للسياحة من خلال ملايين ملاك الفنادق والمحلات التجارية، والطباخين، والحرفيين،
والمرشدين السياحيين، الذي حولوا هذا القطاع وبصدق إلى مجال شعبي.
وهنا يجب الإعتراف
بأن السياحة لا يمكن أن تتطور على حساب القيم الثقافية للدول والشعوب. والمسؤولية
عن النمو المتناغم لصناعة السياحة متعددة الجوانب علينا أن نأخذها على أنفسنا.
المشاركون في اللقاء
المحترمون !
اسمحوا لي مرة أخرى
أن أشكر صاحب الفخامة رئيس أوزبكستان السيد إسلام كريموف وكل الشعب
الأوزبكستاني على التزامه بتطوير السياحة كقوة محركة للتقدم الاقتصادي والإزدهار،
وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون.
ونحن نرى تبدلات
كثيرة في أوزبكستان، ونرى، أنه تحت القيادة الحكيمة والنظرة بعيدة المدى للرئيس إسلام
كريموف، الذي يعير اهتماماً كبيراً لتطوير السياحة، أوزبكستان تستطيع أن تصبح
أحد المراكز الرئيسية لتطوير السياحة.
والناس العظماء قدموا
لهذه الأرض إسهاماً ضخماً لتطوير الحضارة الإنسانية. وكل العالم يعرف جيداً
علماءكم ومفكريكم البارزين، أمثال: الخوارزمي، مؤسس علم الجبر، والفيلسوف الفارابي
أو العلماء الموسوعيين أبو ريحان بيروني، وأبو علي بن سينا، مؤسس
الطب الحديث.
وأنا أؤمن بقوة بأن
إلهام هذا التراث وهذه العقول العظيمة، سيساعدنا على أن نجري لقاءاً مكثفاً ومثمراً.
وأعبر عن الشكر لكل الوفود، التي انضمت إلينا للمشاركة في أعمال الدورة 99 للمجلس
التنفيذي بمنظمة السياحة العالمية في هذه المدينة الرائعة سمرقند.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق