السبت، 25 أكتوبر 2014

أوزبكستان وتركمانستان مرحلة جديدة من تعاون المنافع المتبادلة


تحت عنوان "أوزبكستان وتركمانستان مرحلة جديدة من تعاون المنافع المتبادلة" كتب أنور باباييف، الصورة أعلو عبد اللايف ، نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 25/10/2014 تقريراً صحفياً جاء فيه:


كما أعلن سابقاً رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، بدعوة من رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، قام بزيارة رسمية لهذه الدولة يومي 23 و24/10/2014.
وجرت الأحداث الرئيسية للزيارة يوم 24/10/2014. وبعد مراسم الإستقبال الرسمية جرى لقاء ضيق بين الرئيسين اقتصر عليهما.
ولشعبي أوزبكستان وتركمانستان تاريخ مشترك، وثقافة وقيم ولغة وتقاليد متشابهة. والتراث العلمي والروحي والثقافي والأدبي للأجداد يعتبر ملكاً مشتركاً للشعبين. ومن دون تضخيم يمكن القول أنه في تركمانستان باهتمام كبير يقرأون ويدرسون مؤلفات علي شير نوائي، وفي أوزبكستان مؤلفات مختومقولي.
وتتطور العلاقات المتبادلة بين أوزبكستان وتركمانستان اليوم بوتائر عالية. وفي هذا تتمتع بأهمية بالغة الصداقة، والثقة والعلاقات الصادقة بين رئيسي البلدين.
وتتميز اللقاءآت على أعلى المستويات بطبيعة دائمة، وهو ما يثبت المستوى العالي في العلاقات بين الدولتين.
  ويعتبر لقاء عشق آباد الحالي بين قادة أوزبكستان وتركمانستان استمراراً منطقياً للحوار المثمر والنشيط على أعلى المستويات.
وخلال لقاء رئيسي البلدين، الذي جرى بروح من الإنفتاح والثقة المتبادلة، جرى بحث مسائل التعاون، وأشير إلى أن لدى البلدين مصالح مشتركة ورغبة لتطوير العلاقات المتنوعة من كل الجوانب، وأن الدولتان تملكان لهذا مقدرات وإمكانيات ضخمة.
وأثناء تبادل الآراء حول المسائل الإقليمية والدولية أشير إلى أنه في كل القضايا التي بحثت كانت وجهات نظر ومواقف الجانبين متطابقة أو متشابهة.
وظهر هذا بسطوع حول القضية الأفغانستانية. وأوزبكستان وتركمانستان جارتين قريبتين لأفغانستان وتنفذان جملة من المشاريع في هذه الدولة لبناء طرق السكك الحديدية والجسور، وإعادة بناء مواقع البنية التحتية الهامة، وتوريد الطاقة الكهربائية وغيرها من المنتجات وهو ما يعتبر إسهام كبير في إعادة السلام والهدوء لهذه الدولة.
واليوم، عندما تتبدل الأوضاع بسرعة في مختلف مناطق العالم، وتحمل الأحداث طبيعة غير متوقعة، ويتوسع العدوان والعنف أكثر فأكثر، يتمتع تشابه مواقف قادة البلدين في مسائل توفير الأمن السياسي، والاقتصادي، والإجتماعي، والبيئي، بأهمية خاصة.
وأعطى إسلام كريموف، وغوربانغولي بيرديمحميدوف، أهمية خاصة لمسائل استخدام الموارد المائية في المنطقة. وأشير إلى أنه خلال حل القضايا المتعلقة بمجالات المياه والطاقة، ومن ضمنها بناء منشآت ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية على الأنهار العابرة للحدود، من الضروري الإلتزام بالمعايير الدولية، المحددة في قرارات منظمة الأمم المتحدة، وإجراء دراسات لخبراء دوليين مستقلين على مثل هذه المشاريع.
واتفق الرئيسان على متابعة اللقاءآت على مستوى القمة من أجل تطوير استرتيجية التعاون الثنائي، وتنسيق المواقف والآراء حول القضايا الهامة، ذات الطبيعة الإقليمية والدولية.
وأثناء المحادثات الموسعة جرى بحث مسائل مستقبل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني.
وفي عام 2013 بلغ حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان وتركمانستان 353,9 مليون دولار أمريكي، وخلال الفترة من يناير/كانون ثاني وحتى أغسطس/آب من العام الجاري بلغ 246 مليون دولار. ولكن، وكما أشير الجانبان يملكان مقدرات أكثر في هذا المجال.
وأشير إلى أهمية أن تعد اللجنة الحكومية المشتركة الأوزبكستانية التركمانستانية للتعاون التجاري والتكنولوجي والثقافي إجراءآت فعالة وآليات لزيادة حجم التجارة، وتوسيع التعاون الإستثماري.
والنقل والمواصلات تعتبر من الإتجاهات التي تتمتع بالأهمية في التعاون الاقتصادي بين أوزبكستان وتركمانستان. وطرق السيارات والسكك الحديدية في البلدين تعتبر نظام تكاملي جيد، يخدم كمجمع للترانزيت ليس لأوزبكستان وتركمانستان وحسب، بل ولدول ثالثة.
والدولتين على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف تطوران بنشاط التعاون في مجال النقل والمواصلات. ومن ضمنه، الاتفاقية الموقعة عام 2011 حول بناء ممر دولي جديد للنقل والمواصلات بين أوزبكستان، وتركمانستان، وإيران، وعمان، والذي يعتبر عملياً تحقيقا لمبادرة الرئيس إسلام كريموف، ويتمتع بأهمية جغرافية سياسية هامة.
ويسمح تنفيذ هذه الفكرة بربط دول آسيا المركزية بالموانئ الاقتصادية النشيطة في الشرق الأوسط. ويفتح الطريق مستقبلاً للتعاون في المجالات الجمركية، ونقل الحمولات والترانزيت بالسيارات، والسكك الحديدية والنقل البحري.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاريع المشتركة تعطي دفعة جديدة لتطوير التعاون الإستثماري.
وبرأي الخبراء التنفيذ الكامل للمشروع سيزيد من اهتمام الدول الأخرى لاستخدام هذا الممر، وهو ما سيزيد من جاذبيته.
ومن الاتجاهات التي تتمتع بالأفضلية لمستقبل تطوير العلاقات الاقتصادية مجالات الطاقة.
أوزبكستان وتركمانستان تملكان إحتياطيات ضخمة من موارد الأوغليفودورود، ولكن الدولتان لا تملكان مخرج مباشر على الأسواق الدولية. وفي هذه الظروف تنسيق العمل المشترك يعطي نتائج عملية. والمثال الساطع على ذلك هو التنفيذ الناجح لمشروع خط نقل الغاز العابر للقوميات بين تركمانستان، وأوزبكستان، وقازاقستان، والصين، الذي سمح للبلدين بتجاوز العوامل الجغرافية لتصدير الغاز الطبيعي.
وأثناء المحادثات بحثت أيضاً مسائل زيادة عدد المنشآت المشتركة، ومكاتب الشركات القومية. وتم التوصل لاتفاق حول الاستمرار بالمعارض القومية، التي تمكن من عرض مقدرات البلدين وتفتح إمكانيات جديدة للصلات المباشرة بين رجال الأعمال.
ويتطور التعاون الأوزبكستاني التركمانستاني باستمرار في المجالات الثقافية والإنسانية. وفي إطار برامج التعاون للأعوام من عام 2014 وحتى عام 2016 تشارك الشخصيات الثقافية والفنية من البلدين بنشاط في مختلف الحفلات، والمهرجانات، والمعارض، والمنتديات الجارية في أوزبكستان وتركمانستان.
ووفقاً للإتفاقيات التي تم التوصل إليها سيستمر مستقبلاً تبادل المعلومات عن النشاطات الثقافية والمباريات الرياضية المنظمة في البلدين، وتوفير المشاركة النشيطة لمندوبي الثقافة والفنون والرياضيين. وسيستمر العمل لتنظيم المعارض الفنية، وأسواق المصنوعات الحرفية، وتبادل زيارات الفرق الموسيقية والمسرحية.
وأشير خلال المحادثات إلى أن البلدان يملكان إمكانيات كبيرة في مجال السياحة. واتفق الجانبان على تفعيل الصلات في هذا المجال عن طريق تنظيم رحلات مشتركة في إطار المشروع السياحي "طريق الحرير العظيم". وبعبارة أخرى، تتجه النية لتنظيم عودة السياح القادمين إلى أوزبكستان عن طريق تركمانستان، والسياح الذين يزورون تركمانستان عبر أوزبكستان. وسيكون هذا اساس لتوسيع التعاون بين شركات الطيران القومية.
وفي نهاية المحادثات وقع رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، ورئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، على بيان مشترك. وتم التوقيع على وثائق لتوريد التكنولوجيا الزراعية الحديثة، والعلاقات المتبادلة بين إدارات السياسة الخارجية، وغرف التجارة والصناعة، والتعاون في مجال البيئة.
وأثناء اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية أشار رئيسي البلدين إلى أن الزيارة الحالية كانت استمراراً للحوار المثمر على أعلى المستويات، المبني على الإحترام المتبادل، والثقة والاهتمام المشترك، وتعتبر إمكانية جيدة لبحث المسائل الهامة لمستقبل تطوير العلاقات المتبادلة، وتبادل الآراء حول القضايا ذات الأهمية الإقليمية والدولية. واشير إلى أن المحادثات جرت بروح الانفتاح، والفهم المشترك والتوافق وأن الوثائق التي جرى توقيعها ستشجع مستقبلاً على تطوير صلات الصداقة متعددة الجوانب باسم مصالح شعبي أوزبكستان وتركمانستان.
وبعد إنتهاء النشاطات الرئيسية للقمة جرت مراسم تقليد الجوائز الحكومية. لقاء الخدمات الكبيرة في تعزيز الصداقة والصلات الثقافية بين الشعبين الأوزبكي والتركماني تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، جائزة مختومقولي الدولية التركمانستانية. ولقاء الخدمات وأعمال تعزيز الصداقة من كل جوانبها وحسن الجوار بين الشعبين الأوزبكي والتركماني، وتطوير علاقات المنافع المتبادلة والمثمرة قلد رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، وسام "مستقلليك" من جمهورية أوزبكستان.
وفي النصف الثاني من اليوم زار الرئيس إسلام كريموف، المجمع التذكاري «Halk hakydasy» (ذكرى الشعب). وحيا القائد الأوزبكستاني ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، وضحايا معركة غيوتيبينسك (1880-1881)، وضحايا الهزة الأرضية في عشق آباد عام 1948، ووضع إكليلاً من الزهورعند النصب التذكاري. واطلع إسلام كريموف على معروضات المتحف التي تتحدث عن تلك الأحداث، وكتب في دفتر كبار الزوار.
وعند هذا انتهت الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، إلى تركمانستان. وأكدت محادثات عشق آباد والاتفاقيات التي تم التوصل إليها مرة أخرى على أن أوزبكستان وتركمانستان تسيران بثقة على طريق تطوير تعاون المنافع المتبادلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق