الاثنين، 7 سبتمبر 2015

الترجمة الكاملة لكلمة الرئيس إسلام كريموف خلال الإحتفال بالذكرى الـ 24 لاستقلال جمهورية أوزبكستان


تحت عنوان "كلمة الرئيس إسلام كريموف خلال الإحتفال بالذكرى الـ 24 لاستقلال جمهورية أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 31/8/2015 نص الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية بهذه المناسبة، وهذه ترجمة كاملة لها:

أبناء بلدي الأعزاء!
الضيوف المحترمون!
لمن دواعي إرتياحي العظيمة والصادقة، ومن كل قلبي أن أهنئكم أنتم المجتمعون هنا اليوم في هذه الساحة الرائعة، ومن خلالكم كل شعبنا بأغلى عيد عظيم، وعزيز علينا جميعاً، يوم إستقلال أوزبكستان.
للإستقلال قيمة ضخمة لا تقارن بأهمية بالنسبة لنا. والحصول عليه كان بحق حدثاً مصيرياً، وتغيرت جذرياً أفكار ومضامين حياتنا، وفتح صفحة جديدة في تاريخ أوزبكستان، وحرر وطننا وشعبنا من أغلال النظام الشمولي السابق. وبفضله أصبحنا عضواً كامل الأهلية في المجتمع الدولي، وحصلنا على إمكانية السير على طريق بناء الدولة القومية الديمقراطية، وتوفير لشعبنا حياة موفقة ليست أقل عن أحد.
ومن دون أي شك، الإستقلال سيبقى إلى الأبد في تاريخنا. لأن الإستقلال فتح لنا الطريق لإحياء قيمنا، وديننا، والشرف والكرامة، وأنهض الوعي القومي، وشكل مجتمع جديد، وإحدث مثل هذا المستقبل، الذي يلبي مصالح شعبنا، وآماله ومساعيه.
ولن يكون تضخيماً القول أنه خلال سنوات الإستقلال، الذي قطعنا خلال فترة تاريخية طريقاً يعادل مئات السنين، واليوم تعتبر الدولة حديثة وبتطور متصاعد. وفي كل المجالات تلاحظ نتائج ملموسة للأعمال الواسعة، ومن ضمنها التغيير الجذري لملامح بلادنا، ومدنها وقراها، والنمو الدائم لرفاهية السكان، المحققة بنكران للذات وشجاعة وإرادة الناس القوية، الذين يعرفون قيمة الحياة الحرة المستقلة، والذين أصبحوا ملاكاً لأرضهم، ومصيرهم. وقولوا لي، أصدقائي الأعزاء، هل كان من الممكن تحقيق هذه المستويات العالية دون الحصول على الإستقلال ؟
والجواب على هذا السؤال واحد: لا ، وبالتأكيد، لا.
وإثبات ساطع على ذلك، قبل كل شيء، يعتبر الطريق الذي قطعناه، والخطوات الواثقة للبلاد نحو تحقيق أهدافها.
ونما اقتصاد أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال لأكثر من 5,5 مرات، والدخل الواقعي للفرد من السكان بمعدل 9 مرات، واليوم زاد استمرار حياة الناس من 67 إلى 73 عاماً، وبين النساء حتى 75 عاماً، ومثل هذه المؤشرات من دون شك لن تبقي أحداً غير مبالي.
وتشغل بلادنا اليوم المكانة الخامسة في العالم بين الدول المتطورة اقتصادياً بشكل سريع، وخلال السنوات الـ 11 الأخيرة وبغض النظر عن الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة، بلغت حركة نمو الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 8%، وهذا طبيعي أن يثير إعجاب الكثيرين.
ووفقاً لمعلومات أكثر المراكز الاقتصادية والإجتماعية الدولية أهمية، تشغل أوزبكستان في الوقت الراهن بـ"مؤشر السعادة العالمي" المركز الـ 44 بين 158 دولة من دول العالم، وبالدرجة الولى بين دول رابطة الدول المستقلة.
وبالتأكيد يمكن التحدث كثيراً عن النجاحات التي حققناها. وعندما يدور الحديث عن هذا، تجب الإشارة بالدور الأول إلى أن العوامل الهامة لهذه الإنجازات الضخمة، وهي التغييرات الجذرية في وعي وطريقة تفكير الناس عندنا، وعلاقتهم بالعالم المحيط وبيوم الغد، ورفع مستوى نشاطهم السياسي، وثقافتهم الحقوقية، والمسؤولية المدنية.
والأهم، نحن من الأيام الأولى للإستقلال بدأنا بإحداث نظام جديد تماماً للتعليم وتربية الجيل الشاب بهدف تشكيله متحرراً من كل العقائد والصور النمطية التي عفا عليها الزمن من النظام القديم، والمتطور بتناسق من كل الجوانب، ويملك تفكيراً مستقلاً واشكالاً تسمح له بالأخذ على عاتقه المسؤولية عن مستقبل الوطن، واليوم هذا يعطي نتائجه الساطعة.
وفي بلادنا سنوياً يلبي أكثر من 600 ألف متخصص شاب مطالب الوقت، وبثقة يمضون في الحياة، ويصبحون بحق القوة الحقيقية في مجتمعنا. وهذا الجيل الجديد من الشباب والفتيات وبعيون مليئة بالحماس الحار، يملكون ليس أقل من مهنتين أو ثلاث، ويلمون باللغات الأجنبية، وتكنولوجيا المعلوماتية والإنترنيت، والمعارف الحديثة، ومستعدون للمنافسة المتساوية مع أقرانهم من الدول المتطورة، وشعبنا يعتبرهم أكبر دعم له وأمل، ويمكن القول المقدرات التي لا تقدر بثمن. وبمثل أولئك الشباب نحن أبداً لن نتحول عن الطريق الذي اخترناه، وفي هذا نؤمن جميعنا إيماناً راسخاً.
أبناء بلدي الأعزاء!
ليس سراً على أحد، أن الطريق الخاص الذي اخترناه لبناء الحياة الجديدة، التي تلبي أهدافنا والتطور الخاص لبلادنا، نحن لم نتخذ قرارات متسرعة، ولم نسمح بخطوات متهورة وأفعالاً غير مدروسة. ونحن بالكامل رفضنا مختلف أشكال "العلاج بالصدمة" غير المقبولة عندنا، وبوعي قيمنا "نصائح" كل الأطراف، ولم نكرر غيرها من المساعي مثل البعض، وبأية وسائل لتحقيق أداء غير مسبوق. والأهم نحن لم نتعامل بشكل غير مسؤول، وبرفق تطلعنا نحو مصير مستقبلنا، ولم نطري على  القروض المقترحة والمشكوك بتحصيلها، ولم نقع في حفرة الديون.
وبكلمة واحدة، نحن عملياً طبقنا شعارنا الذي وضعناه لأنفسنا "الإصلاح ليس للإصلاح، بل من أجل الإنسان" ومن أجل الوصول لأهدافنا، وبثبات تمسكنا بخط التنمية على مراحل.
ومن دون شك أصبح الأثر الذي لا يمحى في تاريخنا ذلك الذي أعددناه وطبقناه بعمق وبدراسة عميقة، والمبني على المبادئ الخمسة المعروفة للاستراتيجية المعترف بها اليوم في كل العالم بـ"النموذج الأوزبكي" للتنمية.
الأصدقاء الأعزاء!
أعتقد أنه معروف جيداً للجميع، أننا وضعنا أمامنا هدف عال، وهو الدخول إلى صفوف الدول المتطورة في العالم، وتوفير مستوى نوعي لحياة لائقة لشعبنا، وتعزيز شخصية ومستوى أوزبكستان على الساحة الدولية أكثر.
ومع ذلك واضح لنا جميعاً، أن القرن الـ 21، الذي نعيش فيه، والعالم المتغير  بسرعة، تتمتع بأهمية كبيرة العولمة، والإنترنيت والتطور الفكري، والنمو الواسع للتنافس الحاد في السوق الدولية، وتقدم كل دولة نحو الأمام، هي من المطالب الهامة جداً لكل شعب .
واليوم الدولة التي لا تتتبع هذه المطالب، ولا تعيش بقدم مع الوقت، ستكون غير قادرة وعلى جانب طريق التنمية العالمية.
وأعتقد، أني أعبر عن رأي شعبنا، إذا قلت، نحن في أية حال لا نملك حق السماح لمثل هذه الظروف في أوزبكستان.
ولهذا مهمتنا الرئيسية هي: مستقبل تعميق الإصلاحات الجارية، وترشيد وتجديد الاقتصاد وقطاعاته، والإستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات، ومن خلال كل ذلك رفع قدرة المنافسة لبلادنا أكثر، وهو ما يسمح لنا بشغل مكانة لائقة في السوق العالمية.
ويعتبر تنفيذ سياسة التحولات الهيكلية في الاقتصاد، وتقدم الصناعة، وتوفير الأسس للتكنولوجيا الرفيعة لإنتاج القطاعات الجديد وتوفير فرص عمل جديد، لدينا من الأفضليات والمهام الهامة.
وعلينا جميعاً أن نعي وبعمق، أن المطلب الحياتي اليوم لمستقبل تطوير الملكية والعمل الخاص، الواردة في دستورنا، هو تقديم الحرية الكاملة لهم، وإزالة كل العقبات والقيود عن طريق القطاع الخاص، وتخفيض إلى الحد الأدنى مستوى التواجد الحكومي في الاقتصاد.
أبناء بلدي الأعزاء!
في الوقت الراهن لا يمكن أن لا نشاهد، أنه في الخارج القريب والبعيد، ومن ضمنه حولنا، تتفاقم أكثر وأكثر مختلف الصراعات، والمصادمات وسفك الدماء، وتصاعد الصراعات المسلحة، التي كما يقال، تفاقم التوتر، ومن دون ذلك، الأوضاع صعبة، وتأخذ طبيعة تهديدية أكثر.
والسياسة التي نتبعها في هذا الوضع الذي ينذر بالخطر، تراعي المبادئ الأساسية، الواردة بنظام منظمة الأمم المتحدة، والوثائق والمبادئ الحقوقية الدولية، لحل الصراعات الناشئة ليس عن طريق القوة، بل بالطرق السلمية والسياسية، وكذلك وقف مختلف الحروب وسفك الدماء المستمر اليوم في مختلف مناطق العالم دون شروط.
ولهذا أعتبر من الضروري أن أكرر ثانية: أن أوزبكستان لن تنضم إلى أي حلف عسكري وسياسي، ولن تسمح بتمركز قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، ولن تسمح بتواجد عسكريينا خارج البلاد. وهذه المبادئ ترتقى لمرتبة قانون الدولة لدينا، ولها موقف تم التفكير به بعمق، ومثل هذه السياسة نعتبرها صحيحة لنا، وهي الطريق الصحيحة الوحيدة ولن نحيد عن هذا الطريق أبداً.
وكما قلنا، شعبنا يحتاج للسلام والهدوء. وهذه رغبة الشعب الأوزبكستاني، وهذا هدف شعبنا، وهذا قرار ثابت.
والوقت الذي نعيش فيه، يحتاج منا جميعاً أن نكون أكثر يقظة واهتماماً، وأن نناضل من أجل حياتنا السلمية الهادئة، وحماية السماء الصافية فوقنا.
وهذه أهداف مهامنا الرئيسية ونحن نعتبرها مستقبل لتطوير علاقات الصداقة والتفاهم المتبادل مع الدول الأجنبية القريبة والبعيدة، وتعزيز تعاون المنافع المتبادلة والإستقرار في منطقتنا.
ومنتهزاً الإمكانية المتاحة اليوم، إسمحوا لي بالتعبير عن إحترامي الصادق وتبجيلي للموجودين في حفلنا هذا من سفراء الدول الأجنبية، ومندوبي المنظمات الدولية، وكل الضيوف الأجانب، وكل من قدم لنا الإسهام والدعم.
الأصدقاء الأعزاء!
أود أن نذكر دائماً حقيقة واحدة. في أساس كل ما أنجزناه خلال الأربعة والعشرين عاماً من التطور المستقل، من نجاحات ضخمة، والرخاء المتنامي والرفاهية، ومشاعر الرضا عن الحياة لدى الناس عندنا، قبل كل شيء، هو العمل المتفاني، والمقدرات الفكرية البناءة الضخمة، وإرادة شعبنا التي لا تتزعزع، والتي يجري الحفاظ عليها، كبؤبؤ العين للحفاظ على السلام والهدوء في البلاد، وتربية الجيل الصاعد على روح القيم الطيبة.
واليوم ومن على هذا المنبر الرفيع أعتبر من واجبي بإسمي شخصياً، وباسمكم جميعاً، أعزائي، وبشكر عظيم أن أنحني إجلالاً وإكباراً لشجاعة وسخاء شعبنا.
وأتمنى السعادة والرفاهية للنساء العزيزات الرائعات في العالم، الأمهات والأخوات العزيزات، اللاتي بنور طيبتهن وحبهن يضيؤون ويدفئون أسرنا، وحياتنا.
وأريد مرة أخرى أن أعبر من هذه الساحة الرائعة للشباب وكل الفتيان والفتيات في بلادنا عن الحب الصادق والثقة العالية.
وأنا مقتنع بأنكم جميعاً أولادي الأعزاء، وبفضل طاقاتكم الكامنة، وبحثكم الدائم، ومساعيكم من أجل استيعاب المعارف الحديثة والخبرات العملية، حتماً ستحققون أهدافكم العالية، وتشغلون مكانتكم الكريمة والدائمة في مجتمعنا.
لتكونوا دائماً دعماً ليوم الغد، والمستقبل لكم!
مواطني الأعزاء!
في هذه اللحظات المثيرة والتي لا تنسى مرة أخرى أهنئكم جميعاً بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لإستقلال وطننا، ومن كل قلبي أعبر لكم عن اسمى التمنيات الصادقة.
وليدعمنا الحي الباقي كلنا في الأعمال الطيبة وكل ما بدأنا به!
وليسود في بلادنا السلام والهدوء دائماً، ولتبقى السماء فوق وطننا صافية!
ولبيقى إستقلالنا إلى الأبد!
 ===
ترجمها إلى اللغة العربية: أ.د. محمد البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق