طشقند 29/4/2017
ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "حياة كرست
للإبداع والتربية" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 26/4/2017 مقالة كتبها: غالب
حسانوف، وجاء فيها:
يحتفل بشكل واسع في هذا العام بذكرى ميلاد العالم والمربي والمترجم والصحفي
سعيد رضا علي زاده، الذي قدم إسهاماً كبيراً في تطوير الصحافة القومية.
ولد سعيد رضا علي زاده في سمرقند ودرس بالمدرسة اللغتين: الفارسية،
والعربية، وبعدها تمكن من اللغات: الروسية، والإنكليزية، والفرنسية.
وأفتتح سعيد رضا علي زاده في سمرقند مدرسة بطرق حديثة حيث قام بالتعليم
فيها بنفسه. وألف عشرات الكتب والمنشورات التعليمية، وألف كذلك رواية "قرن
السعادة". وتعود لريشته ترجمات لأعمال: أبو علي بن سينا، وعلي شير
نوائي، وفردوسي، ونظامي، وفضولي، وروايات عبد الله قادري
"الأيام الماضية"، و"العقرب من المذبح"، و"ابنة
القبطان"، و"بوريس غودونوف، و"يفغيني أنيغين" لبوشكين،
و"المفتش" لغوغول، وقصص تشيخوف. واشتغل كذلك بالترجمة من
اللغتين الإنكليزية والفرنسية.
وخلال الأعوام الممتدة من عام 1933 وحتى عام 1937 قام سعيد رضا علي زاده
بالتدريس في الجامعة الأوزبكية الحكومية (حالياً جامعة سمرقند الحكومية)، وعلم
الطلاب اللغتين: العربية والفارسية.
ونشاطات سعيد رضا علي زاده في مجالات الصحافة والطباعة استحقت
الإهتمام. وبعد تلقيه التعليم المدرسي عمل لبعض الوقت بصف الحروف بمطبعة سمرقند،
وبعدها بدأ بالنشر، وكان أقرب المقربين من محمد حجي بيه بودي، وساعده في
إصدار صحيفة "سمرقند"، ومجلة "أوينا"، وبعدها بدأ بإصدار صحف
"شوعلاي إنقلاب"، و"شرق". وعمل لبعض الوقت محرراً لصحيفة
"حريات".
وطالت أعمال القمع في ثلاثينات القرن الماضي سعيد رضا علي زاده،
وتوفي عام 1945 في سجن مدينة فلاديمير.
وبعد حصول وطننا على الإستقلال وإلى جانب الكثيرين غيره من المنورين
والكتاب تحقق أعمال كبيرة لدراسة أعمال والدعوة لتخليد اسم سعيد رضا علي زاده.
وفي الوقت الراهن أطلق اسمه على الشارع الذي يقع فيه بيت متحف سعيد رضا علي
زاده، ومحلة في المدينة، وأقيم في مدرسة التعليم العام رقم 14 نصب تذكاري
للمربي.
وإسهام كبير في دراسة طريق حياة سعيد رضا علي زاده ونشاطاته العلمية
والإبداعية يقوم به حفيده فرهاد علي زادة.
- وقال فرهاد علي زادة: خلال البحث عن الوثائق المتعلقة بجدي إلتقيت
مع العاملين السابقين في سجن مدينة فلاديمير، وظهر أنه قبل وفاته قال جدي لطبيب
السجن: "في حياتي أنا لم أعغضب حتى نملة. وعلى العكس دعوت الجميع إلى
التعليم. أرجوك ضع أية شاهدة على قبري. فسيأتي الوقت الذي سيفهم فيه أحفادي من كنت
أنا، وسيزوروني". وهذا ما حصل. نقلنا إلى الوطن حفنة من تراب قبره. واكتشفت كتبه
ومخطوطاته ليس في المكتبات الأوزبكستانية وحسب، بل وفي أذربيجان، وأفغانستان،
وإيران، وباكستان. وجدي خلال الأعوام الممتدة من عام 1918 وحتى عام 1925 تبادل
الرسائل بلغة الأوردو مع الكاتب الباكستاني الشهير إقبال. وفي تلك المرحلة
صدر في لاهور 27 كتاباً من كتب سعيد رضا علي زاده. وخلال عملية البحث عثرت
على 10 منها. وهذه الكتب القيمة محفوظة في بيت متحفه.
وفي هذا العام ستجري احتفالات في بلادنا بمناسبة مرور 130 عاماً على ميلاد سعيد
رضا علي زاده. وعلى الصفحة الإلكترونية لبيت متحفه وضعت لوحة تذكارية. وتجري
أبحاث علمية لإضافة معروضات جديدة وكتب إلى متحفه. ويجري العمل لإخراج فلم وثائقي عن
العالم المربي، وكتاب "يخلد ذكرى سعيد رضا علي زاده". وستنظم في
مؤسسات التعليم نشاطات معنوية وتنويرية، ولقاءآت مع المثقفين الإبداعيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق