الأحد، 17 يوليو 2011

20 عاماً من تطور العلاقات العربية الأوزبكستانية ج9


يتبع ما قبله

وعلى أعتاب الذكرى السنوية الـ 19 لإستقلال جمهورية أوزبكستان أجرت مراسلة وكالة أنباء UZA، حواراً مع عادل محمد عبد الرسول حسن حيات السفير المفوض فوق العادة لدولة الكويت لدى جمهورية أوزبكستان.

- السيد السفير كيف تقيمون العلاقات المشتركة بين بلدينا، وما هي آفاقها المستقبلية ؟

- آراء ونظرات قادة الكويت وأوزبكستان حول مسائل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية ومسائل السياسة الدولية تتطابق في الكثير. وتعتبر الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف للكويت في عام 2004 مرحلة هامة لتطوير القاعدة القانونية للعلاقات المتبادلة. واللقاءات التي تمت خلال الزيارة خلقت إمكانيات واسعة لتطوير الصلات الثنائية في جميع المجالات. وأثناء تلك الزيارة تم التوصل لعدد من الإتفاقيات التي تهيئ الظروف لتعزيز التعاون المتبادل. ومن بينها وثائق تتعلق بالتعاون التجاري والإقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وتشجيع والحماية المتبادلة للإستثمار وتجنب الإزدواج الضريبي ومحاربة تهريب المواد المخدرة والجريمة المنظمة. وتعتبر الزيارة الرسمية التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يونيه/حزيران 2008 إلى أوزبكستان فرصة جيدة للتوسع في تبادل الآراء بشكل واسع في جميع المسائل الهامة للعلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة ومستقبل التعاون. وأثناء الزيارة تم التوصل إلى اتفاقيات تهيئ الظروف لرفع مستوى العلاقات المتبادلة إلى مستوى نوعي جديد. وتم خاصة التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون بين الحكومة الأوزبكستانية والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية.

- حدثوني من فضلكم عن المشاريع المشتركة التي تنفذ حالياً.

- في الوقت الراهن هناك تعاون وثيق بين أوزبكستان والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية. وهذا الصندوق يشارك في تمويل خمسة مشاريع ضخمة في أوزبكستان. ومن بينها مشروع كهربة خط السكك الحديدية "توكيماتشي-أنغرين". وقدم بموجب اتفاقيات القروض الموقعة في عام 2009 بين الحكومة الأوزبكستانية والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية قرضاً لتمويل مشروع "تجديد شبكات الري والصرف في ولايتي جيزاخ وسيرداريا" من أجل تحسين محاصيل الأراضي المروية عن طريق ترشيد عمل شبكات الري والصرف وبناء الجديد منها.

- حديثنا يجري على أعتاب عيد إستقلال أوزبكستان، وأود أن أعرف آرائكم عن الإصلاحات الجارية في أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال ونتائجها.- خلال فترة عملي الدبلوماسي في أوزبكستان كنت شاهداً على الإصلاحات الجارية باستمرار في جميع مجالات الحياة فيها وأعمال البناء الضخمة. والإهتمام الكبير الموجه لتطوير البنية التحتية في المدن من توسيع الطرق وبناء الكثير من الأبنية الجديدة وترميم آماكن العبادة. وتجدر الإشارة إلى أنه يجري في أوزبكستان دراسة التراث العلمي والثقافي والديني للأجداد، بالإضافة لعلاقة الإحترام الكبيرة والحرص على هذه الثروة. وأريد الإشارة خاصة إلى أن القيادة الأوزبكستانية اختارت الطريق الصحيح للتطور. وعلى هذا تشهد الإصلاحات الإقتصادية المطبقة على مراحل في البلاد والنجاحات المحققة فيها. كما ولوحظت في الكثير من خلال فاعلية برامج مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في أوزبكستان ونتائجها الملموسة والمؤثرة.

- مارأيكم بمبادرات أوزبكستان حول تعزيز السلام والإستقرار ؟

- تعتبر أوزبكستان هامة جداً في السياسة الدولية والأوضاع السياسية الجغرافية. وأوزبكستان كدولة لها حدوداً مشتركة مع أفغانستان التي ولسنوات طويلة في حالة حرب تعتبر ضمانة للأمن والإستقرار الإقليمي. والطريق الوحيدة لحل المشكلة الأفغانية كما أشار القائد الأوزبكستاني هو البحث عن الطرق السلمية المقبولة لدى جميع الأطراف من أجل التوصل إلى الأمن والإستقرار في أفغانستان. وحكمة المقترحات التي قدمها الرئيس إسلام كريموف خلال قمة الناتو/سياب التي عقدت عام 2008 ببوخاريست هي في أنه لا يمكن حل القضية الأفغانية بالقوة العسكرية فقط، وبرأيه من الضروري تشكيل مجموعة اتصال "6+3" برعاية منظمة الأمم المتحدة تتضمن الدول المجاورة لأفغانستان ومندوبين عن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والناتو وأثبتت هذه المقترحات واقعيتها. وأنتهز الفرصة لأهنئ الشعب الأوزبكستاني بيوم الإستقلال وأتمنى لبلادكم الإزدهار الدائم. (أوميدة أوماروفا: "عادل محمد عبد الرسول حسن حيات: أوزبكستان اخترع الطريق الموثوق للتطور" // طشقند: وكالة أنباء UZA، 20/8/2010)تسلم الرئيس الأوزبكستاني رسالة تهنئة جاء فيها: صاحب الفخامة السيد إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان. صاحب الفخامة بمناسبة الإحتفال بيوم إستقلال جمهورية أوزبكستان تقبلوا فخامتكم أفضل التهاني والتمنيات الصادقة. وأنا على ثقة بأن علاقات الصداقة بين شعبينا ستتطور وتتعزز بكل مجالاتها مستقبلاً. وأنتهز المناسبة لأتمنى لفخامتكم الصحة الجيدة والنجاحات الكبيرة وللشعب الأوزبكستاني استمرار الإزدهار والتوفيق. وأرجو من فخامتكم تقبل تأكيدي على إحترامي الكبير. الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. (تهاني صادقة // طشقند: وكالة أنباء UZA، 9/9/2010)نشرت الصحف الكويتية السياسة والوطن والرأي والنهار والجريدة والشاهد والخليج مقالات بمناسبة الإحتفال بالذكرى الـ 19 لاستقلال جمهورية أوزبكستان. وأشارت صحيفة السياسة إلى أن أوزبكستان تتبع بقيادة الرئيس إسلام كريموف سياسة داخلية بتوجه إجتماعي من أجل تحسين وزيادة رفاهية سكان البلاد. وذكرت صحيفة الرأي وهي واحدة من أبرز الصحف الكويتية أنه بفضل السياسة بعيدة المدى لقيادة الجمهورية جرى ترميم وإعادة بناء آثار المدن التاريخية المشهورة عالمياً التي أهدت العالم أبرز العلماء والمفكرين الذين قدموا إسهامات ضخمة في الحضارة العالمية. وأشارت الصحيفة إلى أن أوزبكستان هي بلاد رائعة وتملك تاريخاً قديماً غنياً ولهذا أعلنت طشقند في عام 2007 عاصمة للثقافة الإسلامية الحدث الذي استقبله الشعب الأوزبكي وشعوب كل الدول الصديقة بالشكل الذي يليق بطشقند. ومن خلال التركيز على نتائج التطور الإجتماعي والإقتصادي في أوزبكستان خلال النصف الأول من عالم 2010 ذكرت صحيفة الجريدة أنه رغم تأثير الأزمة المالية والإقتصادية العالمية استطاعت أوزبكستان أن تتجاوز نتائجها وتوفير حركة ثابتة في التطور الإقتصادي والإجتماعي لزيادة رفاهية الشعب. وتابعت صحيفة النهار هذا الموضوع وأشارت إلى أن أوزبكستان أظهرت في الوقت الراهن استقراراً في حركة النمو الإقتصادي وحققت نمو في الناتج الوطني بلغ 8%. ونفذت موازنة الدولة بفائض بلغ 0.2% مقارنة بالناتج الوطني وأن مستوى التضخم لم يتجاوز المؤشرات المتوقعة. وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال الدعم الشامل للصادرات والبحث الدائم عن أسواق جديدة لتصريف المنتجات تم تحقيق زيادة في حجم الصادرات بلغت نسبة 14.3% وزاد حجم إيداعات السكان في المصارف مقارنة بنفس المدة منذ بداية العام بنسبة 41.8%. واشارت صحيفة الشاهد إلى الحدث الهام الذي جرى في حياة أوزبكستان عن طريق الإصلاحات وإشاعة الديمقراطية في أنظمة المحاكمات والحقوق وتحقيق ليبرالية قوانين العقوبات الجنائية والإجراءات الجنائية وإقامة سلطة قضائية مستقلة. وأن الهدف الأساسي من تلك الإجراءات كان حماية حقوق وحريات الإنسان. وأن الحدث الهام في هذا الإتجاه كان صدور قرار رئيس جمهورية أوزبكستان بإلغاء عقوبة الإعدام إعتباراً من 1/1/2008 ومن دون شك أنها ستدون كلها على صفحات تاريخ الدولة. واشارت صحيفة الخليج إلى أن أوزبكستان تعتمد في سياستها الخارجية على مبادئ الإحترام والسيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وإلى جانب هذه المبادئ بادر الرئيس إسلام كريموف لطرح مبادرة إعلان منطقة آسيا المركزية منطقة خالية من الأسلحة الذرية، المبادرة التي لاقت دعم وتأييد المجتمع الدولي. وشهدت هذه المبادرة وغيرها على الاتجاه السلمي الذي تنتهجه السياسة الخارجية الأوزبكستانية من أجل تحقيق السلام والإستقرار والأمن في آسيا المركزية. وركزت الصحيفة إهتماماً خاصاً على ما تستحقه مبادرات تسوية الصراع الأفغانستاني. وأن أوزبكستان دعت لوضع نهاية للحرب في أفغانستان والتوصل لتفاهم بين الجهات المتصارعة واتباع سياسة سلمية في البلاد. وقدمت أوزبكستان في هذا الإتجاه جهوداً كبيرة ومن ضمنها تنظيم العديد من اللقاءات من أجل حل مشاكل هذه الدولة الجارة التي تعاني من الكثير، ونظمت لقاء لمجموعة الإتصال "6+2" برعاية منظمة الأمم المتحدة. وأشار كاتب المقالة إلى أنه خلال قمة الناتو/آسيان التي جرت في أبريل/ نيسان 2008 بمدينة بوخاريست تقدم رئيس أوزبكستان بمبادرة جديدة لتوسيع مجموعة الإتصال "6+2" لتصبح "6+3". لتضم مجموعة الإتصال "6+3" الدول المجاورة لأفغانستان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والناتو. وأعيرت مكانة هامة فيما نشر للعلاقات الأوزبكستانية الكويتية. وأشارت صحيفة الوطن إلى أن العلاقات الثنائية الراهنة بين أوزبكستان والكويت تعتبر استمراراً منطقياً للصلات القديمة التي كانت قائمة بين الشعبين. وأن الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى الكويت في يناير/كانون ثاني عام 2004 وضعت الأساس التعاقدي والحقوقي للعلاقات الثنائية بين البلدين، وشكلت دفعة قوية لمستقبل تطويرها وتوسيعها من كل الجوانب. وأن الزيارة الرسمية التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لأوزبكستان في يوليه/تموز عام 2008 كانت إمكانية جيدة لتوسيع تبادل الآراء حول جميع المسائل الهامة في العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة وآفاق التعاون المشترك. (وسائل الإعلام الجماهيرية الكويتية تتحدث عن منجزات أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال" // طشقند: وكالة أنباء JAHON، من الكويت 13/9/2010)وتستمر تعليقات الأوساط العلمية والخبراء في الدول الأجنبية على الكلمة التي ألقاها الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف في نيويورك خلال جلسة القمة التي دعت إليها منظمة الأمم المتحدة. وتحت عنوان "أهداف التطور في الألفية الجارية" أشارت إلى رأي صالح سلطان الغدير أمين سر لجنة مسلمي آسيا ومنظمة الصندوق الخيري العالمي الكويتية "أن ما قاله الرئيس إسلام كريموف خلال المؤتمر عن المنجزات الإقتصادية المحققة في أوزبكستان هي من نتائج السياسة المدروسة والمخططة للدولة". وأضاف صالح سلطان الغدير "بغض النظر عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية استطاعت أوزبكستان تجاوزها وأن توفر مؤشرات ثابتة للنمو الإقتصادي والإجتماعي، وهذا لايمكن أن لايدعوا إلى ثقة خاصة". وتناول موضوع تطوير معادلة "6+2" لتصبح "6+3" بمشاركة الدول المجاورة لأفغانستان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والناتو لأن نشاطات قوات التحالف الدولي في المرحلة الراهنة هامة جداً. وفي ما يتعلق بالجزء الخاص من الكلمة الذي لفت فيه كريموف إهتمام المجتمع الدولي إلى الأحداث الدامية التي جرت في جنوب قرغيزستان خلال يونيه/حزيران من العام الجاري أيد صالح سلطان الغدير ضرورة إجراء تحقيقات حقوقية دولية للكشف عن كل المسؤولين عن الأعمال الإجرامية التي جرت هناك. واختتم الخبير الكويتي تصريحه بأن "الرئيس الأوزبكستاني في كلمته أعار أهمية خاصة للمشاكل البيئية الرئيسة في الإقليم ومن بينها مشكلة الأورال. إذ نتيجة لمأساة بحر الأورال ظهرت جملة من المشاكل البيئية والإقتصادية والسكانية وهو ما اقتنعت به شخصياً أثناء زيارتي لأوزبكستان. وبهذه المناسبة أريد أن أبدي دعمي القوي للقائد الأوزبكستاني في موضوع الإستخدام العقلاني للموارد المائية في أعالي الأنهار العابرة للحدود سيرداريا وأموداريا. وكما أشار الرئيس إسلام كريموف وبإنصاف إلى أن أي تخفيض في مجرى هذين النهرين سيؤدي إلى تخريب كامل ومن دونه أوضاع التوازن البيئي ضعيفة في كل المنطقة الواسعة. وأنا أتفق مع رأي الرئيس إسلام كريموف بأنه كان من الأفضل الحصول على نفس القدرات من الطاقة الكهربائية من مجاري هذين النهرين عن طريق بناء محطات كهرومائية صغيرة أقل خطراً وأكثر إقتصاداية". (أوزبكستان: طرق مرئية لتحقيق الأمن في آسيا المركزية // طشقند: وكالة أنباء JAHON، 4/10/2010)أقامت سفارة جمهورية أوزبكستان لدى دولة الكويت استقبالاً رسمياً بمناسبة الذكرى الـ 19 لإستقلال جمهورية أوزبكستان بمشاركة مندوبين عن الحكومة ومختلف الإدارات والسلك الدبلوماسي والأوساط الإجتماعية والسياسية ورجال الأعمال. وكان الضيف الرئيسي عن الجانب الكويتي الدكتور فاضل الصفار وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الإدارة المحلية. الذي أدلى بتصريح للإذاعتين المسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الجماهيرية المحلية أعطى فيه تقييما عالياً للعلاقات الثنائية بين أوزبكستان والكويت. وأشار إلى أن هذه العلاقات تعتبر استمراراً منطقياً للعلاقات القديمة التي كانت قائمة بين الشعبين. وأن الزيارة التاريخية لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى الكويت في يناير/كانون ثاني عام 2004 وضعت أسساً حقوقية لإتفاقيات العلاقات الثنائية بين البلدين وأعطت دفعة جديدة لتطويرهما وتوسيعهما في المستقبل. واعتبر أن الزيارة الرسمية التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يونيه/حزيران عام 2008 إلى أوزبكستان كانت فرصة جيدة لتبادل الآراء بشكل واسع في جميع المسائل الهامة للعلاقات الثنائية والأوضاع الحالية المستبقلية للتعاون. وشاهد الضيوف أثناء الحفل أفلام الفيديو "لؤلؤة أوزبكستان" و"أوزبكستان لؤلؤة العالم الإسلامي" باللغة العربية و"أوزبكستان 2010 – صور". ونظم معرض للمطبوعات عرض من خلاله كتاب إسلام كريموف "المعنويات العالية – قوة لا تقهر" الذي صدر باللغة العربية في الكويت. وكلها جذبت انتباه الحضور. وأشار الدكتور عادل فلاح نائب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الدور الهام الذي لعبته جمهورية أوزبكستان من القدم كمركز للعلوم والثقافة، واعتبر تقديمها إسهاماً كبيراً في تطوير الحضارة الإسلامية. وأضاف أن الأعمال الجارية في جمهورية أوزبكستان لإحياء القيم القومية والثقافية والمعنوية ومن بينها الرعاية الصادقة والإهتمام الذي توليه أوزبكستان للقيم الإسلامية والثبات في تعزيز الإسلام المعتدل وكلها تستحق أعلى أنواع التقييم. وأثناء الحفل جرى حوار مع علي البراك وزير الصحة السابق، ونورية صباح وزيرة التعليم العالي سابقاً، ومعصومة مبارك وزيرة المواصلات والاتصالات السابقة الذين أشاروا إلى أنهم أثناء زيارتهم لأوزبكستان كانوا شهوداً على الإصلاحات الضخمة والتحولات الجارية والتي تظهرها الحياة المعاصرة متعددة الجوانب في أوزبكستان وتظهر تطورها المستمر في جميع المجالات وكم هي دولة عظيمة بتاريخها القديم. وأن أوزبكستان أعارت في تطورها خلال سنوات إستقلالها اهتماماً كبيراً للأجيال الصاعدة. وما يثبت ذلك إعلان عام 2010 "عاماً للتطور المتناسق للأجيال". واعتبروا أن هذا البرنامج الشامل يأتي استمراراً منطقياً للجهود الحكومية لدعم الشباب من جميع الجوانب وإعداد الكوادر القومية وزيادة مقدراتهم . (تتعزز العلاقات الثنائية الأوزبكستانية الكويتية // طشقند: وكالة أنباء JAHON، 4/10/2010)على أرض ملعب بختاكور وملعب جار بدأت يوم 24/10/2010 بطولة آسيا بكرة القدم للناشئين حتى سن الـ 16. التي تنظمها فيدرالية كرة القدم الآسيوية بالإشتراك مع وزارة الشؤون الثقافية والرياضة في أوزبكستان وفيدرالية كرة القدم في أوزبكستان. وتتنافس على البطولة فيها منتخبات الناشئين من 16 دولة آسيوية. وهذه المرة الثانية التي تستقبل طشقند بطولة آسيا بكرة القدم بين الناشئين. وفي بطولة آسيا التي تنظم للمرة الـ 14 سيتنافس منتخب أوزبكستان للناشئين في المجموعة (A) مع منتخبات طاجكستان والأردن وإندونيسيا. وألقيت على عاتق أليكسي يفستافييف مهمة النجاح للحصول على شرف المشاركة في بطولة العالم. وستتنافس في المجموعة (B) منتخبات إيران وسوريا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وعمان. وأخذت منتخبات تيمور الشرقية واليابان وأستراليا وفيتنام أماكنها في المجموعة (C). وستتنافس منتخبات الناشئين للصين والإمارات العربية المتحدة والعراق والكويت ضمن المجموعة (D). ووفق أنظمة المباريات المنتخبات التي ستشغل المركزين الأولين في كل مجموعة ستخرج للربع النهائي. والمنتخبات االأربعة لأقوى في بطولة آسيا ستدافع عن شرف القارة الآسيوية في بطولة العالم للناشئين التي ستجري في العام القادم بالمكسيك. ومنتخب أوزبكستان للناشئين في الدور الأول لبطولة آسيا الذي جرى في ملعب بختاكور فاز على منتخب إندونيسيا بـ 0:3. (ز. طاشحجاييف: بدأت بطولة آسيا. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 24/10/2010) وتحمل منتخبنا للناشئين خسارة ثقيلة امام نظيرة العراقي صفر/3، في اللقاء الذي اقيم بينهما امس على استاد يار ضمن منافسات المجموعة الرابعة في بطولة آسيا للناشئين تحت 16 عاماً التي تقام في أوزبكستان. ويشار إلى أن المنتخبات الحاصلة على المراكز الأربعة الأولى في البطولة تحصل على بطاقات المشاركة في نهائيات كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً التي تقام العام المقبل في المكسيك. (خسارة منتخب الناشئين أمام العراق. // الكويت: صحيفة القبس، 28/10/2010)

ودع منتخب الناشئين تحت 16 سنة لكرة القدم منافسات كأس آسيا المقامة في أوزبكستان حاليا رغم فوزه على نظيره الصيني 1/صفر في مباراة أقيمت مساء أمس في طشقند ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة للدور الأول. وبالعودة الى لقاء الأزرق، فقد كان مثيرا ومفتوحا من الطرفين وحمل نفحة هجومية وتبادلا في ردات الفعل على هذا الصعيد، حيث سنحت لكليهما أكثر من فرصة للتسجيل علما بان الكويت كانت الأفضل اجمالا. بدا تصميم الطرفين كبيرا على الفوز لانه كان من الممكن ان يؤهل اي منهما لو تغلب العراق على الإمارات. (أزرق الناشئين يودِّع كأس آسيا. // الكويت: صحيفة القبس، 30/10/2010) وألقى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الضوء على النشاطات التي يقوم بها الاتحاد في مجال تطوير كرة القدم وكذلك المسؤولية الاجتماعية وذلك خلال لقائه رئيس وزراء أوزبكستان شوكت ميرزيوييف مساء أمس الأول. وأوضح بن همام أهمية مشروع «الحلم الآسيوي» الذي أطلق هذا العام، خاصة من خلال البداية الإيجابية المميزة عبر برنامج «ميدنايت فوتبول»الذي أقيم في ماليزيا، موضحا أن هذا البرنامج قابل للتطبيق في أوزبكستان. وقال بن همام «أوزبكستان يمكن أن تستفيد من مشروع «ميدنايت فوتبول» الذي يستهدف فئة الشباب الأقل حظا،من أجل إبعادهم عن الشوارع وجذبهم بشكل أكبر لممارسة ومتابعة كرة القدم». وأضاف «تستطيع أوزبكستان أيضا أن تنضم إلى مشروع الرؤية الآسيوية وذلك من أجل مساعدة البرامج المطبقة حاليا لتطوير كرة القدم في البلاد، خاصة في الأقاليم والمقاطعات خارج طشقند». وذكر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في موقعه على الإنترنت أن بن همام زار أوزبكستان لحضور المباراة النهائية لبطولةآسيا للناشئين (تحت 16 عاما) وتتويج الفرق الفائزة، حيث أقيمت المباراة النهائية أمس الاول وانتهت بفوز المنتخب الكوري الشمالي على أوزبكستان المضيفة 2/صفر. (بن همام يلتقي رئيس وزراء أوزبكستان. الكويت: صحيفة القبس، 9/11/2010)تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف تهاني بمناسبة الإحتفال بعيد الأضحى المبارك من قادة الدول الأجنبية والمنظمات الدولية الهامة وأصدق التمنيات بالصحة الجيدة والسعادة وللقائد الأوزبكستاني بالخير والسلام والتوفيق وللشعب الأوزبكستاني ومن بينها تهاني من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ولم تزل التهاني مستمرة بالوصول. (تهاني صادقة. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 15/11/2010) وبمناسبة العام الجديد 2011 تستمر بالوصول لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف التهاني الصادقة من قادة الدول والحكومات ورؤساء المنظمات والشركات الدولية. يعبرون فيها عن تمنياتهم بالتوفيق والسلام والإزدهار والصحة والنجاح للقائد والشعب الأوزبكستاني. ومن بينها تهاني بالعام الجديد من أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح. ولم تزل التهاني مستمرة بالوصول. (تهاني صادقة. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 31/12/2010)

أقامت سفارة دولة الكويت بفندق إنتركونتيننتال طشقند يوم 25/2/2011 حفلاً بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاماً على الإستقلال والذكرى العشرين للتحرير والذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت. حضر الحفل ممثل عن رئيس جمهورية أوزبكستان وعدد من كبار المسؤولين في الدولة ورؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد في طشقند وشخصيات سياسية وأكاديمية وإجتماعية بارزة. وألقى السيد خلف بوظهير السفير المفوض فوق العادة لدولة الكويت بهذه المناسبة كلمة رحب فيها بالحضور وأشار إلى المنجزات التي حققتها دولة الكويت خلال إستقلالها وما حققته في عهد صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأشار إلى تقدم العلاقات الكويتية الأوزبكستانية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتقنية.نشرت صحيفة برافدا فاستوكا نبأ إفتتاح معرضين دوليين في وقت واحد بمجمع المعارض القومي "أوزإكسبوتسنتر"، معرض "UzBuild-2011" ومعرض "MebelExpo Uzbekistan". اللذان نظمتهما شركة المعارض الدولية "ITE Uzbekistan" وشركائها الأجانب بدعم من وزارة العلاقات الإقتصادية الدولية والاستثمار والتجارة الأوزبكستانية واللجنة الحكومية للهندسة والبناء والوكالة الأوزبكستانية "أوزكوممونخيزمات" وحاكمية مدينة طشقند وغرف التجارة والصناعة وغيرها من المنظمات المعنية. وتعتبر صناعة البناء واحدة من أهم القطاعات النامية والمبشرة في الاقتصاد وتعزيزها جزء من استراتيجية تطوير الصناعة في أوزبكستان. وكانت الدفعة الجديدة لترشيدها بقرار الرئيس إسلام كريموف الذي أشار إلى أفضليات تطوير الصناعة بجمهورية أوزبكستان خلال السنوات الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2015 الصادر بتاريخ 15/12/2011 والقاضي بتوفير بناء أكثر من 7400 مبنى سكني في 357 حي سكني وبناء مواقع إجتماعية وللخدمات. وتطوير هذا القطاع اليوم يحتاج لاستخدام تكنولوجيا جديدة وحلولاً حديثة وأشكالاً وطرقاً تنظيمية وإنتاجية معاصرة. ولهذا جمع المعرض الدولي التقليدي "UzBuild-2011" مندوبي أبرز أسواق مواد البناء الوطنية والأجنبية. ومن بين 130 شركة مشاركة في هذا العام شركات من 16 دولة من دول العالم من بينها 80 شركة مشاركة بشكل مباشرة وخمسين شركة عن طريق الغير. ونسبة 23% من مجموع المشاركين يمثلون صناعة البناء الوطنية. ومن بين أبرز المشاركين في المعرض هذا العام 30 شركة. ومن بين الدول المشاركة في المعرض أوزبكستان والنمسا وبيلاروسيا والدانمارك وإيطاليا وبولونيا وروسيا وأوكرانيا وفرنسا والسويد واليابان. ولأول مرة شاركت في معرض البناء "UzBuild" ثلاث مجموعات قومية تمثل ألمانيا وبلجيكا والكويت. وما يميز معرض هذا العام دقة تقسيم المعروضات إلى أقسام التدفئة والتهوية ومعدات ومواد البناء والأدوات الكهربائية والهندسة والديكور والسيراميك وأحجار التزيين والأرضيات والتوصيلات والنوافذ وفتحات التهوية. ومواد البناء والتزيين والتجهيزات المعدنية ومعدات إنتاجها والأدوات والتجهيزات وباطون السندويتش وأرضيات البناء ومواد التشكيل ومواد العزل الحراري وتجهيزات الباطون المسلح والمواد العازلة للصوت ومواد تغطية الأسطحة ومواد الطينة الخارجية المقاومة للنار وكيماويات البناء والمصاعد وتكنولوجيا الروافع والنقل، وكلها وضعت في متناول المحترفين وقطاع واسع من الزوار. وأشار منظمو المعارض إلى أن التطور المستمر لصناعة البناء في البلاد مرتبطة بالتوسع الجاري في قطاع الموبيليا لأن الموبيليا هي جزء هام ولا يتجزأ من تزويد المواقع والمنشآت بالمواد والتكنولوجيا. ولهذا إلى جانب معرض "UzBuild-2011" أقيم المعرض الدولي "MebelExpo Uzbekistan". ومع كل عام تتوسع معروضات "MebelExpo Uzbekistan" ويجذب مشاركين جدد. وفي هذا العام شارك في المعرض نحو 40 شركة من 13 دولة من دول العالم. من بينها: النمسا وبريطانيا العظمى وألمانيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا وليتوانيا وبولونيا وبيلاروسيا وروسيا وسلوفاكيا وأوزبكستان وكوريا الجنوبية. وحصة كبيرة من السوق اليوم تشغلها منشآت المشاريع الصغيرة والعمل الحر التي حصلت نشاطاتها على مساندة وتشجع قيادة البلاد. وأشار م. عظيموف رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة "فايز" إلى أن سعة سوق الموبيليا في أوزبكستان عالية جداً وهو ما يوفر منافسة إيجابية. وتساعد مشاريع الترشيد والتحديث والتسهيلات والمشجعات التي تمنحها الدولة لعمل هذا القطاع منتجي الموبيليا الوطنيين على المحافظة على مركزهم في السوق بالإضافة للإستثمارت الداخلية والخارجية وتحث رجال الأعمال الوطنيين المنتجين للموبيليا على الإستمرار في زيادة نوعية الإنتاج وتنويعه والقيام بنشاطات عالية المستوى. ومما يشهد على ذلك معروضات المعرض المعروضة في عدة أقسام في المعرض تشمل المعدات ومواد التجميع ومواد إنتاج الموبيليا ومجموعات الموبيليا الجاهزة. وأن القسم الأكبر من معروضات الموبيليا في أقسام المعرض هي من إنتاج أوزبكستان. (الأفضل في صناعة الموبيليا. // طشقند: وكالة أنباء JOHAN، 16/3/2011)

قدم سفير الكويت الجديد لدى مانيلا وليد أحمد الكندري نسخة من أوراق اعتماده لمساعدة وزير الخارجية لشؤون المراسم في وزارة الخارجية الفلبينية السفيرة فيرجينيا بينا فيديز. ونقل السفير الكندري تحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح إلى وزير الخارجية السفير البيرت ديل روساريو، مؤكداً حرصه على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الكويت والفلبين في كل المجالات. ورحبت السفيرة فيرجينيا بالسفير الكويتي الجديد متمنية له النجاح والتوفيق في الدفع إلى الأمام بالعلاقات الطيبة القائمة بين البلدين. يذكر أن السفير الكندري كان أول سفير مقيم في أوزبكستان عام 2001 ومحالاً إلى أفغانستان ومن ثم مثل الكويت سفيراً مقيما في البرازيل ومحالاً الى كل من الاكوادور وبيرو وغويانا التعاونية خلال الفترة من 2006 وحتى 2010. (السفير الكندري قدم أوراق اعتماده لمساعدة وزير الخارجية الفلبينية. // الكويت: صحيفة القبس 22/3/2011)أعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية نبأ توقيع اتفاقية قرض مع أوزبكستان يبلغ 6 ملايين دينار كويتي (20.4 مليون دولار اميركي) للاسهام بتمويل مشروع تحسين طريق "غوزار - شيم – كوكدالا". وقال الصندوق فى بيان صحفي أمس أن المشروع يهدف إلى دعم الإنفتاح والنشاط الاقتصادي والاجتماعي للمناطق الوسطى والجنوبية من أوزبكستان وإلى تلبية الطلب على النقل الداخلي في منطقة المشروع وعلى حركة النقل التجاري الاقليمية. وأضاف ان المشروع يتكون من أعمال تشييد طريق سريعة مطلية بالإسفلت طوله حوالي 73 كيلومترا ومكون من أربع ممرات بعرض 3.75 امتار لكل ممر وأكتاف جانبية خارجية مرصوفة بعرض 2.5 متر لكل منها. وبين أنه سيتم تزويد الطريق بتقاطعات نظامية بأكثر من مستوى وبالجسور فوق أقنية الري وبمنشآت تصريف للمياه ومستلزمات السلامة وحماية البيئة كما يشمل المشروع الخدمات الاستشارية والدعم المؤسسي لوحدة التنفيذ. وأضاف أن هذا القرض هو السادس الذي يقدمه الصندوق لأوزبكستان حيث سبق للصندوق أن قدم لها خمسة قروض بقيمة إجمالية بلغت حوالي 25.91 مليون دينار كويتي في قطاعات النقل والمياه والزراعة والصحة، مشيراً إلى أن الصندوق قدم ثلاث معونات فنية بحوالي 579 ألف دينار. ووقع إتفاقية القرض في طشقند نيابة عن حكومة أوزبكستان رستام عظيموف النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير المالية، ونيابة عن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حمد العمر نائب المدير العام للصندوق. (الصندوق الكويتي يوقع قرضا لأوزبكستان بــ6 ملايين دينار. // الكويت: صحيفة القبس يوم 31/3/2011)

تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بمقر آق ساراي يوم 31/3/2011 أوراق اعتماد خلف مجبل بوظهير ومظفر حسينوف ويوري سافتشينكو وماريان بشيزدزيتسكي المعينين سفراء مفوضين فوق العادة لدولة الكويت وجمهورية طاجكستان وأوكرانيا وجمهورية بولونيا لدى أوزبكستان. وأثناء تسلمه لأوراق إعتماد الدبلوماسيين هنأهم الرئيس إسلام كريموف بتعيينهم بهذا المناصب المسؤولة وتمنى لهم النجاح في عملهم الذي بدأ في أوزبكستان... وتعتبر الكويت الشريك الإقتصادي والإستثماري الهام لأوزبكستان في العالم العربي. وبعد الزيارة الرسمية للرئيس إسلام كريموف لدولة الكويت في يناير 2004 ارتفعت العلاقات المتبادلة بين البلدين إلى مستوى أعلى وتعززت القاعدة الحقوقية للعلاقات الثنائية وجرى تفعيل إمكانيات جديدة لتوسيع التعاون. والزيارة الرسمية لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يوليه 2008 لأوزبكستان كانت خطوة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية. وأثناء الزيارة جرى التوقيع على عدد من الوثائق لتعزيز العلاقات الأوزبكستانية الكويتية وتفعيل التعاون التجاري والإقتصادي والإستثماري. وأشار خلف مجبل بوظهير إلى أنه خلال فترة أدائه لمهمته الدبلوماسية سيبذل كل الجهود من أجل مستقبل تطوير العلاقات الثنائية. (تسلم أوراق الإعتماد. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 31/3/2011)نظمت سفارة جمهورية أوزبكستان لدى الكويت لقاء حول الطاولة المستديرة بمناسبة قرب حلول الذكرى الـ 20 لاستقلال البلاد شارك فيها خبراء ومحللون ومندوبون عن أوساط رجال الأعمال والأوساط الإجتماعية ووسائل الإعلام الجماهيرية الكويتية. وأطلع المشاركون على تاريخ أوزبكستان والمنجزات الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والعلمية والثقافية والتطورات المحققة خلال السنوات الماضية منذ الإستقلال. وأعير إهتماماً خاصاً لنتائج التطور الإجتماعي والإقتصادي في أوزبكستان خلال الربع الأول من العام الجاري ولتنفيذ البرامج الإجتماعية والإقتصادية الهامة التي تتمتع بالأفضلية للتنمية خلال عام 2011 وهي التي حددها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف خلال الجلسة التي عقدت بديوان مجلس الوزراء في يناير/كانون ثاني من العام الجاري. وجرى تقديم المقدرات السياحية لأوزبكستان. ووجهت عناية المشاركين للنماذج الفريدة للعمارة القديمة والمنشآت المعمارية الحديثة في المدن العريقة طشقند وسمرقند وبخارى وخيوة التي مر عبرها قديماً طريق الحرير العظيم الذي ربط الشرق بالغرب من خلال التراث المعنوي الغني للشعب الأوزبكستاني. وحول الطاولة المستديرة تحدث الضيوف الكويتيون الذين زاروا أوزبكستان في فترات متفاوتة. وقالت العالمة الكويتية نازلة يوسف "أثناء زيارتنا لأوزبكستان شاهدنا الكثير من المواقع الأثرية للحضارة الإسلامية وأحسسنا في مجمع حظرتي إمام خاصة بروح القرون الوسطى عندما بنيت مدرسة باراك خان ومعهد الإمام البخاري الإسلامي والمكتبة التي تحتفظ بالمخطوطات النادرة والقديمة. والأهم بينها أقدم نسخة من الكتاب المقدس لدى المسلمين – قرآن عثمان بن عفان. وليس عبثاً أن تعترف منظمة العلوم والتعليم والثقافة الإسلامية (ISESCO) بالدور التاريخي ومكانة طشقند في الحضارة الإسلامية ومنحها لقب "عاصمة الثقافة الإسلامية" في عام 2007". وتحدث عمر كريكر المكلف بإدارة الشركة الكويتية "Managing Partner Travel & tourism "Safari" قائلاً "سعدت بزيارة بلدكم كمندوب لشركة سياحية والرحلة تركت عندي انطباعات متميزة، واقتنعت بما يجري في أوزبكستان من أعمال إنشائية ضخمة وحصلت على معلومات كثيرة عن أوزبكستان وعن شعبها. ويستحق حسن ضيافة الشعب الأوزبكي وعاداته وتقاليده وأخلاقه وقيمه المعنوية احتراماً كبيراً. والتفاهم المتبادل والسلام والوفاق والظروف التي يعيش فيها ممثلي الكثير من القوميات والشعوب تشهد على الإهتمام الكبير الذي تعيره القيادة الأوزبكستانية لاتباع سياسة التسامح والتوافق في العلاقات بين القوميات والمجموعات العرقية في البلاد. والإنجاز العظيم الذي حققه شعبكم هو الحياة السلمية والهادئة في البلاد واستقرار حركة النمو الإقتصادية. وأنا على ثقة من أن السياسة المحبة للسلام واسعة الآفاق والحكيمة لحكومة بلادكم ستوفر مستقبل توفير النمو الإقتصادي والإزدهار والتقدم لأوزبكستان وزيادة رفاهية الشعب". وغطت الصحف الكويتية البارزة الرأي والقبس والوطن وغيرها أنباء الطاولة المستديرة على صفحاتها. ونشرت صحيفة الرأي "خلال 20 عاماً مضت اجتازت أوزبكستان طريقاً صعبة لتحقيق نفسها كدولة مستقلة، وجرى ترشيد جميع المجالات الإقتصادية وتكاملت الجمهورية مع المجتمع الدولي وأصبحت عضواً في العديد من المنظمات الدولية وأقامت علاقات دبلوماسية مع الدول الأجنبية. وتعتمد العلاقات بين أوزبكستان والكويت على قاعدة متينة. ويربط شعبي البلدين الدين الإسلامي وحضارة وعادات وتقاليد مشتركة. وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1994. وفي عام 2001 افتتحت في طشقند سفارة الكويت وفي عام 2004 افتتحت أوزبكستان سفارة لها في الكويت". وتابعت صحيفة الوطن هذا الموضوع وأشارت إلى أن "رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف قام في عام 2004 بزيارة رسمية لدولة الكويت. وقام أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بزيارة رسمية لجمهورية أوزبكستان في يوليه/تموز 2008. وأثناء اللقائين حددت الإتجاهات الرئيسية لتطور العلاقات بين البلدين وتم التوقيع على وثائق شكلت قاعدة قانونية وحقوقية قوية للعلاقات وأساساً لتطوير وتوسيع التعاون في المجالات الإقتصادية والثقافية والمالية". ونشرت صحيفة القبس أن "العلاقات بين البلدين تطورت بين برلماني أوزبكستان والكويت وخلال الفترة الممتدة من عام 1995 وحتى عام 2010 زار أوزبكستان 4 وفود من مجلس الأمة الكويتي. وفي إطار تلك الزيارات جرى بحث مسائل تعزيز العلاقات البرلمانية المتبادلة وتبادل الخبرات وتنسيق العمل والمواقف في المنظمات الدولية". وعرفت صحف الرأي والقبس قراءها على المقدرات السياحية لأوزبكستان من خلال مواد تتحدث عن المناطق السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية القديمة في أوزبكستان وحثتهم على زيارتها وزيارة الجمهورية. (طاولة مستديرة في الكويت عن المنجزات المحققة في جمهورية أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال. // طشقند: وكالة أنباء JAHON، من الكويت 7/5/2011)إلتقى مندوبين عن الأوساط الإجتماعية والعلمية والخبراء والمحللين ورجال الأعمال في الكويت حول الطاولة المستديرة للتعرف على المنجزات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والعلمية والثقافية المحققة في أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال. وخلال اللقاء انصب الإهتمام على نتائج التطور الإجتماعي والإقتصادي في الجمهورية خلال الربع الأول من العام الجاري وتنفيذ أهم البرامج الإجتماعية والإقتصادية خلال عام 2011. وأهم اتجاهات النمو الإقتصادي وتحقيق رفاهية الشعب. وفي هذا المجال أشار عمار كريكير المدير التنفيذي للشركة الكويتية Managing Partner Travel & tourism Safari إلى "خلال زيارتي لأوزبكستان إقتنعت بأنه حققت في البلاد أعمال إنشائية ضخمة. والفهم المشترك والسلام التفاهم الذي يعيش فيه أبناء مختلف القوميات والشعوب يشهد على الإهتمام الكبير الذي تبديه القيادة الأوزبكستانية لسياسة التسامح والتآلف القومي والعلاقات العرقية في البلاد. والشعب الأوزبكستاني المضياف وتقاليده وعاداته وأخلاقياته وقيمه المعنوية تستحق الإحترام الكبير". (طاولة مستديرة في الكويت. // طشقند: صحيفة Uzbekistan Today، 12/5/2011)

العلاقات الثنائية اللبنانية الأوزبكستانية

إعترفت الجمهورية اللبنانية رسمياً باستقلال جمهورية أوزبكستان في 30/12/1991 ولم تشر المصادر الصحفية إلى توقيع مذكرة تفاهم حول تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.انتهت مباريات الشطرنج الدولية في لبنان بفوز اللاعب الأوزبكستاني أليكسي بارسوف. ونظمت مباريات الشطرنج الدولية للمرة الرابعة بمدينة بيروت وتبارى على الفوز فيها نحو 70 متبارياً من أكثر من عشرة أقطار. وجرت المباريات بتسعة أدوار وفق النظام السويسري ودافع عن شرف أوزبكستان أليكسي بارسوف الذي أنهى مبارياته دون خسائر وشغل المركز الأول. وفاز لاعب الشطرنج الدولي الأوزبكستاني على لاعبي الدولة المضيفة حسام بوخلوق وشرف باسل ونزار حريري وبطل الفيدي السوري أحمد حمادة واللاعب اليمني حاتم الخضروني. والاعب الهندي شريرام جخاني. وتعادل مع اللاعب الأرمني تيغران كوتانجيان واللاعب البيلاروسي كيريل ستوباك واللاعب الدولي اللبناني فادي عيد. (طاشحجاييف ز.: فاز بالمباريات لاعب الشطرنج الأوزبكستاني. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 27/5/2011)

العلاقات الثنائية الليبية الأوزبكستانية

اعترفت الجماهيرية الليبية الاشتراكية الشعبية العظمى رسمياً باستقلال جمهورية أوزبكستان في 2/1/1992 ولم تشر المصادر الصحفية إلى توقيع مذكرة تفاهم حول تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. و كان لليبيا قنصلية عامة في طشقند قبل استقلال أوزبكستان خلال العهد السوفييتي أغلقت خلال السنوات الأولى بعد إستقلال أوزبكستان.

ألقى الدكتور محمد البخاري أستاذ العلاقات العامة والتتبادل الإعلامي الدولي بجامعة طشقند (جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية) مساء أمس محاضرة بأكاديمية الفكر الجماهيري تحت عنوان "العلاقات العامة الدولية وإدارة الأزمات" تناول فيها مفهوم العلاقات العامة ببعديها العام والجانب المتعلق بإدارة الأزمات، حيث تطرق في مستهل حديثه إلى المجالات والقنوات التي تدخل في نسيجها العلاقات العامة كتخصص له أهميته وتأثيره المباشر. بالإضافة إلى عرض مرحلي للفترات الزمنية التي شهدت تبلوره، وإبراز الشخصيات المساهمة في تطويره كعلم مستقل بذاته. ويمضي المحاضر في حديثه بالوقوف عند تعريفات عدة من جانب بعض الأكاديميين والمؤسسات الإعلامية في محاولتها وضع تعريف للعلاقات العامة ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر "الجمعية الفرنسية والبريطانية للعلاقات العامة وغيرها من المعاهد الإعلامية في أمريكا وأوروبا. ومن جانب آخر يقدم البخاري الصور الحديثة في ارتباط العلاقات العامة بالتقدم الحاصل في تقنية المعلومات "الإنترنيت" خصوصاً فيما يتعلق بمسألة التبادل التجاري وتسهيل الحصول على البيانات والمعلومات بشكل أيسر واوضح، مما يسهم في الإرتقاء بمستوى أداء القائمين على إدارة العلاقات العامة وتوفير عنصر الجهد والوقت. (عبد السلام الفقهي: في محاضرة بأكاديمية الفكر الجماهيري. العلاقات العامة الدولية وإدارة الأزمات. // طرابلس: صحيفة الفجر الجديد، 24/11/2010)

ألقى الأستاذ الدكتور محمد البخاري أستاذ العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي بجامعة طشقند مساء أمس بمثابة المدينة بطرابلس محاضرة سياسية فكرية ثقافية بعنوان (العلاقات العامة الدولية وإدارة الأزمات) وذلك ضمن المناشط الثقافية لأكاديمة الفكر الجماهيري لهذا العام، حضرها ثلة من الأدباء والكتاب ورجالات السياسة وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي بالجماهيرية تحدث خلالها عن جملة من المواضيع والقضاياا المتعلقة بالأزمات وكيفية إدارتها بصفة خاصة والعلاقات العامة الدولية عامة لأن العلاقات العامة بحد ذاتها تمثل أرقى أنواع الإتصال الجماعي للوصول إلى أهداف معينة بنتائج إيجابية بهذه العبارات بدا المحاضر محاضرته وأضاف: العلاقات العامة بدأت في أوروبا وفي وقت لاحقاً تطورت ووصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية والآن لا توجد أية دولة من دول العالم لا تعير العلاقات العامة الدولية الاهتمام اللازم وسوف أتحدث اليوم عن دور العلاقات العامة في إدارة الأزمات واشار إلى العلاقات العامة الدولية التي يطلق عليها الدبلوماسية الشعبية وتعرض للتعريف المهني المتخصص والتعريف الإجتماعي الشامل وكذلك تحدث عن نشاطات العلاقات العامة بالمجال الحكومي ونشاطات العلاقات العامة في مجال الهيئات والمنظمات الحكومية وصلتها بوسائل الإعلام الجماهيري كقناة من قنوات الاتصال للعلاقات العامة والاتصال الذاتي والشخصي والجماهيري والاتصال الجماهيري وتناول في محاضرته كذلك تطور وسائل الإتصال الحديثةونظريات الإعلام والتي تعتبر خلاصة لما توصل إليه الباحثون وكذلك تحدث عن التجربة الإعلامية العربية والنظم السياسية ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، كل هذا له علاقة بالعلوم السياسية مثل النظام السياسي المنفتح وهياكل النظم السياسية ووظائفها والوعي السياسي والثقافة السياسية وهذا هدفنا من العلاقات العامة من الأساس كما قال المحاضر. في كلمته للصحيفة قال: الهدف من المحاضرة إلقاء الضوء على عملية إدارة الأزمات خلال فترة الأزمة أو ما يسبق الأزمات بصفة عامة لمنع حدوثها، وعبر عن شكره لشعب الجماهيرية المضياف وعن سعادته لزيارته لبلده الثاني ليبيا. (ثريا الدوكالي: العلاقات العامة الدولية وإدارة الأزمات // طرابلس: صحيفة الشمس، 24/11/2010)

بحضور الأخ مدير عام أكاديمية الفكر الجماهيري وعدد كبير من البحاث والكتاب والأدباء وأعضاء الحلقات البحثية بالأكاديمية وعدد من أساتذة الجامعات الليبية والعربية والإعلاميين ألقيت مساء أول أمس الثلاثاء بقاعة الإجتماعات بمثابة المدينة بطرابلس محاضرة جاءت تحت عنوان (العلاقات العامة وإدارة الأزمات) ألقاها الأستاذ الدكتور محمد البخاري.. أستاذ العلوم السياسية والفلسفة والعلاقات العامة والإعلان. تناول المحاضر في محاضرته العلاقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية) والتعريف المهني المتخصص والتعريف الإجتماعي الشامل. كذلك كانت له وقفة استعرض خلالها نشاطات العلاقات العامة في المجال الحكومي ونشاطات العلاقات العامة في مجال الهيئات والمنظمات الحكومية والعلاقات العامة وإدارة الأزمات. مسلطاً الضوء على وسائل الإعلام الجماهيري كونها من قنوات الإتصال للعلاقات العامة والإعلان وتطور فنونه. كما تطرق الأستاذ المحاضر إلى الإتصال الذاتي والإتصال الشخصي والاتصال الجماعي والاتصال الجماهيري مبرزاً نماذج عملية الإتصال ووظائف وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية وتطور نظريات الإتصال ووسائل الإتصال والإعلام الجماهيري الحديثة كامتداد لحواس الإنسان. وأوضح المحاضر أن نظريات الإعلام هي خلاصات لما توصل إليه الباحثون الإعلاميون. كما استعرض أيضاً النظم السياسية ووسائل الإعلام والإتصال الجماهيري وهياكل النظم السياسية ووظائفها والوعي السياسي والثقافة السياسية. وبعد إلقاء محاضرته فتح باب المداخلات أمام الحضور من مثقفين وأساتذة مختصين. وفي الختام وكما جرت العادة قام الأخ مدير عام الأكاديمية بتقديم بعض الهدايا الرمزية للضيف الكريم. (العلاقات العامة وإدارة الأزمات. محاضرة بأكاديمية الفكر الجماهيري. // طرابلس: صحيفة الزحف الأخضر، 25/11/2010)

وعلى صفحتها الإلكترونية في الإنترنيت نشرت أكاديمية الفكر الجماهيري الخبر التالي: استضافت الأكاديمية ضمن برنامج الحلقات البحثية لهذا الموسم الأستاذ الدكتور محمد البخاري أستاذ العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي بجامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأزبكية، وذلك قي محاضرة إستعرض فيها أهمية العلاقات العامة في إنجاح العمليات الإتصالية وتوثيق الروابط بين مؤسسات المجتمع وتوكيد العلاقات الدولية وأهمية ذلك قي إدارة الأزمات.. (ونشرت نص البحث للإطلاع عليه). (العلاقات العامة وإدارة الأزمات // طرابلس: أكاديمية الفكر الجماهيري في صفحتها الإلكترونية: http://www.jamacad.ly/ يوم 25/11/2010)

العلاقات العامة وإدارة الأزمات

بحث مقدم لأكاديمية الفكر الجماهيري من أ.د. محمد البخاري: دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية. والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. دكتوراه فلسفة في الأدب PhD اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية.

طشقند - 2010

مخطط البحث: المقدمة؛ العلاقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية)؛ التعريف المهني المتخصص؛ التعريف الاجتماعي الشامل؛ نشاطات العلاقات العامة في المجال الحكومي؛ نشاطات العلاقات العامة في مجال الهيئات والمنظمات الحكومية؛ العلاقات العامة وإدارة الأزمات؛ وسائل الإعلام الجماهيرية كقناة من قنوات الاتصال للعلاقات العامة؛ الإعلان وتطور فنونه؛ الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي والاتصال الجماعي والاتصال الجماهيري؛ نماذج عملية الاتصال؛ وظائف وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية؛ تطور نظريات الاتصال؛ وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الحديثة، كامتداد لحواس الإنسان؛ نظريات الإعلام هي خلاصات لما توصل إليه الباحثون؛ الإعلام والتجربة الإعلامية العربية؛ النظم السياسية ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية؛ النظام السياسي المنفتح؛ هياكل النظم السياسية ووظائفها؛ الخاتمة: الوعي السياسي والثقافة السياسية؛ مراجع البحث.

المقدمة

العلاقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية)

معروف أن العلاقات العامة في المجتمعات البدائية كانت تتسم بالمباشرة والبساطة، وأخذت بالتعقد مع التقدم الحضاري والاجتماعي، وأدت التغييرات التقنية والعلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العالم، مع نهاية ثمانينات القرن العشرين، إلى تداخل المصالح الدولية، بسبب سهولة الاتصال التي أتاحتها وسائل الاتصال الحديثة. مما زاد من أهمية دور وفاعلية العلاقات العامة في العلاقات الدولية (الدبلوماسية الشعبية). وتعتبر العلاقات العامة حلقة وصل بين مؤسسات المجتمع الواحد، وبين المجتمعات البشرية في العالم، عن طريق تقديم خدمات معينة مبنية على الثقة المتبادلة، وانطلاقاً من أهمية الفرد والشرائح الاجتماعية المختلفة، وقوة وتأثير الرأي العام في المجتمعات على مختلف المؤسسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وللعلاقات العامة تعريفين أساسيين هما:

التعريف المهني المتخصص

ويقصد به إقامة علاقات حسنة داخل المؤسسات وخارجها، مبنية على التفاهم والثقة المتبادلة. من خلال إبراز والاهتمام بالوظائف الأساسية التي تضطلع بها إدارة العلاقات العامة، في مؤسسة أو منظمة حكومية كانت أم خاصة، لتكون وظيفتها بذلك إدارية بحتة. وتبلور هذا التعريف مع ظهور شخصيات متخصصة في العلاقات العامة مع بداية القرن العشرين، أمثال: إيفي لي، وإدوارد بيرنيز، وجون هيل. وتبع ذلك قيام جمعيات واتحادات علمية ومهنية ضمت المتخصصين في العلاقات العامة في القارتين الأوروبية والأمريكية، خلال أربعينات وخمسينات القرن العشرين. وساهمت تلك الجمعيات والمنظمات بدورها في زيادة تعريف العلاقات العامة، وساعدت على تحديد مهامها ووظائفها. وفي عام 1947 نشرت مجلة أخبار العلاقات العامة Public Relation News خلاصة لتعريف العلاقات العامة، أخذته من نتائج الاستقصاء الذي أجرته بين مشتركيها، والعاملين في مجالات العلاقات العامة، وجاء فيها أن: "العلاقات العامة: هي وظيفة الإدارة التي تقوم بتقويم اتجاهات الجمهور وربط سياسات وأعمال فرد أو منشأة مع الصالح العام، وتنفيذ برامج لكسب تأييد الجمهور وتفهمه".واعتبر إيفي لي أحد رواد العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية، أن مهمتها مزدوجة، وتبدأ من دراسة اتجاهات الرأي العام، ونصح الشركات بتغيير خططها، وتعديل سياساتها لخدمة المصلحة العامة، وثم إعلام الجمهور بما تقوم به الشركات من أعمال تهمهم وتخدم مصالحهم. أما إدوارد بيرنيز خبير العلاقات العامة الأمريكي، فاعتبر أن العلاقات العامة هي: محاولة لكسب تأييد الرأي العام لنشاط أو قضية أو حركة أو مؤسسة، عن طريق الإعلام والإقناع والتكيف، أي إيجاد التكيف والتكامل والتوافق بين مواقف مؤسسة معينة وسلوكها، مع مواقف جماهيرها ورغباتهم، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر. أما جمعية العلاقات العامة الأمريكية فقد عرفتها بأنها: نشاط أي صناعة أو إتحاد أو هيئة أو مهنة، أو حكومة، أو منشأة لبناء وتدعيم علاقات سليمة منتجة بينها وبين فئة من الجمهور: كالعملاء والموظفين والمساهمين والجمهور بشكل عام، والعمل على تكييف أهداف المؤسسة مع الظروف المحيطة بها، وشرح أهدافها للمجتمع. وقدم معهد العلاقات العامة البريطاني، تعريف للعلاقات العامة بأنها: الجهود الإدارية المرسومة، والمستمرة الهادفة إلى إقامة وتدعيم التفاهم المتبادل بين المنظمة وجمهورها.

بينما جاء تعريف جمعية العلاقات العامة الفرنسية، بأن العلاقات العامة هي: طريقة للسلوك، وأسلوب للإعلام والاتصال، اللذان يهدفان إلى إقامة علاقات من الثقة، والمحافظة عليها، وتقوم هذه العلاقات على المعرفة والفهم المتبادلين، بين المنشأة ذات الشخصية الاعتبارية، التي تمارس وظائف وأنشطة محددة، وبين الجماهير الداخلية والخارجية التي تتأثر بتلك الأنشطة والخدمات. أما جمعية العلاقات العامة الدولية، فقد توصلت إلى تعريف العلاقات العامة بأنها: وظيفة الإدارة المستمرة والمخططة، التي تسعى بها المؤسسات والمنظمات الخاصة والعامة، لكسب التفاهم والتعاطف مع سياساتها وأنشطتها. وكسب المزيد من التعاون الخلاق، والأداء الفعال للمصالح المشتركة باستخدام الإعلام الشامل والمخطط.

التعريف الاجتماعي الشامل

وهو الاتجاه الاجتماعي للعلاقات العامة، الذي ظهر خلال ثلاثينات القرن العشرين، إثر الأزمة الاقتصادية التي عانى منها الاقتصاد العالمي عام 1929، وعرفه د. محمد البادي، بأنه: الاتجاه الاجتماعي للعلاقات العامة، كمهنة ذات طابع خاص، ويشمل كل ما يصدر عن المؤسسة من أعمال وتصرفات وقرارات، وكل ما يتصل بها من مظاهر واستعدادات وتكوينات مادية لأن ما يصدر عن المؤسسة أو يتصل بها له تأثيراته، المعنوية على الجماهير، التي ترتبط مصالحها بها، وهذه التأثيرات هي التي تعطي لهذه العناصر طبيعتها، كأنشطة للعلاقات العامة، وهي أيضاً التي تعطي لاتجاه العلاقات العامة صفته الاجتماعية. وهو نشاط يشترك فيه كل أفراد المؤسسة من خلال تكوين علاقات عامة مرنة في سلوكهم واتصالاتهم ومعاملاتهم مع الجماهير داخل المؤسسة وخارجها. وأن لا يكون الهدف من النشاط السعي لتحقيق الربح فقط، بل إلى تقديم خدمات للمجتمع، عن طريق إنتاج سلع وخدمات جيدة ومتطورة تناسب الأذواق، وأداء الوظيفة المسندة إليهم بشكل جيد، مراعين الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها المسؤولية الاجتماعية في مشاركة المجتمع المحلي همومه وأفراحه وأحزانه، والعمل على تقليل الأضرار الناجمة عن نشاطاتهم، والمحافظة على البيئة، والعمل على النهوض بالمجتمع ثقافياً وعلمياً وحضارياً ومادياً.

وعرف كانفيلد العلاقات العامة، بأنها: الفلسفة الاجتماعية للإدارة، التي ترغب من خلال أنشطتها وسياساتها المعلنة للجمهور كسب ثقته وتفهمه. أما نولت فقد عرف العلاقات العامة، بأنها: مسؤولية الإدارة التي تهدف إلى تكييف المنظمة مع بيئتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تماماً، كما تهدف إلى تكييف البيئة المحيطة لخدمة المنظمة لتحقيق مصلحة الطرفين. وهو ما يظهر بوضوح في أن الربط بين المجتمع والسياسة والاقتصاد وإعطاء الأولية للاقتصاد كان ولم يزل في موقع الأهمية منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن.ومما سبق نستطيع استنتاج أن دور خبير العلاقات العامة ينحصر في: إقناع الإدارة العليا للقيام بالنشاطات التي تجعل الجمهور راضياً عن المؤسسة؛ وإقناع الجمهور بأن المؤسسة تستحق بالفعل تأييده ودعمه المعنوي والمادي. وأن دور العلاقات العامة ينحصر في: - تبني مصلحة الجمهور والمصلحة العامة؛ - ووضع السياسات الملائمة لها؛ - والسعي لإيصال المعلومات عن نشاطات المؤسسة وسياساتها للجمهور؛ - وخلق رأي عام مؤيد للمؤسسة، لدى الجمهور؛ - وإنشاء مواقف محددة ومطلوبة اتجاه المؤسسة؛ - وتقييم مواقف الرأي العام من قبل المتخصصين في العلاقات العامة؛ - وإيصال المعلومات عن تلك المواقف لإدارة المؤسسة.

ويشمل نشاط العلاقات العامة اليوم:

نشاط العلاقات العامة في المجال الحكومي وهو: - التوعية والإرشاد والإعلام، في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية، للوصول إلى مساندة الجماهير لها، ومشاركتهم المعنوية والمادية في البرامج التنموية الشاملة التي تخطط لها الحكومة؛ - كسب الرأي العام للسياسات الحكومية الداخلية والخارجية؛ - التعرف على توجهات الرأي العام، وتقييم الخدمات العامة لوظائفها المحددة، ومدى تلبيتها لرغبات الجمهور؛ - العمل على دحض الشائعات، والتصدي للحملات الإعلامية المضادة، وإبراز الحقائق عن طريق مصارحة الجماهير؛ - الاهتمام بشؤون الموظفين الحكوميين.

نشاط العلاقات العامة في مجال المنظمات والهيئات الحكومية وهو: - التعريف بأهدافها وسياساتها، وتوثيق الصلة والتعاون بين المواطن والمنظمة أو الهيئة الحكومية للوصول إلى الهدف المطلوب؛ - دراسة مواقف الرأي العام، ونقل رغبات ومطالب الجماهير العريضة للمسؤولين، تمهيداً لإيجاد الحلول لها، وتلبيتها وفق الظروف المتاحة؛ - الاهتمام بشؤون العاملين في تلك المنظمات والهيئات الحكومية؛ - الاتصال بالهيئات والمنظمات الحكومية المشابهة، لتحقيق أفضل صورة من التعاون بينها في الداخل والخارج؛ - إصدار المواد الإعلامية المطبوعة والمسموعة والمرئية، عن نشاطات المنظمة أو الهيئة الحكومية، وتبادلها وتوزيعها في الداخل والخارج؛ - توثيق كل ما تنشره وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري في الداخل والخارج؛ - تنظيم الزيارات الرسمية والخاصة. وهناك مجالات أخرى تشمل المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية والخيرية، والمنظمات المهنية والسياسية وغيرها، ولا تختلف من حيث نشاطات العلاقات العامة عما تم تفصيله أعلاه.

ومن الملاحظ اليوم أن العلاقات العامة في القارة الأوروبية تستخدم كوسيلة من وسائل تدعيم الوحدة الأوروبية، وزيادة التلاحم والتفاهم بين مختلف شعوب القارة الأوروبية. لأنه من المعروف أنه كلما زاد التقدم الثقافي والعلمي والتقني في أي دولة من دول العالم، زاد دور العلاقات العامة (الدبلوماسية الشعبية) فيها، وتوجهت تلك الدول نحو تأسيس جمعيات وهيئات تعنى بالعلاقات العامة، وإلى تدعيم المؤسسات الحكومية بأقسام خاصة تعنى بهذا المجال الهام، يطلق عليها تسمية "أقسام العلاقات العامة". وقد تطورت العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أصبحت تضاهي مثيلاتها في دول العالم الأخرى، وشهدت الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وغيرها من دول العالم، تطوراً خاصاً لمفهوم العلاقات العامة. لتصبح ممارسة العلاقات العامة ذات مفهوم دولي يمارس فعلاً في العلاقات الدولية.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً: تتحمل وكالة الاستعلامات الأمريكية، التي أنشئت عام 1953، مسؤولية العلاقات العامة الدولية، وغيرها من المسؤوليات، من أجل تحقيق أهداف السياسة الأمريكية، عن طريق شرح وتفسير ونشر تلك السياسة، ومواجهة الدعاية المضادة الموجهة ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، ويقدم مدير الوكالة تقاريره عن سير العمل في الوكالة للرئيس الأمريكي مباشرة من خلال مجلس الأمن القومي.

وفي بريطانيا أسس المعهد البريطاني للعلاقات العامة عام 1948، بهدف تجميع جهود ممارسي وظيفة العلاقات العامة وصب الاهتمام على العلاقات العامة في أجهزة الدولة المركزية والمحلية، وفي القوات المسلحة البريطانية، والمؤسسات الاقتصادية والاستشارية. ويمارس ضباط الإعلام في البعثات الدبلوماسية البريطانية المعتمدة في دول العالم، وظيفة العلاقات العامة الدولية من خلال وظيفتهم الإعلامية الأساسية.وتطورت العلاقات العامة في فرنسا كوظيفة هامة من وظائف المشروعات الاقتصادية والتجارية والصناعية، بعد إنشاء الجمعية الفرنسية للعلاقات العامة عام 1955، بهدف تطوير العلاقات العامة الفرنسية. وتزايد الاهتمام بالعلاقات العامة في إيطاليا إثر إنشاء جمعية تطوير العلاقات العامة الإيطالية في روما عام 1954، ورافق ذلك تزايد اهتمام الشركات الإيطالية بوظيفة العلاقات العامة. وظهر الاهتمام بالعلاقات العامة في بلجيكا مع تأسيس جمعية العلاقات العامة عام 1953 لتطوير دور العلاقات العامة في بلجيكا. وتضطلع الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وهي هيئة حكومية تابعة لوزارة الإعلام المصرية بدورها "كجهاز للإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة"، ومنذ إنشائها عام 1954 قامت الهيئة العامة للاستعلامات بأدوار عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواقفها إزاء مختلف القضايا. وفى الوقت الراهن تقوم الهيئة بعدد من المهام الأساسية منها: - توفير تسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر لأداء عملهم على أفضل مستوى ممكن لنقل صورة حقيقية عما يجرى في مصر إلى العالم؛ - وتقديم صورة مصر إلى الرأي العام العالمي ونقل الحقائق عنها إلى وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم. وعبر مكاتب الإعلام الملحقة بالسفارات المصرية في العديد من العواصم والمدن الكبرى؛ - وتوفير مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة والحديثة عن مصر في مختلف المجالات كالتاريخ والحقائق الأساسية عن النظام السياسي والسياسة الخارجية والثقافية والمجتمع والفنون والاقتصاد والسياحة وغيرها، وإتاحتها عبر موقع الهيئة على شبكة الانترنت باللغتين العربية والانجليزية لكل من يحتاج إليها في كل مكان من العالم، كما تصدر مطبوعات عن هذه الموضوعات باللغات المختلفة؛ - وتقوم الهيئة العامة للاستعلامات أيضا بدور مهم في التثقيف السياسي والتوعية الاجتماعية للمواطنين وشرح السياسات الوطنية لهم والمساهمة في التوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية (مثل قضية زيادة السكان وقضايا البيئة) وبالقضايا المحلية والبيئية في المناطق الريفية والنائية في أنحاء مصر من خلال مراكز النيل للإعلام ومراكز الإعلام الداخلي. كما توفر الهيئة مركز معلومات يتابع الإعلام الدولي ويوفر معلومة صحيحة ودقيقة عن صورة مصر في الإعلام العالمي للمهتمين والمعنيين بذلك في أجهزة الدولة ووسائل الإعلام. وللهيئة مقر يقع في ضاحية مدينة نصر بالعاصمة القاهرة، إضافة إلى مراكز الإعلام الداخلي التي تتبعها في جميع محافظات مصر ويعمل بالهيئة عدد كبير من الإعلاميين والفنيين والإداريين المدربين على استخدام تقنيات الاتصال والإعلام الحديثة في أداء مهامهم.

أما في أوزبكستان فقد بدأ الاهتمام الجدي بالعلاقات العامة الدولية بعد الاستقلال عام 1991، حيث تم في 8/11/1995 تأسيس وكالة أنباء JAHON واتبعت لوزارة الخارجية بغرض: - توزيع الأخبار الإيجابية عن سير الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أوزبكستان؛ - وتطوير الصلات مع وكالات الأنباء والمراكز الإعلامية الدولية؛ - وتسريع عملية دخول الجمهورية إلى الساحة الإعلامية الدولية؛ وجمع وتوزيع الأخبار داخل الجمهورية عن: - الأوضاع السياسية والحقوقية وغيرها في الدول الأجنبية؛ - واحتياجات السوق العالمية؛ - ونشاطات المنظمات الدولية؛ - ونشاطات كبريات المؤسسات والشركات الأجنبية المهتمة بالتعاون مع جمهورية أوزبكستان. وفي 21/11/1996 تم إحداث المركز الإعلامي في ديوان رئيس الجمهورية، لتعريف الرأي العام بالإصلاحات الديمقراطية الجارية في الجمهورية، والتجاوب مع التفاعلات الاجتماعية والسياسية المحلية والدولية، عبر شبكة الإنترنيت. ومع انتشار مفهوم العلاقات العامة في العالم سارعت مؤسسات التعليم العالي في مختلف دول العالم لافتتاح أقسام لتدريس مادة العلاقات العامة في جامعاتها ومعاهدها وكلياتها المتخصصة.وتعد العلاقات العامة الدولية اليوم وظيفة من وظائف المنظمات الدولية، ويمارسها في منظمة الأمم المتحدة، مكتب الإعلام في نيويورك من خلال العلاقات الخارجية والصحافة والمطبوعات والخدمات العامة، التي تعرض من خلالها المشاكل التي تواجه منظمة الأمم المتحدة، وخلق فهم أفضل لأهداف المنظمة. كما وتمارس مكاتب منظمة الأمم المتحدة في العالم العلاقات العامة الدولية من خلال الاتصال بالمنظمات غير الحكومية في الدول المعتمدة فيها، في جميع المجالات الثقافية والفنية والعلمية والتعليم والصحة والعمل … الخ. وتوزيع الأفلام وبرامج الإذاعتين المسموعة والمرئية والمطبوعات، والإدلاء بالتصريحات الصحفية في إطار مساعيها لخلق تفهم أفضل عن منظمة الأمم المتحدة. وزاد دخول شبكات الكمبيوتر العالمية عالم الاتصال المعاصر من دور العلاقات العامة الدولية، وزاد من اهتمام الشركات متعددة الجنسية بالعلاقات العامة الدولية عبر شبكات الاتصال الدولية، واعتمادها عليها في العلاقات التجارية والمصرفية والنقل والتأمين، وتبادل المعلومات على الصعيد الدولي. وتساعد العلاقات العامة وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في الحصول على المعلومات والمواد الإعلامية، مما يزيد من إمكانية انتشارها على الصعيد العالمي. ولعل منافذ وكالات الأنباء والصحف والمجلات والإذاعات المسموعة والمرئية، والمراكز الإعلامية الدولية عبر شبكة الإنترنيت، خير مثال على تحول العالم في المجال الإعلامي بالفعل إلى قرية كونية. والعلاقات العامة الدولية كوظيفة لم تستثنى من وظائف السلك الدبلوماسي، وأصبحت من المهام الأساسية للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج، وفق ما تسمح به إمكانيات كل دولة من دول العالم.

العلاقات العامة وإدارة الأزمات

تأخذ العلاقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني أهمية خاصة عند تعرضها لأزمات تهدد مقدرتها على المنافسة والاستمرار في أداء وظائفها، في الوقت الذي تتعرض فيه لنقد الشرائح الاجتماعية والقوى السياسية المختلفة ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية اللاذع لأن مصالح تلك الشرائح والقوى مرهونة بنجاح الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني أو فشلها في أداء الوظائف المنتظرة منها. وتعتبر الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني الأزمات التي تتعرض لها نقطة تحول مفاجئة تؤدي إلى انهيار الاستقرار الداخلي وتهدد المصالح والبنى الأساسية للمجتمع.

وينتج عن تعقد العلاقات الدولية المتشابكة نتائج غير مرغوبة تفرض على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ضرورة اتخاذ قرارات تتبعها إجراءات محددة خلال فترة قصيرة لمواجهة الأزمات في وقت تكون فيه جميع الأطراف المعنية غير مستعدة عملياً لذلك وغير قادرة على المواجهة ومهددة بخروج الأزمة ومشاكلها المطروحة للتداول عن نطاق السيطرة، وسرعان ما تتلاقى الأحداث، وتتشابك الأسباب ليفقد أصحاب القرار بدورهم قدرتهم للسيطرة على مجريات الأمور وتصريف الأمور في الهيئة أو المؤسسة المعنية وعلى اتجاهاتها المستقبلية.

ولهذا جرت العادة أن تقوم الحكومات وإدارات مؤسسات المجتمع المدني في ظروف الأزمات بتشكيل مجموعات عمل خاصة لإدارة الأزمـات ومواجهة آثارها المحتملة والتخفيف من نتائجها، وتعنى مجموعات العمل تلك بإدارة الأزمة والبحث عن طرق للتغلب عليها والتخفيف من ضغوطاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والعسكرية والتحكم بمساراتها واتجاهاتها وتجنب سلبياتها مستفيدين من الإيجابيات الممكنة والمتوفرة لتحقيق أقصى قدر من المكاسب في أقصر مدة والحدّ من الخسائر لأدنى حدّ ممكن.وتستخدم مجموعات العمل لأداء العمل المطلوب منها كل المقدرات المتاحة لوظائف العلاقات العامة، لماذا ؟ لأن وظائف العلاقات العامة تتضمن طرقاً للحيلولة دون حدوث أزمات والتغلب عليها في حال حدوثها ضمن ما يسمى بـ (إدارة الأزمات). ويبدأ العاملون ضمن مجموعات العمل من خبراء العلاقات العامة والباحثين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والعسكرية الاهتمام بالقدر اللازم بالأزمة ومجرياتها ومضاعفاتها، بهدف البحث عن إمكانيات لفعل شيء ما حيال مجريات الأزمة وتحليل أسبابها ومصادرها، آخذين في اعتبارهم آخر منجزات علم إدارة الأزمات الذي بدأ بالتطور مع ظهور نتائج التطور العلمي والتكنولوجي، التي أسهمت بتقديم وسائل وأدوات متطورة للتعامل مع الأزمات وإدارتها، والاتصال بغرض جمع المعلومات وتحليلها، ليتمكن خبراء العلاقات العامة والباحثين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والعسكرية من القيام بدور كبير وفعّال لمواجهة الأزمات والتغلب عليها والتخفيف من تبعاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على البيئية المحلية.

والمبدأ الأساسي للاتصال خلال الأزمات هو المحافظة على قدرة الاتصال والتواصل مع الجمهور المستهدف لأن الاتصال خلال الأزمات يكون أكثر فاعلية منه في أي ظرف آخر، ويمكن خبراء العلاقات العامة من الحصول على معلومات سريعة لتحليلها، وتقدم معلومات إيجابية عن الأحداث الجارية تخدم أهداف الحملات الإعلامية المخطط لها بدقة لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بسرعة كبيرة ودون انتظار أن تطلب وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية تلك المعلومات بهدف الحد من الشائعات والتصدي للطروحات المعادية، وتهدئة الأوساط الاجتماعية والسيطرة على مستجدات الأزمة والحيلولة دون بروز أية تعقيدات جديدة للأزمة.

ولتحقيق أهداف العلاقات العامة في ظروف الأزمات لا بد: أولاً: من وضع حد نهائي وفوري للأزمة. وثانياً: الإقلال من الخسائر إلى الحد الأدنى. وثالثاً: إعادة الثقـة بالمؤسسة المعنية.ويعد تخطيط العمل أحد الشروط الهامة للنجاح والسيطرة على تداعيات الأزمة دون أية مفاجآت غير منتظرة. وهنا يؤكد خبراء العلاقات العامة أنه من الضروري أن تقوم المؤسسات المعنية بتقويم أداء وفعالية قنوات الاتصال عند نشوب الأزمات وخاصة قنوات الاتصال مع وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. والحصول على أجوبة كافية على جملة من الأسئلة الهامة أهمها: 1- ما الفائدة المرجوة التي يمكن أن تجنيها الهيئة أو المؤسسة المعنية من خلال تعاونها مع وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وقنواتها المختلفة ؟ 2- وما الفائدة المتوقعة من تزويد وسيلة اتصال وإعلام جماهيرية معينة بمعلومات دقيقة طلبتها عن الهيئة أو المؤسسة صاحبة العلاقة ؟ 3- وما درجة المخاطرة التي تقدم عليها الهيئة أو المؤسسة المعنية من نشر تلك المعلومات عبر وسيلة اتصال وإعلام جماهيرية معينة ؟ 4- وما الفوائد والمصالح التي تجنيها وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية تلك من إيصال المعلومات التي تحصل عليها من الهيئة أو المؤسسة إلى ساحتها الإعلامية؟ 5- وبنية وتركيبة الساحة الإعلامية التي تتوجه إليها وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية المعنية وإلى أي مدى تهتم تلك البنية والتركيبة بمصالح الهيئة أو المؤسسة صاحبة العلاقة ؟ 6- وما مدى استجابة قادة الرأي في القطاعات المستهدفة لما تطرحه وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية تلك ؟ 7- وما مدى ملائمة طروحات الأنظمة والقوانين المعمول بها، ومدى تلبيتها لاحتياجات المجتمع قبل نشرها ؟ 8- وهل هناك وسيلة اتصال وإعلام جماهيرية أفضل لنشر المعلومات المقرر توجيهها إلى ساحة إعلامية أو شريحة اجتماعية معينة ؟ وكل ذلك من أجل تحقيق أفضل صورة من التعاون بين مجموعات العمل المختصة بإدارة الأزمات ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية كأفضل وسيلة للاتصال بالشرائح الاجتماعية المستهدفة من الحملة الإعلامية المعدة بدقة لمواجهة الأزمات من قبل إدارة العلاقات العامة في المؤسسة المعنية.

وترتبط عملية الاتصال في ظروف الأزمات، بالتقديرات الدقيقة التي يضعها الخبراء للمخاطر، والفوائد المتوقعة من نشر المعلومات، لأن فاعلية المعلومات المنشورة ترتبط بالقدر الذي تؤخذ فيه النصائح المقدمة من كبار الخبراء، والمتخصصين العاملين في مجال العلاقات العامة.

وتفرض الأزمات عادة إتباع طرقاً معينة مرتبطة بخصائص المشكلة لمواجهة الأزمة دون تقديم ضمانات تكفل بالخروج السريع من الأزمة التي تواجهها الهيئة الحكومية أو مؤسسة المجتمع المدني اعتماداً على خبرات الخبراء والمتخصصين العاملين في مجال العلاقات العامة للخروج من الأزمة من خلال العوامل الرئيسية التي يمكن أن تضمن نجاح عملية الاتصال خلال الأزمة والتي تعتمد على: 1. وجود خطة محددة للاتصال من ضمن الخطة العامة المرسومة للتغلب على الأزمة؛ 2. وتشكيل فريق متخصص لمواجهة الأزمة عند نشوبها؛ 3. وتسمية شخص محدد للقيام بدور الناطق الرسمي لطرح البيانات الإعلامية والصحفية طيلة الفترة التي تمتد خلالها الأزمة. من ضمن معادلة: من يتحدث، ومع من يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يتحدث، وما الفائدة المرجوة من الحديث. وعلى مجموعات العمل المتخصصة بإدارة الأزمات عدم تجاهل العامل الاجتماعي في سياق الأزمة لأن العاملين في الجهة التي تعاني من أزمة معينة سيخوضون نقاشات دون تفويض من الجهة المعنية مع الأوساط الاجتماعية التي يعيشون ويعملون فيها وسيردون وفق إمكانياتهم الذاتية على الأسئلة التي ستوجه إليهم من مختلف الجهات، ولهذا على ما نعتقد يجب تضمين الخطة الموضوعة إشراك العاملين على مختلف مستوياتهم وتحديد أدوارهم في تنفيذ خطة مواجهة الأزمة للوصول إلى حد يمنع التصريحات الخاصة من خارج الخطة الموضوعة عن طريق شرح مساوئها للعاملين في الجهة المعنية وأخطار بث الإشاعات من قبل غير المتخصصين بمواجهة الأزمة، والإعلان عن الجهة المختصة للرجوع إليها داخل الجهة المعنية عد الحاجة، وعدم الاكتفاء بوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وحدها.ولا بد أيضاً من تسمية جهة مختصة بجمع وتدقيق وتحليل وتقدير راجع صدى ومدى تأثير التصريحات الرسمية وغير الرسمية والشائعات واقتراح أساليب محددة للتعامل معها طيلة فترة الأزمة. لأنه من المعروف أن التصريحات الرسمية يقوم بإعدادها خبراء مختصون متفرغون لمواجهة الأزمة يساعدهم مستشارون في المجالات القانونية والإعلامية بشكل مركزي وبتفويض من إدارة الجهة المعنية في الأزمة توخياً للحذر والدقة للوصول إلى الأهداف المرسومة.

آخذين بعين الاعتبار ضرورات الصراحة والعلنية في التصريحات، وتجنب نشوء نزاعات قانونية قد تثير أزمات قضائية غير متوقعة من تلك التصريحات، لأن الخصوم يتمسكون عادة بحرفية ما أعلن لتحقيق أهدافهم من إثارة الأزمات، لأن الصراحة والعلنية من مسوغات مواجهة الأزمات من خلال وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وهو ما أكده روبرت ديلينشنايدر المدير السابق لإحدى كبريات الشركات المتخصصة في العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية بقوله أنه: "على المؤسسة التي تتعرض لأزمة الخروج إلى الجمهور مباشرةً بعد الإعلان عن الأزمة عبر قنوات الاتصال ووسائل الإعلام الجماهيرية". وبرأيينا هذا لا يمكن أن يتم دون ناطق رسمي متخصص في مجالات العلاقات العامة يتحرك داخل وخارج الجهة المعنية في الأزمة على حد سواء.

ودور الناطق الرسمي عادة يسند لمدير الجهة المعنية بحكم وظيفته، ولكن الجهات المعنية خلال الأزمات كثيراً ما تلجأ لتعيين ناطق رسمي متخصص في مجال الأزمة الطارئة قادر على تقدير أهميتها وآثارها المحتملة وله إلمام كامل بطرق الاتصال والحوار مع الجمهور المستهدف والتعامل مع وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. وعادة ما يكون الناطق الرسمي من أعضاء فريق العمل لمواجهة الأزمة، ومراعاة أن يكون هناك أكثر من بديل لاستبدال الناطق الرسمي خلال فترة الأزمة دون تعريض خطة الخروج من الأزمة لأية هزات قد لا يحمد عقباها. وأن لا ينسى مدير الجهة المعنية في الأزمة من اختيار الناطق الرسمي من بين أكثر الأشخاص قبولاً من قبل القطاعات المستهدفة من الخطة المعدة للخروج من الأزمة، لأنه على عملية اختيار شخصية الناطق الرسمي تتوقف النتائج السلبية والإيجابية لعملية إدارة الأزمة.

ويأتي دور العاملين في الجهة المعنية في الأزمة ضمن الخطة الموضوعة رديفاً ومكملاً لعمل الناطق الرسمي في حال لو أحسن فريق العمل مواجهة الأزمة، والعمل في أوساط العاملين في الجهة المعنية لإدخال الطمأنينة إلى نفوسهم على مصائرهم التي تهددها الأزمة العابرة، أولاً، ومن ثم رسم دور واضح لهم في عملية الاتصال الجارية مع الأوساط الاجتماعية اللذين هم جزءاً منها والاستفادة من عملية نقلهم لراجع الصدى الإعلامي للبيانات والتصريحات التي يسوقها فريق العمل من خلال نشاطاته لمواجهة الأزمة والخروج منها وما يدور حول الجهة المعنية في الأزمة من شائعات وأقاويل لأن مصير الجهة المعنية في النهاية هو مصيرهم ومستقبلهم أيضاً وما يعنيها يعنيهم بشكل مباشر.

خاصة وأن من مهام العلاقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني على الدوام العمل على تعزيز الثقة بين الإدارة والعاملين في الجهة المعنية وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجهة المعنية وجمهورها، ومضاعفة العمل خلال الأزمات التي يتعقد خلالها سلوك قيادة الجهة المعنية ومرد ذلك بعض العناصر التي أشار إليها المتخصص الأمريكي بوب كاريل وهي: 1. صعوبة تحديد أبعاد الأزمة لحظة وقوعها؛ 2. وصعوبة تحديد الجهات التي قد تطالها الأزمة؛ 3. وصعوبة تفسير أسباب حدوث الأزمة التي قد تطالهم في بعض الحالات حتى نهاية الأزمة؛ 4. واستمرار شعور الأوساط الاجتماعية التي تمسها الأزمة بالخطر؛ 5. وتضخيم الشعور بالخطر في الأوساط الاجتماعية المعنية بالأزمة من خلال انتظارهم للخبر اليقين الذي ينتظرونه؛ 6. واتخاذ القرارات بنشر أخبار تفرض نفسها من خلال الأزمة في حالة من التوتر الشديد؛ 7. وضرورة تقوية العوامل الانفعالية في سلوك من تمسهم الأزمة.

فيما يؤكد أكثرية خبراء العلاقات العامة على أن سلوك الإدارة خلال الأزمات يتحدد من الانغلاق أو الانفتاح الذي تنتهجه الإدارة المعنية ومن فهمها للبعد النظري للثقافة الجماعية ومدى تلبيتها لمطالب الأوساط الاجتماعية الداخلية والخارجية للجهة المعنية.والأولويات التي تضعها للاتصال بالأوساط الاجتماعية المعنية بالأزمة مركزياً وهامشياً، ومن الثوابت في مواجهة الأزمات: 1. أن الأوساط الاجتماعية تتناقل الخبر عن طريق قنوات الاتصال الشخصي بين الأفراد بشكل سريع حتى قبل نشره في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، مثال: وقوع انفجار في مصنع للكيماويات قريب من مناطق سكنية يسكنها العاملون في المصنع المذكور، أو وقوع كارثة في منجم تسكن أسر العاملين فيه بمنطقة قريبة من المنجم؛ 2. وميل البشر لتفسير مدى الأزمة وتأثيرها من منظورهم الشخصي والأخطار التي تهدد الحياة وكلها عوامل موضوعية أكثر منها ذاتية؛ 3. وهيبة المصادر الحكومية التي هي أكثر تأثيراً من المصادر الأخرى على الأوساط الاجتماعية؛ 4. وقياس جدية وحجم واتساع الأزمة من قبل الأوساط الاجتماعية، اعتماداً على مدى تغطية قبل وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية لتداعيات الأزمة؛ 5. وتوفير أخبار عن الأزمة عبر وسائل اتصال سهلة الانتشار، للحد من الشائعات ومساعدة الأوساط الاجتماعية على تقدير الأوضاع بدقة. ويبقي أن نقول أن إدارة الجهة المعنية بالأزمة هي المسؤولة بالكامل عن التغلب عليها من خلال تقديرها لمواقف الجهات الأخرى من الأزمة، وعلى نجاحها في إدارة الأزمة والتغلب عليها، وعلى التعامل مع وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية يتوقف مدى ثقة الآخرين بها.

وسائل الإعلام الجماهيرية كقناة من قنوات الاتصال للعلاقات العامة

مما لا شك فيه أن لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية عالية التطور والكفاءة والفعالية في عصر المعلوماتية تأثراً كبيراً على المجتمعات مهما تباينت وتعددت. حتى أن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية غدت من قنوات عمل إدارات العلاقات العامة والإعلان وتكمل بعضها بعضاً وتشترك معها بالدوافع والأهداف.

ويعتبر الباحثون أن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية تتألف من: - الصحافة المطبوعة؛ - والإذاعتين المسموعة والمرئية، واسعة الانتشار عالمياً بعد دخول الأقمار الصناعية في مجال نقل البث الإذاعي المسموع والمرئي؛ - وشبكة الانترنيت العالمية. وتستخدمها كلها إدارات العلاقات العامة والإعلان. وتعد نشاطات إدارات العلاقات العامة والإعلان لبلوغ أهدافها من أكبر الصناعات دخلاً في العالم لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية.

ومنذ نشوء الصحافة المطبوعة بدء الإعلان بالتسابق لشغل صفحاتها خدمة للمعلنين والقراء على حد سواء وتطور هذا السباق مع تطور وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية ورافق هذا التطور ظهور منتجين عمالقة في حقل الاتصال والإعلام والإعلان فرض معه اهتمام الباحثين بدراسات التأثير الإعلامي، ودراسات تأثير الاتصال الجماهيري، ودراسات تأثير الإعلان، ودراسات مدى تقدم الصناعات الآخذة بالتطور الدائم في مجالات الإعلام والاتصال والإعلان.

وكان من أول تلك الدراسات، دراسات وظائف وسائل الاتصال والإعلام الرئيسية في الإعلام والتثقيف والترفيه والتربية والتعليم. وأولها كانت الدراسات التي تناولت الصحف التي تعتبر قوة اجتماعية واقتصادية هامة في المجتمع، وقوة رئيسية في تشكيل الرأي العام، وتؤثر بشدة على الجهود الوطنية والدولية المبذولة من أجل التقدم الوطني والتفاهم العالمي. بعد أن تطورت الصحف من صفحة واحدة توزع محلياً إلى إنتاج متعدد الصفحات يوزع دولياً. وأظهرت الدراسات أن الصحف الأولى صدرت في براغ، وإنفسبورغ عام 1597، ودانيفر عام 1605، وبال عام 1610، وفيينا، وفرانكفورت عام 1615، وهامبورغ عام 1616، وبرلين عام 1617، ولندن عام 1622، وباريس عام 1631.ومع بداية القرن العشرين ظهرت الجمعيات المهنية الصحفية، وبدأ التطور التدريجي للصحف المملوكة من قبل الشركات المساهمة الكبرى، وبالتدريج تحولت الصحف إلى مؤسسات متكاملة. وتبعها ظهور أولى وكالات الأنباء، كوكالة هافاس، في باريس عام 1845 وكانت أول وكالة تمارس تجارة الأخبار والإعلانات في العالم؛ ووكالة رويتر للأنباء في لندن عام 1851، وتحول اسمها إلى رويترز فيما بعد؛ وجمعية أخبار الميناء Harbor News Association في نيويورك عام 1848 وتبدل اسمها إلى وكالة أنباء نيويورك أسوشيتد بريس New York Associated Press (AP) عام 1856؛ ووكالة وولف للأنباء في برلين عام 1849؛ ووكالة أنباء ستيفاني Stefani الإيطالية في عام 1853؛ ووكالة إنترناشيونال نيوز سيرفيس International News Service في نيويورك عام 1909؛ ووكالة التلغراف الروسية في موسكو عام 1918، التي تغير اسمها إلى الوكالة التلغرافية للاتحاد السوفييتي TASS تاس بعد قيام الاتحاد السوفييتي ، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تحول إلى إيتار تاس؛ ووكالة أنباء الصين الحمراء في بكين عام 1929 التي بدلت أسمها إلى وكالة أنباء الصين الجديدة في 1/9/1937.

وتظهر الدراسات أن الصحف كانت تعتمد على مواردها من الإعلان في كل مراحل تطورها، إلا أن الإذاعة المرئية استولت فيما بعد على الحصة الأكبر من سوق الإعلان مما أثر على دخل الصحف التي تداركت الأمر وتمكنت من تطوير أساليبها في إنتاج وإخراج الإعلان، مما أعاد لها قيمتها الإعلانية المميزة. لأن قراء الصحف يتميزون بأنهم من المتعلمين القادرين على تدقيق وتحليل وفهم محتوى ما تنشره الصحف. وتلتها وسيلة الاتصال والإعلام الثانية ممثلة بأولى البرامج الإذاعية المسموعة اليومية المنظمة التي بدأت البث من ديتروا نيوز في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920، وتبعتها بريطانيا التي نظم فيها دايلي مايل أول برنامج إذاعي مسموع في نفس العام. أما في فرنسا فقد نجح الجنرال فيري من إرسال أولى البرامج الإذاعية المسموعة عام 1921. ومنذ ذلك الوقت اعتبرت الإذاعة المسموعة من الوسائل التي تخاطب حاسة السمع دون الحاجة للتفرغ للقراءة كما في الصحف بينما تتفوق عليها في استثارة المستمع وتفاعله مع المادة المذاعة أو شخصية مقدم البرنامج وإثارة خيال المستمع لرسم الصورة الغائبة عنه من الوقائع والأحداث المذاعة فور وقوع الحدث وتوجد بذلك نوعاً من الألفة بين المستمع والبرامج الإذاعية المسموعة. وتعتبر الإذاعة المسموعة امتداداً طبيعياً للأذن.

وجاء بعدها البث الإذاعي المرئي بعد أن بدأ مركز أليكساندر بلاس البريطاني للتلفزيون (التلفزيون كلمة مكونة من شقين TELE أي بُعد، VISION أي رؤية أي الرؤية عن بُعْد) بالبث لمدة ساعتين يومياً عام 1936، وتبعه المركز الفرنسي في لاتوريفال ببث برامج إذاعية مرئية يومية عام 1938، وتبعتهما الولايات المتحدة الأمريكية في العام التالي ببث إذاعي مرئي استهدف جمهور كبير. وأخرت الحرب العالمية الثانية البداية الفعلية لانتشار بث الإذاعة المرئية للجمهور العريض لما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خلال عامي 1945 و1946.وتعتبر الإذاعة المرئية امتداداً طبيعياً للعين، ومن أهم خصائص البث الإذاعي المرئي إضعاف الحاجز اللغوي، لأن الصورة تصبح مكملة للغة، والصورة بطبيعة الحال تخاطب مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية، ومن النتائج السلبية للبث الإذاعي المرئي أنها تُعوِّد المتلقي على السلبية، وتقدم له الأخبار جاهزة، ولا تتيح له فرصة التفكير والاستعانة بتجاربه السابقة، وتفرض عليه نوعاً من التذوق أحادي الجانب، وتخضعه لضغوطات المؤسسات المالية والصناعية، ومصالح الجماعات الخاصة، أو النظم الحاكمة. بالإضافة لمقدرة الإذاعة المرئية على المزج بين قدرات الأداء المسرحي الحي بالنقل المباشر, والإمكانيات التقنية للأفلام السينمائية، وصوت الإذاعة المسموعة، لتوجيه الجمهور نحو أغراض محددة. وبذلك تمكنت الإذاعة المرئية من استخدام أفضل الإمكانيات المتوفرة لوسائل الاتصال والإعلام الأخرى التي سبقتها، ومزجت بين الموضوعية والذاتية لدى الجمهور، لأن الكاميرا ومختلف المؤثرات والوسائل الإلكترونية الأخرى التي تتمتع بها الإذاعة المرئية، تمكن كاتب ومخرج البرنامج من توجيه اهتمامات ومشاعر جمهور عريض نحو حافز معين وفق رؤيتهما الذاتية. وأظهرت الدراسات أن فن الإعلان رافق وظائف الاتصال والإعلام على الدوام للدعوة لموضوع معين أو الإقناع بقضية معينة أو الترويج لسلعة منتج معين، أو خدمة تقدمها جهة معينة، مستفيداً من قدرتها على الاتصال الجماهيري الذي يتفوق في بعض الظروف على قدرات الاتصال الشخصي.

الإعلان وتطور فنونه

ويعتمد فن الإعلان على قدرات الاتصال باستخدام رموز تحمل معنى مفهوم بنفس الدرجة لدى المعلن والجهة المستهدفة من الإعلان، ولكن قد لا يتم إلا إذا تحقق حد أدنى من التداخل بين مجالات خبرة المرسل (المعلن) وخبرة مستقبلي الإعلان ليؤدي لفهم مشترك لمعاني الرسالة الاتصالية بين المرسل والمستقبل، والى إحداث اتصال حقيقي مبني على المعرفة المتبادلة المشتركة للرسالة بين طرفي عملية الاتصال. وتطور استخدام الإعلان عبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وكان في مقدمة مستخدميه السياسيون والتجار على حد سواء للاستفادة منه لتحقيق أهدافهم كل في مجاله. وجاء الإعلان السياسي كوسيلة اتصال يدفع المُعْلِن ثمنها لقاء ما تقدمه وسيلة اتصال وإعلام جماهيرية لعرض خطاب سياسي هادف من أجل التأثير على مواقف وأفكار وسلوك مستقبلي الرسائل الإعلامية. ويعد الإعلان السياسي أكثر أنواع الاتصال تأثيراً على المجتمعات، يوظفه القادة السياسيون لتحقيق غاياتهم وأهدافهم لخداع الجماهير وإقناعهم وتسويق مرشحيهم والمبالغة في إعطائهم صفات لا تمت إلى الحقيقة بصلة. وجاء الإعلان التجاري لإقناع الجماهير والتأثير عليها لزيادة الطلب على سلعة المعلن وخلق صورة إيجابية عن المنشأة المعلنة وجهودها المبذولة لإشباع حاجات المستهلكين، وزيادة الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية.مما دفع خبراء الاتصال لدراسة نظريات الاتصال وتأثير وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، ويعتقد البعض أن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية تتمتع بدرجة قوية للتأثير على الجماهير، وأنها قادرة على تغيير العادات وسلوك وتصرفات الجماهير، وفق الآراء التي يقدمها القائمون على الاتصال الجماهيري معتمدين على مستوى شعبية وانتشار وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية القائمة آنذاك. ففي أوروبا مثلاً استخدمت الإذاعة, والصحافة, والأفلام السينمائية من قبل الأنظمة الديكتاتورية والشيوعية والفاشية لتحقيق غاياتها، واتجه خبراء الاتصال والإعلام آنذاك لاستخدام نتائج أبحاث علم النفس الاجتماعي وطرقها ومناهجها، لتحديد مدى تأثير وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. وحرصت دراساتهم على معرفة الآثار الضارة والمحتملة لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية, ومدى تشجيعها على الانحراف والجريمة والتعصب العرقي والعدوان والانحلال والإباحية. وفي البداية اهتم الباحثون بالتمييز بين أنواع التأثير الإعلامي الممكن على الجماهير تبعاً لخصائص الشرائح المستهدفة وصفاتها النفسية والاجتماعية، ثم تلته مرحلة اهتمام الباحثين بتأثير العوامل الوسيطة في عملية الاتصال والإعلام، ودور الاتصال الشخصي ودور البيئة الاجتماعية في تنشئة الجمهور.

وتلتها دراسات بينت مدى استخدام وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية من قبل الساحات المستهدفة ومدى تأثيرها والبحث عن حوافز تدفع الجمهور لاستخدام وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. ورافقتها دراسات اهتمت بمدى تأثير وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وأكدت نتائجها على أن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية غدت أكثر شعبية وتأثيراً بعد ظهور الإذاعة المرئية خلال خمسينات وستينات القرن العشرين، كوسيلة اتصال وإعلام جماهيرية قوية تتمتع بشعبية جماهيرية كبيرة تفوق سابقاتها من الوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية التي سبقتها.

ويشير د. محمد البشر أستاذ مادة نظريات التأثير الإعلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في كتابه: نظريات التأثير الإعلامي. إلى نظرية ترتيب أولويات التأثير الإعلامي، ولخصها بأنها عوامل تصاحب مضامين الرسائل الإعلامية وتتمثل في ترتيب رسالة معينة من بين رسائل ومضامين مختلفة, وأنها تأخذ مساحة زمنية أو مكانية في وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية, وتأخذ شكلاً معيناً لتقدم ما يميزها عن غيرها من العوامل المختلفة لإبراز والإشارة إلى اهتمام وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية بقضية معينة.

وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية تركز على موضوع معين أو شخص معين وتعطيه حيزاً كبيراً يدل على أن الموضوع أو أن للشخص أهمية لدى الجمهور، الأمر الذي يجعله حاضراً باستمرار أو بكثرة في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وأن الموضوعات الأخرى أو الأشخاص الآخرين ليس لهم أهمية تذكر لدى الجمهور. مما يؤدي إلى تضخيم تلك القضايا والأشخاص على حساب قضايا وأشخاص أهم، وبمجموعها قد تؤثر سلباً على الرأي العام حيال قضايا تهم الأمة. وأن الحصيلة المعرفية لدى الجمهور الإعلامي تقتصر على مسائل لا تتعدى غالباً البرامج الرياضية والترفيهية والموضوعات العاطفية, وتقديم شخصيات مزيفة هامشية غير منتجة تقتدي بها بعض العناصر في المجتمع.واعتبر د. محمد البشر أن إدمان الجمهور الإعلامي على استهلاك الرسائل الإعلامية التي تقدمها له وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية من خلال ترتيباتها الذاتية قد يؤدي إلى تشكيل رأي عام متأثر بما يقدم له من مواد وأطلق عليه تسمية التأثير التراكمي لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. وأشار إلى أن الجمهور يشارك بفاعلية في عملية الاتصال الجماهيري من خلال استخدامه لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية لتحقيق أهداف مرجوة تلبي توقعاته. وأنه يمكن الاستدلال على المعايير الثقافية السائدة في المجتمع من خلال استخدامات الجمهور لوسائل الاتصال الجماهيرية, وليس من خلال محتوى الرسائل الإعلامية فقط. لأن رغبات مستقبلي الرسائل الإعلامية متعددة, والإعلام في أكثر الأحيان لا يلبي إلا بعضاً منها.

وتشير نظريات الاتصال والإعلام الجماهيرية إلى أن الاتصال هو سر من أسرار الكون وتطوره، ويقول بعض الباحثين أن الاتصال هو الحياة نفسها، والاتصال هو عملية تواصل بين مرسل ومستقبل وليس عملية نقل فقط، لأن الاتصال هو عملية مشاركة في الأفكار والمعلومات عن طريق عمليات إرسال واستقبال المعاني، وتوجيه وتيسير لها، ليتم استقبالها بكفاءة معينة، لخلق استجابة في وسط اجتماعي معين. وتتفق أغلب الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، على تقسيم الاتصال إلى أنواع أو نماذج متعددة، منها:

الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي والاتصال الجماعي والاتصال الجماهيري
وتستخدم كلها وسائل وتقنيات معقدة باهظة التكاليف، منها: المطبوعات، والإذاعة المسموعة والمرئية، والسينما، ومنظومات الاتصال والمعلوماتية عبر الأقمار الصناعية، وشبكة الإنترنيت.

وتعددت مفاهيم معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال، وبتعدد الزوايا والجوانب التي أخذها الباحثون في اعتبارهم، وعلى المستوى العلمي حيث يمكن الإشارة إلى مدخلين لتعريف الاتصال:

المدخل الأول: ويعرف الاتصال على أنه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالة إلى طرف مقابل (مستقبل) مما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة؛

والمدخل الثاني: يعرف الاتصال على أنه تبادل للمعاني الموجودة في الرسائل الإعلامية، ومن خلاله يتفاعل الأفراد ويتبادلون ثقافات مختلفة، من أجل توصيل المعنى، وفهم مضمون الرسالة الإعلامية.

بينما جاء تعريف الإعلام بأنه جزء من الاتصال، فالاتصال أعم وأشمل، ويمكن تعريف الإعلام بأنه: عملية تبدأ بمعرفة المخبر الصحفي لمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديرة بالنشر والنقل، ويقوم بتجميع المعلومات من مصادرها، ومن ثم نقلها، والتعامل معها وتحريرها، ونشرها عبر صحيفة مطبوعة أو وكالة للأنباء أو إذاعة مسموعة أو مرئية إلى طرف مهتم بها وبتوثيقها.وعملية الاتصال هي مشاركة، لا تنتهي بمجرد وصول الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، لأن هناك عوامل وسيطة بين الرسالة والمتلقي تحدد تأثير الاتصال؛ وفق ما لديهم من قيم ومعتقدات، وانتماءات اجتماعية وثقافية، تثير كلها ردود فعل معينة عند متلقي المعلومات والآراء، تحدد مدى تأثره بتلك المعلومات والآراء.

نماذج عملية الاتصال

وفي هذا الإطار تطورت نماذج تشرح وتفسر عملية الاتصال، وظهر في البداية النموذج المكتوب الذي يرى أن عناصر الاتصال هي: المرسل؛ والرسالة؛ والمستقبل.

ولكن الدراسات التي أجريت منذ أربعينيات القرن الماضي بينت مدى قصور هذا النموذج .ومهدت تلك الدراسات لظهور نماذج تطورت بدورها من خلال الانتقال من الاتصال الثنائي إلى الاتصال الدائري، وعلى ضوئها تكونت عملية الاتصال من ستة عناصر أساسية هي: المصدر؛ والرسالة؛ والوسيلة؛ والمتلقي؛ وراجع الصدى؛ والتأثير. ويقصد بالمصدر منشئ الرسالة الإعلامية، وقد يكون فردا أو جماعة من الأفراد أو قد يكون مؤسسة إعلامية، وأطلق على المصدر تسمية القائم بالاتصال، واتفق على أن المصدر ليس بالضرورة قائم بالاتصال وراحت الدراسات تشير إلى المراسل (ناقل الخبر)، والمحرر (صائغ الخبر)، والمذيع (ناشر الخبر)، والقارئ أو المستمع أو المشاهد (متلقي الخبر) ولكنها لم توضيح دور المتلقي بعملية الاتصال. وقصد بالرسالة المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل برموز مفهومة ومتفق عليها (اللغة، الصورة، الإيماء، الإيحاء)، وتحقق الهدف من الرسالة الإعلامية. وقصد بالوسيلة القناة التي يتم من خلالها نقل الرسالة الإعلامية وقد تكون: مادة مطبوعة في صحيفة أو مجلة أو كتاب، أو مذاعة عبر الإذاعة المسموعة أو المرئية أو غيرها من وسائل الاتصال الجماهيرية، أو عن طريق الاتصال المباشر بين المرسل والمتلقي لتكون الوسيلة اللغة والإيماءات والإيحاءات المستخدمة من الجانبين. وقصد بالمتلقي الجمهور الذي يستقبل الرسالة الإعلامية ويتفاعل معها ويتأثر بها، وهو هدف عملية الاتصال. وقصد براجع الصدى ردود فعل مستقل الرسالة الإعلامية ومدى فهمه واستجابته أو رفضه لها. وقد أصبحت ردود فعل المستقبل من أهم عناصر تقويم عملية الاتصال، وسعى الباحثون من خلالها لمعرفة مدى استقبال المتلقي للرسالة الإعلامية ومدى فهمه واستيعابه لها. وقصد بالتأثير مدى تأثر المتلقي بالرسالة الإعلامية ونسبة التغيير الحاصلة في تفكيره وسلوكه.

ومع تطور وظائف وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية أخذت الحكومات ممثلة بوزارات الإعلام تتولى تحقيق أهدافها الداخلية والخارجية عن طريق تلك الوسائل، ورفع المستوى الثقافي للجماهير، سعياً منها لتطوير الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. والتعريف بحضارات شعوب العالم ووجهات النظر الحكومية الرسمية من القضايا الدولية. وتم معها إنشاء كليات وأقسام تعنى بتدريس مادة الاتصال والإعلام الجماهيري. وإنشاء مراكز لدراسات الاتصال والإعلام الجماهيري. وراحت مؤسسات المجتمع المدني الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تهتم بوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وتخدمها وتساعدها على الازدهار. ليكون الإعلام القوي من دعائم تقوية نفوذ الدول على الساحة الدولية.

وظائف وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية

واشتملت وظائف وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية على: الوظيفة الإخبارية؛ ووظيفة تكوين الرأي العام؛ ووظيفة توسيع الأفق الثقافي والمعلوماتي؛ ووظيفة تنمية العلاقات العامة وتقوية التماسك الاجتماعي داخل المجتمع؛ ووظيفة الترفيه والتسلية وسد أوقات الفراغ؛ وأخيراً وظيفة نشر الإعلانات والدعاية.

وتعني الوظيفة الإخبارية: قيام وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بنقل الأحداث والقضايا المهمة، ومتابعة تطوراتها وانعكاساتها على المجتمع، تلبية لحاجات الإنسان للتعرف على البيئة المحيطة به، والوقوف على ما يجري حوله من أحداث بحيادية ودقة ومصداقية.وتولت وظيفة تكوين الرأي العام إيجاد تعاون بين وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية ومؤسسات المجتمع العائلية والاجتماعية والتعليمية والدينية والاقتصادية في مجالات توجيه الفرد وتكوين مواقفه واتجاهاته المهنية الخاصة وتقوية اللغة الفصحى ضمن إطار التعلم مدى الحياة.

وتقوم وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بوظيفة توسيع الأفق الثقافي والمعلوماتي بالتثقيف المخطط له لرفع المستوى الثقافي والعلمي والمهني للشرائح الاجتماعية المستهدفة والبعيد عن التثقيف العفوي.

وتهتم وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بوظيفة تنمية العلاقات العامة وتقوية التماسك الاجتماعي داخل المجتمع عن طريق تنمية تبادل المعلومات بين أفراد المجتمع ومؤسساته الحكومية والمدنية والتعريف بالشخصيات الناجحة اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً، وفنياً، وأدبياً، وتسليط الضوء على أسرار نجاحهم ليكونوا قدوة للأجيال الصاعدة.

وتقوم وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بوظيفة الترفيه والتسلية وسد أوقات الفراغ عن طريق شغل أوقات الفراغ وتوفير فرص الراحة للجمهور الإعلامي.

أما وظيفة الإعلان والدعاية فتقوم بها وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية عن طريق الإعلان عن السلع الجديدة التي تهم المستهلكين، والإعلان عن فرص عمل جديدة وشاغرة ومطلوبة، ومواعيد رحلات وسائل النقل البرية والبحرية والجوية، والإعلان عن إجراء المزايدات والمناقصات العلنية، ووضع التزامات الأحكام القضائية موضع التنفيذ، وتقديم نشرات الأحوال الجوية، والصيدليات المناوبة، والبرامج الإذاعية المسموعة والمرئية، وغيرها من الإعلانات.

وتبقى المهمة الرئيسية لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهور الإعلامي وعرض فوائده وحسناته في ظروف تعقدت فيها الحياة وتعددت الاختراعات والصناعات والاكتشافات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية. والاستمرار بما سبق وقام به الأبوين في الأسرة، والمعلم والمربي، ومؤسسات التعليم العالي والمتخصص من أجل تطوير الشخصية الوطنية والحيلولة دونها والانحراف عن الطريق القويم، لتكون وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية فعلاً جزءاً مهماً في عملية التعلم مدى الحياة التي تحتاجها بشدة المجتمعات من أجل التقدم والازدهار.

تطور نظريات الاتصال

وتطورت نظريات الاتصال عبر التاريخ الإنساني مع المحاولات التي بذلها الباحثون لدراسة وتحليل عملية الاتصال ووصف أبعادها وعناصر تكونها، ودورها في تطوير وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية.

ونتيجة لتلك الأبحاث ظهرت نظريات ونماذج للاتصال الجماهيري من بينها: النموذج الذي وضعه الباحث ديفيد برلو، واشتمل على: مرسل؛ ورسالة؛ ووسيلة اتصال؛ ومستقبل.

والنموذج الذي أعده الباحث ولبر شرام عام 1974 وطوره عام 1971، وقدم فيه العناصر الأساسية للاتصال وهي: - المصدر، صاحب الفكرة؛ - وأسلوب التعبير عن الفكرة وتحويلها لرموز وصياغتها بشكل يكوِّن نص الرسالة الإعلامية؛ - والمستقبل الذي يتلقى الرسالة ويقوم بفك رموزها؛ - وأخيراً الاستجابة لهدف الرسالة الإعلامية وراجع صداها الذي من المحتمل وصوله أو عدم وصوله للمرسل صاحب الفكرة.واعتمد شرام في نموذجه على أفكار سبق وقدمها الباحث شانون والباحث ويفر حول راجع الصدى والتشويش الحاصل أثناء نقل الرسالة، وأضاف عليها في نموذجه النظام الوظيفي لعملية الاتصال مفاهيم جديدة مثل الإطار الدلالي، والخبرات المشتركة وأهميتها في عملية الاتصال.

بينما ذكر الباحث الإنكليزي ويلز H.G. Wells أن: "تطور التاريخ الإنساني هو ظاهرة اجتماعية واحدة تدفع الإنسان للاتصال بأخيه الإنسان، في مكان آخر أو مجتمع آخر" معتبراً أن التطور التاريخي البشري هو قصة رافقت تطور عملية الاتصال، وقسمها إلى مراحل وهي: الكلام، والكتابة، واختراع الطباعة، ومن ثم المرحلة العالمية، مرحلة الإذاعة والاتصال الإلكتروني، وفي هذه المرحلة الأخيرة من تطور الاتصال أصبح للوسائل الإلكترونية دوراً مهماً في حياة المجتمعات، واستطاع الإنسان نقل أفكاره ومشاعره ومعلوماته عبر الحواجز الجغرافية باستخدام أجهزة الاستقبال الإذاعية المسموعة والمرئية، لتأتي أخيراً شبكة الإنترنيت العالمية مكملة لما سبق من التطور العلمي والتقني في مجال الاتصال الإنساني.ومع ذلك تبقى نظرية مارشال ماكلوهين التي قدمها في أواسط القرن الماضي من أكثر نظريات الاتصال والإعلام انتشاراً ووضوحاً في ربطها بين الرسالة الإعلامية، والوسيلة الإعلامية، والتأكيد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره، واعتبر ماكلوهين أن الوسيلة هي الرسالة وأوضح أنه لا يمكن النظر إلى المضامين التي تنشرها وسائل الاتصال الأعلام الجماهيرية بمعزل عن التقنيات التي تستخدمها وسائل الاتصال الأعلام الجماهيرية، لأن التقنيات تؤثر على مضمون الرسائل الموجه للساحة الإعلامية وعلى تشكل الرأي العام. واعتقده ماكلوهين أن تاريخ تطور الاتصال الإنساني مر بعدة مراحل وهي: - مرحلة التخاطب الشفهي: أي مرحلة ما قبل اكتشاف حروف الكتابة؛ - ومرحلة ما بعد اكتشاف الكتابة ونسخ الكتب والتي استمرت لنحو ألفي عام؛ - ومرحلة اختراع الطباعة واستمرت من بداية القرن السادس عشر، وحتى نهاية القرن التاسع عشر؛ - ومرحلة عصر وسائل الاتصال والأعلام الإلكترونية التي بدأت في مطلع القرن العشرين ولم تزل مستمرة حتى الآن. وأن تقنيات وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية المستخدمة في كل مرحلة من تلك المراحل ساعدت على تشكيل المجتمع أكثر مضامينها الإعلامية. وأشار ماكلوهين إلى أن وسائل الاتصال والإعلام الإلكترونية ساعدت على تقليص الزمان والمكان على الكرة الأرضية ووصفها بـالقرية العالمية Global Villageوهي الأرضية التي ولد عليها مصطلح (العولمة) ورافق الاتجاه الجديد للاتصال وتدفق المعلومات عالمياً، باتجاه نحو اللامركزية في الاتصال، وتقديم رسائل متعددة تلاؤم الأفراد والجماعات الصغيرة المتخصصة، واتخذت هذه اللامركزية مظهرين: الأول: ويتحكم فيه المرسل. والثاني: ويتحكم فيه المستقبل. عن طريق ربط الحاسبات الإلكترونية لتوفر خدمات متنوعة من الاتصال وتبادل المعلومات بدأ من الصحافة المطبوعة ونقل النصوص المكتوبة، وبرامج الإذاعتين المسموعة والمرئية، والأفلام السينمائية، التي يمكن نقلها عبر مسافات شاسعة وبسرعة فائقة.

ورأى الباحث الفن توفلر: أن البنية الإلكترونية الأساسية في الدول المتقدمة اقتصادياً تتميز بسمات تمثل مفاتيح المستقبل وهي: - التفاعلية؛ - وقابلية التحرك؛ - وقابلية التحول؛ - وقابلية الربط؛ - وقابلية الانتشار؛ - والعولمة. ليفرض الاتصال خلال القرن الحادي والعشرين مبادئ: - تكريس اللامركزية في الإرسال والاستقبال؛ - وتكريس الهيمنة والاندماج من خلال اتجاه وسائل الاتصال الجماهيري إلى التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية؛ - والتوافق بين التقنيات القديمة والتقنيات الحديثة.

ومع تحول مؤسسات الاتصال والإعلام الجماهيرية في القرن الحادي والعشرين إلى شبكات ضخمة تتصارع المصالح داخلها، أصبح من الصعب دراسة ما يحدث داخل المؤسسات الإعلامية ودور القائمين بالاتصال فيها، وتحليل الاتصال كوظيفة اجتماعية، ودراسة دور ومركز العاملين في الصحيفة، أي الصحفيين، والظروف والعوامل التي تؤثر على اختيار مضامين الصحف، لأن الأخبار يصنعها الصحفيون، وهنا برزت أهمية دراسة الالتزامات المهنية، والأخلاقية، وطبيعة السيطرة المؤسساتية على عمل الصحفيين.وكانت أول دراسة كلاسيكية من هذا النوع الدراسة التي قام بها روستن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1937 وتناول فيها مراسلي الواشنطن بوست، وفي عام 1941 نشرت مجلة الصحافة الربع سنوية الصادرة في أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة مهمة عن العاملين في صحيفة ملواكي، وبعد فترة طويلة ظهرت أبحاث أخرى تناولت القائمين بالاتصال والمؤسسات التي يعملون فيها.

ونشر ديفيد مانج وايت دراسته عن حارس البوابة، واتقاء الأخبار، وكانت دفعة قوية للأبحاث الجارية في هذا المجال.

وبعدها طورت الأبحاث التي قام بها عالم النفس النمساوي الأصل الأمريكي الجنسية كرت لوين نظرية حارس البوابة الإعلامية. وذكر لوين: أنه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية حتى تصل للجمهور تمر عبر نقاط أو (بوابات) يتم خلالها اتخاذ قرارات حول ما يدخل وما يخرج من تلك البوابات، وكلما طالت المراحل التي تقطعها الأخبار حتى تظهر في وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية، تزداد المواقع التي يصبح فيها متاحاً لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنتقل بنفس الشكل أو بعد إدخال بعض التغييرات عليها، ليصبح نفوذ من يديرون هذه البوابات والقواعد التي تطبق عليها، والشخصيات التي تملك بحكم عملها سلطة التقرير كبيراً في تقرير انتقال المعلومات.

ومع ذلك بقيت دراسات (حارس البوابة) تجريبية في الواقع وتناولت دراسات منتظمة لسلوك الأفراد الذين يسيطرون في نقاط مختلفة، على مصير النصوص الإخبارية. وأوضحت الدراسات أن حراس البوابات الإعلامية هم صحفيون يقومون بتجميع ونقل الأنباء للتأثير على اهتمامات وإدراك الجمهور الإعلامي.

وخلال خمسينات القرن العشرين أجريت سلسلة من الدراسات ركزت على الجوانب الأساسية لعمل حارس البوابة دون الإشارة للمصطلح قدمت تحليلاً وظيفياً لأساليب السيطرة والتحكم والتنظيم وأداء الوظيفة الاجتماعية في غرف إعداد الأخبار، وحللت الإدراك المتناقض لدور ومركز ووضع العاملين بالصحيفة ومصادر حصولهم على الأخبار، والعوامل التي تؤثر على اختيار المحررين للأخبار وطريقة عرضها.

وقام بتلك الدراسات مجموعة من الباحثين الأمريكيين أمثال وارن بريد جاد، وروى كارتر، وستارك، وجيبر، وروبرت جاد، ووايت، وكن مكرورى، وغيرهم.

وفي عام 1951 نشر الباحث الأمريكي شارلي ميتشل دراسته عن غرف إعداد الأخبار والعاملين فيها. ونشر الباحث الأمريكي سابين دراسة عن كتّاب الافتتاحات في ولاية أوريجون. والباحث الأمريكي لورنس دراسة عن المحررين في كنساس. ولخص الباحث الأمريكي ولتر جيبر في مقالته "الأخبار هي ما يجعلها الصحفيون أخباراً" نتائج الأبحاث الأساسية التي أُجريت على حراس البوابة، وأجرى في عام 1956 دراسة عن محرري الأنباء الخارجية في 16 جريدة يومية بولاية وسكونسن، تستقبل أنباءها من وكالة أنباء أسوشيتدبرس فقط.

وأظهرت الدراسات التي قام بها جيبر أنه إذا كان المحرر يختار عينة مما يصله من أنباء يمكننا أن نقول أنه قد وُفِق في أداء عمله، وأضاف: أنه يمكن عن طريق ملاحظة الأسلوب الذي يختار المحرر بمقتضاه الأنباء لفترة لا تزيد عن أيام قليلة يمكننا أن نتنبأ بما قد يختاره في يوم آخر، وكان الأمر المشترك بين جميع محرري الأنباء، الذين درسهم جيبر، الضغوط التي يفرضها الواقع البيروقراطي، وأن العمل في غرفة إعداد الأخبار يعتبر من أقوى العوامل تأثيراً، فمحرر الأنباء الخارجية يعمل دائماً من خلال حساباته للضغوط الميكانيكية في عملة أكثر اهتمامه بالمعاني الاجتماعية لوقع الأخبار، وباختصار كانت ظروف إخراج الصحيفة والروتين البيروقراطي والعلاقات الشخصية داخل غرفة إعداد الأخبار تؤثر على عمل المحرر.

وأظهرت دراسات جيبر حقيقتين تبعثان على القلق وهما:أولاً: أن محرر الأنباء الخارجية في سلوكه الاتصالي كان سلبيا ولا يلعب دورا فعالا كقائم بالاتصال، فهو لا يدرس بشكل نقدي الأنباء التي تصله برقيا. وأنه هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن محرر الأنباء الخارجية كصحفي يعمل ملازما لمكتبه، وتختلف دوافعه عن المخبر الذي ينتقل من مكان إلى آخر لكي يجمع الأخبار، وهذا يؤثر بالتالي على ما يختاره المحرر من أنباء، وربما كان محرر الأنباء الخارجية كسولاً، أو قد أصبح كسولاً لأن رؤساءه لا يشجعونه ليكون أكثر نشاطاً. وبشك ل عام المحرر لا يختار برقياته بشكل يظهر فيها أنه يقيّم ما يقدمه بشكل نقدي.

وثانياً: أن محرر الأنباء الخارجية، كقائم بالاتصال، ليس لديه إدراك حقيقي عن طبيعة جمهوره، ولهذا فهو لا يتصل عملياً بذلك الجمهور. وإذا كانت المهمة الأساسية للصحيفة هي تقديم تقرير هادف عن الظروف المحيطة من أجل خدمة القارئ، فيمكن أن نقول أن أداء هذه المهمة كان بالصدفة فقط. لأن الصحيفة لم تعد تدرك أن هدفها الحقيقي هو (خدمة) جمهور معين أو الجمهور بشكل عام، لأن المجموعة التي تقوم بجمع الأخبار، والنظام البيروقراطي كثيراً ما تحدد الأهداف، أو تحدد ما يظهر على صفحات تلك الصحيفة.

واستخلص جيبر أنه بدون دراسة القوى الاجتماعية التي تؤثر على عملية جمع الأخبار لا نستطيع أن نفهم حقيقة تلك الأخبار.

ومن أعمق الدراسات التي أجريت على القائمين بالاتصال وتأثير القوى الاجتماعية على العاملين في الصحف، كانت الدراسة التي أجراها وارين بريد عام 1955 ووجد أنه هناك أدلة تشير إلى وجود عملية تأثير يسيطر أو يهيمن بمقتضاها مضمون الصحف الكبيرة والمحطات الإذاعية المسموعة والمرئية المرموقة على الطريقة التي تعالج بها الصحف الصغيرة الأخبار والموضوعات المهمة، أي أن الكبير يبتلع الصغير كما يقال في عالم الأحياء المائية، ولا شك أن هذا يحرم وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية من القدرة على التغيير والتنويع وتعدد الآراء الذي يساعد على تكوين رأي عام واعي لما يدور من حوله.

واستخدم بريد في دراسة أخرى التحليل الوظيفي ليظهر الكيفية التي تحذف بها الصحف الأخبار التي تهدد النظام الاجتماعي والثقافي أو تهاجمه، أو تهدد إيمان القائم بالاتصال بذلك النظام الاجتماعي والثقافي، ويقول بريد: أن سياسة الناشر هي التي تطبق في العادة في أي صحيفة، بالرغم من مظاهر الموضوعية في اختيار الأخبار، بالإضافة إلى ذلك فالجزاء الذي يناله الإعلامي في الصحيفة مصدره ليس القراء الذين يعتبرون هدفه، ولكن مصدره زملاؤه من العاملين معه ورؤساؤه، لذلك يعيد المحرر في الجريدة تحديد وتشكيل قيمه لتحقق له أكبر منفعة.

واستنتج بريد من تلك الدراسة: أن الظروف الثقافية التي تحيط بالصحفي في غرفة إعداد الأخبار لا تؤدي إلى نتائج تفي بالاحتياجات الأوسع للديمقراطية.

واستخدم الباحث الأمريكي المعروف سوانسون أساليب المتابعة المباشرة والاستفسار ليحصل على معلومات عن الخصائص الشخصية ومعتقدات العاملين في صحيفة يومية صغيرة.

ودرس بروس وستلي أيضاً محرري الأخبار الخارجية في صحف ولاية وسكونسن باستخدام سلّم (قياس القيم) وقارن من خلاله القيم التي يعتنقها أولئك المحررون والتي تؤثر على اختيارهم للأخبار.

وتعتبر دراسة بروس وستلي ومالكلوم ماكلين عن القائمين بالاتصال، والتفرقة بين أدوار الاتصال المختلفة، من الدراسات المهمة في هذا المجال، والملاحظ أنه وجد في كل تلك الدراسات عنصر مشترك، تقول بأنها تركز الاهتمام على التفاعل بين الأنماط والأخلاقيات الصحفية المثالية والأساليب الاجتماعية والتنظيمية المقررة في المجتمع الأكبر، في ظروف متنوعة وأوضاع مختلفة، وقدمت تلك الدراسات فوائد كثيرة لوسائل الاتصال والأعلام الجماهيرية والخبراء لأنها ساعدت على الوصول إلى أحكام أكثر دقة عن العاملين بوسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية في إطار اجتماعي مباشر، وأبرزت الكثير من الأسئلة المهمة التي يجب التوصل إلى إجابات عليها.

وتمر الرسالة الإعلامية في نظرية حارس البوابة الإعلامية بمراحل عديدة وهي تنتقل من المصدر حتى تصل إلى المتلقي، بسلسلة مكونة من عدة حلقات، وأبسط أنواع السلاسل هي سلسلة الاتصال المباشر، من فرد إلى فرد آخر، وفي حالة الاتصال الجماهيري تكون هذه السلاسل طويلة ومعقدة جداً، لأن المعلومات التي تدخل شبكة اتصال معقدة مثل الصحيفة، ومحطة الإذاعة المسموعة والمرئية، تمر بالعديد من الحلقات والأنظمة المتصلة، فالحدث الذي يحدث في فلسطين أو أفغانستان أو العراق أو لبنان مثلاً، يمر بمراحل عديدة قبل أن يصل إلى القارئ في أمريكا أو أوربا أو الشرق الأوسط، ونجد قدر من المعلومات تخرج من بعض الحلقات أو الأنظمة أكثر مما تدخل فيها.وأطلق عليها شانون تسمية أجهزة التقوية، فأجهزة التقوية أي وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية تستطيع أن تصنع في نفس الوقت عدداً كبيراً جداً من الرسائل المتطابقة، كنسخ الصحف توصلها للجمهور، وأنه هناك نوعاً من السلاسل كشبكات معينة داخل الأنظمة، لأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية نفسها هي شبكات من الأنظمة المتصلة بطرق معقدة، تقوم بوظيفة فك الرموز والتفسير وتخزين المعلومات، ثم وضعها مرة أخرى في رموز.

وهي الوظيفة التي يؤديها كل من القائمين بالاتصال، لأن الفرد الذي يتلقى رسائل وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية هو جزء من شبكة علاقات معقدو قائمة داخل الجماعة، ويعين واقع المجتمع الذي ترتفع فيه نسبة المتعلمين ودرجة التصنيع أُسلوب عمل الشبكة، ويزداد اعتماد ذلك المجتمع على سلاسل وسائل الاتصال والأعلام الجماهيرية، أما المجتمع البدائي الذي تنخفض فيه نسبة المتعلمين ودرجة التصنيع فتنتقل فيه غالبية المعلومات عن طريق سلاسل الاتصال الشخصي.

والجدير بالذكر أن المجتمعات التي تخضع وسائل الاتصال والإعلام فيها للسيطرة الحكومية يشكك الأفراد بصدق ما تنشره تلك الوسائل، لتصبح سلاسل الاتصال الشخصي المباشر من فرد إلى فرد مهمة وطويلة جداًً وتتطور إلى جانب سلاسل وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وفي هذه الحالة نجد أن سلاسل الاتصال الشخصي تنقل شائعات وأقاويل ومعلومات متنوعة من فرد إلى فرد، وتقوم بالرقابة على وسائل الاتصال والأعلام الجماهيرية، وتحاول سد نواحي النقص فيها.

وفي هذا الصدد أشار الباحث كرت لوين إلى أنه في سلاسل الاتصال الشخصي هناك فرد ما في كل حلقة من حلقات سلسلة الاتصال الشخصي يتمتع بحق تقرير ما إذا كانت الرسالة التي تلقاها سينقلها أو لا ينقلها، وأن تصل تلك الرسالة إلى الحلقة التالية بنفس الشكل الذي جاءت به أم أنه سيدخل عليها بعض التغييرات والتعديلات.

وحارس البوابة الإعلامية يعني السيطرة على مكان استراتيجي في سلسلة الاتصال، بحيث تصبح لحارس البوابة سلطة اتخاذ القرار فيما سيمر وكيف سيمر من خلال بوابته، حتى يصل الخبر في النهاية إلى وسيلة الاتصال الإعلامية الجماهيرية ومنها إلى الجمهور الإعلامي.

ويذكر لوين أن المعلومات تمر بمراحل مختلفة حتى تظهر على صفحات وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية والإلكترونية، وأطلق لوين على هذه المراحل تسمية بوابات، وقال: أن هذه البوابات تقوم بتنظيم كمية من المعلومات التي ستمر من خلالها، وأشار لوين إلى مفهوم وظيفة البوابة تعني فهم المؤثرات والعوامل التي تتحكم في القرارات التي يصدرها حارس البوابة.

وبمعنى آخر أنه هناك مجموعة من حراس البوابات يقفون في جميع مراحل سلسلة الاتصال التي يتم من خلالها نقل المعلومات، ويتمتع حراس البوابات بحق فتح بوابتهم أمام أي رسالة تأتي إليهم أو إغلاقها، كما أنه من حقهم أجراء تعديلات على الرسالة التي ستمر وعلى سبيل المثال:يستطيع أي فرد تقرير ما إذا كان سيكرر أو يردد إشاعة معينة أو لا يرددها، لأن الإشاعات حينما تنتقل من مصدر إلى مصدر تطرأ عليها في الغالب بعض التعديلات وتتلون وفق اهتمامات ومعلومات الفرد الخاصة ومن ثم يقوم بنقلها، وحينما تطول سلسلة الاتصال نجد أن بعض المعلومات التي تخرج في النهاية لا تشبه المعلومات التي دخلت منذ البداية إلا في نواح قليلة، فإذا أخذنا في اعتبارنا أن ما يحدث في سلاسل الاتصال التي تنقل الأخبار حول العالم. وعلى سبيل المثال الخبر المنقول من اليابان أو الهند أو مصر إلى أي مدينة في إحدى الولايات الأمريكية، يمر بمراحل كثيرة وأول حارس بوابة في هذه الحالة هو الفرد الذي لاحظ الحدث وقت وقوعه، ولنفترض أن ما حدث كان كارثة طبيعية وينتقي الفرد من دون شعور وصفاً لأشياء معينة لاحظها دون أشياء أخرى، أي أنه لاحظ أشياء وأغفل أشياء أخرى، ولهذا نراه يتحدث عن نواحي ويهمل نواحي أخرى.

وبعد حارس البوابة الأول يأتي حارس البوابة الثاني، وقد يكون مخبراً صحفياً حصل على الخبر من شاهد عيان شاهد الحدث عند حدوثه، وقد يتصل الصحفي بأكثر من شاهد عيان لكي يكوّن فكرة كاملة عن الحدث، وفي جميع الحالات، يقوم المخبر بانتقاء واختيار الحقائق التي سينقلها، والحقائق التي سيهملها، ويقرر الجوانب التي سيختارها ويحدد بنفسه مدى أهمية الحدث.

وبعد ذلك يسلم المخبر الخبر إلى مكتب وكالة الأنباء التي يتبع لها. وفي وكالة الأنباء يقوم محرر آخر باتخاذ قرار معين عن الخبر ويقرر ما إذا كان سيختاره من بين مئات الأنباء لنقله إلى المشتركين في وكالة الأنباء أم أنه سيختصره أو يضيف عليه أو يغيره أو ينقله كما ورد.

وبعد ذلك يأتي دور محرر الأخبار الخارجية في الصحيفة الذي يتلقى البرقيات، ويقرر مدى أهمية الخبر وبالتالي المساحة التي يجب أن يخصصها له.

أي لا بد من اختيار مادة من بين مواد كثيرة وصلت إلى وكالة الأنباء، أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لأن الأنباء تصل لهذه الوسائل من عدة مصادر ومن بينها وكالات الأنباء، والمراسلين الصحفيين في جميع أنحاء العالم، ومن الصحف الأخرى، ومن محطات الإذاعة المسموعة والمرئية.

وحراس البوابة في جميع تلك المراحل يسمحون لنسبة محدودة من آلاف المواد الإعلامية التي تصلهم بالانتقال إلى المراحل التالية، وفي النهاية يختار المحرر في الصحيفة الأخبار التي سينقلها إلى قرائه، وكل قرار يتخذ بتوصيل أو نقل شيء ما، هو قرار فيه كبت وإخفاء لشيء آخر، كنتيجة لعدد من الضغوط الذاتية، ولذا علينا كصحفيين أن نحدد تلك الضغوط ونفهمها كي نفهم الطريقة التي تقوم بها وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية بأداء عملها الوظيفي المطلوب منها.

وأشار الباحث الأمريكي مارشال ماكلوهين، إلى أن مضمون الرسائل (المواد) الإعلامية لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التكنولوجيا التي تستخدمها وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، فالكيفية التي تعرض بها المؤسسات الإعلامية الموضوعات، وطبيعة الجمهور الذي توجه إليه رسائلها الإعلامية، يؤثران على ما تنقله تلك الوسائل، وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية التي يستخدمها المجتمع أو يضطر إلى استخدامها، تحدد طبيعة المجتمع وكيفية معالجته لمشاكله.

وأن أي وسيلة إعلامية جديدة تشكل ظروفاً جديدة محيطة تسيطر على ما يفعله الأفراد الذين يعيشون في ظروف معينة، وتؤثر كلها على الطريقة التي يفكرون ويعملون وفقاً لها.

فوسيلة الاتصال والإعلام امتداد للإنسان، فالكاميرة التلفزيونية تمد أعيننا، والميكرفون يمد آذاننا، والحاسبات الإليكترونية (الكمبيوتر) توفر بعض أوجه النشاط التي كانت في الماضي تحدث في عقل الإنسان فقط، وهي مساوية لامتداد الوعي الإنساني.

وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الحديثة، كامتداد لحواس الإنسان

ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الحديثة، كامتداد لحواس الإنسان توفر للإنسان الزمن والإمكانيات وتشكل تهديداً له لأنه عندما تمتد يد الإنسان وحواسه عبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وتستطيع هذه الوسائل أن تمد يد المجتمع إليه، كي تستغله وتسيطر عليه.

ولكي نمنع احتمال التهديد أكد ماكلوهين على أهمية إحاطة الناس بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن ماهية وأداء وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، لأنه بمعرفة كيفية تشكيل التكنولوجيا الحديثة للبيئة المحيطة بنا، نستطيع أن نسيطر عليها ونتغلب تماماً على نفوذها أو قدراتها الحتمية.

وبدلاً من الحديث عن الحتمية التكنولوجية، قد يكون من الأدق أن نقول أن متلقي الرسالة الإعلامية يجب أن يشعر بأنه مخلوق له كيان مستقل، قادر على التغلب على هذه الحتمية التي تنشأ نتيجة لتجاهل الناس لما يحدث حولهم. ويجب اعتبار التغيير التكنولوجي حتمياً لا مفر منه، وهو ما حدث فعلاً، ذلك لأننا إذا فهمنا عناصر التغيير التكنولوجي يمكننا أن نسيطر عليها ونستخدمها في أي وقت نريده بدلاً من الوقوف في وجهها، كما يحدث لدى البعض أحياناً !.

ومن المشاكل التي تواجه عملية التبادل الإعلامي الدولية، مشكلة أهمية مراعاة الظروف البيئية المحيطة بالإنسان، واختلافها من دولة إلى دولة، بل واختلافها من منطقة إلى أخرى داخل الدولة ذاتها، ومن هنا فمن الأهمية بمكان أن يحيط خبراء الإعلام والصحفيون بالاعتبارات البيئية والظروف المحيطة بالإنسان.وإذا كان هذا الإلمام أكثر سهولة في الإعلام الداخلي فإنه أكثر صعوبة بالنسبة للإعلام الدولي، حيث تتعدد الاعتبارات البيئية وتتنوع الظروف واللغات، باختلاف من دولة إلى دولة، ومن منطقة إلى منطقة، ومن قارة إلى قارة.

ومع تزايد وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وتطورها واتساعها، أصبح العالم أقرب إلى القرية العالمية، ومما ساعد على ذلك تطور وسائل المواصلات وسهولة انتقال الأفراد والسياح، وهجرة السكان من أماكن سكنهم الأصلية، والإقامة الطويلة لرعايا دولة معينة لدى دولة أخرى بقصد الدراسة أو العمل، وتزايد حجم وسرعة وتنوع المراسلات، ودخولها عصر الحوار المباشر عبر الهاتف والتلكس والفاكس والبريد الإلكتروني بين مختلف دول العالم.

وتطور البث الإذاعي المسموع والمرئي واتسع باستخدام الأقمار الصناعية لأغراض الاتصال ونقل المعلومات. وساعد الاحتكاك بالأمم المتقدمة على حدوث تحول ثقافي واجتماعي عالمي، برزت معه قيم ومعتقدات جديدة لم تكن متوقعة من قبل.

ومن هنا فإن على خبراء الإعلام والصحفيين أن يدركوا كل تلك المتغيرات عند إعدادهم وتنفيذهم للحملات الإعلامية الموجهة للداخل والخارج على السواء، كي لا تحدث إخفاقات تؤدي إلى عدم استجابة المستقبل لمضمون الرسالة الإعلامية الموجهة له، وأن لا يكون رد فعله مغاير لأهداف الحملة الإعلامية.

وأن يؤخذ في الحسبان أيضاً اختلاف درجات التقدم الاجتماعي والثقافي والعلمي والتكنولوجي، وتباين النظم والمعتقدات السياسية والإيديولوجية بين دول العالم المختلفة، ودرجات التباين حتى بين دول النظام المتشابه.

وحدد مارشال ماكلوهين في نظريته تكنولوجية وسائل الإعلام التي تعتبر من النظريات الحديثة عن دور وسائل الاتصال والأعلام الجماهيرية وتأثيرها على المجتمعات، أربعة مراحل لتطور التاريخ الإنساني وهي وفق رأيه: - مرحلة المخاطبة الشفهية القبلية؛ - ومرحلة نسخ المخطوطات التي استمرت لنحو ألفي عام؛ - ومرحلة عصر الطباعة والتي استمرت من القرن الخامس عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر؛ - ومرحلة عصر وسائل الاتصال والإعلام الإلكترونية وبدأت من مطلع القرن العشرين ولم تزل مستمرة.

وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في كل مرحلة ساعدت على تشكيل المجتمعات عبر التطور الإنساني، واعترف ماكلوهين أن نظريته جاءت تطويراً لأعمال: أرد لويس موفورد (1934)؛ وإتش. جي. تشايتور (1945)؛ وسيغفريد غيودون (1948)؛ وهارولد أنيس (1951)؛ ويه. إتش. غومبريتش (1960). وأكد على انتقال البشرية من الاتصال إلى الشفهي إلى الاتصال المكتوب ومن ثم العودة للاتصال الشفهي مرة أخرى.

وعن الاتصال الشفهي يقول ماكلوهين أن البشر يتكيفون مع الظروف المحيطة بهم عن طريق إيجاد توازن بين حواسهم الخمس: السمع، والبصر، واللمس، والشم.

وأن اختراع غوتينبرغ للطباعة عن طريق الحروف المتحركة خلال القرن الخامس عشر قلب التوازن القائم على الحواس الخمس لتفقد حاسة السمع سيطرتها على عملية الاتصال لتأخذ محلها حاسة البصر في القراءة عن طريق الاتصال بالكلمات المطبوعة التي أخذت تحل بالتدريج مكان ذاكرة الأجيال المتعاقبة، وليصبح خزن المعلومات المطبوعة على الورق واسترجاعها من الأساليب الناجعة للاتصال.

وأطلق ماكلوهين على المرحلة المعاصرة تسمية عصر الدوائر الإلكترونية وشملت: أجهزة الاتصال البرقية، وأجهزة الهاتف، والسينما، والإذاعتين المسموعة والمرئية، وأجهزة الفاكس، والحاسبات الآلية (الكمبيوتر)، والعقول الإلكترونية الناطقة، والبريد الإلكتروني، وكلها أعادت الإنسان لاستخدام حواسه مجتمعة.

وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الجديدة التي اختصرت المسافات وتخطت الحواجز حولت العالم إلى قرية عالمية Global Village. لتتحول وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الجديدة إلى وسيلة نموذجية للتعليم مدى الحياة. لأن وسيلة الاتصال تحولت إلى رسالة إعلامية غدت الأساس لتشكيل المجتمعات وقللت من شأن المضمون الإعلامي.وأشار ماكلوهين إلى أنه أضحى لكل وسيلة اتصال جمهورها الذي يفوق حبه لها اهتمامه بمضمونها ساخناً كان أم بارداً.

وجاءت نظرية التقمص العاطفي التي سبق وأشار إليها: أفلاطون، وسان جون، وسان أوجستين، وسان الاكويني، وسبينوزا، في مؤلفاتهم، واعتبرها آدم سميث، وهربرت سبنسر، عملية انعكاس بدائي، وناقشها الباحثون ليبس، وريبوت، وشلير، من خلال تحليلهم للعواطف.

ويرجع الفضل لإدخال كلمة العاطفة في اللغة الإنجليزية إلى تيوردور ليبس الذي سماها الشعور بالشيء، وطور الباحث جورج ميد نظرية التقمص العاطفي في كتابه العقل والنفس والمجتمع وافترض أنه حينما نتوقع أو نستنتج مشاعر الآخرين، وما سيفعلونه، وحينما نخرج بتنبؤات، تتضمن السلوك الخاص للإنسان، واستجاباته الخفية، وحالاته الداخلية ومعتقداته، ومعانية، وحينما نطور التوقعات ونتنبأ نفترض أن لدينا مهارة يسميها علماء النفس بالتقمص العاطفي، أي القدرة على الإسقاط وتصور أنفسنا في ظروف الآخرين، وساعد على تطوير تلك القدرة، الانتقال من مكان إلى مكان آخر.

وتعمل وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية على تطوير المقدرة على التقمص العاطفي بين الأفراد الذين لم يغادروا مجتمعاتهم المحلية أبداً، لأن تلك الوسائل نقلت العالم الخارجي إليهم. ونظرية التقمص العاطفي هي جزء لا يتجزأ من الاتصال، لأنها تربط بين ذهن المرسل وذهن المتلقي، والتقمص العاطفي هو المقدرة عن فهم ما يدور في ذهن شخص آخر، كأن نقول لشخص آخر أننا نفهم مشاعرك.

فكيف يتحقق التقمص العاطفي ؟ وما هي قيمته للاتصال في إطار عملية الاتصال ؟ فالفرد يكتسب المقدرة على التقمص العاطفي بالتحرك المادي من مكان إلى آخر أو عن طريق التعرض لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، التي تجعل التحرك السيكولوجي يحل مكان التحرك المادي أو الجغرافي، وقيمة التقمص العاطفي للاتصال يمكن تلخيصها بأننا كي نتصل بالآخرين يجب أن تتوافر عندنا ثلاثة عناصر على الأقل وهي: - وسائل مادية للاتصال؛ - وراجع صدى؛ - ومقدرة على التقمص العاطفي. والمقدرة على التقمص العاطفي، هي الخروج باستنتاجات عن الآخرين، وتغيير تلك الاستنتاجات لتتفق مع الظروف الجديدة، وهذه المقدرة معروفة منذ ألفي عام، وهناك نظريتان عن التقمص العاطفي:

نظرية تقول أننا نجرب الأشياء مباشرة، ونفعل ما يفعله الآخرون وفقاً لخبراتنا الذاتية، أي أن نفترض أن جميع الناس سوف يتصرفون بنفس الطريقة التي نتصرف بها، وأننا لا نستطيع أن نتنبأ بما سيفعله الآخرون، إن لم نمر نحن أنفسنا بنفس التجارب التي يمر بها الآخرون.

والنظرية الثانية تقول أننا نحاول أن نضع أنفسنا في ظروف ومواقف الآخرين، وفي اتصالنا نتحول من الاستنتاجات إلى اخذ أدوار الآخرين، على أساس تنبؤاتنا.

فكيف نطور المقدرة على التقمص العاطفي ؟ وهذا السؤال أساسي يواجهه طلبه الاتصال والإعلام دون إيجاد رد قاطع عليه، فهناك نظريات للتقمص العاطفي تتفق مع الأدلة التي تم التوصل إليها عن طريق البحث، ولكننا نستطيع أن نعرف التقمص العاطفي بأنه عملية نتوصل من خلالها لتوقعات عن الحالات السيكولوجية الدائرة داخل الإنسان.

ولمعرفة كيفية حدوث ذلك، نذكر أنه هناك ثلاث وجهات نظر أساسية للتقمص العاطفي، وترى واحدة من المدارس الفكرية أن التقمص العاطفي غير موجود، لأننا لا نستطيع تطوير التوقعات، ومؤيدي هذا الرأي يؤمنون بنظرية التعلم البسيطة المكونة من منبه واستجابة، وأصحاب هذه النظرية يقولون أن كل ما لدينا في عملية الاتصال هي مجموعة من الوسائل، رسالة يقدمها شخص ما، ليدركها شخص آخر، وبمعنى آخر أنه هناك منبهات واستجابات لها.ونظرية التعلم البسيطة تفسر التعلم غير البشري عند الحيوان، ولكنها لا تفسر السلوك البشري، لأن البشر يطورون توقعاتهم ولديهم المقدرة على تصور أنفسهم في الحالات والظروف النفسية للآخرين، ولهذا لا نستطيع أن نقبل الرأي الذي لا يعترف بوجود التقمص العاطفي، ولا نستطيع تطوير توقعاتنا وتنبؤاتنا، دون حدوث عملية تفسيرية تسبق الاستجابة، لأن تطوير التوقعات يحتاج إلى موهبة من نوع ما، فنحن بحاجة للتفكير بالأشياء التي لا نراها ولم نجربها، ولكي تكون لدينا توقعات لابد أن نتحدث عن أشياء غير موجودة، ونحن بحاجة لصنع تلك الرموز والتأثير عليها، لأن الإنسان يختلف عن الحيوان في تطويره لكلتا المهارتين اللتين سبق وأشرنا إليهما، وأن الإنسان قادر على أدراك الرموز والتأثير فيها، وصنع رموز تخدم أغراضه، ولهذا يستطيع إعادة تقديم أشياء غير موجودة أمامه، وتقديم ما لم يحدث وما لا يجري حدوثه الآن، وأن الإنسان يملك مهارات فردية تختلف بين البشر.

ولهذا رفض الباحثون الرأي الذي لا يعترف بمفهوم التقمص العاطفي، معتمدين على أننا جميعاً نتوقع المستقبل، ونقوم بتنبؤ العلاقة بين: - السلوك الذي نقدم عليه؛ - والسلوك الذي يقدم عليه الآخرون استجابة لسلوكنا؛ - والتنبؤ بالاستجابة التالية التي نقدم عليها بناء على سلوك الآخرين. أي أننا نقوم بأفعال وردود أفعال، من خلال تطوير توقعاتنا عن الآخرين وتأثيرهم على أفعالنا قبل قيامنا بها، وهو ما يعني التقمص العاطفي.

ومن النظريات المعروفة للتقمص العاطفي نظريتان تتحدثان عن أسس التقمص العاطفي وتتفقان على أن تنبؤات الإنسان عن الحالات السيكولوجية الداخلية تعتمد على السلوك المادي الذي يمكن ملاحظته، وكلتاهما تتفقان على أن الإنسان يقوم بتكوين التنبؤات عن طريق استخدام رموز تشير إلى السلوك المادي والتأثير على تلك الرموز. وتعتمد وجهات النظر الثلاثة للتقمص العاطفي على:

أولا – نظرية الاستدلال العاطفي : وتقول نظرية الاستدلال في مجال التقمص العاطفي أن الإنسان يلاحظ سلوكه المادي مباشره، ويربط سلوكه رمزيا بحالته السيكولوجية الداخلية أي بمشاعره وعواطفه.. الخ، ومن خلال هذه العلمية يصبح سلوكه الإنساني معنى بتفسيراته للمعنى. ويطور الفرد مفهومه عن ذاته بنفسه على أساس ملاحظاته وتفسيراته لسلوكه الخاص.

ومفهوم الذات يتصل بالآخرين عن طريق ملاحظة سلوكهم المادي، وعلى أساس التفسيرات السابقة للسلوك وما ارتبط به من مختلف مشاعر وعواطف، ويخرج باستنتاجات عن حالة الآخرين السيكولوجية. بمعنى أن يقول لنفسه: إذا كان سلوكي يعكس مشاعر، وإذا قام شخص آخر بهذا السلوك فهو أيضا يعكس نفس المشاعر التي أشعر بها عندما قمت بهذا العمل.

هذا الرأي في التقمص العاطفي يفترض أن الإنسان لديه معلومات مبدئية عن نفسه، وعن الناس الآخرين بالدرجة الثانية. ويردف أن الإنسان لديه المقدرة على فهم نفسه، وعن طريق تحليله لسلوكه الذاتي يستطيع الإنسان أن يخرج باستنتاجات عن الآخرين انطلاقاً من أنه هناك تماثل بين سلوك الآخرين وسلوكه الفردي.

ومن الأمثلة على ذلك أنك تضرب المنضدة بيدك كلما شعرت بالغضب وشاهدت شخصاً آخر يقوم بنفس الفعل عند الغضب فتدفعك أحاسيسك الداخلية لاستنتاج ذلك اعتماداً على: - ملاحظتك لسلوكه؛ - ومقارنة سلوكه بالسلوك المماثل الذي أقدمت عليه عند شعورك بالغضب.

وتأخذ نظرية الاستنتاج في التقمص العاطفي هذا الافتراض من خلال أن: - الإنسان لديه معلومات مبدئية عن أحاسيسه الداخلية، ومعلومات عن الأحاسيس الداخلية للآخرين من الدرجة الثانية؛ - وأن الآخرون يعبرون عن أحاسيسهم الداخلية بأداء نفس السلوك الذي قمت به للتعبير عن مشاعرك؛ - وأن الإنسان لا يستطيع فهم الحالة الداخلية للآخرين، إن لم يجرب تلك الحالة، فالإنسان لا يستطيع أن يفهم العواطف التي لم يشعر بها والأفكار التي لم تخطر بذهنه وهكذا. فإذاً نحن بحاجة لاستخدام أسلوب آخر في معالجة التقمص العاطفي يفسر نجاحنا في تنبؤ سلوك الآخرين، وتوقع ذلك السلوك من خلال أسلوب يفترض أن الناس ليسوا متماثلين.

علاوة عن أنه هناك دلائل تشير بعدم صحة افتراض نظرية الاستنتاج تقول بأننا لا نستطيع أن نفهم المشاعر الداخلية للناس الآخرين ما لم نجربها بأنفسنا، وحقيقة أن الإنسان يفهم بشكل أفضل تلك الأشياء التي جربها بنفسه، ولكنه يستطيع بالرغم من ذلك أن يفهم جزئياً بعض المشاعر التي لم يجربها، على سبيل المثال نستطيع أن نحس بشعور آلام الأم وهي تلد طفلها دون المرور بالتجربة ذاتها، وأن نتصور مشاعر السعادة التي يشعر بها الفرد عند تحقيق النجاح دون المرور بتجربته، لأن التجربة تزيد فهمنا للنجاح، ولكنها ليست أساسية لفهم النجاح.وثانيا : نظرية أخذ الأدوار في التقمص العاطفي :وتقول أن الإنسان يكوّن مفهوماً معيناً عن ذاته قبل أن يتصل بالآخرين، وأننا نحاول فهم سلوك بعض الأفراد وأن نفسر نتائج ذلك السلوك من خلال التقمص العاطفي عن طريق سلوك التقليد وتوقع الثواب والعقاب، وتطويره عن طريق الاتصال، وعن طريق أخذ أدوار الآخرين وعن طريق التصرف نحو الآخرين، كمحور للاتصال، وعن طريق تطوير وتعميم المفاهيم عن الآخرين.

ونظرية الاستنتاج تفترض وجود مفهوم عن الذات، يمكننا من التقمص عاطفيا باستخدام مفهوم الذات، لنخرج باستنتاجات عن حالات الآخرين الداخلية، وترى نظرية الاستنتاج أن مفهوم الذات يحدد كيفية التقمص عاطفياً، أما نظرية أخذ الأدوار فتعالج الموضوع من الناحية الأخرى تماماً.

وكلا النظريتين تعطيان أهمية كبيرة لطبيعة اللغة والرموز المستخدمة في عملية التقمص العاطفي وتطوير مفهوم الذات لأن الإنسان يستخدم كل تلك أساليب في التقمص العاطفي، ويأخذ الأدوار التي تعجبه، فكل منا يأخذ أدوار الآخرين، وكل منا يعمم خبراته على الآخرين، والطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا تحدد مفهومنا أو أسلوبنا في التعميم على الآخرين، والمضمون الاجتماعي الموجود وتوقعات الآخرين عن سلوكنا.

وحينما نتقمص عاطفياً، ولا نجازى على تقمصنا العاطفي نضطر للجوء إلى حل من حلين فإما: - أن نحرف سلوك الآخرين الذي أدركناه لنجعله يتفق مع توقعاتنا؛ - أو أن نعيد النظر بالصورة الذهنية التي كوناها عن أنفسنا، ونعيد تعريفنا لذاتنا، أو أن نعود مرة أخرى لأخذ الأدوار السابقة. وإذا لجأنا إلى الحل الأول وحرفنا ما ندركه، فسنتحول إلى مرضى نفسيين، وتصبح تصوراتنا غير واقعية، وينتهي بنا المطاف في مستشفى الأمراض النفسية، وهذا ليس مرغوب، وهنا نستطيع التنبؤ بأن مشكلة الصحة العقلية متصلة بعدم قدرة الإنسان أو عدم رغبته في تغيير صورته الذهنية عن نفسه، حينما يجد أن هذه الصورة غير مجزية في الظروف الاجتماعية المحيطة به. وإذا لجأنا للحل الثاني وإعادة تعريف الذات فإننا نعود لأخذ أدوار الآخرين، وتطوير مفهوم جديد للتعميم عن الآخرين، وإيجاد مجموعة جديدة من التوقعات عن سلوكنا، لنعود إلى أنفسنا ونغير سلوكنا وفقاً لذلك ومرة أخرى نخرج باستنتاجات عن الناس الآخرين. لأن عمليتا القيام بالدور والاستنتاج تسيران سوياً دائماً، وتعني أن الإنسان يكيف نفسه، ويستطيع أن يغير سلوكه ليتفق مع الظروف المحيطة والوضع الاجتماعي الذي يجد نفسه فيه، ويطور توقعاته ويقوم بأدوار الآخرين والخروج باستنتاجات.

ولوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية دور في تنمية المقدرة على التقمص العاطفي، ومن النظريات التي تناولت هذا الجانب نظرية عالم الاجتماع الأمريكي دانييل لرنر الذي يفترض أن المقدرة على التقمص العاطفي تعتبر من الخصائص الأساسية اللازمة لانتقال المجتمع من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب الحديث، ويفترض أن هذه الخصائص كانت في الماضي تكتسب عن طريق تحرك الأفراد مادياً وانتقالهم من مكان إلى أخر واختلاطهم بالآخرين، أما في القرن العشرين فأخذت هذه الخاصية تكتسب مقوماتها أساساً عن طريق وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية التي تنقل العالم الخارجي إلى الأفراد الذين لم تتح لهم فرص السفر والانتقال وترك مجتمعاتهم المحلية .

وربط لرنر المقدرة على التقمص العاطفي بالتسلسل التاريخي الجاري في المجتمعات الغربية، فأشار في استعراضه لانهيار المجتمع التقليدي في الشرق الأوسط "بناء على المادة التي جمعها مركز الأبحاث التطبيقية في جامعة كولومبيا الأمريكية له عن ست دول في الشرق الأوسط، وبناء على المواد التعليمية التي حصل عليها عن 54 دولة" على أنه هناك مراحل محددة يمر بها المجتمع ليصل إلى المرحلة الحديثة، فالمدينة تتسع لتشمل القرى المجاورة، ونسبة كبيرة من الأفراد أخذت تتعلم القراءة والكتابة، والتعلم على كيفية تكوين الآراء، وأن نسبة أكبر أصبحت تشتري الصحف وتستمع إلى الإذاعة المسموعة، ونسب أكبر اكتسبت القدرة على التقمص العاطفي وتصور نفسها في مواقف وظروف الآخرين، ليتسع معها نطاق المساهمة السياسية والاقتصادية.واستخلص لرنر نظريته من التطور التاريخي، مستعرضاً تطور الديمقراطيات الغربية، وأن عملية التحضر أظهرت تسلسلاً وخصائص يمكن أن تكون عالمية، لتحدث في جميع المجتمعات، وفي كل مكان حدث فيه الانتقال إلى المدن زادت نسبة المتعلمين، وزيادة نسبة المتعلمين رفعت نسبة المتعرضين لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وهذه الزيادة سارت بالتوازي مع اتساع الإسهام الاقتصادي، والدخل القومي، والإسهام السياسي عن طريق المشاركة في الانتخابات، وأن هذا التسلسل حدث في الديمقراطيات الغربية وهو حقيقة تاريخية، وصحبت تلك التطورات ظهور تطور تاريخي له خاصية سيكولوجية تعبر عنها مقدرة الأفراد على تصور أنفسهم في ظروف الآخرين، وتميزت المجتمعات الغربية في مراحل تطورها الأولى بالاتسام بأوضاع غير ثابتة، وجرت فيها هجرات متواصلة للوصول إلى أراض جديدة، يستطيع الناس فيها تحقيق أرباح، وأصبح الأفراد الذين تركوا أوطانهم يتميزون بشخصيات متبدلة، وبقدرات عالية على استيعاب الجوانب الجديدة في الظروف المحيطة بهم، وأنهم تحركوا وهم مهيئون ومجهزون لاستيعاب أوضاع جديدة لا يعرفونها يفرضها عليهم محيطهم الخارجي الجديد، ليواجهوا أشياء لم يجربوها من قبل، وهذا الاستعداد جعلهم قادرين على التقمص العاطفي.

وأن المجتمع التقليدي مجتمع لا يساهم أفراده في النشاطات السياسية، وأن القرابة هي أساس التعامل فيه، وأن الجماعات الصغيرة منعزلة عن بعضها البعض وعن المركز في العاصمة، وأن حاجات المجتمع التقليدي قليلة، وليس هناك تبادل تجاري بين أجزاء المجتمع المختلفة، وأنه من دون الروابط التي تنشأ نتيجة لاعتماد أجزاء المجتمع على بعضها البعض يضيق أفق الأفراد، وتقل قدراتهم على التحليل، لأن اختلاطهم بالآخرين قليل إن لم يكن معدوماً، وأن إدراك الأفراد في المجتمع للحوادث الجارية يقتصر على ما عرفوه من خبراتهم القليلة السابقة المحصورة في نطاق مجتمعاتهم الصغيرة، وهم غير قادرين على فهم ما لم يجربوه بشكل مباشر، كما أن معاملاتهم مقصورة على الأفراد الذين يتصلون بهم مباشرة عن طريق علاقاتهم الشخصية، لذلك لا تظهر أي حاجة للمناقشة بين الأفراد والجماعات في الأمور العامة، المتعلقة بالدولة والنظريات السياسية، أي أن الفرد لا يحتاج للنقاش وتبادل الآراء لاتفاق مع الآخرين الذين لا يعرفهم، كما أن المجتمع لا يحتاج للفرد للوصول إلى إجماع الرأي في الشؤون العامة، لأن تجربة الفرد محدودة بحدود النطاق المحلي ولا يستطيع أن يتصور ذهنه انتمائه لدولة كبيرة.

وللخروج باستنتاجاته أجرى لرنر دراسة ميدانية تناولت عينة مكونة من 1357 فرد من الشرق الأوسط وطلب منهم الرد على تسعة أسئلة من بينها: إذا كنت رئيساً للحكومة أو محرراً في صحيفة أو مديراً لمحطة إذاعية، فما الذي كنت ستفعله ؟ واكتشف أن الأفراد التقليديين يصابون بصدمة من أسئلة من هذا النوع ويستغربون توجيه مثل هذه الأسئلة لهم، أما المتميزين بمقدرة التقمص العاطفي، فكانت شخصياتهم غير ثابتة، وكانوا أكثر قدرة على التعبير عن آراء وموضوعات في مجالات كثيرة.

وتوقع أن تكون وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية قد زادت من مقدرة الأفراد على التحرك النفساني وتخيل أنفسهم في مواقف لم يجربوها، وفي أماكن غير الأماكن التي اعتادوا رؤيتها، كما عودت أذهانهم على تصور تجارب أوسع من تجاربهم المباشرة المحدودة، وعلى تخيل مناطق لم يشاهدوها.

وهذه خاصية ميزت الإنسان الذي تغير مع المجتمع المتطور وتميز بشخصية تتمتع بمقدرة على التقمص العاطفي. وأنه حينما يظهر عدد كبير من الأفراد القادرين على التقمص العاطفي في مجتمع من المجتمعات، يمكن القول أن هذا المجتمع في سبيله إلى التطور السريع.

والتقمص العاطفي كما يراه لرنر هو خاصية تمكن عناصر جديدة متبدلة قادرة على العمل بكفاءة في العالم المتغير، ويرى أن المهارات لا غنى عنها للشعب الذي يتحرر من الإطارات التقليدية، وأن المقدرة على التقمص العاطفي هي في أسلوب الحياة السائد الذي يميز الأفراد في المجتمع الحديث الذي يملك صناعة متطورة وتعيش نسبة كبيرة من سكانه في المدن، وترتفع فيه نسبة التعليم، ونسبة كبيرة من أفراده يساهمون في الحياة السياسية.

وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية هي وسيلة من وسائل مضاعفة القدرة على التحرك، وأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية مكنت الفرد من الانتقال نفسيا إلى أماكن أخرى، وأصبح بإمكانه أن يتخيل نفسه في ظروف غريبة وفي أماكن جديدة عليه بعد أن تمكن الفرد من الانتقال عبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية من مكان إلى أخر في العالم الخارجي بعيد عن أماكن السكن التي تخلق لديه استعدادات للتغيير والتكيف وتغيير التطلعات والآفاق، وتقدم خدمات ضرورية تسهم في نمو المجتمع المحلي الحديث، وتطور المجتمعات التقليدية، وتساعد على التقمص العاطفي. ولتفرض العلاقة بين نظريات الإعلام والسلطة نفسها.

وواضح من الاستنتاجات التي قدمها دانييل لرنر من المعلومات التي حصل عليها والاستبيان الذي قام به جهله للواقع الحقيقي القائم في الشرق الأوسط الضحية في العلاقات الدولية المعاصرة، وأنه يختلف تماماً عما حدث تاريخياً في الغرب المستعمر. وتفسر الغزو الاقتصادي والثقافي والاتصالي والإعلامي والعسكري الذي تتعرض له دول الشرق الأوسط منذ مطلع القرن العشرين لفرض مفاهيم غريبة تتنافى وحاجات المجتمعات الشرق أوسطية. وتفسرها أيضاً النظريات الإعلامية السائدة في عالم اليوم.

يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق