تحت عنوان "مركز المزماة يعرض تفاصيل تاريخ دخول
"الإخوان" الدولة" نشرت صحيفة البيان في دبي يوم 20/5/2013 مادة من
عرض وتلخيص فريد وجدي، وجاء فيها:
يكشف مركز المزماة للدراسات والبحوث اليوم تفاصيل مذهلة لتاريخ
دخول الاخوان المسلمين الدولة وكيفية تجنيد ضحاياهم من المواطنين، و«الأخونة»
المبكرة لطلاب الإمارات وقطاع التعليم، مرورا باختبارهم لضمهم الى «خلايا»، وصولا
الى تشكيل "كتائب".
وتدريبات على «التحركات الليلية» تضمنت الدخول في ظلمة الليل زحفًا
في «خنادق» محفورة، وهو ما يسمى عندهم بالمسير الليلي، واختيار أماكن مناسبةٍ
«للهجوم» على الكتيبة الأخرى، واختيار أماكن اختباء لـ"رصدِ العدو"،
و"هجوم"، و"كر"، و"فر"، و"أسر".. على ارض
الامارات.
وكما نعرض تفاصيل نمو الخلية الإخوانية محليا، بشهادة من داخل
التنظيم، معززة بتأكيد من شخصية إماراتية «نتحفظ على ذكر اسمها بناء على طلبها»
كانت على صلة بمراحل نمو هذه الخلية السرطانية في البلاد، وهي شخصية كانت على صلة
تنظيمية مع الجماعة الإخوانية في نسختها المحلية بالإمارات، وأتيح لها مخالطة
قيادييها، وقراءة كتبها، ما يوضح ابعاد السيناريو الإخواني الخبيث حيث ادرج
التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الإمارات ضمن دول الجغرافيا المستهدفة.
وتكشف السطور التالية جوانب من العمل التنظيمي السري للعناصر
الإخوانية التي اتخذت من (جمعية الإصلاح) واجهة لنشر التطرف وغسل عقول بعض الأفراد
وحشوها بأفكار تخريبية دخيلة على التدين وعلى الإسلام.
الإصدار الرابع
وتأتي تفاصيل اضافية للأنشطة الهدامة للإخوان المسلمين في الاصدار
الرابع من سلسلة "جذور التآمر ضد الإمارات" الصادر عن مركز المزماة
للدراسات والبحوث، وقال الدكتور سالم محمد حميد رئيس المركز في مقدمة
الاصدار، إن ساعة الصفر شهدت انكشاف الأدوات المحلية للتنظيم الإخواني.
وهم مجموعة من المغرر بهم، الذين لم تستوعب عقولهم منذ زمن سوى الحلم
الزائف والفكرة الخيالية لدولة الخلافة، وهو المفهوم الذي تقوم فيه الدولة حسب
منظورهم على أرضية افتراضية بلا شعب وبلا هوية وبلا حرية أو كرامة للإنسان.
معتبرا أن الاخوان لن يفلحوا في استغلال الإسلام والتزين به، ولن
يفلحوا في إقامة "الخلافة الإخوانية" مهما خططوا وتآمروا، لسبب بسيط
للغاية، أن هذا التصور يكمن فساده في دأب أصحابه على استبعاد مبادئ الكرامة
والحرية والمواطنة، والحفاظ على سيادة الدولة والاعتزاز بهويتها.
واوضح سالم أن الحقيقة المرة هي أننا أمام مؤامرة كبرى كانت
تستهدف دولة الإمارات قيادةً وشعباً ومؤسساتٍ عسكرية ومدنية.
وكانت المؤامرة تهدف بالأساس إلى وضع الدولة والشعب تحت حكم تنظيم
الإخوان المسلمين وبرنامجهم السياسي المشبوه، الذي يرتكز على بيع الأوطان
ومقدراتها لصالح خدمة سيناريو الجماعة الإخوانية الممثلة بالتنظيم الدولي، وبخاصة
أن الاضطرابات الأخيرة، التي أسقطت بعض الأنظمة جعلت الخطوط مفتوحة بين أطراف
دولية عديدة، وبين الجماعة التي تقدم نفسها للعالم باعتبارها البديل الجديد لتولي
الحكم!
تصور الوهم
ورأى سالم أن تصور الجماعة يقوم على إقصاء الوطن والمواطن،
بحيث لا يشاهد الإخوان سوى أنفسهم وجماعتهم في الصورة، فتجدهم يختزلون السلطة في
قياداتهم الفاشلة وعديمة الخبرة، كما يختزلون الشعب في أتباعهم الذين تقوم الجماعة
باحتلال عقولهم واستعبادهم منذ الصغر، على قاعدة السمع والطاعة العمياء.
لذلك لا تنمو الشخصية الإخوانية ولا تمتلك خياراتها وتبقى قناعاتها
مرتبطة بقناعات التنظيم، الذي يرتدي بدوره قناع التقوى والإصلاح، بينما يتبنى
سياسة الهدم والتخريب وبيع الولاء الوطني وإضعاف الدولة لصالح تقوية نفوذ الجماعة،
التي لا تمانع رهن سيادة البلد واستقلالها، بيد القوى الخارجية لتحقيق أهدافها
المشبوهة.
مشكلة وقت التأسيس
كانت جماعة الإخوان تتابع تأسيس نواة التنظيم في الإمارات منذ بداية
قيام الدولة الاتحادية، إلا أن الجماعة واجهت في تلك الفترة إشكالية، وهي أن
التنظيم الإخواني الإماراتي، كان يفتقد للشباب الأكاديميين المؤهلين، الذين
بإمكانهم أن يدخلوا ويتغلغلوا في الوزارتين اللتين تولتهما شخصيتان تابعتان
للإخوان، وهما وزارة العدل والشؤون الإسلامية ووزارة التربية.
فكان لا بد للإخوان أن يواجهوا تلك الإشكالية المتعلقة بنقص الأتباع،
وتطلب منهم ذلك التفكير في وضع خططٍ ناجحةٍ ومتنوعةٍ للتمكن من السيطرة الكاملة
على الوزارتين، وتشكيل فريقٍ إماراتِي إخوانِي للتغلغل في أقسام ومرافق وزارة
العدل والشؤون الإسلامية ووزارة التربية، وكافة المفاصل الحيوية والمؤثرة
بالوزارتين وغيرهما.
هدف الإخوان
بعد تأسيس جمعية الإصلاح سارع التنظيم بوضع خطة لعملها وأنشطتها، بما
يخدم التمهيد المبكر لتنفيذ المؤامرة الكبرى للتنظيم، التي تجسد الهدف الخفي
لمشروع نشر تعصب وإرهاب تيار الإخوان في الإمارات.
وبحسب متابعين كانوا على صلة بالإخوان في تلك الفترة منذ بداية
نشاطهم المشبوه، قامت شخصيات إخوانية قيادية بدراسة خطة جمعية الإصلاح المستحدثة.
ومقارنتها مع بعض التطبيقات العملية للتنظيم العالمي في دولة الكويت
الشقيقة على وجه التحديد، لأن النشاط الإخواني في الكويت كان قد سبق النشاط في
الإمارات بفترة طويلة. فيما تجاهلت القيادات عرض تلك الخطة الغامضة للجمعية
الوليدة، على الجهة الرسمية المشرفة على أنشطة الجمعيات الأهلية وهي وزارة الشؤون
الاجتماعية.
أداء مشبوه
وتنفيذا للاستراتيجية العامة لجماعة الإخوان ممثلة بمركزها العام في
مصر، بدأ عمل جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي منذ نشأتها في الإمارات عام 1974م،
وكان محور عملها يعتمد على قضية من أخطر القضايا التي تنتهج التركيز عليها الخلايا
والتنظيمات ذات الأهداف المريبة، ومن هنا كان سير عمل الجمعية وتأثيرها في بعض
مناطق الدولة، عن طريق خطين أساسيين وطريقين متوازيين، وسوف نتناولهما في الفقرات
التالية.
الخط المعلن
الخط المعلن الذي كان التنظيم يقدم من خلاله نفسه للمجتمع، على
اعتبار أن ذراعه التنظيمية الظاهرة ليست إلا جمعية تربوية وخيرية، ويظهر عبرها
البراءة، والرغبة في الإصلاح، وتكرار الحديث عن استثمار أوقات الشباب والشابات من
الضياع، من خلال سلسلة البرامج والأنشطة المعدة لهذا الغرض.
ولم يكن معلوماً للدولة والمجتمع من تلك البرامج والأنشطة العلنية
إلا تحفيظ القرآن الكريم، الإيهام بمعالجة الجوانب السلوكية والأخلاقية، المحاضرات
الدينية المتنوعة وغيرها من الأنشطة المتسترة بالتثقيف والوعظ، وأخيراً الأنشطة
والممارسات الرياضية والاحتفال بالمناسبات الدينية.
وتم ابتكار الحيل واستغلال المحاضرات أمام روادها، للقيام بالتسييس
الماكر للموضوعات التي يختارها التنظيم بعناية، بعد أن يتلقى التوجيهات من محفل
القيادات الإخوانية الأولى التي تضم أكثر من قيادي ممن يجيدون الدهاء والتلون، كما
يعطون للمتابع تصوراً يقدمهم إلى المجتمع، باعتبارهم مصلحين ليس إلا! بينما هم في
الحقيقة عكس ذلك، ويلصقون مفردة الإصلاح بهم، بغرض امتلاك حصانة لدى المجتمع
لإخفاء الأهداف التي يتحركون في السر لتحقيقها.
ومن أبرز الصور التي قدموا أنفسهم إلى المجتمع من خلالها، أنهم متطوعون
في خدمة المجتمع الإماراتي، أنهم بريئون وأن كل همهم مساعدة المساكين وإصلاح
المجتمع، أن الأعمال والأنشطة التي ينفذونها تندرج ضمن الأداء الطوعي، الذي لا
يأخذون مقابله أجراً ويحتسبون ذلك لوجه الله، طلباً للثواب والأجر في الآخرة. وهذا
بالطبع ليس صحيحاً البتة.
وصدّق بعض الطيبين الذين أحسنوا الظن ذلك، ففتحوا لتلك العناصر
المتمسحة بالدين بيوتهم، وسلموهم أبناءهم وبناتهم، فلذات أكبادهم، ولم يكن الأهالي
يعرفون أنهم بذلك سلموا فلذات الأكباد لهذا السرطان الإخواني الخبيث، يفتك
بعقولهم، ويدمر ولاءهم ووطنيتهم.
الخط السري الخاص
من خلال تلك الأنشطة والبرامج التي مثلتها جمعية الإصلاح الإخوانية،
بدأ التنظيم بسرية متناهية ومتدرجة، يبسط يده إلى الشباب البريء عن طريق الخط
الخاص والتنظيم السري للجماعة.
وهو الخط الثاني غير المعلن والذي تم إنشاء الجمعية أساساً لتنفيذ
بنوده، كانت الشخصيات الإخوانية المنتظمة في الخلايا السرية، تبدأ بدراسة صفات
الفئات البريئة المحبة للتحلي بالسلوك الإسلامي وقضاء الأوقات في التثقيف الديني،
فتقوم بدراسة مهاراتها وقدراتها ومكانة أسرها الاجتماعية. ثم يرفع المنتظمون
النتيجة إلى المسؤولين في التنظيم، وذلك لأخذ الضوء الأخضر منهم في إمكانية إدخال
تلك الشخصيات البريئة المنتقاة بدقة في تنظيمهم.
تشكيل الخلايا التمهيدية
يقول أحد الذين قاموا بتدوين مشاهداتهم وتجربتهم مع أدوات التنظيم
الإخواني في الإمارات:
"يتفاجأ الشخص البريء الذي جاء لتعلم القرآن الكريم وحفظ وقته في أحد
فروع جمعية الإصلاح.. يتفاجأ بهمسة سرية من أحد المنتظمين، وتلك الهمسة التي تحدث
في الخفاء وبعيداً عن الأعين تتضمن توجيها له بأن يحضر إلى مكانٍ معين وفي وقتٍ
محدد أسبوعيا لفترة قد تطول أو تقصر.
فإذا حضر إلى المكان المخصص رأى أشخاصا بعدد اليد الواحدة أو أكثر
قليلاً، كلهم يجلسون بين يدي الشخص الذي يدير (الخلية التمهيدية)، فيوصيهم بحفظ ما
يدور في الجلسة، وعدم إخبار الآخرين عن هذه الحلقة. فيستغرب القادم الجديد إلى تلك
الخلايا التمهيدية.
ولكن سرعان ما يزول هذا الاستغراب أمام دهائهم مع المستهدف الجديد
البريء الذي يكون غالباً في مقتبل عمره، لأنه يجد أن القائم على الحلقة (الخلية)
يقوم فقط بتعليمهم آيات من القرآن وأحاديث نبوية وبعض المسائل اليسيرة التي هي
اختبار غير مباشر لمدى استعداد الشخص للانخراط في مستويات تنظيمية أعلى من الخلية
التمهيدية.".
ويضيف: "في البداية يتغلب حسن الظن عند الفرد المستهدف على أي
شكوك، ويستمر في الانتظام بحضور دروس الخلية (التمهيدية) لمدة قد تستغرق عاماً أو
أكثر، بينما لا يعلم أنه يُغذى ببعض الأفكار من خلال تفاسير معينةٍ تَصب في مصلحة
التنظيم والإخوان بطريقةٍ غير مباشرة..
كما لا يعلم الفرد المستهدف من قبل الخلايا التمهيدية، أنه في مرحلة
الاختبار لخلية تمهيدية إخوانية .. فإذا رأى من يسمى (أمير الحلقة) صلاحية الفرد
المستهدف لدخول التنظيم من خلال تلك الاختبارات غير المباشرة التي أجريت له في
الحلقة التمهيدية، يتم الانتقال إلى خطوةٍ أخرى.".
واختتم حديثه قائلاً: "وهكذا كانت (جمعية الإصلاح) تؤدي دور
حاضنة لاستقطاب الشباب وصغار السن، وبذريعة الدروس الدينية وغيرها من الأنشطة التي
تتستر بالدين والحلقات التعليمية المناهضة للتعليم الحكومي الرسمي، والمهددة لكل
ما يتصل بمشاعر الولاء الوطني وتنشئة الفرد المخلص لمجتمعه وبلده.".
ما بعد الخلية التمهيدية!
وماذا يحدث بعد انضمام الفرد للحلقة أو للخلية التمهيدية؟ في شهادة
أحد الذين مروا بتجربة الاستقطاب، يقول: "إذا رأى (أمير الحلقة التمهيدية)
صلاحية الشخص المنتظم في الحلقة لدخول التنظيم من خلال الاختبارات غير المباشرة
التي أجريت له في الحلقة التمهيدية.. وبعد أخذ الضوء الأخضر من (مسؤول المنطقة)
لقبول هذا الشخص المستهدف، يبدأ القائم على الحلقة بخطوةٍ أخرى، وهي إخبار
المستهدف بأنه سوف ينتقل إلى حلقة (خلية) أخرى.".
ومع ملاحظة تلك المسميات التنظيمية مثل: (أمير الحلقة التمهيدية)،
(مسؤول المنطقة)!.. فذلك يعني أن التنظيم الإخواني حاول أن يبني نفسه بصمت في
الإمارات منذ وقت مبكر، ويسير على نهج الجماعة الإخوانية في مصر، كما قام باستعارة
وتطبيق المسميات والأجندة التي عُرفت بها عصابة التنظيم الإخواني في نسخته
العالمية التي حاولت اكتساح العديد من البلدان كما تفعل عصابات المافيا!
السمع والطاعة
بعد انتقال الشخص إلى الخلية الثانية، تتم مكاشفته ومصارحته بوضوح،
بأنه أصبح من الناحية العملية ينتمي لتنظيم (جماعة الإخوان المسلمين) التي إمامها
ومؤسسها حسن البنا، ثم يقولون للعضو الجديد أهم وأبرز قاعدة ضمن قواعدهم وسلاسلهم
التي يقيدون بها عقل العضو الجديد.
وهي أن عليه (السمع والطاعة) وتنفيذ الأوامر، ولكن ليس لما فيه صالح
الدولة وإنما تنفيذ الأوامر الصادرة من قادة الجماعة لما فيه صالح الجماعة التي
تضع نفسها فوق الوطن والدولة والمجتمع. كما يطلبون من العضو الالتزام الصارم
بلوائح وأنظمة التنظيم، إضافة إلى إبلاغه بأن عليه دفع (الاشتراك) ويحدد بنسبة من
المال شهريا من راتبه إذا ما كان موظفاً ويتقاضى راتباً شهرياً!
وبذلك ينتقل الفرد إلى التخلي عن عقله ورهن شخصيته لمبدأ السمع
والطاعة. ويكون خاضعاً لرأي التنظيم بحيث يضمن الإخوان الحد من انفتاح وعي الشخص،
والإبقاء عليه سجين أفكارهم وتعاليمهم وتصوراتهم الفاسدة والعدوانية تجاه المجتمع
والدولة والوطن.
الخلية التالية للتمهيدية
بعد أن يتم تلقينه مبدأ السمع والطاعة، وإذا استمر العضو في هذه
الخلية التي يعرف أنها تابعة للإخوان المتأسلمين، يتم تكليفه بالقيام بأعمالٍ
وأنشطةٍ ثقافية خفيفةٍ بهدف دراسة مدى كفاءته، وفي الوقت ذاته يستمر في حضور
لقاءات مع بعض الخلايا في أماكن يختارها قادة التنظيم، ومن خلال تلك اللقاءات
يتعرف العضو الإخواني الجديد على بعض خلايا التنظيم الأخرى ومن يتواجد فيها من
أعضاء، وتتم تغذيته بالمزيد من الأفكار الإخوانية والتعاليم الجامدة، التي
يتوارثها الإخوان منذ ثمانين عاما وفق برامج خاصة.
والهدف من تلك التغذية العقلية، لا يخرج عن تربية العضو الإخواني
وغسل دماغه بتكريس التربية الإخوانية التي تركز على:
- أن يسمع
ويطيع التنظيم في المنشط والمكره وأن يكون انتماؤه للجماعة.
- أن يتقرب
إلى الله بخدمة الجماعة في تنفيذ أوامرهم مهما كانت.
حكمة القيادة
تتجلى حكمة قيادة الإمارات وانفتاحها على كافة أبناء الوطن، بمن فيهم
أولئك الذين كانوا يضمرون الشر لبلدهم، لكن قيادة الدولة كانت تضع التأهيل العلمي
معياراً لتولي المناصب، وبذلك تولى الإخواني المعروف محمد عبد الرحمن البكر
وزارة العدل والشؤون الإسلامية لمدة ست سنوات، وتولى الإخواني الآخر سعيد سلمان
وزارة الإسكان لسنوات ثُم تولى وزارة التربية لمدة 11 عاما.
فبدأ التنظيم الإخواني في نسخته المحلية بوضع يده على هاتين
الوزارتين في المرحلة الأولى من التأسيس. بينما كانت القيادة الإماراتية تتعامل مع
أولئك الأشخاص بمنطق ابن الوطن الذي يمكن الوثوق به، واستبعاد مبدأ وفكرة أن أي
إماراتي يمكن أن يعمل لخدمة جماعة ضيقة لها مخططات وأهداف تخصها على حساب الدولة
والمجتمع.
تأسيس جمعية الإصلاح
تمثلت الخطوة الأولى والخطيرة للتنظيم الإخواني في بداياته في فكرة
إنشاء جمعية لتنشئة الكوادر الإخوانية، واستقطاب المزيد من الأفراد وصغار السن،
وعملوا على ألا تحمل الجمعية المقترح تأسيسها شعار التنظيم الإخواني بشكل مباشر،
بل تحمل شعار الإصلاح، وتُظهر البرامج الاجتماعية والثقافية وغيرها.
ولتحقيق هدفهم قاموا بإقناع بعض أصحاب القرار بالقبول بإشهار الجمعية
المقترحة، ومهدوا لذلك بالحديث عن محبة الدين والمحافظة على القيم، لم يتردد
المسؤولون في التعاطف مع نشاط يعكس محبة حكام الإمارات لدينهم.
تمت الموافقة على إنشاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي عام 1974م،
فمثلت غنيمةً كبرى للتنظيم الإخواني السري، ولقياداته الحالمة بغزو الإمارات من
الداخل، واعتبر التنظيم تأسيس جمعية الإصلاح خطوة حيوية، لأن الجمعية ستكون في ما
بعد حاضنة كبيرة للشباب والشابات كما كانوا يخططون.
ومثلت جمعية الإصلاح أيضاً، الحل الجذري والغطاء المؤسسي والتنظيمي
لمعالجة المشكلة التي واجهت التنظيم، الذي كان يفتقر للأتباع، مما ساعد البذرة
الإخوانية على زيادة فرص العثور على فرائس وشخصيات قابلة للاستقطاب والدخول في
التنظيم الإخواني، بهدف التسريع في تحقيق الغايات، التي كان من المقرر تتويجها
بالمؤامرة الكبرى ضد الدولة، وهي الاستيلاء على الحكم بعد افتعال الفوضى في توقيت
ملائم.
مؤامرة أخونة مبكرة
بدأت مؤامرة التنظيم الإخواني ضد دولة الإمارات بالتزامن مع نشأة
الدولة الاتحادية عام 1971م. حدث ذلك منذ أن بدأ توافد أو استقدام بعض المعلمين
الإخوانيين من مصر لمزاولة مهنة التعليم في الدولة، فظهر تأثيرهم على بعض الطلاب
الإماراتيين، كما قاموا بتسريب بعض المقولات المغلفة بالخطاب الديني إلى عقول
الطلاب.
وهكذا تأسست أولى بذور التنظيم الإخواني في الإمارات على يد بعض
المدرسين العرب، وساعد على ذلك حداثة عهد مؤسسة التعليم في الدولة، وصادف ذلك
تضييق الخناق الامني على العناصر الإخوانية وتنظيماتها السرية في أكثر من بلد.
وعلى رأسها مصر، ثم سوريا، ما أدى إلى نزوح الآلاف منهم، ومن بينهم
مئات الشخصيات الإخوانية القيادية، ومعظمها اتخذت من دول الخليج محطة لنشاطها،
وكان للإمارات نصيب من تلك القيادات، التي قامت بتغطية تواجدها تحت مبرر العمل في
سلك التعليم.
وتأثرت بعض الشخصيات الإماراتية التي كانت تدرس في مصر بداية
السبعينيات ايضا، بفكر تنظيم الإخوان المسلمين، الذي ركز كثيرًا على استقطاب
الطلاب الإماراتيين المبتعثين للدراسة في مصر، لكونهم سيعدون في المستقبل من أوائل
الشخصيات الإماراتية الأكاديمية، مِما سيؤهلهم لتولي مناصب قيادية في الدولة
الوليدة، لا سيما في بداية تكوين لبنات الدولة الاتحادية. فالتحق بعض أولئك الطلاب
المبتعثين بتنظيم الإخوان وتأثروا بالمشروع النظري الحالم للإخوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق