تحت عنوان "رأي الوطن .. سوريا تتخلص من الإرهابيين فماذا
عن دولهم!؟" نشرت صحيفة الوطن العمانية يوم
21/4/2014 تعليقاً أشارت فيه إلى أنه: يبدو أن الغد بدأ البارحة ويبدأ
اليوم ولن ينتهي، والذين جمعوا الجن كما يقول المثل لن يتمكنوا من تفريقه .. أزمة
المسلحين الإرهابيين في سوريا باتت معضلة على أصحابها، وليس على سوريا وحدها التي
تجيد اليوم التخلص منهم على طريقتها، لكن الأمر بات يتعدى امكانيات الدول التي
أرسلتهم، ولم يعد بإمكانها ان تعيدهم، كما انها ترفض عودتهم، وتتمنى لو ان يتمكن
الجيش العربي السوري من اراحتها منهم.
هكذا باختصار، خلاصة التواجد الإرهابي على الأرض
السورية .. فعلى سبيل المثل لا الحصر، تكاد تؤكد المعلومات ان آلاف المسلحين
التونسيين عادوا إلى بلادهم، ويشعر كل مسؤول تونسي وخصوصا القريبين من الرئاسة أو
وزارة الداخلية والوزارات ذات الصلة بها، عمق ازمة وجودهم في تونس، خصوصا انهم
استوطنوا في جبال الشعانبي وباتوا يتمركزون جماعات منغلقة على نفسها، لا يمكنها
التعايش مع المجتمع الأهلي، ولا التجانس معه، صاروا كماً مختلفا يهدد الأمن
والاستقرار في تونس، كما يهدد الجيش والأمن التونسيين .. ومثل هؤلاء يعود إلى بلاد
أخرى .. ألم نقل ان اكثر من 84 جنسية دخل مسلحوها إلى سوريا ظنا انهم قادرون على
لعب دور في إسقاط النظام، وتحت شعارات ويافطات زائفة وكاذبة، فإذا بهم يغرقون في
لعبة طويلة، بدأت ولن تنتهي إلا بنهاية وجودهم على أرض سوريا، سواء بالموت أو
الانهزام والرحيل، فسوريا قادرة على تحطيم شوكتهم، وجيشها الجبار يملك القدرة على
تفتيتهم وكسر عظامهم، وان بقاءهم على هذه الحال سيتحول إلى وبال عليهم، وبالتالي
عليهم ان يتحملوا نتائج بقائهم على الأراضي السورية.
تلك النتيجة بات يتوجسها كل مسلح إرهابي على
الأراضي السورية، وهذا الكل بات يعتقد أو يجزم انه يمارس عملية انتحارية، خصوصا
عندما يرى العشرات والمئات من رفاقه قد خروا صرعى أمام قوة الجيش العربي السوري
وانهم لن يتمكنوا بالتالي من الصمود طويلا حتى يلحقوا بهم.
وتثبت الأيام ومجريات الأحداث ان سوريا قادرة
على حماية ارضها وشعبها من مغبة الإرهاب ومن تلك القوى المسلحة المختلفة المشارب
التي اختلفت فيما بينها ووصلت إلى حد الاقتتال العنيف. وسوريا ايضا على قدر عال من
الامكانيات التي تتيح لها ان تحيل هذا الوجود المسلح الارهابي إلى قوة مبعثرة لا
شأن لها في تغيير الواقع الميداني، بل وتقديم المزيد من الخسائر. ولهذا، مطلوب من
الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المسلحون ان يعيدوا حساباتهم في مسألة المسلحين
المنتمين إليهم، والذين سيشكلون خطرا عليها أكثر من الخطر على سوريا التي عرفت كيف
تتخلص منهم.
تلك المشكلة بدأت تلك الدول تعانيها، وسيكون عليها ان تدفع الثمن من
اجل حسابات خاطئة ظنت ذات يوم ان بإمكانها ان تلعب دورا في سوريا فإذا به ينقلب
عليها.. وكل الدلائل تشير الى ان الغد الذي بدأ البارحة حمل همومه إلى دول كثيرة
سيبدأ عض اصابعها قريبا ان لم يكن قد بدأ بالفعل.
تعليق:
بعد مرور أكثر من
ثلاث سنوات على الهجمة الإرهابية الهمجية التي لم تزل تتعرض لها سورية بات واضحاً من
خلال تجاهل رأي الشعب السوري من قبل تلك الدول التي تساند الهجمة البربرية بالمال
والسلاح، وحتى منظمة الأمم المتحدة وجامعة (عفواً مفرقة) الدول العربية التي تكيل بمكيالين،
وأن هدفها الرئيسي من الهجمة الشرسة ليس تغيير النظام، بل تدمير مقدرات سورية الإقتصادية
والصناعية والعلمية والبشرية والعسكرية وإذلال شعبها الأبي بكل الطرق المتاحة لها.
وثبت أنهم غير قادرين على فعل في سورية ما فعلوه ويفعلونه في أفغانستان، والصومال،
والعراق، والسودان، وتونس، وليبيا، وغيرها من بقاع الأراضي الإسلامية والعربية، وإن
نجحوا فإنهم نجحوا في شيء واحد فقط ألا وهو تشويه سمعة الإسلام والمسلمين أمام
الرأي العام العالمي من خلال حملة إعلامية شرسة ناطقة باللغة العربية، تقودها بنجاح
بعض الجهات المغرضة لتحقيق أهدافها البعيدة. وصدق المثل القائل: من حفر حفرة لأخيه
وقع فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق