تحت عنوان "مجلة
أسامة رحلة عطاء في عالم الطفولة" نشرت صحيفة الثورة الدمشقية يوم
3/5/2014 مقالة كتبها مصطفى علوش، جاء فيها:
ثمة فرق بسيط بين أن تنجح أو لا تنجح في إدارة
مؤسسة ما، هذا الفرق هو الحب الذي تولده الإدارات الناجحة يولد العمل، وما زلت
أذكر ذلك الزميل العزيز الذي تقاعد منذ سنوات وكان رئيساً لدائرة الثقافة، بكل
الود والحب الذي يملكه وأثناء تناولنا لفنجان القهوة في العمل كان يهمس في أذني
طالباً مني المزيد من العمل، حتى أن بقية الزملاء الموجودين على نفس الطاولة لم
يسمعوا منه ما أراده مني في همسه.
بهذه الروح المحبة ننجح، بهذه الروح المحبة
نحمي بعضنا البعض، نحن الصحفيين الآن نحتاج إلى تلك المساحة الإنسانية في علاقتنا
ببعضنا البعض، وكم نشعر بقيمة هؤلاء الزملاء عندما يتقاعدون، بالفعل آنئذ نخسر.
مجلة أسامة كتبت عنها منذ عدة سنوات، هذه
المجلة التي تربيت منذ الصغر على قراءتها، وأقول: إنها حتى اللحظة لا تزال مطبوعة
جيدة بكل المعايير. كتبت عنها منذ عدة سنوات
وتابعتها، كانت القاصة والصحفية رباب هلال، في رئاسة التحرير، كتبت عن تلك الروح الجماعية التي
كانت تقود بها العمل والعاملين، وكل من لا يستطيع أن يعمل على إملاء الروح
الجماعية في فريق العمل، لا ينجح، وأقول لا ينجح، ولا أقول يفشل، في العمل نحن لا
نفشل إلا عندما نقوم بتحطيم روح العاملين معنا من خلال البيروقراطية الميتة التي
تجعل العامل يعمل بقوة الضغط على رأسه، هنا نتحول إلى روبوتات آلية.
تمكنت رباب هلال من توسيع دائرة
العلاقة الإنسانية بين جميع العاملين، فاشتغلت على المحتوى، فطوّرت بحدود جيدة ضمن
الهامش المتاح، كما حافظت على كوادر المجلة واستقطبت خبرات الشباب، تعاملت مع
الجميع كأنهم أهلها، هذه القاصة التي كتبت القصة القصيرة ونجحت في بناء قصتها عبر
لغة حيّة، كانت تتعامل بنفس الروحية مع العاملين معها، والأهم منذ هذا وذاك أنها
تعاملت مع الطفل السوري في لحظته الراهنة، هذا الطفل الذي أتى في زمن الانترنت، في
زمن الفضائيات.
حالياً رباب هلال، في عمل آخر في
وزارة الثقافة، واستلمت الدفة منها الزميلة ريم محمود التي نتمنى لها النجاح، و أعتقد أنها أمام امتحان.. ونحن ننتظر منها
عملاً ناجحاً برفقة فريق عمل يعرف تماماً مهامه.
نحتاج الآن قبل أي وقت مضى إلى تنمية الوفاء في مؤسساتنا، والوفاء يكون
بحجم الحبّ الذي يزرعه الأشخاص الذين يستلمون مفاصل إدارية في مختلف المستويات.
ومن التجربة نعرف إلى أن الأشخاص يغادرون أماكنهم، ويتركون إرثاً من الحبّ
أو اللاّحب، وكم كسّرنا جراراً وراء بعض الأشخاص، وكم بكينا حزناً على أشخاص تركوا
فراغاً بعد تقاعدهم.
بكل حال شخصياً أنا صديق الخاسرين دائماً، أي صديق الذين يغادرون كراسيهم
الإدارية، بعد أن ملؤوها بالحبّ والعمل.
تعليق: الزميل مصطفى
علوش قرأت الخاطرة الجميلة التي كتبتها، وأعربت من خلالها عن مشاعرك الجميلة
نحو أساليب العمل الإداري والإبداعي، ومجلة الطفل "أسامة" ولا أخفيك أن خاطرتك
أعادت لي ذكريات لقاءآتي المتكررة في مقر المجلة بمديرية المسارح والموسيقى بساحة
النجمة، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي مع السيدة دلال حاتم عندما
كانت رئيسة لتحرير المجلة، حيث لمست أجواء العمل وتفاني العاملين في المجلة بعملهم،
والذي هو من أسباب نجاح هذه المجلة الغراء، التي تربى أجيال على مطالعتها
والاستفادة مما قدمته دائماً لحركة النمو الفكري والحس الوطني للآجيال الصاعدة. ولا
يسعني إلا أن أضم صوتي إلى صوتك بالتمني للزميلة ريم محمود النجاح في مهمتها المسؤولة أمام الجيل الصاعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق