تحت عنوان "أوزبكستان
وروسيا على طريق مستقبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية" كتب أنور صامادوف،
وميهريبون ماميتوفا. ونشرت وكالة أنباء UzA، يوم 10/12/2014
التقرير الصحفي التالي:
كما أعلن سابقاً، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف قام
رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين يوم 10/12/2014 بزيارة رسمية
لأوزبكستان.
وبعد مراسم الإستقبال الرسمية للضيف الكبير في مقر الرئيس بكوك ساراي أجرى
قادة البلدين محادثات اقتصرت عليهما.
وقال إسلام كريموف أننا ننظر لزيارة الرئيس الروسي الحالية كاستمرار
مطلوب ومنطقي ضمن الحوار السياسي الأوزبكستاني الروسي المستمر واللقاءآت الثنائية
على مختلف المستويات، وكإظهار ساطع لاستعداد الجانبين للقيام بأعمال مستمرة ومثمرة
من أجل تعزيز وتعميق التعاون الثنائي.
وبدوره أشار فلاديمير بوتين إلى أن أوزبكستان تعتبر من الشركاء
المفضلين للفدرالية الروسية في المنطقة، لأن أوزبكستان تعتبر دولة قوية في آسيا
المركزية.
وأشير إلى أن أهمية وضرورة محادثات اليوم هي بتصاعد دائم، وإذا أخذنا بعين
الإعتبار الأوضاع سريعة التغير في العالم، وتصاعد الصراعات، والتوترات والمنافسات
الجيوسياسية على المستويات العالمية والإقليمية، والتهديدات الإرهابية والإنفصالية
والمتطرفة الآخذة بالإنتشار، وتظهر بشكل ثانوي أو مباشر في منطقة آسيا المركزية.
وللتعاون الأوزبكستاني الروسي قاعدة حقوقية قوية، تعتمد على معاهدة الشراكة
الإستراتيجية الموقعة بتاريخ 16/6/2004، ومعاهدة علاقات التحالف الموقعة بتاريخ
14/11/2005. وبيان تعميق الشراكة الإستراتيجية الموقع بتاريخ 4/6/2012، والتي توسع
مجالات التعاون أكثر.
وتتطور شراكة المنافع المتبادلة بين الدولتين باستمرار في كل المجالات. و
مكانة هامة تشغلها في توسيعها الصلات البرلمانية.
والصلات على مستويات الحكومات والإدارات تتمتع بطبيعة مستمرة. وتجري بين
إدارات السياسة الخارجية للبلدين مشاورات عملية.
ويتعاون الجانبان دائماً في إطار الأجهزة الدولية مثل: منظمة الأمم
المتحدة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة الدول المستقلة.
هذا وتبادل الرئيسان الآراء حول القضايا ذات الطبيعة الإقليمية والدولية
الهامة، ومن بينها الأوضاع في أفغانستان، ومسائل مكافحة الإرهاب، والإنفصالية،
وتهريب المخدرات، والجريمة المنظمة.
وقال إسلام كريموف أعرنا أهمية خاصة للأوضاع المترتبة في الجارة
أفغانستان، حيث تستمر حرب إقتتال الإخوة على إمتداد 35 عاماً. وكانت أفكارنا
متطابقة حول أن التجربة الجدية للدول المحيطة بأفغانستان وغيرها من المناطق
القريبة، والتي ستصبح بعد خروج قوات حفظ السلام أيساف من أفغانستان وترتبط بها
تحديات وتهديدات الأمن والإستقرار الإقليمي. واتفقنا على أنه من الضروري إستمرار
بلدينا بالعمل الوقائي المشترك للحد من هذه التهديدات الخطيرة في حينها، وخلق
الأجواء غير الملائمة لظهور الإرهاب والأفكار المتطرفة بأي شكل من الأشكال،
واكتشاف والقضاء على أسباب وظروف ظهورها وانتشارها.
واستمر حوار الرئيسين بمشاركة الوفود الرسمية للبلدين. وأعير إهتمام خاص
لمسائل مستقبل تطوير التعاون في المجالات: التجارية، والاقتصادية، والإستثمارية،
والمالية، والإنسانية.
وتعتبر روسيا شريكاً تجارياً هاماً ومستقراً لأوزبكستان، وتشغل حصتها خمس
حجم التجارة الخارجية لأوزبكستان وأكثر من نصفه مع دول رابطة الدول المستقلة. وحجم
التبادل البضاعي خلال عام 2013 تجاوز 7 مليارات دولار. وتعمل في أوزبكستان نحو 900
منشأة أوزبكستانية روسية مشتركة، وأكثر من 150 منها هي بالكامل برأس مال روسي. وفي
أوزبكستان بنجاح تعمل شركات روسية عابرة للقوميات، مثل: "فيمبيلكوم"،
و"م ت س"، وغيرها. والحجم الكامل للإستثمارات الروسية في الاقتصاد
الأوزبكستاني خلال الـ 15 سنة الأخيرة بلغ 8 مليارات دولار.
وأوزبكستان وروسيا تملكان مقدرات ضخمة في مجال الوقود والطاقة. وهذا يوفر
إمكانيات واسعة لمستقبل توسيع التعاون في هذا الإتجاه. وشركات النفط الروسية
"لوكويل" و"غازبروم" تقوم بالتنقيب واستثمار مواقع إنتاج
الأوغلوفودورود في أوزبكستان. وتنفذ مشاريع طويلة الأمد وبمنافع متبادلة في مجالات
تكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات، وإنتاج مواد البناء، والزراعة، والصحة،
والصيدلة.
وأثناء المحادثات جرى بحث مسائل مستقبل توسيع وتقدم التبادل البضاعي،
وتطوير التعاون الإستثماري وتعزيز العمل المشترك في مجال النقل والترانزيت. وأشير
إلى أنه لم تزل هناك إمكانيات لم تستخدم بالكامل، واستخدامها سيوفر مستقبل تطوير
التعاون بين البلدين.
والتعاون يتطور باستمرار في المجالات الثقافية والانسانية والتعليمية. وفي
طشقند تعمل فروع جامعة م. لومونوسوف الحكومية بموسكو، وجامعة غ.
بليخانوف الاقتصادية الروسية، وجامعة إ. غوبكين الحكومية الروسية للنفط
والغاز.
وتبادل الجانبان الآراء حول مسائل توسيع التعاون بين الوزارات والإدارات
المسؤولة عن المجالات: العلمية، والتعليمية، والرياضة، والسياحة، وتعزيز الصلات
بين مؤسسات الأبحاث العلمية.
وفي نهاية المحادثات جرى التوقيع على وثائق، من بينها:
- اتفاقية بين الحكومتين عن الإتجاهات الأساسية لتطوير وتعميق التعاون
الاقتصادي للأعوام من 2015 وحتى 2019، وعن تسوية المطالب والإلتزامات المالية
المشتركة.
وخلال اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية أشار إسلام كريموف
وفلاديمير بوتين إلى أن المحادثات جرت في أجواء الإنفتاح والثقة المتبادلة.
وجرى تبادل للآراء حول مسائل الأمن الإقليمي الهامة والتطورات الدولية. وهذا سمح
بتقييم الأوضاع الراهنة للعلاقات الثنائية، وتحديد الإتجاهات العملية لمستقبل
توسيع التعاون الثنائي متعدد الجوانب.
وأشير إلى أنه في جميع المسائل التي تم النظر فيها كانت مواقف الجانبين
قريبة أو متطابقة بالكامل.
وعند هذا انتهت الزيارة الرسمية لرئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير
بوتين لأوزبكستان. وبذلك أصبح اللقاء الحالي استمراراً منطقياً للحوار على
أعلى المستويات، وحدد الإتجاهات الهامة والآفاق بعيدة المدى لتعزيز الشراكة
الإستراتيجية بين البلدين، وهو ما يخدم مصالح الشعبين الأوزبكستاني والروسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق