أمن الطاقة الكهربائية في دول آسيا المركزية
ترددت أصداء تردي أوضاع نظام رابطة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية الموحد لجمهوريات آسيا المركزية (أوزبكستان، وقازاقستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجكستان)، في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية العالمية في الآونة الأخيرة بكثرة. ومعروف أن نظام رابطة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية الموحد لآسيا الوسطى وقازاقستان السوفييتية كان قد أنشأه الاتحاد السوفييتي السابق قبل انهياره بعدة عقود، واستمر هذا النظام بالعمل بعد استقلال تلك الجمهوريات رغم الصعوبات المادية والتقنية والتكنولوجية الكثيرة، ورغم الهزات القوية التي تعرض لها خلال العقدين الماضيين. ولا يخفى على أحد أن من أسباب الصعوبات والهزات كان: انفراد بعض أطراف النظام الموحد بتنفيذ إجراءات تضمن مصالحهم الخاصة حتى ولو كانت على حساب الأطراف الأخرى، هذا إن لم نشر للأوضاع السائدة في أفغانستان المجاورة لتلك الدول والتي غدت مضطرة للاعتماد على الدول المجاورة لها لتأمين الجزء الأكبر من حاجات استهلاكها من الطاقة الكهربائية، وغيرها من الأسباب التي يوضحها السيد توختاشيف ج.: المتخصص بموارد الطاقة في جمهورية قره قلباقستان المتمتعة بالحكم الذاتي داخل جمهورية أوزبكستان، والموظف في الخدمة الصحفية لمؤسسة الطاقة القره قلباقستانية "قرهقلباقإنيرغو"، في مقالته "حان وقت الأعمال الحازمة في مجال أمن الطاقة"، وألقى الضوء فيها على أسباب خروج جمهورية أوزبكستان من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية. وأقدم للقراء ترجمتها الكاملة دون زيادة أو نقصان. أ.د. محمد البخاري. طشقند 28/12/2009.
حان وقت الأعمال الحازمة في مجال أمن الطاقة
قرار أوزبكستان الخروج من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية كان في الآونة الأخيرة احد أهم وأسخن المواضيع التي تناولتها وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الأجنبية. حيث بدأت أبرز قنوات الإذاعة المرئية، والصحف واسعة الانتشار، والصفحات الإخبارية المعروفة في شبكة الانترنيت الإلكترونية تنشر تعليقاتها بالتتابع على هذا الحدث، مستخدمة في أكثر الأحيان مصادر مشبوهة غير موثوقة. وحاول كتاب تلك التعليقات والبرامج الإذاعة المرئية على الدوام إثبات أن هذا القرار جاء لأهداف سياسية.
فما هي الحقيقة ؟ وهل لقرار أوزبكستان بالانسحاب من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية أية علاقة بخط السياسة الخارجية التي تتبعه أوزبكستان ؟
ومن أجل الرد على هذا السؤال، يجب علينا في البداية النظر بجوهر رابطة نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية. التي جرى تأسيسها في العهد السوفييتي، لأن أراضي المنطقة كانت موحدة ضمن وحدة أراضي الدولة العظمى السابقة. وكانت آسيا المركزية حينها جزءاً من اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، ولم تكن هناك أية حدود تفصل بين الجمهوريات المتجاورة. وعلى سبيل المثال كان نظام الطاقة في جمهورية طاجكستان مقسماً لقسمين مرتبطان ببعضهما البعض عبر شبكة توزيع الكهرباء الأوزبكستانية.
وكان القسم المار منها بولاية سورخانداريا الأوزبكستانية يستمد الطاقة الكهربائية من محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك، في جمهورية طاجكستان، وكان تزويد بعض المناطق في طاجكستان بالطاقة الكهربائية يتم من القدرة الكهربائية المولدة في محطة توليد الطاقة الكهربائية على سد كيراكوم فرهاد، والمحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية القائمة في ولاية سرداريا بجمهورية أوزبكستان. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي استمر هذا النظام بالعمل، وكان تبادل الطاقة الكهربائية يجري بين الأطراف المعنية بشكل مشترك، وفقاً لاتفاقيات وعقود كانت تبرم سنوياً بيتهم لتبادل الطاقة الكهربائية بمعادلة الصفر دون أن يترتب على ذلك أي نفقات مادية لقاء الخدمات.
وخلال السنوات الأخيرة تغيرت الأوضاع. وارتكبت مخالفات ملموسة من جانب إدارة نظام الطاقة الطاجيكية OAXK "باركي توتشيك" للمبادئ الأساسية التي يعتمد عليها نظام تبادل الطاقة المشترك وأسلوب استمراره في العمل. ورغم تكرار طلبات الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو"، استمر العاملون في الطاقة بطاجكستان خرق البرامج المتفق عليها والتي تؤمن تدفق الكهرباء والطاقة بين الدولتين. وجرى استجرار الطاقة الكهربائية من أوزبكستان بشكل غير قانوني ومن دون عقود، وهو ما أدى إلى تعريض النظام الموحد للأعطال.
وفي آب/أغسطس من العام الجاري قام العاملين في نظام الطاقة الطاجيكي OAXK "باركي توتشيك" وبشكل منفرد بتحميل ضغوط إضافية على محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك. وحدث عطل في محطة توليد الطاقة الكهربائية في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان نتيجة لزيادة ضغوط تحميل القدرة على خط التوتر العالي L-507 الممتد مابين غوزار في أوزبكستان وريغار في طاجكستان، وبسبب عدم اشتغال نظام منع الحوادث الطارئة في محطة توليد الطاقة الكهربائية في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان. مما حمل الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" نفقات كبيرة جداً لإزالة آثار العطل الذي حدث.
وحدثت عطل آخر في محطة توليد الطاقة الكهربائية على سد نوريك لأسباب تقنية بتاريخ 9/11/2009، وتزود هذه المحطة المنطقة الجنوبية من طاجكستان وبعض مناطق أوزبكستان بالطاقة الكهربائية، ونتيجة لهذا العطل توقف نقل الطاقة الكهربائية على خط التوتر العالي الممتد من المحطة الفرعية في ريغار إلى المحطة الفرعية في سورخان. وبنتيجته انقطعت الطاقة الكهربائية عن جمهورية أفغانستان الإسلامية المنقولة عبر خط التوتر العالي ل-نايبابات-1. وتبين إثر ذلك أن العطل كان بسبب انخفاض توتر دوران مولد الطاقة الكهربائية في محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك إلى 41.9 غيغا هيرتز في الثانية، بدلاً عن المعدل الذي لا يجب أن يقل عن 45 غيغا هيرتز.
ونظراً لحساسية نظام الحماية الإلكترونية لقدرة التوتر العالي في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان عاد للعمل النظام الأوتوماتيكي لقطع التحميل في حال الطوارئ على أقسام نظام الطاقة الكهربائية في سمرقند وبخارى... بعد المحادثات الثنائية التي جرت بين المسؤولين في الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو"، ونظام الطاقة الطاجيكي OAXK "باركي توتشيك" لإعادة القدرة الكاملة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك والمحطة الفرعية القائمة في غوزار، والمحطة الفرعية القائمة في ريغار.
ولكن ذلك الحادث لم يكن الحادث الأخير وبحجة تأثير العطل الذي وقع في المحطة الفرعية القائمة في ريغار أوقف الجانب الطاجيكي بتاريخ 17/11/2009 تزويد ولاية سورخانداريا بالطاقة الكهربائية على خطي الـ 220 كيلو فولت للتوتر العالي، وبالنتيجة تم حرمان أراضي المناطق الممتدة على جانبي الخطين من الطاقة الكهربائية.
وهو ما يوضح أن قرار أوزبكستان الخروج من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية كان لأسباب تقنية ومن أجل توفير ظروف ملائمة لاستقرار عمل نظم الطاقة الكهربائية لديها.
وجاءت تصريحات رئيس المركز الوطني لإدارة الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" عيسى سعد اللاييف تؤكد ذلك عندما قال: "أن أوزبكستان اعتبرت من الضروري في الأوضاع الراهنة عدم الاعتماد على إمكانيات نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية، وأنه لابد أن تقيم نظامها الخاص لتزويد مناطق الجمهورية بالطاقة الكهربائية، بشكل مستقل عن نظم الطاقة الممتدة عبر الدول المجاورة.
وآخذين بعين الاعتبار أهمية الموضوع اتخذنا إجراءات ضرورية لتأمين استقلالية عمل عقد توزيع الطاقة الكهربائية في ولايات وادي فرغانة، وولاية سورخانداريا. ومن جديد وضعت معدات شبكات الكهرباء في وضع يمكنها من تأمين وتوزيع الطاقة الكهربائية اللازمة لمناطق أخرى في جمهورية أوزبكستان مباشرة من نظام الطاقة الكهربائية لجمهورية أوزبكستان، لمنع إمكانية قطع الطاقة الكهربائية عن المستهلكين في الجمهورية نتيجة لعوامل نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية في حال حدوث أية أعطال في نظم توزيع الطاقة الكهربائية من الدول المجاورة.
ومن المنتظر مستقبلاً أن تكون العلاقات المتبادلة مع نظم توزيع الطاقة الكهربائية في الدول المجاورة قائمة وفقاً للقواعد الدولية المعمول بها ومن خلال الأسس التجارية، وبعد حل تلك المسائل من المتوقع استئناف العمل المشترك مع نظم الطاقة في الدول المجاورة".
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بفضل ما توصلت إليه المحادثات متعددة الأطراف، لم يتوقف العمل المشترك لنظم الطاقة الأوزبكستانية، والقازاقستانية، والقرغيزستانية،. وتم عزل نظام الطاقة الطاجكستاني فقط الذي يعتبر المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في النظام الموحد. ورغم ذلك يستمر تزويد المناطق الطاجكستانية غير المتصلة مباشرة بنظام الطاقة في جمهورية طاجكستان بالطاقة الكهربائية دون انقطاع من الجانب الأوزبكستاني. وهو ما أعلمت به الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" دوشمبة رسمياً عن استعدادها الاستمرار في تزويد تلك المناطق بالطاقة الكهربائية من خلال شبكات توزيع الطاقة الكهربائية القائمة. والأكثر من ذلك أن الجهات المسؤولة عن الطاقة الكهربائية في أوزبكستان مستعدون لإجراء محادثات ثنائية مع الجانب الطاجيكي لإعداد شروط إعادة نظام الطاقة المشترك للبلدين للعمل مجدداً.
ترددت أصداء تردي أوضاع نظام رابطة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية الموحد لجمهوريات آسيا المركزية (أوزبكستان، وقازاقستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجكستان)، في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية العالمية في الآونة الأخيرة بكثرة. ومعروف أن نظام رابطة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية الموحد لآسيا الوسطى وقازاقستان السوفييتية كان قد أنشأه الاتحاد السوفييتي السابق قبل انهياره بعدة عقود، واستمر هذا النظام بالعمل بعد استقلال تلك الجمهوريات رغم الصعوبات المادية والتقنية والتكنولوجية الكثيرة، ورغم الهزات القوية التي تعرض لها خلال العقدين الماضيين. ولا يخفى على أحد أن من أسباب الصعوبات والهزات كان: انفراد بعض أطراف النظام الموحد بتنفيذ إجراءات تضمن مصالحهم الخاصة حتى ولو كانت على حساب الأطراف الأخرى، هذا إن لم نشر للأوضاع السائدة في أفغانستان المجاورة لتلك الدول والتي غدت مضطرة للاعتماد على الدول المجاورة لها لتأمين الجزء الأكبر من حاجات استهلاكها من الطاقة الكهربائية، وغيرها من الأسباب التي يوضحها السيد توختاشيف ج.: المتخصص بموارد الطاقة في جمهورية قره قلباقستان المتمتعة بالحكم الذاتي داخل جمهورية أوزبكستان، والموظف في الخدمة الصحفية لمؤسسة الطاقة القره قلباقستانية "قرهقلباقإنيرغو"، في مقالته "حان وقت الأعمال الحازمة في مجال أمن الطاقة"، وألقى الضوء فيها على أسباب خروج جمهورية أوزبكستان من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية. وأقدم للقراء ترجمتها الكاملة دون زيادة أو نقصان. أ.د. محمد البخاري. طشقند 28/12/2009.
حان وقت الأعمال الحازمة في مجال أمن الطاقة
قرار أوزبكستان الخروج من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية كان في الآونة الأخيرة احد أهم وأسخن المواضيع التي تناولتها وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الأجنبية. حيث بدأت أبرز قنوات الإذاعة المرئية، والصحف واسعة الانتشار، والصفحات الإخبارية المعروفة في شبكة الانترنيت الإلكترونية تنشر تعليقاتها بالتتابع على هذا الحدث، مستخدمة في أكثر الأحيان مصادر مشبوهة غير موثوقة. وحاول كتاب تلك التعليقات والبرامج الإذاعة المرئية على الدوام إثبات أن هذا القرار جاء لأهداف سياسية.
فما هي الحقيقة ؟ وهل لقرار أوزبكستان بالانسحاب من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية أية علاقة بخط السياسة الخارجية التي تتبعه أوزبكستان ؟
ومن أجل الرد على هذا السؤال، يجب علينا في البداية النظر بجوهر رابطة نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية. التي جرى تأسيسها في العهد السوفييتي، لأن أراضي المنطقة كانت موحدة ضمن وحدة أراضي الدولة العظمى السابقة. وكانت آسيا المركزية حينها جزءاً من اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، ولم تكن هناك أية حدود تفصل بين الجمهوريات المتجاورة. وعلى سبيل المثال كان نظام الطاقة في جمهورية طاجكستان مقسماً لقسمين مرتبطان ببعضهما البعض عبر شبكة توزيع الكهرباء الأوزبكستانية.
وكان القسم المار منها بولاية سورخانداريا الأوزبكستانية يستمد الطاقة الكهربائية من محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك، في جمهورية طاجكستان، وكان تزويد بعض المناطق في طاجكستان بالطاقة الكهربائية يتم من القدرة الكهربائية المولدة في محطة توليد الطاقة الكهربائية على سد كيراكوم فرهاد، والمحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية القائمة في ولاية سرداريا بجمهورية أوزبكستان. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي استمر هذا النظام بالعمل، وكان تبادل الطاقة الكهربائية يجري بين الأطراف المعنية بشكل مشترك، وفقاً لاتفاقيات وعقود كانت تبرم سنوياً بيتهم لتبادل الطاقة الكهربائية بمعادلة الصفر دون أن يترتب على ذلك أي نفقات مادية لقاء الخدمات.
وخلال السنوات الأخيرة تغيرت الأوضاع. وارتكبت مخالفات ملموسة من جانب إدارة نظام الطاقة الطاجيكية OAXK "باركي توتشيك" للمبادئ الأساسية التي يعتمد عليها نظام تبادل الطاقة المشترك وأسلوب استمراره في العمل. ورغم تكرار طلبات الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو"، استمر العاملون في الطاقة بطاجكستان خرق البرامج المتفق عليها والتي تؤمن تدفق الكهرباء والطاقة بين الدولتين. وجرى استجرار الطاقة الكهربائية من أوزبكستان بشكل غير قانوني ومن دون عقود، وهو ما أدى إلى تعريض النظام الموحد للأعطال.
وفي آب/أغسطس من العام الجاري قام العاملين في نظام الطاقة الطاجيكي OAXK "باركي توتشيك" وبشكل منفرد بتحميل ضغوط إضافية على محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك. وحدث عطل في محطة توليد الطاقة الكهربائية في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان نتيجة لزيادة ضغوط تحميل القدرة على خط التوتر العالي L-507 الممتد مابين غوزار في أوزبكستان وريغار في طاجكستان، وبسبب عدم اشتغال نظام منع الحوادث الطارئة في محطة توليد الطاقة الكهربائية في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان. مما حمل الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" نفقات كبيرة جداً لإزالة آثار العطل الذي حدث.
وحدثت عطل آخر في محطة توليد الطاقة الكهربائية على سد نوريك لأسباب تقنية بتاريخ 9/11/2009، وتزود هذه المحطة المنطقة الجنوبية من طاجكستان وبعض مناطق أوزبكستان بالطاقة الكهربائية، ونتيجة لهذا العطل توقف نقل الطاقة الكهربائية على خط التوتر العالي الممتد من المحطة الفرعية في ريغار إلى المحطة الفرعية في سورخان. وبنتيجته انقطعت الطاقة الكهربائية عن جمهورية أفغانستان الإسلامية المنقولة عبر خط التوتر العالي ل-نايبابات-1. وتبين إثر ذلك أن العطل كان بسبب انخفاض توتر دوران مولد الطاقة الكهربائية في محطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك إلى 41.9 غيغا هيرتز في الثانية، بدلاً عن المعدل الذي لا يجب أن يقل عن 45 غيغا هيرتز.
ونظراً لحساسية نظام الحماية الإلكترونية لقدرة التوتر العالي في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية تاليمارجان عاد للعمل النظام الأوتوماتيكي لقطع التحميل في حال الطوارئ على أقسام نظام الطاقة الكهربائية في سمرقند وبخارى... بعد المحادثات الثنائية التي جرت بين المسؤولين في الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو"، ونظام الطاقة الطاجيكي OAXK "باركي توتشيك" لإعادة القدرة الكاملة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية القائمة على سد نوريك والمحطة الفرعية القائمة في غوزار، والمحطة الفرعية القائمة في ريغار.
ولكن ذلك الحادث لم يكن الحادث الأخير وبحجة تأثير العطل الذي وقع في المحطة الفرعية القائمة في ريغار أوقف الجانب الطاجيكي بتاريخ 17/11/2009 تزويد ولاية سورخانداريا بالطاقة الكهربائية على خطي الـ 220 كيلو فولت للتوتر العالي، وبالنتيجة تم حرمان أراضي المناطق الممتدة على جانبي الخطين من الطاقة الكهربائية.
وهو ما يوضح أن قرار أوزبكستان الخروج من نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية كان لأسباب تقنية ومن أجل توفير ظروف ملائمة لاستقرار عمل نظم الطاقة الكهربائية لديها.
وجاءت تصريحات رئيس المركز الوطني لإدارة الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" عيسى سعد اللاييف تؤكد ذلك عندما قال: "أن أوزبكستان اعتبرت من الضروري في الأوضاع الراهنة عدم الاعتماد على إمكانيات نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية، وأنه لابد أن تقيم نظامها الخاص لتزويد مناطق الجمهورية بالطاقة الكهربائية، بشكل مستقل عن نظم الطاقة الممتدة عبر الدول المجاورة.
وآخذين بعين الاعتبار أهمية الموضوع اتخذنا إجراءات ضرورية لتأمين استقلالية عمل عقد توزيع الطاقة الكهربائية في ولايات وادي فرغانة، وولاية سورخانداريا. ومن جديد وضعت معدات شبكات الكهرباء في وضع يمكنها من تأمين وتوزيع الطاقة الكهربائية اللازمة لمناطق أخرى في جمهورية أوزبكستان مباشرة من نظام الطاقة الكهربائية لجمهورية أوزبكستان، لمنع إمكانية قطع الطاقة الكهربائية عن المستهلكين في الجمهورية نتيجة لعوامل نظام الطاقة الموحد لدول آسيا المركزية في حال حدوث أية أعطال في نظم توزيع الطاقة الكهربائية من الدول المجاورة.
ومن المنتظر مستقبلاً أن تكون العلاقات المتبادلة مع نظم توزيع الطاقة الكهربائية في الدول المجاورة قائمة وفقاً للقواعد الدولية المعمول بها ومن خلال الأسس التجارية، وبعد حل تلك المسائل من المتوقع استئناف العمل المشترك مع نظم الطاقة في الدول المجاورة".
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بفضل ما توصلت إليه المحادثات متعددة الأطراف، لم يتوقف العمل المشترك لنظم الطاقة الأوزبكستانية، والقازاقستانية، والقرغيزستانية،. وتم عزل نظام الطاقة الطاجكستاني فقط الذي يعتبر المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في النظام الموحد. ورغم ذلك يستمر تزويد المناطق الطاجكستانية غير المتصلة مباشرة بنظام الطاقة في جمهورية طاجكستان بالطاقة الكهربائية دون انقطاع من الجانب الأوزبكستاني. وهو ما أعلمت به الشركة الحكومية المساهمة "أوزبيكإنيرغو" دوشمبة رسمياً عن استعدادها الاستمرار في تزويد تلك المناطق بالطاقة الكهربائية من خلال شبكات توزيع الطاقة الكهربائية القائمة. والأكثر من ذلك أن الجهات المسؤولة عن الطاقة الكهربائية في أوزبكستان مستعدون لإجراء محادثات ثنائية مع الجانب الطاجيكي لإعداد شروط إعادة نظام الطاقة المشترك للبلدين للعمل مجدداً.
أرحب بتعليقاتكم المفيدة
ردحذف