تحت عنوان "كلمة
رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف خلال الجلسة الموسعة لمجلس قادة الدول
الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 12/9/2014 النص الكامل
للكلمة وهذه ترجمة كاملة لها.
قادة الدول المحترمون!
المشاركون في الجلسة
المحترمون!
قبل كل شيء اسمحوا لي
أن أعبر عن مشاعر الإحترام الصادق لقادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون،
ورؤساء وفود الدول المراقبة، والضيوف المدعوون لقمتنا. وأنتهز الفرصة لأعبر عن
شكري لرئيس جمهورية طاجكستان إموم علي رحمون لقاء دفئ وحسن الضيافة
والتنظيم الجيد للقائنا اليوم.
وأنضم لما ذكره هنا
قادة الدول من تقييم لنشاطات منظمة شنغهاي للتعاون خلال الفترة الماضية. واليوم لدينا
كل الأسس لإعلان أن منظمة شنغهاي للتعاون خلال فترة قصيرة تقريباً تحولت إلى جهاز
دولي مؤثر، يلعب دوراً ملحوظاً في السياسة العالمية. وبالجهود المشتركة للدول
الأعضاء، والدول المراقبة أيضاً لم تزل الأعمال مستمرة في دعم السلام والأمن في
المنطقة، ومكافحة الإرهاب، والانفصالية، والتطرف، وتهريب المخدرات، وغيرها من التحديات
المعاصرة على خلفية تصاعد المواجهات والتوتر بمختلف أجزاء العالم في الآونة
الأخيرة.
وأريد أن أشير خاصة
إلى الأعمال الكبيرة الجارية على مستوى مجلس المنسقين القوميين، ولقاءآت أمناء سر
الأمن، وخبراء منظمة شنغهاي للتعاون.
قادة الدول المحترمون!
أنتهز الفرصة المتاحة
لي وبشكل مختصر جداً أود التوقف عند المسائل التالية:
تتميز الأوضاع
المترتبة في أفغانستان اليوم، بعدم استقراراها واتجاهها نحو التصعيد. وبثقة يمكن القول
أن كل الجهات المعنية بتسوية القضية الأفغانستانية متفقة على أنه لا يمكن التوصل
للسلام في أفغانستان بالطرق العسكرية.
وخلال سنوات الحرب في البلاد نشأ جيل كامل من
الأفغان، ليس لديهم تصور عن الحياة السلمية. وكما أظهرت إنتخابات رئيس أفغانستان
في يونيه من العام الجاري، أن الشعب الأفغاني تعب من إراقة الدماء المستمرة والعنف،
والدمار في السنوات الطويلة، واليوم يرغب بالسلام والإستقرار، وله الحق بأن يقرر
مصيره بنفسه.
وفي نفس الوقت فإن إطالة
عملية عد أصوات الناخبين وإعلان نتائج إنتخابات رئيس أفغانستان وتولي قائد الدولة
الجديد منصبه رسمياً خلقت مصادر قلق كبيرة لاستقرار ومستقبل أفغانستان.
ومثل هذا التطور
للأحداث قادر على زعزعزة الأوضاع السياسية الداخلية في البلاد نهائياً، وإحداث
تهديد واقعي للأمن القومي ومستقبل التسوية السلمية للصراع في أفغانستان، وإعاقة
الوصول إلى التفاهم في عملية محادثات تشكيل حكومة التحالف، التي يمكن أن يدخل فيها
مندوبين عن كل الجهات المتصارعة والجماعات القومية والدينية الأفغانستانية.
وعلينا أن نأخذ بعين
الإعتبار أن خروج وحدات القوات الدولية للإسهام في الأمن من أفغانستان يمكن أن
يؤدي إلى تزايد التهديدات وزيادة عدم الإستقرار، وتوسيع النشاطات الإرهابية
والإنفصالية، وزيادة واتساع تهريب المخدرات ليس في منطقة آسيا المركزية الواسعة فقط،
بل وفي مناطق بعيدة عنها جداً.
والأوضاع المترتبة
شكلت فراغ في أفغانستان يمكن أن تملأه خلال فترة قصيرة مختلف الجماعات المدمرة
والإرهابية.
وفي هذه الظروف غير
المتوقعة لا يمكن تجاهل محاولات بعض القوى السياسية والدول التي تدعمها لإثارة
الفوضى وتصعيد الأوضاع أكثر في أفغانستان. وبشكل مختصر، تكرار الأوضاع القائمة في
العراق اليوم.
وأوزبكستان بنت،
وستبني الإستقرار وعلاقات الصداقة مع أفغانستان، انطلاقاً من المصالح القومية
للجانبين وفقط من خلال الأسس الثنائية، وتقديم الدعم للحكومة التي يختارها الأفغان
أنفسهم.
ومن تحليل الأوضاع
المترتبة في الاقتصاد العالمي، عندنا كل الأسس لاعتبار أن تجاوز الآثار الجادة
للأزمة المالية والاقتصادية العالمية لم يزل بعيد بالكامل.
ومن
دون شك مثل هذه الظواهر المباشرة أو غير المباشرة تنعكس على أوضاع وحركة تطور كل
المشاركين بمنظمة شنغهاي للتعاون.
وفي
هذه الظروف ولتوفير التطور الإجتماعي والاقتصادي القوي في الدول الأعضاء في
المنظمة، والوصول إلى نتائج محددة وعملية، يتمتع مستقبل تعميق التعاون في تنفيذ
المشاريع الضخمة في المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والنقل والمواصلات، التي
يمكنها تلبية مصالح دول المنطقة بأهمية خاصة.
والدور
الفعال في تنفيذ هذه المهام على سبيل المثال ماقدمته جمهورية الصين الشعبية ورئيسها
سي تسزينبين من مبادرات لإنشاء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"،
الداعي لتفعيل وتقدم المصالح الاقتصادية طويلة المدى لجميع دول المنطقة، وخاصة
منها تطوير البنية التحتية الإقليمية المشتركة للنقل، وزيادة المقدرات الجيوسياسية
بشكل ملموس ليس فقط بين المشاركين، بل وفي منطقة آسيا المركزية بالكامل.
وباختصار
أود الحديث عن رأينا وتصوراتنا في تسوية القضايا الأوكرانية.
أولاً: نحن ندعم ما تم التوصل إليه في
مينسك من اتفاق لحل سلمي للقضايا الأوكرانية، ومقترحات ومبادرات أوكرانيا وروسيا
في هذه المسألة.
ثانياً: مقتنعون، بأن مقترحات الجانب
الأوزبكستاني التي سبق وذكرت في البداية بتاريخ 4/3/2014 حول أفضل حل محتمل وفعال
لحل القضايا الناشئة هو إجراء محادثات مباشرة لوقف الصراع في أوكرانيا والوصول إلى
السلام في البلاد وبين أوكرانيا وروسيا، وتبقى هذه العملية هامة ومؤكدة اليوم
أيضاً.
ثالثاً. في أي عملية محادثات حول القضية
الأوكرانية يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار المصالح الشرعية الروسية التي تكونت
تاريخياً خلال قرون كثيرة. وعدم مراعاة هذه المصالح سيكون خطأ جدي.
وأنتهز
هذه الفرصة، اسمحوا لي أن أهنئ رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير فلاديميروفيتش
بوتين بالرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون وأن أتمنى له النجاح في أداء
هذه المهمة المسؤولة.
وشكراً
لإصغائكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق