كلمة الرئيس إسلام كريموف في احتفال الذكرى 23 لاستقلال
جمهورية أوزبكستان
المصدر: وكالة أنباء UzA، 31/8/2014
أعزائي المواطنين!
الضيوف المحترمين!
شعبنا اليوم يحتفل بارتياح
كبير وسعادة وصدق بأعظم، وأغلى، ذكرى لا تنسى في التاريخ المجيد لبلادنا، الذكرى
23 لاستقلال الوطن. ولمن دواعي سروري العظيمة وبصدق ومن كل قلبي أن أهنئكم،
أعزائي، ومن خلالكم كل شعب أوزبكستان بهذا العيد المجيد، وأن أعبر لكم عن إحترامي
العميق والتمجيد.
أصدقائي الأعزاء!
اليوم نحتفل بيوم
إستقلال وطننا، الذي حصلنا عليه في ظروف صعبة جداً، ونحن بعفوية نتذكر التجارب الصعبة
التي مررنا بها، والتفكير بسؤال، ما الذي وصلنا إليه خلال فترة قصيرة من الوقت من
وجهة النظر التاريخية، ومن كنا ومن أصبحنا.
الإستقلال مقدس، ولا
تقارن بشيء خيرات تحقيق، هذا الحدث العظيم والمصيري، الذي جاء بالحرية لشعبنا، وأيقظ
وعينا القومي، والشرف والإفتخار، وأحاسيس قيمنا، وعادت إلينا اللغة الأم، وديننا،
وقيمنا وتقاليدنا.
الإستقلال أعطانا
إمكانية أن نقرر مصيرنا بحرية، مصير بلادنا، وثرواتها الطبيعية، والاقتصادية
والفكرية، وأن نُفَعَّل مقدراتنا المادية والروحية الضخمة من أجل خير شعبنا، وأن
نشغل مكانة لائقة في المجتمع الدولي.
ومن عرف في العالم أثناء
النظام الشمولي السابق، أنه هناك مثل هذه البلاد الرائعة، أوزبكستان، ومثل هذه
القومية، ومثل الشعب الأوزبكي الطيب ؟ ومن اعترف بنا كدولة مستقلة ؟ ومن عرف أن أرضنا،
وهذه المنطقة الضخمة، الفريدة بغناها، وطن العلماء والمفكرين العظام، ورثة القيم
التي لاتقدر بثمن وأحفاد أية شخصيات بارزة نحن؟
من عاش في ذلك الوقت،
يذكر جيداً، كم كان إذلال واستياء، وتجاهل لقيمنا القومية، والتقاليد والعادات،
عندما كانت أوزبكستان ضمن اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية، كانت أوزبكستان
مخلفة وجمهورية زراعية باقتصاد أحادي الجانب، يعتمد على الخامات، فرض عليه احتكار إنتاج القطن
بتأثيره المدمر.
وهل يمكن أن ننسى كيف
كانت المنتجات الغذائية، فلتلبية الحاجات الإستهلاكية الضرورية للسكان، نحن وبثمن
الجهود الكبيرة أحضرناها من الخارج ؟ وهل يمكن أن ننسى الأيام الأخيرة للنظام
القديم عندما بقي في الجمهورية طحين لأسبوع أو أسبوعين وشعبنا في الحقيقة كان على
حافة الجوع ؟
ولكن وبغض النظر عن
كل هذه الظلم غير العادل والتأثير الضاغط للمركز السابق، شعبنا لم يتخلى عن
قناعاته الثابتة ومبادئ حياته، وعن كل ما هو مقدس وعزيز لديه، ومهما كانت التجارب
صعبة تجاوزها، وحافظ دائماً على شرفه وقيمه. وعن هذا لا يمكن ولا يجب أن ينسى.
المواطنون المحترمون!
اليوم، عندما نحتفل
بالذكرى 23 لإستقلالنا، نقيم نتائج الحركة الدائمة على الطريق الذي اخترناه بهدف
بناء دولة ديمقراطية ومجتمع المواطنة، والخروج إلى عداد الدول المتقدمة في العالم،
وأعتبر من واجبي أن أعلن وبثقة:
كل إنسان يعيش في
بلادنا، بغض النظر عن السن، والقومية، واللغة والدين، لأول مرة وبرأس مرفوع يقول: هناك
إسهامه اللائق في الأعمال الضخمة التي قمنا بها جميعاً باسم ازدهار وتقدم وطننا
أوزبكستان.
وبالفعل، النجاحات
التي حققناها، وتشكيل الدولة القومية، وحركة النمو الثابت للاقتصاد تحققت نتيجة الإصلاحات
الواسعة والمستمرة، ورفع مستوى ونوعية حياة السكان، والتحولات الأكبر في شكل مدننا
وقرانا، ورفع مستوى شخصية البلاد والإعتراف الواسع بمنجزاتنا على الساحة الدولية، وكلها
تدعوا كل منا للإحساس الإفتخار.
خلال سنوات التطور
المستقل زاد اقتصاد أوزبكستان بنحو 5 مرات، وزادت حصة الفرد بـ 3,7 مرات، ودخل
الناس لكل فرد من السكان، كما يشهد نمو مستوى ونوعية الحياة بـ 8,7 مرات. وكل هذا
إثبات واضح على أن بلادنا خلال فترة قصيرة تحولت من جمهورية الأمس المتخلفة غير
القادرة على إعالة نفسها، إلى دولة حديثة بتطور دائم.
وبغض النظر عن الأزمة
المالية والاقتصادية العالمية المستمرة، بلغ النمو السنوي لاقتصاد أوزبكستان خلال
السنوات العشر الأخيرة أكثر من 8%، وهو مستمر بالنمو المستقر، وهو ما يمكن ملاحظته
في الوقت الحاضر في عدد قليل من دول العالم.
ومن أجل تطوير بلادنا بحركة عالية، وترشيدها
وتجديدها، تنفذ إصلاحات واسعة في الاقتصاد ووظف أكثر من 180 مليار دولار من رأس
المال، منها أكثر من 60 مليار دولار، كانت استثمارات أجنبية.
ومن دون شك يمكن
تقديم الكثير من الأمثلة عن ذلك، وهي أنه من خلال هذه الإستثمارات أحدثت إمكانيات
واسعة، وقبل كل شيء في التحولات الهيكلية الجذرية في الاقتصاد، وبناء أحدث المنشآت
الحديثة بتكنولوجيا رفيعة، وإنتاج متتجات قادرة على المنافسة في السوق العالمية،
ونمو نوعي لمقدرات أوزبكستان بالكامل.
وفي هذه السنوات زاد عدد
سكان البلاد بـ 10 ملايين و300 ألف نسمة، وفي الوقت الراهن بلغ عددهم 31 مليون
نسمة، وهو ما يزيد من المقدرات الانسانية لأوزبكستان، التي تشكل أساساً قوياً
للوصول إلى مستويات جديدة وجديدة نحو الأعلى.
أصدقائي الأعزاء!
أريد أن أوجه عنايتكم
إلى أنه خلال الإنتقال من النظام القديم، الذي لم يبرر نفسه إلى النظام الجديد، مع بناء قاعدة متينة له،
نحن لم نتخذ قرارات متهورة وغير مدروسة وبدقة اتبعنا مبدأ "إن لم تبني البيت
الجديد، لا تخرب القديم".
ونحن حددنا الأهداف
التي تلبي ظروفنا من أجل طريق التطور الذي اخترناه، طريق القرارات على مراحل
وباستمرار للمهام التي وضعناها أمامنا، وهو ما ساعد على التجاوز الناجح للتجارب
الكبيرة المفروضة أثناء التجديد الجذري للدولة والمجتمع.
واليوم ومع مرور
الوقت الحياة نفسها أثبتت كم كانت صحيحة للوصول إلى المستويات التي حددناها على
طريق الإصلاحات الديمقراطية التي اخترناها، والمدروسة بعمق ومن كل الجوانب، والتي
اعترف بها المجتمع الدولي كـ"النموذج الأوزبكي" للتنمية، وهو ما اقتنعت
به المؤسسات الدولية الهامة، وحتى في قناعات المتخصصين والخبراء عنا.
وتجدر الإشارة إلى أن
العامل الهام الذي يسعدنا جميعاً، ويلهمنا إلى إنجازات جديدة ومستقبل الحركة على
طريق التنمية والتقدم، وقبل كل شيء هو السلام والإستقرار، والتفاهم بين القوميات
والمواطنين ، وأجواء التفاهم والإحترام والطيبة الذي يعم في بلادنا، التي غيرت
طريقة تفكير وآراء مواطنينا، وزادت نشاطاتهم الحقوقية وثقافتهم السياسية.
والأعمال التي قمنا
بها من أجل مستقبل رفع المستوى الروحي في المجتمع تعطي نتائجها الإيجابية، ويمكنني
بشجاعة التأكيد على أننا لم نتأخر عن أحد وحققنا هذا المجال مثل هذه النجاحات،
التي يمكن أن تحسدنا عليها حتى الدول المتطورة، وأعتبر هذا من أهم منجزاتنا.
وعند الحديث عن هذا
من الضروري الإشارة إلى أننا في موعدها حددنا أهم، الأفضليات القومية المشتركة
لتربية أطفالنا، الذي يعتبر استمراراً للأعمال الطيبة التي بدأناها، والتفكير
المستقل، والجديد، والجيل السليم المتعلم والمتطور، الذي يملك قناعات ثابتة وموقف،
وبعمق يملك معارف ومهن حديثة، وقادر على أخذ المسؤولية عن مصير بلاده وشعبه، وهذا
أصبح الأفضل من أجل النظرة نحو المستقبل، وبالكامل برر نفسه في القرارات التاريخية.
وفقط تصوروا بأنفسكم:
إذا كان قبل 17 عاماً إتخاذنا لبرامج، غيرت بالكامل مجال التعليم والتربية،
ورفعتها إلى مستوى نوعي جديد، مستوى حديث، نستطيع اليوم الإجابة بشكل لائق على
المطالب الحادة والهامة والتحديات المتسارعة والتي تغير الوقت، عصر العولمة، وقرن
الإنترنيت، التي دخلت بعمق في حياتنا، وتوفر التطور والتقدم في البلاد، لتضع
أمامها الأهداف العالية، مثل: بناء دولة بمستقبل عظيم ؟
أعزائي الأطفال!
اليوم، أتوجه إليكم، أنتم
المجتمعون على هذه الساحة المهيبة ممثلي جيلنا الشاب، وإلى جميع الشباب
الأوزبكستانيين، أبنائي ويناتي، أريد بصدق من كل قلبي أن أقول: كل مرة، ألتقي
معكم، أرى في عيونكم، حماس حار، وأنتم، واثقين بهدف، النجاحات التي حققتموها، وأنا
كأكثرية مواطنينا أحس بنفسي أني بجناحين.
ومما يثلج الصدر أنكم
أين ما كنتم وفي أي مجال، سيكون تحصيل المعرفة، وفي قمة العلوم، ملمين بأفضل المهن
المطلوبة، وتطوير مجال التجارة، وتحقيق الإنتصارات في الرياضة، وبفضلها ترفعون
عالياً علم وطننا في المباريات الدولية، وبكلمة واحدة، تمجيد أوزبكستان، والحصول
على الإعتراف الدولي، وأنتم بسطوع تعرضون قوتكم وطاقتكم، ومواهبكم ومقدراتكم.
وإثبات آخر أن مشاركة
28 رياضي شاب في الألعاب الأولمبية الثانية للشباب بمدينة نانكين، بجمهورية الصين
الشعبية، حصلوا على 4 ميداليات ذهبية، و3 ميداليات فضية، و3 فضية، وبالكامل حصلتم
على 10 ميداليات، وهو ما كان هدية لائقة من شباب أوزبكستان للذكرى 23 لاستقلال بلادنا.
أطفالي الأعزاء، لا
تنسوا أبداً، أن المستويات التي حققتموها، ونجاحاتكم، وسعادتكم أعتبرها سعادتي، وسعادة
لكل شعبنا، وأني مستعد مستقبلاً أن أفعل كل ما يمكن من أجل تأمين مستقبلكم،
وحصولكم على المكان اللائق في المجتمع.
الأصدقاء المحترمون!
التوترات المتصاعدة حالياً
في مختلف مناطق العالم، في الخارج القريب والبعيد، مع زيادة ظهور التطرف والإرهاب،
وسفك الدماء، وتهديدات وتحديات السلام والإستقرار، كل هذا طبيعي ويدعونا جميعاً للخوف
والقلق .
ومع الأسف الشديد مثل
هذه المصادمات الدامية والمواجهات لا تمنع ولا تجد تسويات سلمية، بل على العكس
تتفاقم.
وفي الأوضاع الحالية
غير الهادئة، والقلقلة، المهم، في أي منطقة من العالم التي تجري فيها مثل هذه
الصرعات، عدم إخراج من تحت النظر عملية نشؤها، ومنعها وتفاقمها واتساعها إلى حرب،
وبكلمة واحدة، الأوضاع دائماً يجب أن تكون تحت الرقابة الدائمة للمجتمع الدولي.
وأوزبكستان وبحزم
تتمسل بموقف، أن حل مثل التناقضات الحادة، والصدامات يمكن فقط بالطرق السياسية،
وبالوسائل السلمية، ومن الضروي وبصرامة احترام المبادئ السياسية، الواردة في نظام
منظمة الأمم المتحدة، والمعايير الدولية لمنع انتهاك الإستقلال، وعدم المساس
بالحدود الدولية للدول، وعدم استخدام القوة.
والوقت نفسه يفرض علينا
أنه بمثل هذه الظروف الصعبة يجب أن نكون كلنا حذرين ومنتبهين، ومهامنا التي تتمتع
بالأهمية هي تعزيز العمل المشترك مع الدول القريبة والبعيدة، وإقامة صلات المنافع
المتبادلة، وتطوير التعاون مستقبلاً على طريق الأهداف المشتركة.
وأنتهز هذه
الإمكانية، وأود أن أعبر عن احترامي الصادق للضيوف الأجانب المتواجدين اليوم في
احتفال عيدنا، سفراء الدول الأجنبية، ومندوبي المنظمات الدولية.
وباسم كل شعبنا أعبر
لكم عن شكري من القلب على مواقفكم الودية الدائمة والتعاون مع أوزبكستان، وأتمنى
لكم الصحة، والسلام والإزدهار لبلادكم.
المواطنون المحترمون،
الأصدقاء الأعزاء!
في هذه الأمسية
الرائعة، رمزياً اعانقكم جميعاً، ومرة أخرى أهنئكم بعيد الإستقلال، وأتمنى للجميع
السلام، والسعادة والنجاح، والكفاية والوفرة في بيوت، كل شعبنا.
لتكن السماء صافية فوق
وطننا!
وليكن استقلالنا
أبدي!
موضوع جميل ومتميز جدا
ردحذفشكراً mohamed mahmoud2 وفعلاً ما قاله لا تحل الصراعات الدائرة في أنحاء العالم إلا بالطرق السلمية وعن طريق التفاوض
ردحذف