الأحد، 11 أكتوبر 2015

آفاق جديدة للصداقة والتعاون الأوزبكي التركماني


تحت عنوان "أوزبكستان وتركمانستان: آفاق جديدة للصداقة وتعاون اختبره الوقت" نشرت وكالة أنباء Jahon، يوم 9/10/2015 تقريراً صحفياً عن زيارة الرئيس التركماني لأوزبكستان، جاء فيه:


كما سبق وتم إعلانه، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف وصل إلى البلاد يوم 7 أكتوبر/تشرين أول بزيارة رسمية رئيس تركمانستان غوربانغولي بيردي محميدوف.
والأحداث الرئيسية للزيارة جرت يوم 8 أكتوبر/تشرين أول.
وفي مقر الرئيس كوك ساراي جرت مراسم اللقاء الرسمي لرئيس تركمانستان. وعلى شرف الضيف العالي اصطف حرس الشرف. وصعد إسلام كريموف وغوربانغولي بيردي محميدوف إلى المنصة, وتم عزف نشيدي الدولتين. واستعرض الرئيسان حرس الشرف.
العلاقات بين الشعبين الأوزبكستاني والتركمانستاني جرى إغناؤها خلال سنوات الإستقلال بمضامين جديدة. واليوم الصلات الأوزبكية التركمانية تتطور باستمرار على أسس المعاهدة الموقعة عام 2007 بين الدولتين حول مستقبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الشامل.
وتتمتع بأهمية في تطوير الصلات بين البلدين الصداقة، والإحترام المتبادل والثقة بين رئيسي البلدين. ويجري قائدي البلدين لقاءآت مستمرة، ويتبادلان الآراء حول مسائل تعزيز وتوسيع التعاون مستقبلاً. واستحق رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لقاء خدماته المتميزة في تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير الصداقة التعاون الثقافي بين الأوزبكي والتركماني جائزة مختومكولي التركمانستانية الدولية. وقلد رئيس تركمانستان غوربانغولي بيردي محميدوف لقاء خدماته الكبيرة في تعزيز علاقات الصداقة وحسن الجوار بين الشعبين الأوزبكي والتركماني، وتطوير التعاون المثمر والمنافع المتبادلة وسام "مستقلليك" لجمهورية أوزبكستان.
وأثناء محادثات إسلام كريموف وغوربانغولي بيردي محميدوف بشكل ضيق، جرى بحث الأوضاع الراهنة وآفاق مستقبل تطوير التعاون بين البلدين، وتبادلا الآراء حول المسائل الهامة ذات الطبيعة الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس الأوزبكستاني إلى أن زيارة القائد التركمانستاني تعتبر حدثاً سياسياً هاماً في تاريخ علاقات الدولتين وتشهد على حركة التطور المبنية على حسن الجوار والتعاون.
وعبر رئيس تركمانستان عن شكره للقائد الأوزبكستاني على دعوته وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يتعزز باستمرار في جميع المجالات.
وتتطور العلاقات بين أوزبكستان وتركمانستان على أسس مبادئ الثقة، وإحترام المصالح، والدعم المتبادل على الساحة الدولية. وتشابه وتقارب مواقف الجانبين في جميع المسائل الهامة ذات الطبيعة العالمية والإقليمية. وتنطلق السياسة الخارجية لجمهورية أوزبكستان من مبادئ التساوي المستقل للدولتين، وعدم استخدام القوة أو التهديد بالقوة، وسلامة الحدود، والتسوية السلمية للخلافات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وغيرها من المبادئ المعترف بها والحقوق الدولية. وتركمانستان تتمسك بخط سياسي خارجي، مبني على مبادئ الحياد، وحب السلام، وحسن الجوار.
وتقدم أوزبكستان وتركمانستان إسهام كبير لتحقيق السلام والإستقرار في الجارة أفغانستان.
وتبادل قادة الدولتين الآراء حول الأوضاع في أفغانستان، ومرة أخرى أشارا إلى عدم إمكانية تحقيق السلام في هذا البلد عن طريق إستخدام القوة العسكرية. كما جرى بحث المسائل المتعلقة بالعمل المشترك في محاربة تهديدات الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات.
وللجانبين أيضاً موقف موحد من مسألة استخدام مياه الأنهار العابرة للحدود. وأشير إلى أن ما يتعلق بمجالات مسائل المياه والطاقة يجب النظر إليها من خلال أسس مبادئ الحقوق الدولية المعترف بها، مع مراعاة مصالح كل دول المنطقة وبمشاركة المنظمات الدولية. وأشير إلى أنه خلال حل مسائل بناء منشآت ضخمة للطاقة الكهرومائية على الأنهار العابرة للحدود من الضروري إحترام الشروط بالكامل وفقاً لاتفاقيات منظمة الأمم المتحدة.
واستمر الرئيسان بمحادثاتهما بمشاركة الوفود الرسمية للدولتين بشكل موسع. وتركز الإهتمام حول مسائل مستقبل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي والإستثماري والثقافي.
ونمو حجم التبادل البضاعي مستمر بين الدولتين. وخلال السنوات الست الأخيرة ارتفع هذا المؤشر بمعدل 3 مرات، ونتائج عام 2014 بلغت 413 مليون دولار، وخلال الفترة الممتدة من يناير/كانون ثاني وحتى أغسطس/آب من العام الجاري بلغت 245 مليون دولار. وتصدر أوزبكستان إلى تركمانستان وسائط النقل، والأسمدة المعدنية، والمنتجات الزراعية، ومواد البناء، والمعدات الكهربائية والميكانيكية، والمصنوعات المعدنية، والخدمات في مختلف المجالات. ومن تركمانستان تستورد أوزبكستان المنتجات النفطية، والبولمير والبروبيلين، وغيرها من منتجات الصناعات الكيماوية.
والمقدرات الاقتصادية الأوزبكستانية والتركمانستانية توفر إمكانيات لتوسيع مستقبل مجالات التعاون. ووفقاً للإتفاقية المعقودة بين الحكومتين حول التوريد المتبادل الموقعة في عام 2012، واتفاقية التعاون الاقتصادي للفترة الممتدة من عام 2013 وحتى عام 2017 تجري أعمالاً دائمة موجهة نحو مستقبل تقدم تركيبة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ونشاطات الحكومتين، ولقاءآت مندوبي أوساط الأعمال في البلدين، تخدم مستقبل تطوير الصلات المشتركة. ومن بينها كانت جلسة اللجنة الحكومية الأوزبكية التركمانية المشتركة لشؤون التعاون التجاري والاقتصادي، والعلمي والتقني، والثقافي التي جرت في أغسطس من العام الجاري في عشق آباد، والتي شكلت خطوة هامة أخرى على طريق تعزيز الصلات التجارية والاقتصادية.
والنقل والمواصلات هما اتجاه آخر يتمتع بالأفضلية في التعاون الأوزبكستاني والتركمانستاني. وعبر أراضي أوزبكستان يجري نقل الحمولات إلى تركمانستان، وعبر تركمانستان إلى أوزبكستان. وطرق السيارات والسكك الحديدية في البلدين تعتبر نظاماً جيداً للتكامل ومجمعاً مفيداً للترانزيت لدول ثالثة. ومن هذه الفكرة وقعت في عام 2011 إتفاقية لبناء ممر دولي للنقل والمواصلات أوزبكستان – تركمانستان – إيران – عمان كتنفيذ عملي لمبادرة الرئيس إسلام كريموف ويتمتع هذا الممر بأهمية جغرافية إستراتيجية.
وأوزبكستان وتركمانستان غنيتان بثروات الأوغلوفودورود، وتصديرها يحتاج لتنسيق العمل. ومثل هذا التعاون الوثيق يوفر للبلدين إمكانيات واسعة لتقدم قطاعات الطاقة والخروج إلى الأسواق العالمية. ومثال ساطع على ذلك خط نقل الغاز تركمانستان – أوزبكستان – قازاقستان – الصين الذي بدا تشغيله في عام 2009 وتتوسع مقدراته أكثر.
وأثناء المحادثات جرى أيضاً بحث مسائل زيادة حجوم التبادل البضاعي، وزيادة عدد المنشآت المشتركة، وتطوير التعاون بين رجال الأعمال.
وتاريخ وثقافة الشعبين الأوزبكي والتركماني يتمتعان بخصائص مشتركة، وتشابه في العادات والتقاليد. والتراث العلمي والإبداعي لأجدادنا يعتبر ملكاً مشتركاً للشعبين. وهذا التقارب هو بمثابة أساس قوي لتطوير العمل المشترك في المجالات الثقافية والإنسانية. وفي إطار برنامج التعاون في مجال الثقافة للأعوام الممتدة من عام 2014 وحتى عام 2016 يشارك الرياضيون، والشخصيات الثقافية والفنية في البلدين بنشاط في مختلف الحفلات الفنية، والمهرجانات، والمعارض، والمباريات الرياضية الجارية في أوزبكستان وتركمانستان.
وفي مجال تطور التعاون في المجالات العلمية. يجري علماء البلدين أبحاث مشتركة في الزراعة، والكيماويات النفطية، وغيرها من المجالات.
والبلدان يملكان مقدرات ضخمة في المجال السياحي. وفي إطار مشروع "طريق الحرير العظيم" تنظم رحلات مشتركة. وخلال المعرض الدولي ومؤتمر "السياحة والرحلات" الذي جرى في سبتمبر بمدينة تركمينباشي بمشاركة مندوبين عن الدولتين. وخلال سوق طشقند السياحية الدولية الـ 21 "السياحة على طريق الحرير" التي جرت مؤخراً في العاصمة الأوزبكستانية، توصلت الشركات التركمانستانية مع الشركاء الأوزبك إلى إتفاقيات لتوسيع الصلات في هذا الإتجاه، وتنظيم سياحة مشتركة.
وفي نهاية المحادثات وقع رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف ورئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف على بيان مشترك. ووقعت بين الحكومتين، ووزارات، وإدارات البلدين على وثائق لاستمرار تطوير الصلات في المجالات: الاقتصادية، والنقل، والجمارك، والسياحة، والعلوم، والتكنولوجيا، وحماية الصحة، والرياضة.
وخلال اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية أشار رئيسي البلدين إلى أن هذه الزيارة كانت إستمراراً للحوار العملي على أعلى المستويات، والمبني على الإحترام المتبادل، والثقة، والإهتمام المشترك، ووفر إمكانيات ملائمة لبحث المسائل الهامة في العلاقات الثنائية، وتبادل الآراء حول القضايا ذات الطبيعة الإقليمية والدولية. واشير إلى أن المحادثات جرت في أجواء من الإنفتاح والتفاهم المتبادل، كما تم التوقيع على وثائق تخدم مستقبل تطوير علاقات الصداقة متعددة المجالات مع الأخذ بعين الإعتبار مصالح الشعبين الأوزبكستاني والتركمانستاني.
وفي النصف الثاني من اليوم زار رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف ورئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف ساحة مستقلليك. ووضع الضيف العالي الأزهار عند أقدام نصب الإستقلال والإنسانية، الذي يعتبر رمزاً لحرية أوزبكستان، والمستقبل المضيء والمساعي الحميدة. وأشار غوربانغولي بيرديمحميدوف إلى أن الساحة المريحة بأجوائها الخاصة، تحولت إلى منطقة دائمة الخضرة طيلة العام، وتمثل السلام والإزدهار السائد في اوزبكستان، وتعكس أعمال التشييد المحققة في البلاد. كما إطلع الرئيس التركمانستاني على ساحة الذكرى.
وزاد قادة البلدين ملعب "بونيودكور". الذي يوفر مجمعه الضخم وحلوله المعمارية، للرياضيين والمشاهدين ظروفاً حديثة، وكلها تركت إنطباعات كبيرة لدى الضيف العالي.
كما زار الرئيسان أيضاً مسجد مينور الذي تم بناؤه في العاصمة الأوزبكستانية. وأشار غوربانغولي بيرديمحميدوف إلى أن هذا المسجد يجمع بين التقاليد القومية لفن العمارة وأسلوب العمارة الحديثة.
وعند هذا انتهت الزيارة الرسمية لرئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف إلى أوزبكستان. والمحادثات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها من دون شك ستعطي دفعة كبيرة لحركة تطور التعاون الذي اختبره الوقت بين البلدين.
*****
ترجمه إلى العربية أ.د. محمد البخاري في طشقند، 11/10/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق