الخميس، 29 أكتوبر 2015

على طريق مستقبل تعزيز الشراكة الإسترتيجية


تحت عنوان "على طريق مستقبل تعزيز الشراكة الإسترتيجية" نشرت وكالة أنباء Jahon، يوم 26/10/2015 تقريراً صحفياً عن زيارة الوزير الأول الياباني لطشقند، وجاء فيه:
كما سبق وأعلن، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف وصل إلى البلاد يوم 24/10/2015 بزيارة رسمية الوزير الأول الياباني شيندزو آبي.


وجرت المراسم الأساسية للزيارة يوم 25 أكتوبر.
وفي مقر الرئيس في كوك ساراي جرت مراسم اللقاء الرسمي للوزير الأول الياباني. وعلى شرف الضيف الرفيع إصطف حرس الشرف. وصعد رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف والوزير الأول الياباني شيندزو آبي إلى المنصة. وجرى عزف النشيدين الوطنيين للبلدين. وإستعرض القائدين الأوزبكستاني والياباني حرس الشرف.
واثناء لقاء إسلام كريموف وشيندزو آبي وجهاً لوجه جرى بحث الأوضاع الراهنة للتعاون بين البلدين وآفاق مستقبل تطويره، وجرى تبادل مفصل للآرء حول المسائل الإقليمية والدولية.
- وأشار إسلام كريموف إلى أن أوزبكستان تعتبر اليابان من أبرز دول العالم، التي تملك إمكانيات سياسية، واقتصادية، وفكرية، وإستثمارية ضخمة، وإختبر الوقت ضمانة شراكتها. وأننا ننظر إلى الزيارة الرسمية الحالية للوزير الأول الياباني كرمز وحدث هام في حياة بلادنا الإجتماعية والسياسية، والمساعي المتشابهة للجانبين نحو تطور أكبر وتعزيز التعاون، وإعطائه دفعة جديدة.
- وأشارشيندزو آبي إلى أني سعيد جداً، بزيارة بلد رائع، مثل أوزبكستان، واللقاء معكم، السيد الرئيس. وجهودكم لا تقدر في إقامة والتطوير المستمر للتعاون بين اليابان وأوزبكستان. وأعبر عن الشكر العميق باسم الشعب الياباني لأن بلادكم تنظر بعناية وإحترام للأماكن التاريخية، المرتبطة باليابانيين. وأنا على ثقة بأن اللقاء، ولقاء العمل بمشاركة أعضاء الحكومة، وقيادات أضخم الشركات ستؤدي بعلاقاتنا إلى مستوى جديد.
والشعبين الأوزبكي والياباني لهما الكثير من التشابه. ومن هذه النوعيات، الفخر القومي، وحب العمل، والإخلاص، وسعة الصدر، والإحسان، وهي جوهر للشعبين.
ويتطور اقتصاد البلدين بحركة سريعة. وهذا يوفر ظروف توسيع التعاون الثنائي في جميع المجالات. والإمكانيات الاقتصادية الضخمة لأوزبكستان واليابان، والثروات الطبيعية، والتكنولوجيا الرفيعة، والمقدرات الفكرية والعلمية، والثروات المالية والعملية تكملان بعضهما البعض.
والعلاقات الأوزبكية اليابانية تتطور بإستمرار بروح الإعلان المشترك عن الصداقة، والشراكة الإستراتيجية والتعاون، الموقعة خلال الزيارة الرسمية للرئيس الأوزبكستاني إلى اليابان في يوليه/تموز عام 2002. والزيارة الرسمية للقائد الأوزبكستاني لليابان في فبراير/شباط عام 2011 رفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد.
وأقيمت بين برلماني أوزبكستان واليابان صلات صداقة وتعاون. وللمشاورات بين إدارات السياسة الخارجية في البلدين طبيعة دائمة. وفي فبراير/شباط من العام الجاري جرت في طشقند المشاورات الدورية.
ويعمل البلدان بفعالية في إطار المنظمات الدولية. وهناك تشابه أو تقارب بين مواقف الجانبين في المسائل الهامة ذات الأهمية العالمية والإقليمية. وأوزبكستان تدعم المبادرات اليابانية لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي، ومنع إنتشار الأسلحة النووية، وحل القضايا البيئية، وتدعم ترشيح اليابان كعضو دائم في مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة. واليابان تدعم مباردات الرئيس الأوزبكستاني حول إحداث منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا المركزية، وتقيّم عالياً السياسة الخارجية الأوزبكستانية، المبنية على مبادئ عدم الإنضمام إلى أي تحالفات عسكرية وسياسية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الصراعات بالطرق السلمية فقط.
ويطور الجانبان الصلات متعددة الأطراف، وكذلك في إطار آلية الصلات "آسيا المركزية + اليابان" أيضاً.
وأثناء المحادثات تم التوصل إلى إتفاق حول الإستمرار بالحوار السياسي، ومستقبل توسيع التعاون في المجالات: التجارية، والصناعية، والمالية، والطاقة، والتعليم، والثقافة. ووجه إهتمام خاص لمسائل تعزيز الأمن والإستقرار، والكفاح المشترك ضد التهديدات والتحديات الدولية.
وتشارك أوزبكستان واليابان بنشاط في إحياء الاقتصاد الأفغانستاني.  وخلال اللقاء أشير إلى أنه لا يوجد حل عسكري للقضايا الأفغانستانية والطريق الصحيح الوحيد هو إجراء مفاوضات سياسية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة بين الأطراف المتصارعة للوصول إلى التفاهم الداخلي.
وتابع القائدان الأوزبكستاني والياباني المحادثات بمشاركة الوفود الرسمية للجانبين بشكل موسع. وبحث الجانبان المسائل المتعلقة بتطوير التعاون في المجالات: التجارية، والاقتصادية، والإستثمارية، والمالية، والتكنولوجية، والثقافية، والإنسانية، وزيادة حجوم وتوسيع قوائم التبادل البضاعي.
ويطبق بين البلدين في المجال التجاري نظام الأفضلية بالتعامل. وبإستمرار تجري جلسات بين الحكومتين من أجل تطوير الصلات التجارية والاقتصادية. واللجان الأوزبكية واليابانية، واليابانية الأوزبكستانية، للتعاون الاقتصادي تلعب دوراً هاماً في تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها، والبحث عن إمكانيات جديدة وإعداد مشاريع مشتركة. وفي يناير من العام الجاري جرت في طوكيو جلسات مشتركة لهذه اللجان.
ونتيجة للمساعي المتبادلة يتوسع التبادل البضاعي أكثر. وفي عام 2014 وصل حجمه لنحو 190 مليون دولار. وافتتحت في أوزبكستان ممثليات لـ 12 شركة من بلاد الشمس المشرقة، وبنجاح تعمل عشرة منشآت نظمت بالتعاون مع رجال أعمال يابانيين.
والمشاريع الضخمة المنفذة بإشتراك متخصصين يابانيين تعطي نتائج كبيرة في مجال:
- بناء مصنع تكرير النفط في بخارى؛
- ومجمع الغاز والكيماويات في شورتان؛
- ومحطة الكومبريسور في الموقع الإنتاجي كوكدومالاك؛
- وإعادة تصميم مصنع تكرير النفط في فرغانة_
- ومد طرق السكك الحديدية تاشغوزار-بايسون-كومكوغان؛
- وترشيد المطارات الدولية في سمرقند، وبخارى، وأورغينيتش.
وفي الوقت الراهن تجري أعمالاً مشتركة لتزويد فروع السكك الحديدية قارشي - ترمذ بالكهرباء، وتوسيع محطة الطاقة الكهربائية في نوائي، وترشيد محطة الطاقة الكهربائية في تاليمارجان.
وتعتبر اليابان من أضخم الشركاء الإستثماريين لأوزبكستان. ودخول حيز التنفيذ الإتفاقية بين الحكومتين حول ليبيرالية، والحماية المتبادلة وتشجيع الإستثمار بتاريخ 24/9/2009 وفرت ضمانات قوية وإمكانيات واسعة للتعاون في هذا المجال. والشركات اليابانية الضخمة توظف إستثماراتها في الاقتصاد الأوزبكستاني. والمثال الساطع على ذلك التعاون بين الشركة المساهمة "أوزأفتوصنوعات" والشركة اليابانية "Isuzu Motors Ltd.". وهذه الشركة اليابانية من عام 2007 بصفتها شريكاً تكنولوجياً للشركة المساهمة المحدودة "سام أفتو" تورد الهياكل والمحركات لإنتاج حافلات الركاب في أوزبكستان، وسيارات الشحن وغيرها من التكنولوجيات التجارية. وخلال الفترة السابقة من خلال القطع الموردة من "Isuzu Motors Ltd." أنتج 10,2 ألف حافلة ركاب، و11,5 الف سيارة شحن. كما تم إستيعاب إنتاج موديلات جديدة من سيارات الشحن، تعمل على الغاز الطبيعي.
وفي طشقند جرى بتاريخ 29 يوليه/تموز من العام الجاري التوقيع على إتفاقية لدخول شركة "Isuzu Motors Ltd." بين مؤسسي الشركة المساهمة المحدودة "سام أفتو"، وهو ما كان شاهداً على مستقبل تعزيز التعاون طويل المدى بين شركة "أوزأفتوصنوعات" وشركة "Isuzu Motors Ltd.".
وفي أوزبكستان يتطور باستمرار بناء المدن الحديثة. وأثناء تشييد المباني ومواقع البنية التحتية يعار إهتمام خاص لإستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحسين نظم المواصلات، وتوفير الأمن، وتوفير الراحة من كل جوانبها للناس. وفي هذا تستخدم بفعالية خبرة الدول المتقدمة، ومن ضمنها اليابان. وخلال مؤتمر "التكنولوجيا الرفيعة في البنية التحتية للمدن" الذي جرى في العاصمة طشقند يوم 29 سبتمبر/أيلول، جرى بحث مسائل توسيع التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وتتمتع بأهمية خاصة في تعزيز العلاقات بين الدولتين الصلات الثقافية والإنسانية أيضاً. وفي إطار برامج "المساعدة الرسمية للتنمية" وبإسهام الوكالة الدولية اليابانية للتعاون (JICA) يجري تنفيذ جملة من المشاريع في المجالات: الإجتماعية، والاقتصادية، والثقافية. كما تنظم في اليابان أيام للثقافة والسينما الأوزبكستانية. وتشارك الشخصيات الإبداعية من بلاد الشمس المشرقة بنشاط  في اللقاءآت الدولية التي تنظم في أوزبكستان، ومن بينها المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري".
وفي العاصمة الأوزبكستانية أنشأت حديقة يابانية، وأقيم في طوكيو نصب تذكاري للجد الأوزبكي العظيم، والشاعر والمفكر البارز علي شير نوائي، ويعتبر إطلاق إسم العالم الياباني والفنان إكيو خيراياما على كرافان ساراي الدولي للثقافة التابع لأكاديمية الفنون في أوزبكستان إظهاراً للتقارب الثقافي بين الشعبين.
ويجري كذلك تنشيط الشراكة في مجالات العلوم والتعليم. ويقدم المركز الأوزبكي الياباني إسهاماً قيماً في رفع المستوى المهني للكوادر، وتسهم جمعيات الصداقة "الأوزبكستانية اليابانية" و"اليابانية الأوزبكستانية" في تعزيز عرى الصداقة بين الشعبين. ومن العام الجاري يجري تعليم اللغة اليابانية كلغة أجنبية أولى في جامعة اللغات العالمية الحكومية الأوزبكية.
وفي وسائل الإعلام الجماهيرية اليابانية تغطى بشكل واسع المقدرات السياحية في أوزبكستان. ومن عام لعام يزداد تدفق السياح اليابانيين إلى أوزبكستان.
وخلال المحادثات على أعلى المستويات جرى تبادل للآراء حول مسائل مستقبل تفعيل العلاقات الثنائية في جميع المجالات. كما جرى بحث آليات تفعيل الإمكانيات غير المستخدمة، والإستخدام الكامل للمقدرات المتوفرة.


وفي نهاية المحادثات وقع الرئيس إسلام كريموف، والوزير الأول شيندزو آبي، على بيان مشترك عن تعميق وتوسيع الشراكة الإستراتيجية بين أوزبكستان واليابان. ووقعت كذلك جملة من الوثائق حول تطوير التعاون بين إدارات السياسة الخارجية، والمؤسسات المالية، وفي مجالات: الطاقة، والعلوم، وحماية الصحة. وتم الإتفاق على تنفيذ مشاريع إستثمارية مشتركة بمبلغ يزيد عن 8,5 مليار دولار في إتجاهات: ترشيد الطاقة والبنية التحتية للمواصلات، وإستيعاب وتجهيز ثروات الخامات المعدنية، وصناعة السيارات، وصناعات النفط والغاز والكيماويات، والنسيج وغيرها من المجالات الحديثة والإنتاجية.
وأشار قادة أوزبكستان واليابان خلال اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية، إلى أن التبادل العملي والتفصيلي للآراء الذي جرى، أظهر تقارب وتوافق مواقف وآراء الجانبين حول أكثرية المسائل التي تم بحثها، وأظهر إستعداد الجانبين الثابت والموجه نحو إستمرار ودوام تعاون المنافع المتبادلة.
وشارك رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، والوزير الأول الياباني شيندزو آبي، بإفتتاح لقاء الأعمال، لأوساط رجال الأعمال في البلدين.
وفي النصف الثاني من اليوم زار الوزير الأول الياباني شيندزو آبي، يرافقه الوزير الأول في جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزياييف ساحة مستقلليك. ووضع الضيف الرفيع الأزهار عند أقدام نصب الإستقلال والإنسانية، الذي يعتبر رمزاً لحرية الأوزبكستانيين، والمستقبل المشرق والمساعي الحميدة. وقيّم عالياً أعمال التشييد والتحسين الواسعة الجارية فيها بقيادة الرئيس إسلام كريموف.
وشارك اليابانيون في بناء مبنى مسرح علي شير نوائي الحكومي الأكاديمي الكبير في أوزبكستان، الذين بحكم مصيرهم تواجدوا في أوزبكستان خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.
وبمبادرة من الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف جرت صيانة كاملة وأعمال إعادة بناء في مسرح علي شير نوائي الحكومي الأكاديمي الكبير بأوزبكستان. وشارك الوزيران الأولان الأوزبكستاني والياباني في مراسم إفتتاح المسرح المجدد.
وزار الوزير الأول الياباني المكان الذي دفن فيه الأشخاص اليابانيين المبعدين، ووضع الزهور عند النصب التذكاري المشيد لذكراهم. وعبر شيندزو آبي عن شكره للرئيس الأوزبكستاني على تحسين هذا المكان، وتخليد ذكرى المواطنين اليابانيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق