الخميس، 1 سبتمبر 2016

تهنئة الرئيس إسلام كريموف للشعب الأوزبكستاني بمناسبة الذكرى السنوية الـ 25 لإستقلال دولة جمهورية أوزبكستان


تهنئة الرئيس إسلام كريموف. طشقند، 1/9/2016، ترجمة أ.د. محمد البخاري: تحت عنوان "تهنئة للشعب الأوزبكستاني بمناسبة الذكرى السنوية الـ 25 لإستقلال دولة جمهورية أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 31/8/2016 النص الكامل للتهنئة التي وجهها إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان لشعبه، وجاء فيها:

مواطني الأعزاء!
بصدق، ومن كل قلبي أهنئكم جميعاً، وأهنئ كل شعبنا بعيد الذكرى الـ 25 لإستقلال دولة أوزبكستان، التي فتحت صفحة جديدة في تاريخ قرون عديدة لبلادنا، وحررتنا من أغلال النظام الشمولي، وأعطتنا إمكانية بناء حياة حرة ومزدهرة.
أصدقائي المحترمين!
وكما هو معروف من التاريخ، حصول أي شعب على الإستقلال، وأية قومية لا يكون سهلاً. وشعبنا يعي هذه الحقيقة بعمق، ويحترم ويحفظ إلى الأبد في قلبه ذكرى الأجداد، الذين أظهروا التفاني والشجاعة، ولم يبخلوا بحياتهم في النضال من أجل الإستقلال.
وفي هذه الأيام أتذكر مرحلة الإنتقال من النظام القديم الذي لم يبرر نفسه إلى النظام الجديد، ونحن ذهنياً نتذكر تلك الأيام الصعبة والتجارب القاسية التي عشناها.
في ذلك الوقت تفاقمت الأوضاع في الجمهورية بحدة وأخذت شكل أخطار خاصة، وطبيعة مأساوية نتجت عن رذائل نظام عفا عليه الزمن، وقبل كل شيء في مجال توفير الحياة، ومن أجل إطعام سكاننا، إذ بقي من مخزون الطحين ما يكفي لسبعة أو عشرة أيام فقط، بالإضافة لضعف النظام والانضباط، وبنتيجته بدأت مختلف قوى التخريب الهدامة ترفع رأسها، وليس صعباً تصور كم كانت بلادنا على حافة الهاوية عملياً.
وحتى في مثل هذه الأوضاع الطارئة والصعبة نحن لم نتراجع عن طريق الإستقلال الذي إخترناه. ونحن نفهم جيداً أنه في تلك اللحظة عندما تم إقرار المسألة الرئيسية والمصيرية بالنسبة لنا، كان التراجع أمام الصعوبات والعوائق يعادل خيانة الأجيال الحالية والقادمة.
ولهذا، وبالضبط في ذلك الوقت أظهر شعبنا وبسطوع صفاته مثل: الرجولة والثبات، ولم يفقد إيمانه بالمستقبل العظيم لأوزبكستان وقناعته بالحفاظ عليها دائماً.
وحقاً من الأيام الأولى للإستقلال، ومهما كانت الصعوبات والأخطار، ومهما كانت أوضاعنا، وبغض النظر عن أننا في كل خطوة تجاوزنا فيها مختلف المعيقات والعقبات، والمشاكل الحادة، إستمرينا في إعداد إستراتيجية مدروسة بعمق، تلبي مهام بلادنا لليوم وللمستقبل.
وعلى طريق تحقيق الأهداف العظيمة التي وضعناها أمامنا، وهي بناء الدولة الديمقراطية الحرة، والإنتقال إلى اقتصاد السوق، وتشكيل المجتمع المدني، والدخول إلى صفوف دول العالم المتقدمة، نحن لم نتخذ قرارات متسرعة، ولم نسمح بخطوات متسرعة، ولا تصرفات غير مدروسة، ودرسنا الخبرات العالمية المتقدمة، ولكننا لم ننسخ في هذا عن الآخرين. ونحن بثبات تابعنا المعنى العميق لفكرة "الإصلاح، ليس للإصلاح، بل للإنسان"، واخترنا الطريق الصحيح الوحيد لنا، والهادف نحو المستقبل البعيد، ويلبي بالكامل أسلوب تفكير شعبنا، وخصائص وظروف البلاد، الطريق الذي حصل على إعتراف الساحة الدولية كـ"النموذج الأوزبكي" للتنمية.
والحقيقة أن الحياة نفسها اليوم تثبت إلى أي مدى كان صحيحاً الطريق الذي اخترناه، الطريق الذي يعتمد على خمسة مبادئ استراتيجية معروفة، ومر هذا الطريق بالتجارب العملية وبقي أساساً قوياً لتنمية بلادنا. وقبل كل شيء يمكن مشاهدة هذا على مثال تلك المهام، كإعداد الكوادر التي تفكر بشكل جديد، وتلبي المطالب الحديثة المتشكلة من جديد، والتي من اليوم الأول للإستقلال حددناها لأنفسنا كهامة وملحة.
وإذا كنا لم نرفض بالكامل قبل 19 عاماً مضت العقائد القديمة والصور النمطية، ولم نتخذ برنامج قومي لإعداد الكوادر كإمتداد منطقي، للبرنامج القومي الشامل لتنمية التعليم المدرسي، ولم نغير جذرياً نظم التعليم ومن أجل ذلك وقمنا بتعبئة كل قوى وإمكانيات دولتنا ومجتمعنا، فليس من الصعب تصور في أية أوضاع كنا اليوم.
واليوم عندنا كل الأسس للقول أن: آلاف شبابنا وشاباتنا، من خريجي الليتسيات والكوليجات، ومؤسسات التعليم العالي، ينظرون إلى الحياة بشكل جديد، وأصبحوا الدعم الموثوق لمستقبلنا، ودخلوا إلى الساحة كمبادرين ومشاركين نشيطين في جميع الإصلاحات الجارية في البلاد.
ومن دون شك أن الدور الحاسم في بناء المجتمع الجديد تلعبه البرامج التي أعددناها وأصدرناها في موعدها، ورفعناها إلى مستوى سياسة الدولة، والموجهة نحو تربية جيل جديد كهذا، القادر على الأخذ على عاتقه المسؤولية عن المستقبل ومصير الوطن.
وحقاً، خلال مرحلة تاريخية قصيرة تحولنا اليوم من جمهورية متخلفة غير قادرة على صيانة وحماية نفسها مع اقتصاد مبالغ فيه ووحيد الجانب، وبتأثير مدمر عليه لاحتكار القطن، ومستوى منخفض جداً لحياة السكان، إلى دولة قوية مستقرة ومتطورة بشكل سريع، تشغل مكانتها اللائقة في المجتمع الدولي.
وخلال سنوات الإستقلال ارتفع الاقتصاد الأوزبكستاني بمعدل 6 مرات تقريباً، وزادت حصة الصناعة فيه من نسبة 14 إلى نسبة 34%، بغض النظر عن استمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وحركة نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد خلال الأعوام الـ 11 الأخيرة، بين القليل من دول العالم، حافظ على مستوى ليس أقل من نسبة 8%. وكما تظهر حسابات نتائج النصف الأول من عام 2016، حتى في هذا العام ستحافظ حركة النمو على نفس المستوى.
والأهم أنه خلال الفترة الماضية تعززت صحة الناس لدينا، وانخفض معدل وفيات الأمهات بمعدل 3,2 مرات، والأطفال بمعدل 3,4 مرات، وزاد متوسط طول الأعمار من 66 إلى 73,5 عاماً، وبين النساء حتى 76 عاماً، ووفق التوقعات سيتجاوز عدد سكان بلادنا 32 مليون نسمة حتى نهاية عام 2016، محققاً نمواً بلغ 12 مليون نسمة خلال سنوات الإستقلال. وهذا يثبت وبسطوع أي طريق كبيرة للتنمية مررنا بها، وأي زيادة ثابتة لنوعية حياة ورفاهية شعبنا.
وكل هذا إستطعنا تحقيقه قبل كل شيء بفضل العمل البطولي لشعبنا متعدد القوميات، واليوم التنمية المستدامة لأوزبكستان وحركتها السريعة والعالية تستدعي إعجاب المجتمع الدولي.
مواطني المحترمين!
نحن جميعاً نفهم أن ما حققناه من نتائج ساطعة، هي فقط جزء من المستويات العالية التي حددناها.
والوقت الراهن سريع التغير، مع استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية، واستمرار حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار في الأسواق العالمية، وتصاعد المنافسة الصارمة، وانخفاض أسعار المواد الخام، كل هذه الأوضاع تحتاج اليوم منا، وبالدور الأول من القادة والأشخاص المسؤولين، الإبتعاد بالكامل عن وجهات النظر القديمة ومناهج وأساليب العمل القديمة، والتفكير بشكل جديد، ورفع العمل التنظيمي ونظام الإدارة إلى مستوى حديث.
وقبل كل شيء هي حاسمة بالنسبة لنا، وتتمتع بها مثل هذه المهام الهامة، كالإستمرار بالإصلاحات التي بدأت على طريق التجديد الديمقراطي، وتحديث البلاد، ورفع قدراتها التنافسية، وتعميق التحولات الهيكلية في الاقتصاد وتخفيض مشاركة الدولة فيها، وزيادة حصة الملكية الخاصة وإعطاء الأولوية لضماناتها. وإلى جانب هذا في مركز إهتمامنا الدائم يجب أن تكون مسائل مستقبل توسيع الامتيازات والأفضليات المحدثة في البلاد من أجل زيادة فاعلية الأعمال الصغيرة والأعمال الخاصة، وزيادة حجوم الإستثمارات الأجنبية، واستخدام التكنولوجيا الرفيعة الحديثة.
والصراعات والتناقضات المتصاعدة اليوم في الخارج القريب والبعيد، ومن ضمنها من حولنا، وإستمرار مختلف المواجهات وسفك الدماء، والتصاعد الحاد لتهديدات الإرهاب، والتطرف وتهريب المخدرات لا يمكن أن لا تثير القلق وتحتاج منا جميعاً اليقظة والانتباه الدائم.
وفي هذه الظروف الصعبة واجبنا ومهمتنا التي تتمتع بالأفضلية يجب أن تكون توفير الأمن، وحرمة حدود أوزبكستان، ومنع وصول إلى أراضينا أية متاعب أو مصائب، والحفاظ على أجواء التفاهم بين القوميات والمواطنين، والإحترام المتبادل، والطيبة والرحمة، السائدة في البلاد كبؤبؤ العين، وتجسيد النداء النبيل "شعبنا بحاجة للسلام والهدوء".
وأود الإشارة مرة أخرى إلى أن الإتجاه الأساسي للسياسة الخارجية الأوزبكستانية الجارية تتلخص بأننا نؤيد عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وحل التناقضات والصراعات بالطرق السلمية فقط، وبالطرق السياسية.
ولن ننضم إلى أية أحلاف عسكرية سياسية أو تحالفات، ولن نسمح بتمركز على أراضينا قواعد عسكرية أجنبية، وبتواجد عسكريينا خارج حدود البلاد، ونعتبر هذا النهج الصحيح والوحيد لأنفسنا.
 وسعينا خلال سنوات الإستقلال في علاقاتنا مع الدول الأجنبية القريبة والبعيدة، قبل كل شيء، كان ولم يزل على أساس الإحترام المتبادل، والإعتراف بالمصالح القومية لبعضنا البعض، وسنستمر بهذه السياسة مستقبلاً، نحو تعزيز الصداقة والتعاون مع جميع الدول.
أصدقائي الأعزاء!
في هذه الأيام كل شعبنا بصدق وحرارة يهنئ شبابنا الرياضيين، الذين حققوا نجاحات كبيرة خلال الألعاب الأولمبية الصيفية الـ31 التي جرت في المدينة البرازيلية ري دي جانيرو، وحصلوا على 4 ميداليات ذهبية، وميداليتين فضيتين، و7 ميداليات برونزية. واليوم نحن جميعاً وبحق يمكننا بفخر القول، أن شجاعة وتفاني، والمهارة العالية، وحب الوطن، الذي أظهره رياضيينا باستمرار وشجاعة في المنافسات الحادة مع الرياضيين المشهورين من 206 دول من دول العالم، أصبحوا مثالاً يحتذى للآلاف الكثيرة من شبابنا وفتياتنا.
من كل قلبي أعبر عن شكري الصادق لرياضيينا الموهوبين، الذين رفعوا عالياً علم الوطن، وأظهروا لكل العالم، أن شباب أوزبكستان  لا يتراجعون وبأي حال من الأحوال أمام أحد، وكذلك أهاليهم، ومدربيهم ومربيهم، وكل أعضاء المنتخب الاولمبي القومي.
وأتوجه إليكم ولكل شبابنا، أولادي الأعزاء، أود أن أقول: كونوا مستعدين دائماً، ليوم الغد، والمستقبل لكم!
مواطني الأعزاء!
مرة أخرى أهنئكم، وأهنئ كل شعبنا بيوم  الإستقلال، وأتمنى لكم جميعاً السلام والرفاهية، والتوفيق والسعادة، والكفاية في بيوتكم.
وليدعمنا الله تعالى دائما في كل الأعمال الطيبة والبدايات!
وليعم في بلادنا دائماً السلام والهدوء، ولتبقى السماء صافية فوق وطننا!
وليبقى إستقلالنا إلى الأبد!
إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق