ماذا جرى في أنديجان ؟
كتبها أ. د. محمد البخاري: مواطن عربي سوري مقيم في أوزبكستان. دكتوراه علوم سياسية، تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية. في طشقند بتاريخ 30/5/2005
معروف للجميع أن جمهورية أوزبكستان تتعرض ومنذ فجر استقلالها لهجمات إرهابية تقوم بها فئات خارجة عن القانون، مدفوعة وممولة من جهات أجنبية منحرفة تتخذ من الدين ستاراً لأفعالها المجرمة. ومعروف أيضاً أن تلك الأفعال الرعناء تنفذها تلك الفئات الضالة رغم قيام العلماء الأوزبك المعاصرين وبدعم من الدولة بخطوات كبيرة على طريق إحياء علوم الدين الإسلامي الحنيف، حيث تم تحقيق وترجمة وطباعة العديد من الكتب التي كانت محرمة في العهد الشيوعي لأئمة كبار وقدمت تلك الكتب للقارئ الأوزبكستاني،[1] وتم أيضاً إيفاد مئات الطلاب للدراسة في بعض الدول الإسلامية. وأعيد فتح آلاف المساجد، والعديد من المدارس الإسلامية، وتم بناء الجديد منها، وتم افتتاح أول جامعة إسلامية حكومية في طشقند، وانضمت أوزبكستان بعد الزيارات التي قام بها الرئيس إسلام كريموف للمملكة العربية السعودية، ومصر، وتركيا، لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتأخذ أوزبكستان دورها كاملاً في حياة العالم الإسلامي الذي تنتسب إليه منذ القرن الثامن الميلادي. ولهذا كله على ما نعتقد كانت هذه الدولة الفتية ضمن الأهداف المختارة للإرهاب الدولي المتستر بالدين. الإرهاب الذي نبه إلى خطره الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، ودعى لتعاون دولي للقضاء على شأفته قبل أن يستفحل أمره من على منبر الهيئة العامة للأمم المتحدة في مطلع تسعينات القرن الماضي.
وبعد أحداث أنديجان الأخيرة أخذت صورة جديدة للإرهاب الجبان الذي كان في السابق يضرب مستهدفاً الأبرياء في الشوارع والأسواق ومحلات بيع ألعاب الأطفال بشكل أثار نقمة واشمئزاز الشارع الأوزبكستاني، وتطورت الصورة لتأخذ منحى جديداً أصبح يستهدف ضرب وقتل قوى الأمن والجيش في ثكناتهم والاستيلاء على المعدات الأسلحة والذخائر، والاستيلاء على المباني الحكومية بقوة السلاح للإمعان في عزل أوزبكستان عن جيرانها وأشقائها العرب والمسلمين عن طريق فرض ستار من الشك والريبة والخوف من تسلل إرهابيين جدد. وهي الحالة شبه المستعصية، والتي لا تحل برأيي إلا بالمزيد من الحوار والتعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية المعنية في العالمين العربي والإسلامي ودول الجوار الإقليمي، وعقد المؤتمرات في هذا الشأن كمؤتمر الرياض الذي انعقد في فبراير الماضي.
وأعتقد أن هذه المهمة هي من مهام المنظمات الإقليمية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تأخرت كثيراً على ما أعتقد عن الإسهام بدورها، وإيجاد مكتب لتنسيق الجهود الأمنية الإسلامية، وجمع شمل أعضائها من الدول وتوحيد مواقفهم حيال آفة القرن الحادي والعشرين، واستنكار الأعمال الإرهابية التي أخذت تضرب وتشوه صورة الإسلام ووجهه المشرق، في كل قارات العالم، وللتصدي للكارثة القادمة لا سمح الله تحت وطأة ضربات تلك الفئة الضالة التي لا تعترف لا بالقيم الإنسانية ولا بالقيم السمحاء للدين الإسلامي الحنيف، وطالت تصرفاتهم الرعناء بالسوء حتى دور العبادة في العالمين العربي والإسلامي، وطالت العرب والمسلمين أينما وجدوا قبل غيرهم من عباد الله.
وهنا يحق لي التساؤل هل لتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء زيارته الأخيرة لجورجيا في مايو الجاري، حيث أطرى على جورجيا وأوكرانيا ولبنان لاختيارهم الخط الديمقراطي، وتصريحه بأن دور آسيا المركزية قد جاء للتغيير الديمقراطي، قد يكون البعض فهمها وكأن الولايات المتحدة الأمريكية معنية فيما يجري في المنطقة، وأن الأنظمة المتعاونة والمتحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لا يحميها هذا التعاون والتحالف من رياح التغيير القادمة حسب تصريحات الرئيس الأمريكي التي حرصت بعض وسائل الإعلام المرئية الروسية على بثها بتكرار شديد عبر نشراتها الإخبارية المصورة. والدليل الذي اعتمدت عليه لإطلاق التساؤل هو أن الرئيس الأوكراني السابق كوتشمة كان قد أرسل قوات أوكرانية لمساندة الولايات المتحدة في العراق، والرئيس الجورجي السابق شفارنادزة لم يكن أقل حماساً للولايات المتحدة الأمريكية، وأن الرئيس القرغيزي السابق عسكر آكاييف كان قد فتح أراضيه للقواعد العسكرية الأمريكية. ورغم ذلك أطاحت بهم رياح التغيير الديمقراطية التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي.
وأعتقد أن تلك الأوضاع نفسها دفعت أوزبكستان لاتخاذ موقف أدى لانسحابها من منظمة غواام التي تضم جورجيا وأوكرانيا وملدافيا وأذربيجان وأوزبكستان كتعبير واضح يعبر عن تخوفها من تحويل المنظمة، من منظمة للتعاون الاقتصادي إلى منظمة سياسية بحتة، على ضوء ما بشر به قادة المنظمة والرئيس الأمريكي في تصريحاته التي أطلقها في جورجيا من أن رياح التغيير الديمقراطية العاتية قادمة إلى آسيا المركزية أيضاً. فقبل انعقاد قمة كشينيوف لقادة الدول الأعضاء في منظمة غواام يوم 22/4/2005 جرت تحولات جذرية في أهداف وتطلعات المنظمة وأصبحت تتحدث صراحة عن مساندة نشر الديمقراطية. لتتحول أهدافها من اقتصادية إلى سياسية بحتة بعد الأحداث العاصفة التي أدت لسقوط أنظمة الحكم في جورجيا وأوكرانيا، وهو ما يتعارض والمصالح الأوزبكية، التي أدت إلى امتناع أوزبكستان عن المشاركة في تلك القمة. وكان وزير خارجية أوزبكستان السابق عبد العزيز كاميلوف، وسفير بلاده في الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، قد وجه قبل نحو ثلاث سنوات مضت انتقادا حادا للمنظمة بسبب عجزها عن تحقيق التكامل وخاصة الاقتصادي بين الدول الأعضاء فيها، بينما صرح وزير خارجية أوزبكستان السابق صادق صافاييف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في البرلمان الأوزبكستاني حالياً، في 10/5/2004 بأن أوزبكستان مهتمة في تطوير عمل المنظمة وزيادة فاعليتها. وفي 22/4/2005 أعلن فحوى الرسالة التي وجهها الرئيس الأوزبكستاني لقادة المنظمة يعرب فيها عن انسحاب بلاده منها بسبب عدم رؤية بلاده أية إمكانية لتحقيق فوائد اقتصادية أو أمنية على ضوء التوجهات الجديدة المعلنة للمنظمة بسبب البعد الجغرافي لبلاده عن بقية الدول الأعضاء في المنظمة.
ونعتقد أن القرار الأوزبكستاني جاء متفقاً والخطوات التي تتبعها أوزبكستان منذ مدة حيال النشاط المدمر الذي تقوم به بعض المنظمات الأهلية الغربية الدولية على أراضيها، وجاءت الأحداث التي جرت في جورجيا، وأوكرانيا، وقرغيزيا لتثبت حقيقة المخاوف الأوزبكية، وجاء تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش من أنه حان دور التغيير الديمقراطي في آسيا المركزية ليثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية فيما يجري هناك، وأن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لا يحمي الأنظمة المتعاونة معها بدليل أن الرئيس الأوكراني كوتشمة كان أرسل قوات لمساندة الولايات المتحدة في العراق، وكذلك نهج الرئيس الجورجي شفارنادزة، وأن الرئيس القرغيزي فتح أراضيه للقواعد العسكرية الغربية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية. وما الموقف الأوزبكستاني سوى تعبير واضح من التخوف من رياح التغيير العاتية القادمة إلى آسيا المركزية التي بشرت فيها تصريحات الرئيس الأمريكي في جورجيا.
ولكن عندما نتحدث عن الديمقراطية لابد من إلقاء نظرة على الخبرة العالمية التي تظهر أن التجارب الديمقراطية تعددت بما يتفق ومصالح ومفاهيم شعوب تلك الدول عن الديمقراطية. وعند التعرض للخبرة الديمقراطية الأوزبكستانية نرى أنها تقوم على مؤسسات برلمانية ومجالس للإدارة المحلية منتخبة من قبل الشعب الذي ينتخب أيضاً رئيس الجمهورية بشكل مباشر. وتوضح الانتخابات البرلمانية الأخيرة مشاركة خمسة أحزاب سياسية مسجلة وفقاً لقانون الانتخابات في أوزبكستان وشاركت في الحملة الانتخابية استناداً للمادة 20 منه، والتي تشترط أن تكون الأحزاب السياسية مسجلة في وزارة العدل الأوزبكستانية قبل ستة أشهر من تاريخ بدء الحملة الانتخابية. وأن تتقدم تلك الأحزاب بقوائم تحمل تواقيع 50 ألف ناخب[2] (أي حوالي 8 % من عدد الناخبين في الجمهورية) تساند مشاركتها في الانتخابات وفق النماذج الخاصة وزعتها اللجنة الانتخابية حينها. والأحزاب السياسية هي: حزب الشعب الديمقراطي الأوزبكستاني وهو أقوى الأحزاب السياسية على الساحة الأوزبكستانية، ووريث الحزب الشيوعي المنحل. تأسس عام 1991 بعد أن حل الحزب الشيوعي الأوزبكي نفسه، رئيسه أصل الدين رستاموف، ويضم في صفوفه حوالي 580 ألف عضو.[3] والحزب الاجتماعي الديمقراطي الأوزبكستاني "عدالات" الذي يمثل الشرائح الاجتماعية المثقفة ورجال القانون ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. تأسس عام 1995، رئيسه تورغون بولات دامينوف. ويضم 51 ألف عضو.[4] والحزب الديمقراطي "مللي تيكلانيش" ويضم الشرائح الاجتماعية المثقفة ويسعى لبعث الثقافة والتقاليد القومية الأوزبكية. تأسس عام 1995، رئيسه الصحفي المعروف خورشيد دوست محمد. ويضم في صفوفه حوالي 50 ألف عضو 25 % منهم من النساء.[5] والحزب القومي الديمقراطي "فيدوكورلار" (سبق واندمج به عام 2000 حزب وطن ترقياتي الذي تأسس عام 1992) ويضم شرائح اجتماعية متنوعة وخاصة الشباب، ويجمعها هدف واحد هو دعم خطوات الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجارية في أوزبكستان. تأسس عام 1999، رئيسه أختام تورسونوف وتضم صفوفه 61 ألف عضو.[6] وحركة رجال الأعمال – الحزب الديمقراطي الليبرالي وهو حزب من طراز جديد يضم في صفوفه شرائح اجتماعية متنوعة وخاصة من الطبقة الاجتماعية الجديدة التي تشكلت في المجتمع الأوزبكستاني وتضم رجال الأعمال من تجار وصناعيين وزراعيين في القطاع الخاص. تأسس عام 2003، رئيسه محمد جان أحمد جانوف. ويضم في صفوفه 135 ألف عضواً.[7]
ومن المؤتمرات الانتخابية التي عقدتها تلك الأحزاب قبل الانتخابات، لوحظ تطابق برامجها الانتخابية، وهو ما ينفي وجود معارضة حقيقية يمكن أن تتشكل داخل البرلمان. وركزت البرامج الانتخابية لتلك الأحزاب على قضايا الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الجارية في الجمهورية. بخلاف حزب الشعب الديمقراطي الأوزبكستاني الذي اعتبر مهمته الدفاع عن حقوق الشرائح الاجتماعية الفقيرة، والعمل على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة غلاء أسعار الخدمات العامة، وتحسين أوضاع العجزة، وتحسين الخدمات الطبية المجانية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين أجور العاملين في التعليم والخدمات الصحية.
والجديد هذه المرة كان أن فرض المشرع في قانون الانتخابات الجديد تقيد الأحزاب السياسية بترشيح 30 % من النساء بين مرشحيهم. بينما كانت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان السابق 6,9 % ونسبة المرشحات 14,01 %، وهو ما يثبت ميل الناخب الأوزبكستاني للرجال في تمثيلهم البرلماني، رغم مساواة المرأة مع الرجل في حق الترشيح والانتخاب في القوانين النافذة آنذاك، وحتى أن المرأة الناخبة نفسها تميل لانتخاب ممثليها من بين الرجال، وهي إشارة واضحة لموقف المجتمع الأوزبكستاني من دخول المرأة المعترك السياسي، ولا نعتقد أن سيتبدل بسهولة.[8] وهنا يحق لي التساؤل أيضاً عن أي ديمقراطية مفروضة من الخارج تتعارض ومفهوم الشعب الأوزبكي عن الديمقراطية تبشر بها رياح التغيير تلك التي بشر بها البعض.
ولم تمض أيام على تلك التصريحات حتى قامت جماعة (أكرميلار) التي تنتمي لحزب التحرير الإسلامي حسب تصريحات الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف في المؤتمر الصحفي الذي عقده في طشقند بعد عودته إليها من أنديجان حيث راقب الأحداث فيها عن كثب، وترأس مجموعة المفاوضات التي جرت هناك مع تلك الفئة الخارجة عن القانون.
وتشير بعض المصادر إلى أن حزب التحرير الإسلامي كان قد بدأ نشاطه عملياً في الأردن عام 1952، ولكنه قام بتوسيع نشاطاته العسكرية إثر القضاء على حكم طاليبان في أفغانستان.[9] وأن الحزب المذكور يقوم بتوزيع منشورات في دول آسيا المركزية بشكل مكثف منذ عام 2001، يعلن فيها الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا اللتان وفق وجهة نظره أعلنتا الحرب ضد الإسلام، ويشيد بالعمليات الاستشهادية المنفذة ضد إسرائيل.[10] ويدعو للثورة والحرب الأهلية للاستيلاء على السلطة وإقامة الخلافة الإسلامية.
ويؤكد تيمور بيك إسلاموف في إحدى مقالاته على صفحات "الانترنيت" علاقة الحركة الإسلامية الأوزبكستانية بحزب التحرير الإسلامي، انطلاقاً من تأييد الحزب لنشاطات الحركة، واستناداً لاعتراف وزارة الداخلية الألمانية بضلوع حزب التحرير الإسلامي بالعنف السياسي.[11] ومن أصداء توزيع المنشورات في آسيا المركزية، وحملة الصحافة القرغيزية قبل عامين التي شرعت من خلالها بتوضيح أخطار تلك المنشورات المسالمة ظاهراً ولكن سرعان ما يتبعها السلاح والمخدرات، وتنبيهها لقرائها من أخطار حزب التحرير الإسلامي على الشباب.[12] بالإضافة للأنباء التي حملتها بين الحين والآخر وسائل الإعلام الجماهيرية المحلية عن المحاكمات الجارية في قرغيزستان، وقازاقستان، وأوزبكستان لعناصر تنتمي لحزب التحرير الإسلامي وإدانتها بتوزيع منشورات ومواد إعلامية تدعوا للتطاول على السلطات الدستورية والقضاء على السلطة الشرعية بطرق غير مشروعة.
وفي الوقت الذي ينفي فيه مارك روزيمبرغ علاقة حزب التحرير الإسلامي بالأعمال الإرهابية في آسيا المركزية، وبالحركة الإسلامية في أوزبكستان، والقاعدة، نراه يؤكد على أن الحزب يدعوا لبناء الاشتراكية الإسلامية، ويؤكد على أن إسرائيل لا تحظر نشاط هذا الحزب ؟[13] وهنا يبرز سؤال محير يحتاج لإجابة مقنعة، فكيف لا تحظر إسرائيل نشاط حزب يقوم بتوزيع منشورات ضدها؟ كما سبق وأشرت. وكيف لا تحظر أوروبا نشاط حزب اعترف أحد أعضاءه في مقابلة صحفية معه بأن حزب التحرير الإسلامي يعادي الغرب ويعترف في نفس الوقت بوجود مقر الحزب في لندن[14] فكيف يمكن أن نفهم ذلك ! ؟ ولعل في هذا إشارات واضحة للتناقض فيما تنقله تلك المصادر من مواقف وممارسات ! ! ؟
ونرى أن المملكة العربية السعودية مقر الكعبة المشرفة تتعرض كغيرها من دول العالم لإرهاب تقوده ما تسمى بحركة ''الإصلاح الإسلامي السعودية'' التي تتخذ من لندن مقرا لها أيضاً، بالتعاون مع ''عناصر صهيونية متطرفة'' ولديها أهدافاً مشتركة تجمعها في حملتهم المشتركة ضد المملكة العربية السعودية كما صرح وزير الخارجية السعودي سمو الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، وأكده بيان لوزارة الداخلية السعودية حول الأحداث الجارية في المملكة·[15] وهذا بحد ذاته دليل يبعد الشبهات التي تطلقها بعض الجهات المغرضة لبث الشقاق بين الأشقاء، ووضع المملكة وغيرها من دول الخليج العربية موضع شك وشبهات في العلاقات الدولية المعاصرة.
وما دفعني لذكر هذا المثال كان السؤال الذي وجهه أحد الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي عن تورط الحركة الوهابية في أحداث أنديجان رغم أن الرئيس كريموف لم يتطرق للوهابية أبداً في مؤتمره الصحفي ؟!! وجاء رد الرئيس كريموف واضحاً بأن هناك الكثيرون ممن يخلطون بين المذاهب والحركات الإسلامية إما عن جهل وإما عمداً للفتنة والإساءة للبعض.
وهنا يحق لي أن أتساءل لمصلحة من يجري ما يجري ؟ هل لمصلحة العرب ؟ أم لمصلحة المسلمين ؟ فلا للعرب ولا للمسلمين ناقة أو جمل فيما يحدث، ويمكن أن يحدث في هذا الإطار. والمستهدف الوحيد على ما أعتقد من تلك الضربات الرعناء هي العلاقات العربية العربية، والعلاقات العربية الإسلامية، والعلاقات الإسلامية الغارقة في الخلافات يوماً بعد يوم، والعلاقات العربية والإسلامية مع شتى شعوب العالم وحكوماتهم.
ولهذا كله على ما أعتقد كانت أوزبكستان وطاجكستان وقرغيزستان وقازاقستان ضمن الأهداف المختارة للإرهاب الدولي المتستر بالدين، كقوة طاردة تبعد تلك الدول عن بعضها البعض وعن شقيقاتها من الدول الإسلامية. وليث عبثاً أن نبه الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، من خطر الإرهاب الدولي، ودعى لتعاون دولي لاستئصال شأفته قبل أن يستفحل أمره من على منبر الهيئة العامة للأمم المتحدة في مطلع تسعينات القرن الماضي.
وهذه الحالة شبه المستعصية لا تحل برأيي إلا بالمزيد من الحوار والتعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية المعنية في العالمين العربي والإسلامي. فلا يمكن لأي مسلم أن يقر، أو يرضي عن تلك الاعتداءات الدنيئة التي ترتكبها فئة ضالة في المجتمع. لأن الإسلام هو دين السلام والمحبة والرحمة والتسامح، واحترام حق الإنسان في الحياة والأمن .. فهل يمكن وصف ما جري في الرياض أو الخبر أو ينبع أو طشقند أو أنديجان أو غيرها من حواضر العالم بأنه جهاداً، أو دفاعاً عن الدين الإسلامي الحنيف ؟ وهل قتل الرهائن والأطفال المسلمين الأبرياء في السعودية أو أوزبكستان وغيرهم من أطفال العالم جهاداً في سبيل الله ؟
فما الذي جرى في أنديجان في مايو/أيار الماضي، فقد قامت جماعة مسلحة تنتمي لجماعة (أكرميلار) التي تنتسب بدورها لحزب التحرير الإسلامي ليلة 12/13/5/2005 بمهاجمة مقر الحراسة التابع لقوى الأمن الداخلي في أنديجان حيث قتل المهاجمون 4 من رجال الأمن وجرحوا 4 وبعدها اقتحمت تلك المجموعة ثكنة عسكرية قريبة وقامت بقتل 2 وجرحوا 9 عسكريين وأخذوا واحد منهم كرهينة وتم قتله بعد ذلك، واستولى المهاجمون على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر وسيارة عسكرية ثقيلة، وبعدها هاجمت الجماعة المسلحة المجرمة سجن المدينة وقتلت 3 وجرحت 5 من حراسه وأطلقوا سراح 526 سجينا وأجبروهم على حمل السلاح والقتال إلى جانبهم، وبعهدها توجهوا لمركز المدينة مطلقين النار لإرهاب السكان وأخذ الرهائن الذين وصل عددهم لحوالي 50 شخصا. بعدها قام 200 من الجماعة المجرمة بمهاجمة مقر الأمن، ومقر المخابرات في المدينة ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة عليهما فتوجهوا لمقر حاكمية الولاية واستولوا عليه واجبروا الرهائن على دخوله، وأخذوا عدد من سكان الحي القريب من المقر كرهائن، فوصل عدد الرهائن إلى حوالي 400 إنسان استخدمهم المجرمون كدرع بشري لحماية أنفسهم.
في وقت كانت فيه بعض المصادر الإعلامية تتحدث عن تواجد طاهر يولداشوف و50 من أتباعه في بابكينت القريبة في قرغيزستان، وهو ما يشير لعلاقة ما بينهم.
وأمر الرئيس إسلام كريموف الذي وصل إلى أنديجان في الساعة 7.30 من صباح 13/5/2005 بالعمل على حل المشكلة بالتفاوض حقناً للدماء، وأثناء المفاوضات طالب المسلحون بإطلاق سراح جميع الموقوفين من جماعة (أكرميلار) التابعة لحزب التحرير الإسلامي، واستمرت المفاوضات لمدة 12 ساعة تقريباً إلى أن وصلت إلى طريق مسدودة، خرج بعدها المجرمون ضمن 3 مجموعات متسترين خلف الرهائن متوجهين إلى خارج المدينة فقامت قوات الأمن بمطاردتهم، فقام المسلحون المجرمون بقتل عدد من الرهائن. وبلغ عدد القتلى الإجمالي حوالي 169 منهم 32 من قوات الأمن وكان بين الرهائن القتلى الذين قتلهم المسلحون امرأتين وطفلين. وتمكنت قوى الأمن من اعتقال 81 مجرم. واكتشفت أن بينهم وبين القتلى حوالي 50 أجنبي من غير مواطني أوزبكستان، ومن بينهم 5 مواطنين قرغيز. وأظهرت التحقيقات المبدئية أن الأسلحة التي حملها المسلحون المجرمون أحضرت من الخارج، وضمت بنادق آلية و بنادق قناصة ومسدسات من صنع أجنبي مسحت أرقامها لإخفاء مصادرها، واستولى المسلحون من الثكنات التي هاجموها على 305 قطعة سلاح بينها 205 بندقية آلية و100 مسدس و231 قنبلة يدوية وغيرها. وأعلنت قوى الأمن أنه تم حتى 16/5/2005 استرداد 128 بندقية و24 مسدساً. وأن 309 سجين سابق قاموا بتسليم أنفسهم طوعاً بينما تم توقيف 14 منهم، وأن العمل لم يزل مستمر لتوقيف الباقين ممن أطلقتهم الجماعة المجرمة من سجن المدينة. وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الحياة العادية عادت إلى المدينة منذ 16/5/2005، وأن أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في أوزبكستان، وممثلي المنظمات الدولية قامت بزيارة لمدينة أنديجان يوم 18/5/2005.
ولوحظ تركيز بعض وسائل الإعلام الأجنبية من خلال حديثها عن مظاهرة سلمية في أنديجان قامت قوى الأمن بقمعها. فعن أي مظاهرة سلمية تتحدث وسائل الإعلام وهي جماعة مسلحة تهاجم وتقتل قوى الأمن والجيش والرهائن. ورافقت تلك الأنباء العارية عن الصحة، التصريحات الأمريكية والبريطانية التي كانت أيضاً بعيدة عن الواقع ورغم ذلك أعلن الرئيس كريموف عن تقبلها وأضاف أن الحياة لا تنتهي اليوم، وأن أوزبكستان تحتاج للوقت حتى تتبلور القيم الديمقراطية في أذهان الناس وهو ما تعمل عليه أوزبكستان من أجل توسيع الديمقراطية وإقامة مجتمع المواطنة. وقد أثنى الرئيس كريموف في مؤتمره الصحفي على وسائل الإعلام الصينية، والكورية الجنوبية، والهندية، واليابانية، والتركية، والعربية وخاصة المصرية لصدقها في نقل أخبار الأحداث في أنديجان، ووجه نقداً حاداً لبعض وسائل الإعلام الروسية والغربية لنشرها أنباء مضللة بعيدة عن الحقيقة عما يجري في أوزبكستان. وعن اللاجئين إلى قرغيزستان قال الرئيس كريموف إلى أنه أصدر أوامره شخصياً بفتح الحدود مع قرغيزيا لفسح المجال أمام كل راغب في مغادرة أوزبكستان إليها تجنبا لاستخدام السلاح، وهو الأمر ذاته الذي دفعه للتفاوض مع المسلحين لمدة يوم كامل قبل ذلك لحقن الدماء وإفساح المجال أمام المسلحين لمغادرة المنطقة إلى أي مكان يرغبون التوجه إليه. ورغم أن وسائل الإعلام المحلية أعلنت عن قيام السلطات القرغيزية بإعادة بعض قطع السلاح التي كان يحملها أولئك اللاجئون، وأعادت بعض الفارين من سجن مدينة أنديجان. فعن أي مظاهرة سلمية في أنديجان، وعن أي لاجئين مساكين في قرغيزستان تحدثت بعض وسائل الإعلام الدولية المحرضة والمغرضة ؟ وعن أية ديمقراطية تتحدث بعض الجهات في وقت تغتال فيه بعض القوى والفئات المجرمة القانون وتهاجم الشرعية، وقوى الأمن المسؤولة عن حماية الشرعية والقانون، وتقتل تلك القوى والفئات الأبرياء بدلا من الالتزام ببديهيات الديمقراطية، والمشاركة الفعالة في الحوار الوطني البناء الذي يساعد على كسب أصوات الجماهير دون قتلها أو إرهابها. وحتماً سيكون مصير الخارجين عن القانون مواجهة العدالة لنيل القصاص العادل الذي يستحقونه.
وبقي أن نقول لتلك القوى ومن يساندها عليهم فهم الحقيقة التي تفرضها أسس الديمقراطية الحقيقية التي يتحدث عنها الجميع، وأن تبادل السلطة في أوزبكستان وغيرها من دول العالم يجب أن يمر بالطرق الدستورية الشرعية الديمقراطية وحدها. وأن أية مواجهات حقيقية وأي رياح للتغيير في أوزبكستان أو غيرها من دول العالم يجب أن تمر عبر الديمقراطية والمؤسسات الدستورية الشرعية الممثلة بالبرلمان وأجهزة الإدارة المحلية الشرعية والمنتخبة من قبل المواطنين وحدهم. وهذا يفرض على الجميع واجب العمل الدؤوب في أوساط الناخبين وإقناعهم بوجهات نظرهم دون ضغوط أو تهديدات، والعمل بين من انتخبوا بشكل مشروع لتمثيل الناخبين في المؤسسات الدستورية الشرعية، وليس عن طريق القتل والإرهاب الذي تمارسه بعض الفئات الضالة في أنحاء مختلفة من العالم.
للمزيد يمكن الرجوع إلى:
1. إسلام كريموف: مؤتمر صحفي يوم 14/5/2005. (باللغة الروسية)
2. إسلام كريموف: مؤتمر صحفي مع النائب العام يوم 17/5/2005. (باللغة الروسية)
3. إسلام كريموف: كلمة في جلسة قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. طشقند: صحيفة برافدا فاستوكا، 20/6/2001. (باللغة الروسية)
4. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق الانبعاث الروحي. ترجمة: د. مفيد قطيش، ود. فؤاد الجوابري. دبي: 2000.
5. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق المستقبل العظيم. ترجمة: أ.د. محمد البخاري. جدة: دار السروات، 1999.
6. إسلام كريموف: بذكر الله تطمئن القلوب. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1999. (باللغة الروسية)
7. إسلام كريموف: أوزبكستان على عتبة القرن الحادي والعشرين: تهديدات الأمن، وظروف وضمانات التقدم. طشقند: "أوزبكستان"، 1997. (باللغة الروسية)
8. إسلام كريموف: على طريق البناء. طشقند: "أوزبكستان"، 1996. (باللغة الروسية)
9. إسلام كريموف: "لقاء مع مجموعة من الأكاديميين. صحيفة برافدا فاستوكا (طشقند 2/9/1995. (باللغة الروسية)
10. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق تعميق الإصلاحات الاقتصادية. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1995. (باللغة الروسية)
11. إسلام كريموف: هدفنا وطن حر ومزدهر. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1994. (باللغة الروسية)
12. الإرهاب المعاصر: نظرة إلى آسيا المركزية. ألما آتا: دايك بريس، 2002. (باللغة الروسية)
13. بختيار باباجانوف: عن نشاط حزب التحرير في أوزبكستان // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. (باللغة الروسية)
14. بوريبوي أحمدوف (بوري باي أحميدوف)، وزاهد الله منروف (زاهد الله منواروف): العرب والإسلام في أوزبكستان، تاريخ آسيا الوسطى من أيام الأسر الحاكمة حتى اليوم. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 1996.
15. بيه سيمكولوف كاليمبيت: لا تنتظروا الخير من "حزب التحرير الإسلامي". من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
16. تلفزيون أوزبكستان النشرات الإخبارية من 13 وحتى 28/5/2005.
17. تيمور بيك إسلاموف: الصراع لا يقبل الضعف. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
18. تيمور بيك إسلاموف: هل يمكن التوافق مع "أعداء السلام المتصلبين" ؟ من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
19. روزيمبرغ مارك: اليوم "تحريري" مسالم وغداً مقاتل في "القاعدة". من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
20. زاكورلاييف أ.: غويالار كوراش. طشقند: ما وراء النهر، 2001. ص 31. (باللغة الأوزبكية)
21. د. زاهيد الله إنعام خواجة، د. محمد البخاري: أوزبكستان والعرب: آفاق التعاون. مجلة السياسة الدولية، القاهرة. العدد 128/1997 أبريل/نيسان.
22. سعيد محمد خاتمي: التقاليد والفكر في السلطة المطلقة. موسكو: دار نشر جامعة موسكو، 2001. (باللغة الروسية)
23. سيوكياينين ل.: تحصل الشريعة على مكان في النظام الحقوقي الروسي؟ // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. (باللغة الروسية)
24. شاريبوف أ.: حوار مع عضو في "حزب التحرير. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
25. شفارتس ستيفان: دفاعاً عن الديمقراطية الشابة في أوزبكستان من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الإسلامية المتطرفة. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
26. د. صابر فلحوط، د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. دار علاء الدين للنشر، دمشق 1999.
27. مجموعة صحف "برافدا فاستوكا"، و"نارودنويه صلوفا" الصادرتين في العاصمة الأوزبكستانية طشقند، منذ الاستقلال وحتى مايو/أيار عام 2005.
28. صحيفة الأهرام عددي 3 و31/5/2004.
29. صحيفة الاتحاد أبو ظبي 5/5/2004.
30. ليبهارت أ.: الديمقراطية في المجتمع المتنوع: بحث مقارن. موسكو: أسبيكت بريس، 1997. (باللغة الروسية)
31. د. عبد الله الأشعل: البعد الإسلامي في السياسات الخارجية الأوروبية. // القاهرة: السياسة الدولية، العدد 156/2004.
32. أ.د. محمد السليم، وأ.د. نعمة الله إبراهيموف، ود. إبراهيم عرفات، ود. صالح إنعاموف: أوزبكستان الدولة والقائد. القاهرة: مطابع الشروق، 1999.
33. أ.د. محمد البخاري: مشاكل التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. طشقند: مطبعة بصمة. (باللغة الروسية)
34. أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
35. أ.د. محمد البخاري: إحياء تراث أوزبكستان بين الأمس واليوم. الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 318/2003 ذو الحجة/فبراير.
36. أ.د. محمد البخاري: التجربة الديمقراطية في أوزبكستان في ضوء الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد السادس عشر، 1422 هـ، 2002م.
37. أ.د. محمد البخاري: آفاق التعاون العربي الأوزبكستاني. // الرياض: مجلة "تجارة الرياض"، العدد 482/2002 نوفمبر/تشرين الثاني.
38. أ.د. محمد البخاري: واقع استراتيجية السياسة الخارجية لجمهورية أوزبكستان. // أبو ظبي: الاتحاد، 7/1/2002.
39. أ.د. محمد البخاري: الصراعات الدولية والصحافة الدولية. في كتاب مؤتمر الكفاح ضد الإرهاب الدولي، والتطرف والحركات الانفصالية في العالم المعاصر. طشقند: جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، 2002. (باللغة الروسية)
40. أ.د. محمد البخاري: جمهورية أوزبكستان .. خطوات إيجابية نحو النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي. // أبو ظبي: الاتحاد، 6/3/2001.
41. أ.د. محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى المجتمع المعلوماتي (1-6). // أبو ظبي: الاتحاد، 27/9 و 13/10/2001.
42. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
43. أ.د. محمد البخاري: أوزبكستان والشراكة والتعاون الإستراتيجي والأمن في أوروبا وآسيا الوسطى. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 138/1999 أكتوبر/تشرين أول.
44. www.uzland.narod.ru
45. www.ng.ru
هوامش:
[1] صدر في أوزبكستان بعد استقلالها عام 1991: صحيح الإمام البخاري، وكتاب الهداية في شرح البداية للإمام برهان الدين المرغيناني، وكتاب سنن الترمذي للإمام الترمذي، وكتاب مصنفات علماء الحنفية وغيرها من الكتب بعد ترجمتها إلى اللغة الأوزبكية لتكون في متناول أكبر عدد من القراء. والحدث الأهم كان قيام الجامعة الإسلامية بطشقند بطباعة وتوزيع القرآن الكريم باللغة العربية مع ترجمة لمعانيه باللغة الأوزبكية، وإصدار نسخة إلكترونية منه على اسطوانة كمبيوتر.
[2] الصحف المحلية. 24/9/2004.
[3] وكالة أنباء "أوزا" والصحف المحلية 16/10 و8/11/2004.
[4] وكالة أنباء "أوزا" 2/11/2004.
[5] وكالة أنباء "أوزا" 2/11/2004.
[6] وكالة أنباء "أوزا"؛ إيرينا سيريخ: صحيفة نارودنويه صلوفا 8/11/2004.
[7] شهنازة توراه بيكوفا، تيموفي جوكوف: برافدا فاستوكا 26/10/2004.
[8] د. محمد البخاري: التجربة الديمقراطية في أوزبكستان في ضوء الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية العدد 16/2002. ص 59-101.
[9] زاكورلاييف أ.: غويالار كوراش. طشقند: ما وراء النهر، 2001. ص 31.
[10] باباجانوف بختيار: عن نشاط حزب التحرير في أوزبكستان // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. ص158-169.
[11] إسلاموف تيمور بيك: الصراع لا يقبل الضعف. من مواد شبكة "انترنيت".
[12] بيه سيمكولوف كاليمبيت: لا تنتظروا الخير من "حزب التحرير". من مواد شبكة "انترنيت".
[13] روزيمبرغ مارك: اليوم "تحريري" مسالم وغداً مقاتل في "القاعدة". من مواد شبكة "انترنيت".
[14] شاريبوف أ.: حوار مع عضو في "حزب التحرير. من مواد شبكة "انترنيت".
[15] السعودية تكشف هويات منفذي عملية "ينبع" الإرهابية. أبو ظبي: الاتحاد 5/5/2004.
كتبها أ. د. محمد البخاري: مواطن عربي سوري مقيم في أوزبكستان. دكتوراه علوم سياسية، تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية. في طشقند بتاريخ 30/5/2005
معروف للجميع أن جمهورية أوزبكستان تتعرض ومنذ فجر استقلالها لهجمات إرهابية تقوم بها فئات خارجة عن القانون، مدفوعة وممولة من جهات أجنبية منحرفة تتخذ من الدين ستاراً لأفعالها المجرمة. ومعروف أيضاً أن تلك الأفعال الرعناء تنفذها تلك الفئات الضالة رغم قيام العلماء الأوزبك المعاصرين وبدعم من الدولة بخطوات كبيرة على طريق إحياء علوم الدين الإسلامي الحنيف، حيث تم تحقيق وترجمة وطباعة العديد من الكتب التي كانت محرمة في العهد الشيوعي لأئمة كبار وقدمت تلك الكتب للقارئ الأوزبكستاني،[1] وتم أيضاً إيفاد مئات الطلاب للدراسة في بعض الدول الإسلامية. وأعيد فتح آلاف المساجد، والعديد من المدارس الإسلامية، وتم بناء الجديد منها، وتم افتتاح أول جامعة إسلامية حكومية في طشقند، وانضمت أوزبكستان بعد الزيارات التي قام بها الرئيس إسلام كريموف للمملكة العربية السعودية، ومصر، وتركيا، لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتأخذ أوزبكستان دورها كاملاً في حياة العالم الإسلامي الذي تنتسب إليه منذ القرن الثامن الميلادي. ولهذا كله على ما نعتقد كانت هذه الدولة الفتية ضمن الأهداف المختارة للإرهاب الدولي المتستر بالدين. الإرهاب الذي نبه إلى خطره الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، ودعى لتعاون دولي للقضاء على شأفته قبل أن يستفحل أمره من على منبر الهيئة العامة للأمم المتحدة في مطلع تسعينات القرن الماضي.
وبعد أحداث أنديجان الأخيرة أخذت صورة جديدة للإرهاب الجبان الذي كان في السابق يضرب مستهدفاً الأبرياء في الشوارع والأسواق ومحلات بيع ألعاب الأطفال بشكل أثار نقمة واشمئزاز الشارع الأوزبكستاني، وتطورت الصورة لتأخذ منحى جديداً أصبح يستهدف ضرب وقتل قوى الأمن والجيش في ثكناتهم والاستيلاء على المعدات الأسلحة والذخائر، والاستيلاء على المباني الحكومية بقوة السلاح للإمعان في عزل أوزبكستان عن جيرانها وأشقائها العرب والمسلمين عن طريق فرض ستار من الشك والريبة والخوف من تسلل إرهابيين جدد. وهي الحالة شبه المستعصية، والتي لا تحل برأيي إلا بالمزيد من الحوار والتعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية المعنية في العالمين العربي والإسلامي ودول الجوار الإقليمي، وعقد المؤتمرات في هذا الشأن كمؤتمر الرياض الذي انعقد في فبراير الماضي.
وأعتقد أن هذه المهمة هي من مهام المنظمات الإقليمية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تأخرت كثيراً على ما أعتقد عن الإسهام بدورها، وإيجاد مكتب لتنسيق الجهود الأمنية الإسلامية، وجمع شمل أعضائها من الدول وتوحيد مواقفهم حيال آفة القرن الحادي والعشرين، واستنكار الأعمال الإرهابية التي أخذت تضرب وتشوه صورة الإسلام ووجهه المشرق، في كل قارات العالم، وللتصدي للكارثة القادمة لا سمح الله تحت وطأة ضربات تلك الفئة الضالة التي لا تعترف لا بالقيم الإنسانية ولا بالقيم السمحاء للدين الإسلامي الحنيف، وطالت تصرفاتهم الرعناء بالسوء حتى دور العبادة في العالمين العربي والإسلامي، وطالت العرب والمسلمين أينما وجدوا قبل غيرهم من عباد الله.
وهنا يحق لي التساؤل هل لتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء زيارته الأخيرة لجورجيا في مايو الجاري، حيث أطرى على جورجيا وأوكرانيا ولبنان لاختيارهم الخط الديمقراطي، وتصريحه بأن دور آسيا المركزية قد جاء للتغيير الديمقراطي، قد يكون البعض فهمها وكأن الولايات المتحدة الأمريكية معنية فيما يجري في المنطقة، وأن الأنظمة المتعاونة والمتحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لا يحميها هذا التعاون والتحالف من رياح التغيير القادمة حسب تصريحات الرئيس الأمريكي التي حرصت بعض وسائل الإعلام المرئية الروسية على بثها بتكرار شديد عبر نشراتها الإخبارية المصورة. والدليل الذي اعتمدت عليه لإطلاق التساؤل هو أن الرئيس الأوكراني السابق كوتشمة كان قد أرسل قوات أوكرانية لمساندة الولايات المتحدة في العراق، والرئيس الجورجي السابق شفارنادزة لم يكن أقل حماساً للولايات المتحدة الأمريكية، وأن الرئيس القرغيزي السابق عسكر آكاييف كان قد فتح أراضيه للقواعد العسكرية الأمريكية. ورغم ذلك أطاحت بهم رياح التغيير الديمقراطية التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي.
وأعتقد أن تلك الأوضاع نفسها دفعت أوزبكستان لاتخاذ موقف أدى لانسحابها من منظمة غواام التي تضم جورجيا وأوكرانيا وملدافيا وأذربيجان وأوزبكستان كتعبير واضح يعبر عن تخوفها من تحويل المنظمة، من منظمة للتعاون الاقتصادي إلى منظمة سياسية بحتة، على ضوء ما بشر به قادة المنظمة والرئيس الأمريكي في تصريحاته التي أطلقها في جورجيا من أن رياح التغيير الديمقراطية العاتية قادمة إلى آسيا المركزية أيضاً. فقبل انعقاد قمة كشينيوف لقادة الدول الأعضاء في منظمة غواام يوم 22/4/2005 جرت تحولات جذرية في أهداف وتطلعات المنظمة وأصبحت تتحدث صراحة عن مساندة نشر الديمقراطية. لتتحول أهدافها من اقتصادية إلى سياسية بحتة بعد الأحداث العاصفة التي أدت لسقوط أنظمة الحكم في جورجيا وأوكرانيا، وهو ما يتعارض والمصالح الأوزبكية، التي أدت إلى امتناع أوزبكستان عن المشاركة في تلك القمة. وكان وزير خارجية أوزبكستان السابق عبد العزيز كاميلوف، وسفير بلاده في الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، قد وجه قبل نحو ثلاث سنوات مضت انتقادا حادا للمنظمة بسبب عجزها عن تحقيق التكامل وخاصة الاقتصادي بين الدول الأعضاء فيها، بينما صرح وزير خارجية أوزبكستان السابق صادق صافاييف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في البرلمان الأوزبكستاني حالياً، في 10/5/2004 بأن أوزبكستان مهتمة في تطوير عمل المنظمة وزيادة فاعليتها. وفي 22/4/2005 أعلن فحوى الرسالة التي وجهها الرئيس الأوزبكستاني لقادة المنظمة يعرب فيها عن انسحاب بلاده منها بسبب عدم رؤية بلاده أية إمكانية لتحقيق فوائد اقتصادية أو أمنية على ضوء التوجهات الجديدة المعلنة للمنظمة بسبب البعد الجغرافي لبلاده عن بقية الدول الأعضاء في المنظمة.
ونعتقد أن القرار الأوزبكستاني جاء متفقاً والخطوات التي تتبعها أوزبكستان منذ مدة حيال النشاط المدمر الذي تقوم به بعض المنظمات الأهلية الغربية الدولية على أراضيها، وجاءت الأحداث التي جرت في جورجيا، وأوكرانيا، وقرغيزيا لتثبت حقيقة المخاوف الأوزبكية، وجاء تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش من أنه حان دور التغيير الديمقراطي في آسيا المركزية ليثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية فيما يجري هناك، وأن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لا يحمي الأنظمة المتعاونة معها بدليل أن الرئيس الأوكراني كوتشمة كان أرسل قوات لمساندة الولايات المتحدة في العراق، وكذلك نهج الرئيس الجورجي شفارنادزة، وأن الرئيس القرغيزي فتح أراضيه للقواعد العسكرية الغربية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية. وما الموقف الأوزبكستاني سوى تعبير واضح من التخوف من رياح التغيير العاتية القادمة إلى آسيا المركزية التي بشرت فيها تصريحات الرئيس الأمريكي في جورجيا.
ولكن عندما نتحدث عن الديمقراطية لابد من إلقاء نظرة على الخبرة العالمية التي تظهر أن التجارب الديمقراطية تعددت بما يتفق ومصالح ومفاهيم شعوب تلك الدول عن الديمقراطية. وعند التعرض للخبرة الديمقراطية الأوزبكستانية نرى أنها تقوم على مؤسسات برلمانية ومجالس للإدارة المحلية منتخبة من قبل الشعب الذي ينتخب أيضاً رئيس الجمهورية بشكل مباشر. وتوضح الانتخابات البرلمانية الأخيرة مشاركة خمسة أحزاب سياسية مسجلة وفقاً لقانون الانتخابات في أوزبكستان وشاركت في الحملة الانتخابية استناداً للمادة 20 منه، والتي تشترط أن تكون الأحزاب السياسية مسجلة في وزارة العدل الأوزبكستانية قبل ستة أشهر من تاريخ بدء الحملة الانتخابية. وأن تتقدم تلك الأحزاب بقوائم تحمل تواقيع 50 ألف ناخب[2] (أي حوالي 8 % من عدد الناخبين في الجمهورية) تساند مشاركتها في الانتخابات وفق النماذج الخاصة وزعتها اللجنة الانتخابية حينها. والأحزاب السياسية هي: حزب الشعب الديمقراطي الأوزبكستاني وهو أقوى الأحزاب السياسية على الساحة الأوزبكستانية، ووريث الحزب الشيوعي المنحل. تأسس عام 1991 بعد أن حل الحزب الشيوعي الأوزبكي نفسه، رئيسه أصل الدين رستاموف، ويضم في صفوفه حوالي 580 ألف عضو.[3] والحزب الاجتماعي الديمقراطي الأوزبكستاني "عدالات" الذي يمثل الشرائح الاجتماعية المثقفة ورجال القانون ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. تأسس عام 1995، رئيسه تورغون بولات دامينوف. ويضم 51 ألف عضو.[4] والحزب الديمقراطي "مللي تيكلانيش" ويضم الشرائح الاجتماعية المثقفة ويسعى لبعث الثقافة والتقاليد القومية الأوزبكية. تأسس عام 1995، رئيسه الصحفي المعروف خورشيد دوست محمد. ويضم في صفوفه حوالي 50 ألف عضو 25 % منهم من النساء.[5] والحزب القومي الديمقراطي "فيدوكورلار" (سبق واندمج به عام 2000 حزب وطن ترقياتي الذي تأسس عام 1992) ويضم شرائح اجتماعية متنوعة وخاصة الشباب، ويجمعها هدف واحد هو دعم خطوات الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجارية في أوزبكستان. تأسس عام 1999، رئيسه أختام تورسونوف وتضم صفوفه 61 ألف عضو.[6] وحركة رجال الأعمال – الحزب الديمقراطي الليبرالي وهو حزب من طراز جديد يضم في صفوفه شرائح اجتماعية متنوعة وخاصة من الطبقة الاجتماعية الجديدة التي تشكلت في المجتمع الأوزبكستاني وتضم رجال الأعمال من تجار وصناعيين وزراعيين في القطاع الخاص. تأسس عام 2003، رئيسه محمد جان أحمد جانوف. ويضم في صفوفه 135 ألف عضواً.[7]
ومن المؤتمرات الانتخابية التي عقدتها تلك الأحزاب قبل الانتخابات، لوحظ تطابق برامجها الانتخابية، وهو ما ينفي وجود معارضة حقيقية يمكن أن تتشكل داخل البرلمان. وركزت البرامج الانتخابية لتلك الأحزاب على قضايا الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الجارية في الجمهورية. بخلاف حزب الشعب الديمقراطي الأوزبكستاني الذي اعتبر مهمته الدفاع عن حقوق الشرائح الاجتماعية الفقيرة، والعمل على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة غلاء أسعار الخدمات العامة، وتحسين أوضاع العجزة، وتحسين الخدمات الطبية المجانية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين أجور العاملين في التعليم والخدمات الصحية.
والجديد هذه المرة كان أن فرض المشرع في قانون الانتخابات الجديد تقيد الأحزاب السياسية بترشيح 30 % من النساء بين مرشحيهم. بينما كانت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان السابق 6,9 % ونسبة المرشحات 14,01 %، وهو ما يثبت ميل الناخب الأوزبكستاني للرجال في تمثيلهم البرلماني، رغم مساواة المرأة مع الرجل في حق الترشيح والانتخاب في القوانين النافذة آنذاك، وحتى أن المرأة الناخبة نفسها تميل لانتخاب ممثليها من بين الرجال، وهي إشارة واضحة لموقف المجتمع الأوزبكستاني من دخول المرأة المعترك السياسي، ولا نعتقد أن سيتبدل بسهولة.[8] وهنا يحق لي التساؤل أيضاً عن أي ديمقراطية مفروضة من الخارج تتعارض ومفهوم الشعب الأوزبكي عن الديمقراطية تبشر بها رياح التغيير تلك التي بشر بها البعض.
ولم تمض أيام على تلك التصريحات حتى قامت جماعة (أكرميلار) التي تنتمي لحزب التحرير الإسلامي حسب تصريحات الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف في المؤتمر الصحفي الذي عقده في طشقند بعد عودته إليها من أنديجان حيث راقب الأحداث فيها عن كثب، وترأس مجموعة المفاوضات التي جرت هناك مع تلك الفئة الخارجة عن القانون.
وتشير بعض المصادر إلى أن حزب التحرير الإسلامي كان قد بدأ نشاطه عملياً في الأردن عام 1952، ولكنه قام بتوسيع نشاطاته العسكرية إثر القضاء على حكم طاليبان في أفغانستان.[9] وأن الحزب المذكور يقوم بتوزيع منشورات في دول آسيا المركزية بشكل مكثف منذ عام 2001، يعلن فيها الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا اللتان وفق وجهة نظره أعلنتا الحرب ضد الإسلام، ويشيد بالعمليات الاستشهادية المنفذة ضد إسرائيل.[10] ويدعو للثورة والحرب الأهلية للاستيلاء على السلطة وإقامة الخلافة الإسلامية.
ويؤكد تيمور بيك إسلاموف في إحدى مقالاته على صفحات "الانترنيت" علاقة الحركة الإسلامية الأوزبكستانية بحزب التحرير الإسلامي، انطلاقاً من تأييد الحزب لنشاطات الحركة، واستناداً لاعتراف وزارة الداخلية الألمانية بضلوع حزب التحرير الإسلامي بالعنف السياسي.[11] ومن أصداء توزيع المنشورات في آسيا المركزية، وحملة الصحافة القرغيزية قبل عامين التي شرعت من خلالها بتوضيح أخطار تلك المنشورات المسالمة ظاهراً ولكن سرعان ما يتبعها السلاح والمخدرات، وتنبيهها لقرائها من أخطار حزب التحرير الإسلامي على الشباب.[12] بالإضافة للأنباء التي حملتها بين الحين والآخر وسائل الإعلام الجماهيرية المحلية عن المحاكمات الجارية في قرغيزستان، وقازاقستان، وأوزبكستان لعناصر تنتمي لحزب التحرير الإسلامي وإدانتها بتوزيع منشورات ومواد إعلامية تدعوا للتطاول على السلطات الدستورية والقضاء على السلطة الشرعية بطرق غير مشروعة.
وفي الوقت الذي ينفي فيه مارك روزيمبرغ علاقة حزب التحرير الإسلامي بالأعمال الإرهابية في آسيا المركزية، وبالحركة الإسلامية في أوزبكستان، والقاعدة، نراه يؤكد على أن الحزب يدعوا لبناء الاشتراكية الإسلامية، ويؤكد على أن إسرائيل لا تحظر نشاط هذا الحزب ؟[13] وهنا يبرز سؤال محير يحتاج لإجابة مقنعة، فكيف لا تحظر إسرائيل نشاط حزب يقوم بتوزيع منشورات ضدها؟ كما سبق وأشرت. وكيف لا تحظر أوروبا نشاط حزب اعترف أحد أعضاءه في مقابلة صحفية معه بأن حزب التحرير الإسلامي يعادي الغرب ويعترف في نفس الوقت بوجود مقر الحزب في لندن[14] فكيف يمكن أن نفهم ذلك ! ؟ ولعل في هذا إشارات واضحة للتناقض فيما تنقله تلك المصادر من مواقف وممارسات ! ! ؟
ونرى أن المملكة العربية السعودية مقر الكعبة المشرفة تتعرض كغيرها من دول العالم لإرهاب تقوده ما تسمى بحركة ''الإصلاح الإسلامي السعودية'' التي تتخذ من لندن مقرا لها أيضاً، بالتعاون مع ''عناصر صهيونية متطرفة'' ولديها أهدافاً مشتركة تجمعها في حملتهم المشتركة ضد المملكة العربية السعودية كما صرح وزير الخارجية السعودي سمو الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، وأكده بيان لوزارة الداخلية السعودية حول الأحداث الجارية في المملكة·[15] وهذا بحد ذاته دليل يبعد الشبهات التي تطلقها بعض الجهات المغرضة لبث الشقاق بين الأشقاء، ووضع المملكة وغيرها من دول الخليج العربية موضع شك وشبهات في العلاقات الدولية المعاصرة.
وما دفعني لذكر هذا المثال كان السؤال الذي وجهه أحد الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي عن تورط الحركة الوهابية في أحداث أنديجان رغم أن الرئيس كريموف لم يتطرق للوهابية أبداً في مؤتمره الصحفي ؟!! وجاء رد الرئيس كريموف واضحاً بأن هناك الكثيرون ممن يخلطون بين المذاهب والحركات الإسلامية إما عن جهل وإما عمداً للفتنة والإساءة للبعض.
وهنا يحق لي أن أتساءل لمصلحة من يجري ما يجري ؟ هل لمصلحة العرب ؟ أم لمصلحة المسلمين ؟ فلا للعرب ولا للمسلمين ناقة أو جمل فيما يحدث، ويمكن أن يحدث في هذا الإطار. والمستهدف الوحيد على ما أعتقد من تلك الضربات الرعناء هي العلاقات العربية العربية، والعلاقات العربية الإسلامية، والعلاقات الإسلامية الغارقة في الخلافات يوماً بعد يوم، والعلاقات العربية والإسلامية مع شتى شعوب العالم وحكوماتهم.
ولهذا كله على ما أعتقد كانت أوزبكستان وطاجكستان وقرغيزستان وقازاقستان ضمن الأهداف المختارة للإرهاب الدولي المتستر بالدين، كقوة طاردة تبعد تلك الدول عن بعضها البعض وعن شقيقاتها من الدول الإسلامية. وليث عبثاً أن نبه الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، من خطر الإرهاب الدولي، ودعى لتعاون دولي لاستئصال شأفته قبل أن يستفحل أمره من على منبر الهيئة العامة للأمم المتحدة في مطلع تسعينات القرن الماضي.
وهذه الحالة شبه المستعصية لا تحل برأيي إلا بالمزيد من الحوار والتعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية المعنية في العالمين العربي والإسلامي. فلا يمكن لأي مسلم أن يقر، أو يرضي عن تلك الاعتداءات الدنيئة التي ترتكبها فئة ضالة في المجتمع. لأن الإسلام هو دين السلام والمحبة والرحمة والتسامح، واحترام حق الإنسان في الحياة والأمن .. فهل يمكن وصف ما جري في الرياض أو الخبر أو ينبع أو طشقند أو أنديجان أو غيرها من حواضر العالم بأنه جهاداً، أو دفاعاً عن الدين الإسلامي الحنيف ؟ وهل قتل الرهائن والأطفال المسلمين الأبرياء في السعودية أو أوزبكستان وغيرهم من أطفال العالم جهاداً في سبيل الله ؟
فما الذي جرى في أنديجان في مايو/أيار الماضي، فقد قامت جماعة مسلحة تنتمي لجماعة (أكرميلار) التي تنتسب بدورها لحزب التحرير الإسلامي ليلة 12/13/5/2005 بمهاجمة مقر الحراسة التابع لقوى الأمن الداخلي في أنديجان حيث قتل المهاجمون 4 من رجال الأمن وجرحوا 4 وبعدها اقتحمت تلك المجموعة ثكنة عسكرية قريبة وقامت بقتل 2 وجرحوا 9 عسكريين وأخذوا واحد منهم كرهينة وتم قتله بعد ذلك، واستولى المهاجمون على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر وسيارة عسكرية ثقيلة، وبعدها هاجمت الجماعة المسلحة المجرمة سجن المدينة وقتلت 3 وجرحت 5 من حراسه وأطلقوا سراح 526 سجينا وأجبروهم على حمل السلاح والقتال إلى جانبهم، وبعهدها توجهوا لمركز المدينة مطلقين النار لإرهاب السكان وأخذ الرهائن الذين وصل عددهم لحوالي 50 شخصا. بعدها قام 200 من الجماعة المجرمة بمهاجمة مقر الأمن، ومقر المخابرات في المدينة ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة عليهما فتوجهوا لمقر حاكمية الولاية واستولوا عليه واجبروا الرهائن على دخوله، وأخذوا عدد من سكان الحي القريب من المقر كرهائن، فوصل عدد الرهائن إلى حوالي 400 إنسان استخدمهم المجرمون كدرع بشري لحماية أنفسهم.
في وقت كانت فيه بعض المصادر الإعلامية تتحدث عن تواجد طاهر يولداشوف و50 من أتباعه في بابكينت القريبة في قرغيزستان، وهو ما يشير لعلاقة ما بينهم.
وأمر الرئيس إسلام كريموف الذي وصل إلى أنديجان في الساعة 7.30 من صباح 13/5/2005 بالعمل على حل المشكلة بالتفاوض حقناً للدماء، وأثناء المفاوضات طالب المسلحون بإطلاق سراح جميع الموقوفين من جماعة (أكرميلار) التابعة لحزب التحرير الإسلامي، واستمرت المفاوضات لمدة 12 ساعة تقريباً إلى أن وصلت إلى طريق مسدودة، خرج بعدها المجرمون ضمن 3 مجموعات متسترين خلف الرهائن متوجهين إلى خارج المدينة فقامت قوات الأمن بمطاردتهم، فقام المسلحون المجرمون بقتل عدد من الرهائن. وبلغ عدد القتلى الإجمالي حوالي 169 منهم 32 من قوات الأمن وكان بين الرهائن القتلى الذين قتلهم المسلحون امرأتين وطفلين. وتمكنت قوى الأمن من اعتقال 81 مجرم. واكتشفت أن بينهم وبين القتلى حوالي 50 أجنبي من غير مواطني أوزبكستان، ومن بينهم 5 مواطنين قرغيز. وأظهرت التحقيقات المبدئية أن الأسلحة التي حملها المسلحون المجرمون أحضرت من الخارج، وضمت بنادق آلية و بنادق قناصة ومسدسات من صنع أجنبي مسحت أرقامها لإخفاء مصادرها، واستولى المسلحون من الثكنات التي هاجموها على 305 قطعة سلاح بينها 205 بندقية آلية و100 مسدس و231 قنبلة يدوية وغيرها. وأعلنت قوى الأمن أنه تم حتى 16/5/2005 استرداد 128 بندقية و24 مسدساً. وأن 309 سجين سابق قاموا بتسليم أنفسهم طوعاً بينما تم توقيف 14 منهم، وأن العمل لم يزل مستمر لتوقيف الباقين ممن أطلقتهم الجماعة المجرمة من سجن المدينة. وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الحياة العادية عادت إلى المدينة منذ 16/5/2005، وأن أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في أوزبكستان، وممثلي المنظمات الدولية قامت بزيارة لمدينة أنديجان يوم 18/5/2005.
ولوحظ تركيز بعض وسائل الإعلام الأجنبية من خلال حديثها عن مظاهرة سلمية في أنديجان قامت قوى الأمن بقمعها. فعن أي مظاهرة سلمية تتحدث وسائل الإعلام وهي جماعة مسلحة تهاجم وتقتل قوى الأمن والجيش والرهائن. ورافقت تلك الأنباء العارية عن الصحة، التصريحات الأمريكية والبريطانية التي كانت أيضاً بعيدة عن الواقع ورغم ذلك أعلن الرئيس كريموف عن تقبلها وأضاف أن الحياة لا تنتهي اليوم، وأن أوزبكستان تحتاج للوقت حتى تتبلور القيم الديمقراطية في أذهان الناس وهو ما تعمل عليه أوزبكستان من أجل توسيع الديمقراطية وإقامة مجتمع المواطنة. وقد أثنى الرئيس كريموف في مؤتمره الصحفي على وسائل الإعلام الصينية، والكورية الجنوبية، والهندية، واليابانية، والتركية، والعربية وخاصة المصرية لصدقها في نقل أخبار الأحداث في أنديجان، ووجه نقداً حاداً لبعض وسائل الإعلام الروسية والغربية لنشرها أنباء مضللة بعيدة عن الحقيقة عما يجري في أوزبكستان. وعن اللاجئين إلى قرغيزستان قال الرئيس كريموف إلى أنه أصدر أوامره شخصياً بفتح الحدود مع قرغيزيا لفسح المجال أمام كل راغب في مغادرة أوزبكستان إليها تجنبا لاستخدام السلاح، وهو الأمر ذاته الذي دفعه للتفاوض مع المسلحين لمدة يوم كامل قبل ذلك لحقن الدماء وإفساح المجال أمام المسلحين لمغادرة المنطقة إلى أي مكان يرغبون التوجه إليه. ورغم أن وسائل الإعلام المحلية أعلنت عن قيام السلطات القرغيزية بإعادة بعض قطع السلاح التي كان يحملها أولئك اللاجئون، وأعادت بعض الفارين من سجن مدينة أنديجان. فعن أي مظاهرة سلمية في أنديجان، وعن أي لاجئين مساكين في قرغيزستان تحدثت بعض وسائل الإعلام الدولية المحرضة والمغرضة ؟ وعن أية ديمقراطية تتحدث بعض الجهات في وقت تغتال فيه بعض القوى والفئات المجرمة القانون وتهاجم الشرعية، وقوى الأمن المسؤولة عن حماية الشرعية والقانون، وتقتل تلك القوى والفئات الأبرياء بدلا من الالتزام ببديهيات الديمقراطية، والمشاركة الفعالة في الحوار الوطني البناء الذي يساعد على كسب أصوات الجماهير دون قتلها أو إرهابها. وحتماً سيكون مصير الخارجين عن القانون مواجهة العدالة لنيل القصاص العادل الذي يستحقونه.
وبقي أن نقول لتلك القوى ومن يساندها عليهم فهم الحقيقة التي تفرضها أسس الديمقراطية الحقيقية التي يتحدث عنها الجميع، وأن تبادل السلطة في أوزبكستان وغيرها من دول العالم يجب أن يمر بالطرق الدستورية الشرعية الديمقراطية وحدها. وأن أية مواجهات حقيقية وأي رياح للتغيير في أوزبكستان أو غيرها من دول العالم يجب أن تمر عبر الديمقراطية والمؤسسات الدستورية الشرعية الممثلة بالبرلمان وأجهزة الإدارة المحلية الشرعية والمنتخبة من قبل المواطنين وحدهم. وهذا يفرض على الجميع واجب العمل الدؤوب في أوساط الناخبين وإقناعهم بوجهات نظرهم دون ضغوط أو تهديدات، والعمل بين من انتخبوا بشكل مشروع لتمثيل الناخبين في المؤسسات الدستورية الشرعية، وليس عن طريق القتل والإرهاب الذي تمارسه بعض الفئات الضالة في أنحاء مختلفة من العالم.
للمزيد يمكن الرجوع إلى:
1. إسلام كريموف: مؤتمر صحفي يوم 14/5/2005. (باللغة الروسية)
2. إسلام كريموف: مؤتمر صحفي مع النائب العام يوم 17/5/2005. (باللغة الروسية)
3. إسلام كريموف: كلمة في جلسة قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. طشقند: صحيفة برافدا فاستوكا، 20/6/2001. (باللغة الروسية)
4. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق الانبعاث الروحي. ترجمة: د. مفيد قطيش، ود. فؤاد الجوابري. دبي: 2000.
5. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق المستقبل العظيم. ترجمة: أ.د. محمد البخاري. جدة: دار السروات، 1999.
6. إسلام كريموف: بذكر الله تطمئن القلوب. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1999. (باللغة الروسية)
7. إسلام كريموف: أوزبكستان على عتبة القرن الحادي والعشرين: تهديدات الأمن، وظروف وضمانات التقدم. طشقند: "أوزبكستان"، 1997. (باللغة الروسية)
8. إسلام كريموف: على طريق البناء. طشقند: "أوزبكستان"، 1996. (باللغة الروسية)
9. إسلام كريموف: "لقاء مع مجموعة من الأكاديميين. صحيفة برافدا فاستوكا (طشقند 2/9/1995. (باللغة الروسية)
10. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق تعميق الإصلاحات الاقتصادية. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1995. (باللغة الروسية)
11. إسلام كريموف: هدفنا وطن حر ومزدهر. طشقند: دار أوزبكستان للنشر، 1994. (باللغة الروسية)
12. الإرهاب المعاصر: نظرة إلى آسيا المركزية. ألما آتا: دايك بريس، 2002. (باللغة الروسية)
13. بختيار باباجانوف: عن نشاط حزب التحرير في أوزبكستان // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. (باللغة الروسية)
14. بوريبوي أحمدوف (بوري باي أحميدوف)، وزاهد الله منروف (زاهد الله منواروف): العرب والإسلام في أوزبكستان، تاريخ آسيا الوسطى من أيام الأسر الحاكمة حتى اليوم. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 1996.
15. بيه سيمكولوف كاليمبيت: لا تنتظروا الخير من "حزب التحرير الإسلامي". من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
16. تلفزيون أوزبكستان النشرات الإخبارية من 13 وحتى 28/5/2005.
17. تيمور بيك إسلاموف: الصراع لا يقبل الضعف. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
18. تيمور بيك إسلاموف: هل يمكن التوافق مع "أعداء السلام المتصلبين" ؟ من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
19. روزيمبرغ مارك: اليوم "تحريري" مسالم وغداً مقاتل في "القاعدة". من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
20. زاكورلاييف أ.: غويالار كوراش. طشقند: ما وراء النهر، 2001. ص 31. (باللغة الأوزبكية)
21. د. زاهيد الله إنعام خواجة، د. محمد البخاري: أوزبكستان والعرب: آفاق التعاون. مجلة السياسة الدولية، القاهرة. العدد 128/1997 أبريل/نيسان.
22. سعيد محمد خاتمي: التقاليد والفكر في السلطة المطلقة. موسكو: دار نشر جامعة موسكو، 2001. (باللغة الروسية)
23. سيوكياينين ل.: تحصل الشريعة على مكان في النظام الحقوقي الروسي؟ // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. (باللغة الروسية)
24. شاريبوف أ.: حوار مع عضو في "حزب التحرير. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
25. شفارتس ستيفان: دفاعاً عن الديمقراطية الشابة في أوزبكستان من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الإسلامية المتطرفة. من مواد شبكة "انترنيت". (باللغة الروسية)
26. د. صابر فلحوط، د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. دار علاء الدين للنشر، دمشق 1999.
27. مجموعة صحف "برافدا فاستوكا"، و"نارودنويه صلوفا" الصادرتين في العاصمة الأوزبكستانية طشقند، منذ الاستقلال وحتى مايو/أيار عام 2005.
28. صحيفة الأهرام عددي 3 و31/5/2004.
29. صحيفة الاتحاد أبو ظبي 5/5/2004.
30. ليبهارت أ.: الديمقراطية في المجتمع المتنوع: بحث مقارن. موسكو: أسبيكت بريس، 1997. (باللغة الروسية)
31. د. عبد الله الأشعل: البعد الإسلامي في السياسات الخارجية الأوروبية. // القاهرة: السياسة الدولية، العدد 156/2004.
32. أ.د. محمد السليم، وأ.د. نعمة الله إبراهيموف، ود. إبراهيم عرفات، ود. صالح إنعاموف: أوزبكستان الدولة والقائد. القاهرة: مطابع الشروق، 1999.
33. أ.د. محمد البخاري: مشاكل التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. طشقند: مطبعة بصمة. (باللغة الروسية)
34. أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
35. أ.د. محمد البخاري: إحياء تراث أوزبكستان بين الأمس واليوم. الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 318/2003 ذو الحجة/فبراير.
36. أ.د. محمد البخاري: التجربة الديمقراطية في أوزبكستان في ضوء الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد السادس عشر، 1422 هـ، 2002م.
37. أ.د. محمد البخاري: آفاق التعاون العربي الأوزبكستاني. // الرياض: مجلة "تجارة الرياض"، العدد 482/2002 نوفمبر/تشرين الثاني.
38. أ.د. محمد البخاري: واقع استراتيجية السياسة الخارجية لجمهورية أوزبكستان. // أبو ظبي: الاتحاد، 7/1/2002.
39. أ.د. محمد البخاري: الصراعات الدولية والصحافة الدولية. في كتاب مؤتمر الكفاح ضد الإرهاب الدولي، والتطرف والحركات الانفصالية في العالم المعاصر. طشقند: جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، 2002. (باللغة الروسية)
40. أ.د. محمد البخاري: جمهورية أوزبكستان .. خطوات إيجابية نحو النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي. // أبو ظبي: الاتحاد، 6/3/2001.
41. أ.د. محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى المجتمع المعلوماتي (1-6). // أبو ظبي: الاتحاد، 27/9 و 13/10/2001.
42. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
43. أ.د. محمد البخاري: أوزبكستان والشراكة والتعاون الإستراتيجي والأمن في أوروبا وآسيا الوسطى. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 138/1999 أكتوبر/تشرين أول.
44. www.uzland.narod.ru
45. www.ng.ru
هوامش:
[1] صدر في أوزبكستان بعد استقلالها عام 1991: صحيح الإمام البخاري، وكتاب الهداية في شرح البداية للإمام برهان الدين المرغيناني، وكتاب سنن الترمذي للإمام الترمذي، وكتاب مصنفات علماء الحنفية وغيرها من الكتب بعد ترجمتها إلى اللغة الأوزبكية لتكون في متناول أكبر عدد من القراء. والحدث الأهم كان قيام الجامعة الإسلامية بطشقند بطباعة وتوزيع القرآن الكريم باللغة العربية مع ترجمة لمعانيه باللغة الأوزبكية، وإصدار نسخة إلكترونية منه على اسطوانة كمبيوتر.
[2] الصحف المحلية. 24/9/2004.
[3] وكالة أنباء "أوزا" والصحف المحلية 16/10 و8/11/2004.
[4] وكالة أنباء "أوزا" 2/11/2004.
[5] وكالة أنباء "أوزا" 2/11/2004.
[6] وكالة أنباء "أوزا"؛ إيرينا سيريخ: صحيفة نارودنويه صلوفا 8/11/2004.
[7] شهنازة توراه بيكوفا، تيموفي جوكوف: برافدا فاستوكا 26/10/2004.
[8] د. محمد البخاري: التجربة الديمقراطية في أوزبكستان في ضوء الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية العدد 16/2002. ص 59-101.
[9] زاكورلاييف أ.: غويالار كوراش. طشقند: ما وراء النهر، 2001. ص 31.
[10] باباجانوف بختيار: عن نشاط حزب التحرير في أوزبكستان // الإسلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. موسكو: أرت بيزنيس تسنتر، 2001. ص158-169.
[11] إسلاموف تيمور بيك: الصراع لا يقبل الضعف. من مواد شبكة "انترنيت".
[12] بيه سيمكولوف كاليمبيت: لا تنتظروا الخير من "حزب التحرير". من مواد شبكة "انترنيت".
[13] روزيمبرغ مارك: اليوم "تحريري" مسالم وغداً مقاتل في "القاعدة". من مواد شبكة "انترنيت".
[14] شاريبوف أ.: حوار مع عضو في "حزب التحرير. من مواد شبكة "انترنيت".
[15] السعودية تكشف هويات منفذي عملية "ينبع" الإرهابية. أبو ظبي: الاتحاد 5/5/2004.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق