جمهورية جورجيا
كتبها أ.د. محمد البخاري، مستشار رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، في طشقند بتاريخ 1/12/2004
تقع جمهورية جورجيا في مركز غرب القوقاز على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحر الأسود؛ المساحة 69.7 ألف كيلومتراً مربعاً؛ عدد السكان 5.493 مليون نسمة (إحصاء عام 1993)، منهم 66.8 % جورجيين، وأرمن 452 ألف نسمة، وروس 397 ألف نسمة، وأذربيجان 218 ألف نسمة، وأستين 150 ألف نسمة، ويونان 89 ألف نسمة، وأبخاز 79 ألف نسمة، وأوكران 50 ألف نسمة، بالإضافة لأقليات من اليهود، والأكراد، والتتار، والبيلاروس، والآشوريين (إحصاء عام 1989)؛ 56 % منهم يسكنون المدن؛ واللغة الرسمية: الجورجية؛ وأكثرية السكان مسيحيين أرثوذكس، (ولا تشير أية مراجع على الإطلاق لوجود المسلمين فيها، رغم وجودهم فعلاً وخاصة المسلمين الأبخاز، والآجار)؛
العاصمة: تبليسي؛ رئيس الدولة: رئيس الجمهورية؛ السلطة التشريعية: برلمان؛ يدخل ضمن جورجيا: أبخازيا، أدجاريا، وجنوب أسيتيا؛ إدارياً تنقسم إلى 65 منطقة، 62 مدينة، 52 بلدة (إحصاء عام 1989)؛ معظم أراضيها جبلية؛ وتغطي الأحراج خمسي مساحتها.
في بداية القرن السادس قبل الميلاد كانت ضمن الدولة الكولخيدية، وخلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد ضمن الدولة الإيبيرية، من بداية القرن السادس الميلادي وحتى بداية القرن العاشر الميلادي ضمن الدولة الساسانية الفارسية، ومن ثم البيزنطية، ومن ثم الخلافة العربية الإسلامية، خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين شهدت جورجيا ازدهاراً ثقافياً واقتصادياً، خلال القرنين 13 و14 تعرضت للغزو المغولي، والتتري، والتيموري، ومن القرن الخامس عشر وحتى بداية القرن التاسع عشر نشأت على أرضها دويلات: كارتيلي، وكاخيتي، وإميريتي، وسامتسخي-ساأتاباغو، وميغريلي، وغوريا، وأبخازيا؛ وخلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر خضعت لفترات للدولة الصفوية والدولة العثمانية؛ وفي عام 1783 خضعت مناطق شرق جورجيا للحماية الروسية، ومن عام 1801 ضم شرق جورجيا لروسيا، ومن عام 1803 ضم غرب جورجيا لروسيا؛ في عام 1917 تسلم السلطة المناشفة؛ وفي عام 1918 دخلت أراضيها القوات التركية، والألمانية، والبريطانية؛ في مايو عام 1919 أعلنت جمهورية جورجيا الديمقراطية؛ في عام 1921 أقيمت فيها السلطة السوفييتية؛ وبتاريخ 25/2/1921 أقيمت جمهورية جورجيا السوفييتية الاشتراكية؛ ومن 12/3/1922 ضمت لاتحاد القوقاز؛ ومن 5/12/1936 إحدى جمهوريا الاتحاد السوفييتي. وبعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي وخلال السنوات الممتدة من عام 1992 وحتى عام 1994 جرت فيها حرب أهلية من أجل استقلال أبخازيا، وجنوب أسيتيا، وتعاقب على السلطة فيها منذ الاستقلال زياد حمزة خوردي، وإدوارد شيفنادزة، وأخيراً ميخائيل ساكا شفيلي الذي وصل لسدة الحكم بانقلاب أبيض وقف وراءه وموله صندوق جورج سوروس حسب معظم المراجع الصحفية. وهناك قوات حفظ سلام روسية على أراضيها حتى الآن.
وتتحدث بعض المصادر عن الترحيل القسري للأتراك المسختين المسلمين إبان الحكم السوفييتي من جورجيا إلى دول وسط آسيا، وبعد تعرضهم للمذابح في أوزبكستان عام 1989 غادروها إلى روسيا وأوكرانيا حيث لا يزالوا حتى الآن لاجئين هناك، وهناك مصادر تتحدث عن منحهم حق الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
وتشكل الصناعة 34 %، الزراعة 29 % من الدخل القومي؛ وتنتج 13.4 مليار كيلو وات ساعي من الطاقة الكهربائية (1992)؛ وتنتج الشاي والنبيذ والكونسروة والزيوت والمياه المعدنية؛ والصناعات الخفيفة، والكيماوية، وبناء الآلات، والبيتروكيماوية، والصناعة النفطية؛ وتستخرج المرغنتسوف، والفحم الحجري، والمعادن الملونة والثمينة، والباريت وغيرها؛
وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية 3.2 مليون هكتار (1990)، منها 62.3 ألف هكتار لزراعة الشاي وتنتج منه 516.1 ألف طن، ويزرع في الباقي الحمضيات والعنب والحبوب؛ وتتألف ثروتها الحيوانية من الأغنام والخنازير والدواجن؛ وطول السكك الحديدية فيها 1.57 ألف كم؛ والطرق المعبدة 21. ألف كم؛ وأهم موانئها البحرية: باطومي، وبوتي؛ ويمر عبر أراضيها خط أنابيب البترول باكو– باطومي؛ وخط أنابيب الغاز من شمال القوقاز وأذربيجان. وتشير بعض المصادر الصحفية إلى تعاون جورجيا مع إسرائيل في تطوير مصنع إنتاج الطائرات الحربية المقاتلة الذي ورثته جورجيا عن الاتحاد السوفييتي السابق.
جورجيا كما يراها المحللون اليوم: تعتبر الأوضاع الراهنة في جورجيا استمراراً للأوضاع الناشئة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وما نتج عنها من أزمات اقتصادية وسياسية وعرقية وعسكرية، أدت إلى تعرض السياستين الخارجية والداخلية في جورجيا لضغوط ناشئة عن تضارب المصالح الروسية التي تملك قواعد عسكرية في جورجيا لتعزيز حدودها الجنوبية (خاصة عن الأوضاع الناتجة عما يسمى بعقدة القوقاز والصراع الدائر على الأرض الشيشانية) وتعزيز وجودها في البحر الأسود، وخطوط مواصلاتها المتشابكة مع الخطوط الجورجية البرية مع أجزاء من الأراضي الروسية في الجنوب ومع دول الجوار من جهة، والمصالح الغربية التي تريد إبعاد روسيا عن المنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار فيها من جهة أخرى. وضغوط تضارب المصالح الغربية نفسها (الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو)، ومصالح الاحتكارات النفطية العالمية التي تحاول وبنجاح السيطرة على المناطق النفطية في القوقاز وخطوط أنابيب نقل البترول باكو– باطومي، وأنابيب نقل الغاز من شمال القوقاز وأذربيجان إلى موانئ البحر الأسود الواقعة على شواطئ جورجيا.
وما كان وصول ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة في نهاية عام 2004 إلا نتيجة لتعقيدات السياستين الداخلية المتمثلة بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الفساد المالي والإداري مثلها مثل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، والصراعات والحركات الانفصالية والتواجد العسكري الأجنبي على أراضيها، ونجاحات التغلغل الغربي في الأوساط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في جورجيا.
الصراعات الداخلية المسلحة: وما أن أعلنت جيورجيا عن استقلالها حتى بدأت الصراعات المسلحة على أراضيها في أبخازيا، وأجاريا، وجنوب أسيتيا. وأدت الجهود أو بالأصح الضغوط الروسية إلى اتفاقية خروج القوات الجورجية من أسيتيا في يوليو/تموز 1992، ومن أبخازيا في سبتمبر/أيلول 1993، لتحل محلها قوات روسية تحت غطاء من قمة قادة رابطة الدول المستقلة عام 1994. وأدى تصاعد الأوضاع إلى تدخل بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا ومجلس الأمن الدولي لتثبيت وقف إطلاق النار وحل مشاكل الأمن والاستقرار وعودة النازحين الذين زاد عددهم وفق معظم المصادر عن 250 ألف نازح جورجي من أبخازيا إلى جورجيا و140 ألف أسيتي وأبخازي وأجاري لجأوا أساساً إلى الأراضي الروسية المجاورة لجورجيا. ولم تخفي الولايات المتحدة الأمريكية التي لها خبراء عسكريين في جورجيا منذ سنوات لتدريب الجيش الجورجي، والدول الأوروبية مطالبها بسحب القوات الروسية من جورجيا في قمة اسطنبول مما اضطر روسيا للإعلان عن خفض عدد قواتها في جورجيا وبدأت بسحب قسم منها فعلاً.
ورغم التوصل إلى اتفاق حول فصل القوات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وعودة النازحين، وإعادة تسيير النقل بخطوط السكك الحديدية المارة في الأراضي الجورجية، وإعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء هناك، وتأييد ميخائيل ساكاشفيلي الذي وصل للسلطة أواخر عام 2003 للاتفاق إلا أنه لم يجري أي شيء ملموس في هذا الاتجاه. بل ازداد التوتر بعد نجاح ساكاشفيلي في احتواء أجاريا وأبخازيا هذا العام، وفشله في جنوب أسيتيا التي جرت على أراضيها اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة واضطرت جورجيا بعدها وتحت الضغط الروسي إلى سحب قواتها من هناك في أغسطس من العام ذاته.
التواجد العسكري الروسي في جورجيا: يرجع التواجد العسكري الروسي على الأراضي الجورجية بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق للاتفاقية الموقعة بين البلدين في 15/9/1995، التي سمحت بالتواجد العسكري الروسي لمدة 25 سنة، وبيانات 1999، و2000، و2003. ورغم موافقة روسيا على سحب قواتها من جورجيا خلال 11 سنة تحت الضغوط الدولية (بيان اسطنبول) إلا أنه هناك خلاف حاد بين الجانبين حول الفترة الزمنية خاصة بعد وصول ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة ومطالبته بسحب القوات الروسية من جورجيا خلال ثلاث سنوات، ويعتبر ساكاشفيلي التواجد العسكري الروسي على الأراضي الجورجية عقبة على طريق تطبيع العلاقات الجورجية الروسية. ولهذا تعتقد بعض المصادر بأن لروسيا مصلحة في منع أو تأخير حل قضية الصراعات الداخلية وخاصة جنوب أسيتيا لكسب الوقت على الأقل.
ونعتقد أنه رغم المشاركة العسكرية الجورجية الرمزية في العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وتواجد الخبراء العسكريين الأمريكيين على أراضيها إلى جانب التواجد العسكري الروسي، فليست هناك رغبة أكيدة للجانبين الأمريكي والروسي في خلق حالة من الاستقرار فيها، فلأمريكا مصلحة بإبقاء حالة عدم الاستقرار واستمرار الخلافات الجورجية مع روسيا لضمان استمرار تواجدها فيها، ولا روسيا راغبة بسحب قواتها لأن ذلك سيؤدي حتماً لقلقلة وضعها الاستراتيجي في القوقاز والبحر الأسود.
الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية: والأوضاع غير المستقرة وانخفاض مستوى الدخل في جورجيا كغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق منذ عام 1990 وحتى عام 2000 أدت إلى هجرة أكثر من 250 ألف مواطن جورجي منهم 15 ألف إلى إسرائيل و40 ألف إلى اليونان والباقي إلى دول الغرب الأخرى والدول المجاورة. ورغم المساعدات الكبيرة التي يقدمها الغرب بغية خلق ظروف مناسبة لمصالحه الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة ولدعم سلطة ساكاشفيلي إلا أن معظمها على ما يبدوا غير كاف لتحقيق الانتعاش الاقتصادي المطلوب، أو أنها تصرف لأغراض أخرى بعيدة كل البعد عن أغراض الإنعاش الاقتصادي. ولهذا نرى أن معطيات منظمة الأمم المتحدة لا تتوقع أن تتحسن الأوضاع في جورجيا قبل عام 2015.
كتبها أ.د. محمد البخاري، مستشار رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، في طشقند بتاريخ 1/12/2004
تقع جمهورية جورجيا في مركز غرب القوقاز على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحر الأسود؛ المساحة 69.7 ألف كيلومتراً مربعاً؛ عدد السكان 5.493 مليون نسمة (إحصاء عام 1993)، منهم 66.8 % جورجيين، وأرمن 452 ألف نسمة، وروس 397 ألف نسمة، وأذربيجان 218 ألف نسمة، وأستين 150 ألف نسمة، ويونان 89 ألف نسمة، وأبخاز 79 ألف نسمة، وأوكران 50 ألف نسمة، بالإضافة لأقليات من اليهود، والأكراد، والتتار، والبيلاروس، والآشوريين (إحصاء عام 1989)؛ 56 % منهم يسكنون المدن؛ واللغة الرسمية: الجورجية؛ وأكثرية السكان مسيحيين أرثوذكس، (ولا تشير أية مراجع على الإطلاق لوجود المسلمين فيها، رغم وجودهم فعلاً وخاصة المسلمين الأبخاز، والآجار)؛
العاصمة: تبليسي؛ رئيس الدولة: رئيس الجمهورية؛ السلطة التشريعية: برلمان؛ يدخل ضمن جورجيا: أبخازيا، أدجاريا، وجنوب أسيتيا؛ إدارياً تنقسم إلى 65 منطقة، 62 مدينة، 52 بلدة (إحصاء عام 1989)؛ معظم أراضيها جبلية؛ وتغطي الأحراج خمسي مساحتها.
في بداية القرن السادس قبل الميلاد كانت ضمن الدولة الكولخيدية، وخلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد ضمن الدولة الإيبيرية، من بداية القرن السادس الميلادي وحتى بداية القرن العاشر الميلادي ضمن الدولة الساسانية الفارسية، ومن ثم البيزنطية، ومن ثم الخلافة العربية الإسلامية، خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين شهدت جورجيا ازدهاراً ثقافياً واقتصادياً، خلال القرنين 13 و14 تعرضت للغزو المغولي، والتتري، والتيموري، ومن القرن الخامس عشر وحتى بداية القرن التاسع عشر نشأت على أرضها دويلات: كارتيلي، وكاخيتي، وإميريتي، وسامتسخي-ساأتاباغو، وميغريلي، وغوريا، وأبخازيا؛ وخلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر خضعت لفترات للدولة الصفوية والدولة العثمانية؛ وفي عام 1783 خضعت مناطق شرق جورجيا للحماية الروسية، ومن عام 1801 ضم شرق جورجيا لروسيا، ومن عام 1803 ضم غرب جورجيا لروسيا؛ في عام 1917 تسلم السلطة المناشفة؛ وفي عام 1918 دخلت أراضيها القوات التركية، والألمانية، والبريطانية؛ في مايو عام 1919 أعلنت جمهورية جورجيا الديمقراطية؛ في عام 1921 أقيمت فيها السلطة السوفييتية؛ وبتاريخ 25/2/1921 أقيمت جمهورية جورجيا السوفييتية الاشتراكية؛ ومن 12/3/1922 ضمت لاتحاد القوقاز؛ ومن 5/12/1936 إحدى جمهوريا الاتحاد السوفييتي. وبعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي وخلال السنوات الممتدة من عام 1992 وحتى عام 1994 جرت فيها حرب أهلية من أجل استقلال أبخازيا، وجنوب أسيتيا، وتعاقب على السلطة فيها منذ الاستقلال زياد حمزة خوردي، وإدوارد شيفنادزة، وأخيراً ميخائيل ساكا شفيلي الذي وصل لسدة الحكم بانقلاب أبيض وقف وراءه وموله صندوق جورج سوروس حسب معظم المراجع الصحفية. وهناك قوات حفظ سلام روسية على أراضيها حتى الآن.
وتتحدث بعض المصادر عن الترحيل القسري للأتراك المسختين المسلمين إبان الحكم السوفييتي من جورجيا إلى دول وسط آسيا، وبعد تعرضهم للمذابح في أوزبكستان عام 1989 غادروها إلى روسيا وأوكرانيا حيث لا يزالوا حتى الآن لاجئين هناك، وهناك مصادر تتحدث عن منحهم حق الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
وتشكل الصناعة 34 %، الزراعة 29 % من الدخل القومي؛ وتنتج 13.4 مليار كيلو وات ساعي من الطاقة الكهربائية (1992)؛ وتنتج الشاي والنبيذ والكونسروة والزيوت والمياه المعدنية؛ والصناعات الخفيفة، والكيماوية، وبناء الآلات، والبيتروكيماوية، والصناعة النفطية؛ وتستخرج المرغنتسوف، والفحم الحجري، والمعادن الملونة والثمينة، والباريت وغيرها؛
وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية 3.2 مليون هكتار (1990)، منها 62.3 ألف هكتار لزراعة الشاي وتنتج منه 516.1 ألف طن، ويزرع في الباقي الحمضيات والعنب والحبوب؛ وتتألف ثروتها الحيوانية من الأغنام والخنازير والدواجن؛ وطول السكك الحديدية فيها 1.57 ألف كم؛ والطرق المعبدة 21. ألف كم؛ وأهم موانئها البحرية: باطومي، وبوتي؛ ويمر عبر أراضيها خط أنابيب البترول باكو– باطومي؛ وخط أنابيب الغاز من شمال القوقاز وأذربيجان. وتشير بعض المصادر الصحفية إلى تعاون جورجيا مع إسرائيل في تطوير مصنع إنتاج الطائرات الحربية المقاتلة الذي ورثته جورجيا عن الاتحاد السوفييتي السابق.
جورجيا كما يراها المحللون اليوم: تعتبر الأوضاع الراهنة في جورجيا استمراراً للأوضاع الناشئة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وما نتج عنها من أزمات اقتصادية وسياسية وعرقية وعسكرية، أدت إلى تعرض السياستين الخارجية والداخلية في جورجيا لضغوط ناشئة عن تضارب المصالح الروسية التي تملك قواعد عسكرية في جورجيا لتعزيز حدودها الجنوبية (خاصة عن الأوضاع الناتجة عما يسمى بعقدة القوقاز والصراع الدائر على الأرض الشيشانية) وتعزيز وجودها في البحر الأسود، وخطوط مواصلاتها المتشابكة مع الخطوط الجورجية البرية مع أجزاء من الأراضي الروسية في الجنوب ومع دول الجوار من جهة، والمصالح الغربية التي تريد إبعاد روسيا عن المنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار فيها من جهة أخرى. وضغوط تضارب المصالح الغربية نفسها (الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو)، ومصالح الاحتكارات النفطية العالمية التي تحاول وبنجاح السيطرة على المناطق النفطية في القوقاز وخطوط أنابيب نقل البترول باكو– باطومي، وأنابيب نقل الغاز من شمال القوقاز وأذربيجان إلى موانئ البحر الأسود الواقعة على شواطئ جورجيا.
وما كان وصول ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة في نهاية عام 2004 إلا نتيجة لتعقيدات السياستين الداخلية المتمثلة بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الفساد المالي والإداري مثلها مثل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، والصراعات والحركات الانفصالية والتواجد العسكري الأجنبي على أراضيها، ونجاحات التغلغل الغربي في الأوساط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في جورجيا.
الصراعات الداخلية المسلحة: وما أن أعلنت جيورجيا عن استقلالها حتى بدأت الصراعات المسلحة على أراضيها في أبخازيا، وأجاريا، وجنوب أسيتيا. وأدت الجهود أو بالأصح الضغوط الروسية إلى اتفاقية خروج القوات الجورجية من أسيتيا في يوليو/تموز 1992، ومن أبخازيا في سبتمبر/أيلول 1993، لتحل محلها قوات روسية تحت غطاء من قمة قادة رابطة الدول المستقلة عام 1994. وأدى تصاعد الأوضاع إلى تدخل بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا ومجلس الأمن الدولي لتثبيت وقف إطلاق النار وحل مشاكل الأمن والاستقرار وعودة النازحين الذين زاد عددهم وفق معظم المصادر عن 250 ألف نازح جورجي من أبخازيا إلى جورجيا و140 ألف أسيتي وأبخازي وأجاري لجأوا أساساً إلى الأراضي الروسية المجاورة لجورجيا. ولم تخفي الولايات المتحدة الأمريكية التي لها خبراء عسكريين في جورجيا منذ سنوات لتدريب الجيش الجورجي، والدول الأوروبية مطالبها بسحب القوات الروسية من جورجيا في قمة اسطنبول مما اضطر روسيا للإعلان عن خفض عدد قواتها في جورجيا وبدأت بسحب قسم منها فعلاً.
ورغم التوصل إلى اتفاق حول فصل القوات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وعودة النازحين، وإعادة تسيير النقل بخطوط السكك الحديدية المارة في الأراضي الجورجية، وإعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء هناك، وتأييد ميخائيل ساكاشفيلي الذي وصل للسلطة أواخر عام 2003 للاتفاق إلا أنه لم يجري أي شيء ملموس في هذا الاتجاه. بل ازداد التوتر بعد نجاح ساكاشفيلي في احتواء أجاريا وأبخازيا هذا العام، وفشله في جنوب أسيتيا التي جرت على أراضيها اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة واضطرت جورجيا بعدها وتحت الضغط الروسي إلى سحب قواتها من هناك في أغسطس من العام ذاته.
التواجد العسكري الروسي في جورجيا: يرجع التواجد العسكري الروسي على الأراضي الجورجية بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق للاتفاقية الموقعة بين البلدين في 15/9/1995، التي سمحت بالتواجد العسكري الروسي لمدة 25 سنة، وبيانات 1999، و2000، و2003. ورغم موافقة روسيا على سحب قواتها من جورجيا خلال 11 سنة تحت الضغوط الدولية (بيان اسطنبول) إلا أنه هناك خلاف حاد بين الجانبين حول الفترة الزمنية خاصة بعد وصول ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة ومطالبته بسحب القوات الروسية من جورجيا خلال ثلاث سنوات، ويعتبر ساكاشفيلي التواجد العسكري الروسي على الأراضي الجورجية عقبة على طريق تطبيع العلاقات الجورجية الروسية. ولهذا تعتقد بعض المصادر بأن لروسيا مصلحة في منع أو تأخير حل قضية الصراعات الداخلية وخاصة جنوب أسيتيا لكسب الوقت على الأقل.
ونعتقد أنه رغم المشاركة العسكرية الجورجية الرمزية في العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وتواجد الخبراء العسكريين الأمريكيين على أراضيها إلى جانب التواجد العسكري الروسي، فليست هناك رغبة أكيدة للجانبين الأمريكي والروسي في خلق حالة من الاستقرار فيها، فلأمريكا مصلحة بإبقاء حالة عدم الاستقرار واستمرار الخلافات الجورجية مع روسيا لضمان استمرار تواجدها فيها، ولا روسيا راغبة بسحب قواتها لأن ذلك سيؤدي حتماً لقلقلة وضعها الاستراتيجي في القوقاز والبحر الأسود.
الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية: والأوضاع غير المستقرة وانخفاض مستوى الدخل في جورجيا كغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق منذ عام 1990 وحتى عام 2000 أدت إلى هجرة أكثر من 250 ألف مواطن جورجي منهم 15 ألف إلى إسرائيل و40 ألف إلى اليونان والباقي إلى دول الغرب الأخرى والدول المجاورة. ورغم المساعدات الكبيرة التي يقدمها الغرب بغية خلق ظروف مناسبة لمصالحه الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة ولدعم سلطة ساكاشفيلي إلا أن معظمها على ما يبدوا غير كاف لتحقيق الانتعاش الاقتصادي المطلوب، أو أنها تصرف لأغراض أخرى بعيدة كل البعد عن أغراض الإنعاش الاقتصادي. ولهذا نرى أن معطيات منظمة الأمم المتحدة لا تتوقع أن تتحسن الأوضاع في جورجيا قبل عام 2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق