منظمة تعاون
دول بحر قزوين
كتبها أ.د. محمد
البخاري، مستشار رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، في طشقند
بتاريخ 16/5/2002
في أعقاب قيام
منظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، وجهت إيران الدعوة للدول المطلة على
بحر قزوين وهي: إيران، وأذربيجان، وتركمانستان، وقازاقستان، وروسيا الاتحادية،
لتشكيل منظمة تعاون دول بحر قزوين لتعنى بالتعاون بين هذه الدول من أجل استثمار
واستغلال ثروات وموارد البحر وتنظيم شؤون الملاحة فيه. بدلاً للمعاهدات التي سبق
لإيران أن وقعتها مع الإمبراطورية الروسية عام 1813 وتنازلت فيها إيران عن
ممتلكاتها في القوقاز وأنهت الحرب بين البلدين، واعترفت بحق روسيا بامتلاك سفن
حربية في بحر قزوين، ومع الاتحاد السوفييتي عام 1921 والتي ضمنت حرية الملاحة
للجانبين في بحر قزوين، وعام 1940 من خلال تبادل الرسائل بين الجانبين حول بحر
قزوين.
ولمناقشة أهداف
ومبادئ المنظمة وهي: تطوير التعاون بين الدول الأعضاء؛ وتنظيم استكشاف واستغلال
وحفظ وإدارة الموارد والثروات الحية وغير الحية في بحر قزوين، وأهمها: الأسماك،
والبترول، والغاز الطبيعي؛ والاتفاق على تنظيم شؤون الملاحة في بحر قزوين؛ والتزام
الدول الأعضاء بالمساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم
استخدام القوة في علاقاتها، والامتناع عن مباشرة أي نوع من الإكراه أو الضغوط
الاقتصادية في مواجهة بعضها البعض، واستخدام بحر قزوين للأغراض السلمية فقط، وجعل
منطقة بحر قزوين منطقة منزوعة السلاح بما يدعم السلم والاستقرار في المنطقة.
وعقدت المنظمة
جملة من لقاءات القمة منذ تأسيسها وحتى الآن، كان آخرها لقاء عشق آباد العاصمة
التركمانية الذي فشل في حل المشاكل المطروحة. وتتمثل الخلافات أساساً على اقتسام
ثروات البحر التي كانت سابقاً مقسمة بين دولتين فقط هما إيران والاتحاد السوفييتي
السابق بموجب اتفاقيتي 1921، وعام 1940. واختلف الوضع تماماً بعد استقلال
جمهوريات: أذربيجان، وتركمانستان، وقازاقستان. وأصبحت اللعبة قائمة من إيران
وروسيا لاستقطاب هذه الجمهوريات إلى جانبها لتحقيق شروط أفضل تضمن مصالحها.
ومن العوامل
المؤثرة في عملية تقارب تلك الدول: الصراع الأذربيجاني الأرمني على منطقة ناغورني
قره باغ الأذربيجانية المحتلة من قبل أرمينيا، والتقارب والتعاون الإيراني
الأرمني، والروسي الأرمني (والدولتين عضوين في اتفاقية الأمن الجماعي التي تضم
كلاً من روسيا، وقازاقستان، وقرغيزستان، وطاجكستان، وأرمينيا. وهي الاتفاقية التي
تمنع الدول المشاركة فيها من الدخول في أية تحالفات عسكرية أو تجمعات موجهة ضد
الدول المشاركة في الاتفاقية، ومسؤولية الدول الموقعة على الاتفاقية جماعياً عن
حماية أمن وحدود الدول المشاركة فيها)، وهو ما يوجد تخوفاً أذربيجانياً دفعها نحو
التقارب مع تركيا رغم الخلافات المذهبية بين الأذربيجان الشيعة، والأتراك السنة؛
ورغبة تركمانستان بإتباع سياسة محايدة من التكتلات القائمة في المنطقة؛ والمساعي
الإيرانية الروسية لفرض الهيمنة على المنطقة عن طريق كسب تأييد ودعم الأطراف
الأخرى في المواضيع المطروحة للنقاش. وتمثل في الآونة الأخيرة بالتقارب الروسي
القازاقي، والتقارب الإيراني الأذربيجاني والذي على ما أعتقد أنه جاء بعد إعلان
إيران عن نيتها تنفيذ مشروع لبناء طريق نقل جديدة عبر أفغانستان يوصل جمهوريات
آسيا المركزية إلى الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط عبر إيران؛ وهو ما أعلنته
إيران أثناء زيارة رئيس جمهوريتها للمنطقة منذ مدة قريبة، عن نيتها بناء طريق
للترانزيت من آسيا المركزية يمر عبر الأراضي الأفغانية (مزار شريف) إلى الخليج
العربي عبر شبكات النقل البري وبالسكك الحديدية التي تم ربطها بين آسيا المركزية
وإيران فعلاً منذ سنوات، وشواطئ البحر الأبيض المتوسط بعد أن تم فعلاً ربط شبكة
الخطوط الحديدية الإيرانية والسورية. ويعتبر بديلاُ ويضعف برنامج الاتحاد الأوروبي
"تراسيكا" الموجه نحو تطوير ممر للنقل البري يربط غرب وشرق أوروبا، عبر
البحر الأسود، والقوقاز، وبحر قزوين بآسيا المركزية وشرق وجنوب شرق آسيا والمحيط
الهادئ. ليفتح أمامها إمكانيات كبيرة بديلة وأكثر ثباتاً لكل الدول التي يمر داخل
أراضيها ولا تملك منافذ على البحر، للخروج إلى شبكات طرق النقل الأوروبية
والأسيوية، ويفتح أمامها آفاقاً جديدة وواسعة لتوسيع قدراتها التصديرية، وتنشيط
نشاطاتها التجارية الخارجية.
وهنا لابد من
الإشارة إلى الدور الهام والرئيسي لأوزبكستان في تنفيذ هذا المشروع من خلال
كوادرها المدربة، والذي يعتبر من مشاريع القرن الحادي والعشرين. وكان هذا البرنامج
أساساً قد نفذ للحد من النفوذ الروسي في منطقة آسيا المركزية والقوقاز، والحيلولة
دون عودة أية بوادر للحرب الباردة التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي السابق.
وبديلاً لخط النقل بالسكك الحديدية "ترانس سيبير" الذي تم بناؤه داخل
الأراضي الروسية قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق؛ وأعتقد أن هذا يعتبر من
أوراق الضغط على شركاء إيران على الشواطئ البحرية لبحر قزوين في أية مفاوضات
قادمة، لأن المتضررين سيكونون طبعاً روسيا وأذربيجان وتركمانستان بالدرجة الأولى.
وبحر قزوين: هو
بحر مغلق لا مخارج له على المحيطات العالمية، تحيط بشواطئه الواقعة على الحدود
الأوربية الآسيوية، كلاً من تركمانستان وقازاقستان من الشرق، والاتحاد الروسي من
الشمال والغرب، وأذربيجان من الغرب، وإيران من الجنوب. وتصب فيه أنهار: الفولغا،
وكور، وأراكس. ويبلغ طوله 1200 كم، وأقصى عرض لبحر قزوين 320 كم. مساحته 356,2 ألف
كم مربع. وسطحه منخفض عن مستوى البحار المفتوحة بنحو 29 متراً. وأعمق نقطة فيه
1025 م. وفيه حوالي 50 جزيرة مساحتها حوالي 320 كم2. وأهم موانئه: باكو، أذربيجان؛
ومحج قلعة، وأستراخان، الاتحاد الروسي؛ وكراسنو فودسك، تركمانستان؛ وبندر إنزيلي،
ونوشهر، وبندر تركمان، إيران. ويربط مينائي كراسنوفودسك (تركمانيا)، وباكو
(أذربيجان) خط نقل بحري منتظم للسكة الحديدية التي تربط بين شواطئ البحر الشرقية
والغربية. بالإضافة إلى ثروته السمكية والبترولية الغنية، حيث يستخرج من قاعه
البترول منذ عام 1924. ويشكل النفط المستخرج من قاعه 50 % مما تستخرجه جمهورية
أذربيجان.
وجمهورية
أذربيجان: ضمتها روسيا إلى أراضيها في القرن التاسع عشر. وأحدثت بشكلها الحالي
نتيجة للسياسة الاستعمارية الروسية في 28/4/1920. وأعلنت استقلالها عن الاتحاد
السوفييتي السابق عام 1991. العاصمة باكو. رئيس الجمهورية حيدر علييف.
وتقع أذربيجان
في القوقاز ويحدها من الشمال الاتحاد الروسي، ومن الغرب جورجيا وأرمينيا، ومن
الشرق بحر قزوين، ومن الجنوب إيران. لمساحتها 86,6 ألف كم مربع. ويبلغ عدد سكانها
أكثر من 6 ملايين نسمة. وأهم القوميات التي تعيش في أذربيجان: الأذربيجانيين،
والروس، والأرمن، واللازغين. وأهم مدنها: كيروف آباد، وسومغاييتي، ومينغينتشاور،
وستيبانوكيرت، وعلي بايراملي، وداشكيسان.
وأهم منتجاتها:
البترول، والغاز الطبيعي، والطاقة الكهربائية، والخامات المعدنية، والمعادن،
والأحماض القلوية، والأسمدة المعدنية، والقطن، والأقمشة، والأحذية، والأسماك،
والمعلبات، واللحوم، والحبوب، والذرة، والتبغ، والخضار والفواكه، والأبقار،
والأغنام، والماعز، والدواجن.
وجمهورية
قازاقستان: بدأ الاحتلال الروسي بضم أراضيها في القرن الثامن عشر. وأحدثت بشكلها
الحالي نتيجة للسياسة الاستعمارية الروسية في 5/12/1936. وأعلنت استقلالها عن
الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991. العاصمة أستنه. ورئيس الجمهورية سلطان نزار
باييف. وتقع قازاقستان في آسيا المركزية ويحدها من الشرق الصين، ومن الغرب بحر
قزوين، ومن الشمال الاتحاد الروسي، ومن الجنوب قرغيزستان، وأوزبكستان. مساحتها
2717,3 ألف كم مربع. ويبلغ عدد سكانها أكثر من 14 مليون نسمة. وأهم القوميات التي
تسكنها: القازاق، والروس، والأوكران، والتتر، والأوزبك. وأهم مدنها: ألما آتا،
وطراز، وأكتيوبينسك، وسيمبالاتينسك، وقزل أوردة، وقرة قندة.
أهم منتجاتها:
الطاقة الكهربائية، والمعادن الخام، والفحم الحجري، والغاز الطبيعي، والبترول،
والأسمدة المعدنية، والإسمنت، والأقمشة، والأحذية، واللحوم، والزيوت النباتية،
والسكر، والحبوب، والقطن، والصوف، والخضار والفواكه، والأغنام، والماعز، والخيول،
والجمال، والدواجن.
وجمهورية
تركمانستان: كانت قبل الاحتلال الروسي خلال القرن التاسع عشر ضمن إمارة بخارى،
وخانية خيوة. وأحدثت بشكلها الحالي نتيجة للسياسة الاستعمارية الروسية في
27/10/1924. وأعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1991. عاصمتها: عشق آباد.
ورئيس الجمهورية سفر مراد نيازوف.
وتقع
تركمانستان في آسيا المركزية ويحدها من الشرق والشمال أوزبكستان، وقازاقستان، ومن
الغرب بحر قزوين، ومن الجنوب إيران وأفغانستان. مساحتها 488,1 ألف كم2. ويبلغ عدد
سكانها أكثر من 3 ملايين نسمة. وتعيش فيها القوميات التالية: التركمان، والروس،
والأوزبك، والقازاق، والتتر، والأوكران، والأرمن. وأهم مدنها: تشارجو، وبيرم علي،
وتشيليكين، وبيزمين، ونيبيت داغ.
وأهم منتجاتها:
الطاقة الكهربائية، والبترول، والغاز الطبيعي، والأسمدة المعدنية، والإسمنت،
والقطن، والحرير، والأقمشة، والأحذية، واللحوم، والزيوت النباتية، والخضار
والفواكه، والحبوب، والأبقار، والأغنام، والماعز، والخيول، والجمال، والصوف،
والدواجن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق